أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جوانا إحسان أبلحد - معيارية القفلة بقصيدة النثر، بَيْنَ اللافت واللائك














المزيد.....

معيارية القفلة بقصيدة النثر، بَيْنَ اللافت واللائك


جوانا إحسان أبلحد

الحوار المتمدن-العدد: 7348 - 2022 / 8 / 22 - 14:17
المحور: الادب والفن
    


مقال :
--------------------------------------------------------------------------
هَلْ أراها كَـ الخزَّامة على أنف القصيدة، أمْ أراها كَـ الياقوتة الحمراء وقد جاءتْ كَـ (واسطةِ العُقْدِ) على صدرها الناهد ! والعقد هو مجموع الخرزات الاستعارية والانزياحية على مَدِّ القصيدة الحلوة.
أمْ أراها كـ نقطة البندي على جبين صبية هندية، قد يزدحمُ بالألوان مرآها لكن أشعة معناها تتركّز بتلك البؤرة على جبينها، وتلك النقطة فقط ستعلق بذهنك بعدما تتناءى عنكَ بمجموع ألوانها واكسسواراتها.. أجَلْ هكذا توصيفات تـتبدَّى لمنظوري لو نظرتُ لمعنى القفلة بقصيدة النثر الحقيقية/ الحاذقة.
:
لو سألتَ القديرين/القديرات بقصيدة النثر عن أهم ميزة بالقفلة سيقولون فوراً : الدهشة !
فهَلْ نُؤاتي تلك (الدهشة) بقصدية فنية أم هي تعبير فوري يتوالى أخيراً على سطور القصيدة وبديهياً سيكون مُدهشاً ؟!
بمقال عتيق يتناول المعايير الفنية لقصيدة النثر، رقَّـمْـتُ القفلة كـ خامس معيار بالذي يُرادف الفكرة مِنْ معيار يتكوَّرُ بالأهمية كما تتكوَّرُ المحارة على لألأة مكنونها، هذا لو كانتْ المحارة أسلوبيتكَ ومكنونها هو الرؤية الخام مِنْ موضوعِكَ.
:
لو أردتُ الاشتغال على المبنى لمُساورة (الدهشة) بالقفلة، هُنا سأستعملُ المِعْوَل اللغوي لتغيير السياق أو إبراز التحول اللغوي بتعبير أدق وأدهى. ومِنْ باب التوضيح للمهتم بالأمر أقول: لو يتراصف عندكَ سياق نحوي واحد على مدِّ القصيدة سواءً كانَ بناؤها متنامياً أو مقطعياً، قد يكون المحبذ لغوياً أن تُغيّرهُ بالقفلة. وبمثال أوضح: لو أغلب سطور قصيدتكَ تبدأ بالأفعال المضارعة، عندما تصل القفلة يُفضَّل أنْ تُغيّر من رتابة الجمل الفعلية وتصنع لنا المُباغتة النحوية، كأن تجعل القفلة جملة اسمية أو استفهامية أو منفية، خصوصاً أدوات الاستفهام والنفي أراها كَـ الشامات الحلوة على بشرة قصيدة النثر.
:
لو أردتُ الاشتغال على المعنى لمؤاتاة (الدهشة) بالقفلة، هُنا سأستعملُ المِعْوَل الرؤيوي/ التصويري لتخليق الإدهاش وبنوعيهِ عندي، كـ النوع المُرهَف وفيه الإدهاش والإمتاع معاً على هيئة لمسة لوجنة المتلقي، وذلك الصادم/الصارخ على هيئة صفعة على وجنة المتلقي !
بهذا المِعْوَل الرؤيوي ستقلّبُ تربة الأساليب الشِّعريَّة المُتعارف عليها مِنْ استعارة وترميز وانزياح، حاوِلْ فقط أنْ تنأى بمِعْوَلِكَ -نسبياً- عَنْ تربة المتداول والمتوقَّع والمطروق والمستهلك والمكرور بمجموع الصور على مرِّ اطلاعاتكَ الشِّعريَّة.
وشخصياً أرى أسلوب الاستعارة أشبه بالصقر الذي يحطُّ على كتف المشهدية بـ عنفوان وهيبة لتخليق القفلات المُتفرّدة، والتي قد تجعل المتلقي يُعاود قراءة القصيدة، وبالمرة الثانية يفغرُ فاهاً أوسع عندَ التركيز الأمتع بسطوركَ حتى وصولهِ لقفلتكَ الاستعارية الأدهش وفرَّاشات تأمُّلهِ تدورُ ملياً/ ممتعاً حولَ قنديلها الأقوى !
:
أشعرُ أنَّ القفلة بقصيدة النثر مدعاة الذروة النصيَّة وليستْ لأجل الانكفاء/الانحسار/التضاؤل/ التلاشي/التصاغُر/ الخفوت/ الأفول.. وعليهِ لو الفعل الكتابي يتصاعد تدريجياً بالأنواع الأدبية الأخرى ثم ينبسط عند ختامها، سأرى العملية معكوسة بقصيدة النثر والتصاعُد يأخذ ذروته بالطريق إلى قفلتِها. كما أرى القفلة بقصيدة النثر ليستْ مِنْ مفهوم الخلاصة بنهاية المقالة، وليستْ مِنْ مفهوم الخاتمة بنهاية القصة، وليستْ مِنْ مفهوم المُحصّلة بنهاية الرواية، وليستْ مِنْ مفهوم المغزى أو المقصد بأواخر القصيدة التفعيلية، وليستْ مِنْ مفهوم الحكمة أو العِبرة المُرتجاة مِنْ البيت الأخير بالقصيدة العمودية، بَلْ أراها مِنْ مفهوم السدادة كَـ إغلاق لنافذة المشهدية على وجه الفجأة !
:
ثم أحدسُ أنَّ القفلة بقصيدة النثر ذات نزعة انفصالية عن موضوع القصيدة.
قد تكون -غالباً- غير انفصالية ومِنْ نفس الخيط الذي نَسَجَ القصيدة وهذه بحالة القصيدة المُتوشِّحة بـ شال وحدة الموضوع. أو تنفصل عن منسوج القصيدة وتكون مدروزة بخيط آخر لكّنهُ يتصل بخيط الرؤية الخام للموضوع الشِّعري بينما عقدة الوصل مُتوارِية بوجدانية الشاعر/ة.
:
أيضاً أرى القفلة بقصيدة النثر ليستْ بالضرورة تكون مفتوحة على أكثر مِنْ تأويل إرضاءً لهذا الرأي اللائك مِنْ ذوي النقد الكلاسيكي والذي يكون محبذاً أو ممتعاً أكثر بخواتيم الأنواع الأدبية الأخرى. أجَلْ تعددية التأويل قد تكون -أحياناً- شيّقة بقفلة قصيدة النثر لكن لا أراها ضرورة وجدانية قبلما تكون فنية. ما أجدى وأجمل أنْ يأخذ الشاعر دور الحادي -أحياناً- ويقود بنفسهِ ناقة التلقي إلى الواحة الأروى مِنْ وجهة نظرهِ الوحيدة/ الفريدة وبقفلتهِ المُسجَّاة على أريكة المعنى الصادم وغير القابل للقسمة على تأويليْن. وما أراهُ أعلاه مِنْ نافذة رؤيتي الشخصية ليسَ إلا..
:
ختاماً أتمنَّى لمعتنقي قصيدة النثر الاشتغال الممتع على معيارية القفلة، وأعتقد هذا الاشتغال لو جاءَ بالمِعْوَل الرؤيوي بمعية المِعْوَل اللغوي لتقليب تربة القفلة، سيجعلها خصبة بالمعنى العميق رؤيوياً/ الأنيق لغوياً على وجه الفجأة.
:
جوانا إحسان أبلحد - العراق
ملبورن / استراليا






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- وفاة الفنانة الإماراتية رزيقة طارش بعد مسيرة فنية حافلة
- ماذا بعد سماح بن غفير للمستوطنين بالغناء والرقص في الأقصى؟
- فيديوهات وتسجيلات صوتية تكشف تفاصيل صادمة من العالم الخفي لم ...
- مونديال الأندية: هل يصنع بونو -مشاهد سينمائية- مجددا لانتزاع ...
- الشاعرة نداء يونس لـ-القدس-: أن تكون فلسطين ضيف شرف في حدث ث ...
- هكذا تفعل الحداثة.. بدو سيناء خارج الخيمة
- امتحان الرياضيات تباين الآراء في الفروع العلمي والأدبي والتج ...
- أصداء حرب غزة تخيم على مهرجان برلين السينمائي -برلينالة-
- من يحمي الكنوز الثقافية في الشرق الأوسط من الحروب؟
- فيلم -في عز الضهر-.. هل ينجح مينا مسعود في مصر بعد نجاحه في ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جوانا إحسان أبلحد - معيارية القفلة بقصيدة النثر، بَيْنَ اللافت واللائك