أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد بولس - في أيلول الفلسطيني، موحدون في وجه السجان















المزيد.....

في أيلول الفلسطيني، موحدون في وجه السجان


جواد بولس

الحوار المتمدن-العدد: 7352 - 2022 / 8 / 26 - 04:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في ايلول الفلسطيني، موحدون في وجه السجان


من المفترض أن يشرع، في مطلع أيلول / سبتمبر القادم، الأسرى الأمنيون الفلسطينيون في جميع سجون الاحتلال الإسرائيلي، وعددهم قرابة 4500 أسيرًا، في خوض إضراب مفتوح عن الطعام، وفق ما جاء في قرار عممته "لجنة الطواريء العليا للأسرى" من داخل المعتقلات الاسرائيلية.

وحسب ما جاء في بيان نشره "نادي الأسير الفلسطيني" من مدينة رام الله، فإن البدء في خطوة الاضراب سيكون مرهونًا بموقف ادارة سجون الاحتلال إزاء مطالب الأسرى، وفي طليعتها العدول عن قرارات هذه الادارة في التضييق على الأسرى، لاسيما من ذوي الأحكام العالية وتحديدًا المحكومين بالسجن المؤبد.

وفي استعراض لخلفيات هذه الخطوة أكد "نادي الأسير الفلسطيني" على أن هذه الخطوة هي امتداد لمعركة الأسرى التي اندلعت في شهر شباط /فبراير من العام الجاري في اعقاب سلسلة من الاجراءات القمعية والتنكيلية التي أعلنت عنها، في حينه، ادارة مصلحة سجون الاحتلال، أثر نجاح عملية "نفق الحرية" وهروب الأسرى الستة من سجن "جلبوع" في شهر أيلول /سبتمبر من العام المنصرم.

لقد كان جليًا، لكل من يتابع شؤون الحركة الأسيرة الفلسطينية، على أن معركة قمع الأسرى المصيرية ومحاولة النيل من حقوقهم المكتسبة خلال عقود من النضالات والاصرار والصمود، بدأت عمليًا قبل عملية "نفق الحرية" وذلك حين أعلنت "لجنة أردان"، وزير الأمن الداخلي في العام 2018، خطتها الاستراتيجية لمحاصرة الأسرى وسحب معظم منجزاتهم وخلخلة شروط حياتهم التنظيمية والمعيشية كما استتبت منذ عقود .

لقد استشعر الأسرى خطورة ما ترمي اليه إجراءات المسؤولين في مصلحة السجون ، وتعمدهم استغلال عملية النفق للايغال في خطواتهم القمعية، فأعلنوا في شهر شباط / فبراير المنصرم عن رفضهم لمخططات مصلحة السجون وبدأوا في تنفيذ سلسلة خطوات احتجاجية تصعيدية ضدها، حيث كان من المنتظر أن تتوج بالاعلان، في الخامس والعشرين من شهر أذار / مارس الماضي عن إضرابهم الشامل عن الطعام .

لم يخض الأسرى الاضراب عن الطعام كما كان مقررًا، فقبل قدوم ميعاده بيوم واحد، توصلت "لجنة الطواريء العليا" في السجون، وهي لجنة تضم ممثلين عن جميع فصائل الأسرى وانتماءاتهم التنظيمية في الأسر، مع ممثلي مصلحة السجون إلى تفاهمات، قضت في جلّها بالمحافظة على أوضاع الأسرى كما كانت عليه قبل عملية " نفق الحرية"؛ وعدم المساس بما هو قائم.

إلا أن الأمور لم تسِر حسب ما اتفق عليه؛ حيث استأنفت مصلحة السجون الاسرائيلية تنفيذ خطواتها القمعية، في حراكات متحدية لارداة الاسرى ومراهنة على جاهزيتهم للدفاع عن حقوقهم وكراماتهم؛أو كما أكّدوا الأسرى أنفسهم في بيانهم الأول الذي نشروه في العشرين من الشهر الجاري، وأعلنوا فيه " كعادتهم التي عهدناها عليهم بالنقض للعهود والمواثيق؛ ها هي إدارة سجون الاحتلال تتراجع عن التفاهمات التي حصلت معهم في شهر آذار الماضي، والتي على أثرها أوقفنا حراكنا الاستراتيجي آنذاك وتقرر العودة لقرارها بالتنكيل بالاسرى عمومًا وبأسرى المؤبدات خصوصًا".

ومن بين ممارسات تنكيل ادارات سجون الاحتلال بالاسرى، برز قرارها بنقل عدد من قدامى الأسرى، الذين أمضوا عشرين عامًا أو أكثر في الأسر، كل ستة أشهر من سجن إلى آخر ، في محاولة لمنع استقرار الأسير نفسيًا وحرمانه من امكانية العيش بانسجام مع محيطه داخل ذات السجن ! لم ولن تقتصر قرارات ادارة السجون على هذه الخطوة؛ فالواضح انها وغيرها ستكون البداية لنسف الوضع القائم وتوازناته المتعارف عليها داخل السجون منذ سنوات طوال.

يمكن فهم موقف الأسرى في شهر آذار / مارس المنصرم وقرارهم اعطاء فرصة لادارة السجون لتنفيذ ما اتفق عليه، كمغامرة محسوبة من جهتهم؛ فهم يعرفون، كما جاء في بيانهم الثاني، الصادر قبل ثلاثة أيام فقط، أن معاركهم مع السجان "لا يوجد فيها أم المعارك، وستبقى عملية التدافع معهم مستمرة ما دام هناك احتلال" ؛ وبناء على هذا التقييم الصحيح والثاقب قاموا بتوصيل رسالتهم الواضحة والحازمة لادارة السجون أولًا، وللجميع من بعدها، فقالوا : "لم نسمح يومًا للسجان أن يفرض إرادته علينا، ولن نسمح بذلك اليوم أيضًا، عبر وحدتنا الوطنية وخلف قيادة وطنية موحدة"؛ والتشديد هنا على أهمية وحدتهم الوطنية ووقوفهم خلف قيادة وطنية موحدة.

لقد قلنا في حينه أن اعلان "لجنة أردان" بشأن أوضاع الأسرى الفلسطينيين ومنظومة حقوقهم داخل السجون، يعتبر بمثابة قرار اسرائيلي رسمي وقطعي يستهدف تقويض أواصر وجود الحركة الأسيرة الفلسطينية وهدم منظومة الحقوق والأسس القيمية والمعيشية التي بنتها تلك الحركة عبر مسيرة كفاح طويلة وصارمة لامست، في بعض محطاتها، حدود المعجزات. وقلنا كذلك إن حروب المؤسسة الاسرائيلية مع الحركة الأسيرة الفلسطينية منذ يوم الاحتلال الأول ومرورًا باعلان "لجنة أردان" ولغاية الآن، لم تتوقف ولن تتوقف بتاتًا. بيد أن أباء هذه الحركة ومن تلاهم من أجيال متعاقبة، قد افشلوا ما كان الاحتلال يخطط لنيله ويتمناه؛ ونجحوا، بعد أن خاضوا أشرس المعارك ضد قمع السجانين، بقلب المعادلة رأسًا على عقب؛ ففي حين حاول "السجان الإسرائيلي" تدجين المقاوم الفلسطيني ومعاملته كمجرم وكإرهابي يعيش في ظل القانون الاسرائيلي ومننه، أصر هؤلاء المناضلون على أنهم أسرى للحرية وجنود يضحون بالاغلى في سببل كنس الاحتلال وحق شعبهم في الاستقلال وبناء دولتهم أسوة بباقي شعوب الأرض.

لقد استوعبوا منذ البدايات، وبفطرة المقاومين الأنقياء عشاق الحياة الكريمة، أن بناء الجماعة هو الضمانة الأكيدة لحماية الأفراد من خباثة أعدائهم، والوسيلة الوحيدة لصد سياسات المحتلين، فأشد ما كان وما زال المحتل بحاجة إليه، هو ظفره بأرواح المناضلين الفلسطينيين والتحكم فيها وراء القضبان، كي يحيلها إلى ظلال تائهة وفرائس للخيبة والى أفراد مهزومة فاقدة للأمل .

لم يكن قرار الحكومة الاسرائيلية المذكور مجرد نزوة عابرة، ولا يمكن لأية جهة فلسطينية احتسابه كردة فعل تأديبية ضد أي فصيل أو مجموعة من الأسرى جراء قيامها أو عدم قيامها بفعل ما ؛ فحكومات اسرائيل تعيش منذ سنوات حالة من الوهم أو ربما الاقتناع الذاتي بأنها باتت أقرب من مسافة قدم على الاجهاز على مشروع التحرر الوطني الفلسطيني، حيث لم يبق أمامها الا مهمة تفتيت جسد الحركة الاسيرة وهزيمة "الروح الفلسطينية المقاومة" وتيئيس حامليها من نجاعة نضالاتهم وتضحياتهم.

لم تأت تلك القناعة الاسرائيلية من فراغ، ولن تتوقف محاولات السجان لتحقيق أهدافه بشكل تلقائي؛ فلقد استشعر القائمون على إعداد خطة سحق "الحركة الأسيرة الفلسطينية" بروز عدد من المتغيرات السلبية والمحفزات النامية داخل صفوف المقاومة والمجتمع الفلسطيني، وفي مقدمتها تعدد الانقسامات الفصائلية الفلسطينية، خارج وداخل السجون، وانتشار حالات التشرذم والتشظي على طول البلاد وعرضها، فوظفوها واستغلوها كعوامل مسهلة في تنفيذ مهمتم الاستراتيجية المذكورة.

لقد استغلت الأحزاب اليمينية كلها حادثة "نفق الحرية" في سجن "جلبواع" وحرضت على جميع الأسرى وعلى تنظيماتهم وعلى القيادة الفلسطينية المتهمة بدعم هؤلاء "الارهابيين" وبتشجيعهم ؛ وكان متوقعًا أن توظف المؤسستان السياسية والامنية، هذه الحادثة والمضي بما بدأته حكومة نتنياهو وأردان، وشن حملات ثأر جديدة، تمامًا كما شاهدنا منذ شهر أيلول العام المنصرم ونشاهد في هذه الأيام أيضًا.

من الصعب أن نتكهن كيف سيكون مصير الخطوة التي أعلن عنها الاسرى ومهدّوا لها ببعض الاجراءات التحذيرية الأولية، مثل امتناعهم عن الخروج إلى يسمى بعمليات "الفحص الأمني" وارجاع بعض وجبات الطعام. ففي الاول من ايلول/ سبتمبر سيدخلون في مرحلة الاضراب عن الطعام الذي إن دخلوه فلسوف لن يتراجعوا عنه "إلا بتحقيق مطالبنا ولن تنتهي معانتنا ألا بتحقيق حريتنا" ، كما جاء في بيانهم المذكور .

من الصعب التكهن، لأن كل شيء سيكون منوطًا بهم أولًا وبتجسيد وحدتهم الحقيقية، فبعدها سيحق لهم مطالبة ومحاسبة أبناء شعبهم وجميع أحرار العالم؛ لأن "قضية الأسرى هي قضية حرية الانسان على طريق حرية الأرض"، كما ورد في بيانهم ..



#جواد_بولس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف نتصدّى - للافا- النتنياهوية
- القائمة المشتركة: سيل نزّاز خير من نبع مقطوع
- حمّى البحر المتوسط
- على عتبات المحكمة العليا الاسرائيلية - سذج وحالمون
- وقفة عابرة على عتبة الكنيست
- ملاحظتان عن زيارة بايدن
- هواجس أوّلية قبل معركة ساخنة
- غافلون على رصيف معركة إسرائيلية جديدة
- من كهانا إلى كهانا تولد مملكة إسرائيل وتترسخ
- سيصير يومًا خليل عواودة ما يريد
- القدس بعد - عهد الفيصلية-
- متلازمة علم فلسطين وضرورة اسقاط النعش
- شيرين..هبة فلسطين للسماء
- فلسطين تنجب أيقوناتها
- لغزة من قلوبنا سلام ورجاء
- جمعة القدس الحزينة
- والقول كما قال أيمن في باب العامود ، ولكن!
- - حروب اليهود- في الكنيست-المعركة الأخيرة
- إسرائيل- من دولة عنصرية لها مؤسسات وجيش إلى كيان مارق وكتائب ...
- من برلين إلى بئر السبع، موعظة ودماء


المزيد.....




- -نيويورك تايمز-: عائلات العسكريين الأوكرانيين القتلى تفشل من ...
- مدفيديف يتحدث عن العلاقات بين روسيا ولاوس
- وسائل إعلام: بولندا تفتح قضية تجسس ضد القاضي شميدت الهارب إل ...
- البرلماني الجزائري كمال بن خلوف: بوتين أعاد لروسيا هيبتها ال ...
- مصر تحذر من -تصعيد خطير- إثر استمرار سيطرة إسرائيل على معبر ...
- النازحون بالقضارف السودانية.. لا غذاء ولا دواء والمساعدات قل ...
- الأسد وانتخابات -البعث-.. -رسائل للعرب-
- الشرطة تفكك مخيم اعتصام موالٍ للفلسطينيين بجامعة جورج واشنطن ...
- بيان إماراتي بعد سيطرة القوات الإسرائيلية على معبر رفح
- -طلائع التحرير- المجهولة تتبنى قتل إسرائيلي في مصر.. ومصادر ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد بولس - في أيلول الفلسطيني، موحدون في وجه السجان