|
عن التنوير والتنويرين
جاسم الفارس
الحوار المتمدن-العدد: 7338 - 2022 / 8 / 12 - 01:40
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
عن التنوير والتنويريين يدفعنا منطق اللغة إلى المقابلة بين التنوير وضده، فنقول التنوير وضده الظلام، أي سيادة العتمة وغياب النور، اظلم المكان خلا من النور، والتنويريون ضدهم الظلاميون، في هذا الفضاء اللغوي فالتنويريون يفكرون بطريقة والظلاميون يفكرون بطريقة أخرى . اعتاد العالم - منذ القرن الثامن عشر- على أن يعرف التنوير بأنه سيادة العقل في اد را ك العالم والانسان، فبالعقل والعلم والثقافة ومؤسساتها أنار مفكرو النهضة الاوربية ظلام أوربا، فانبثقت في عموم أوربا أولاً ثم بدأت بالانتشار في عموم قارات الأرض. انقسم أهل التنوير على مدرستين: تنوير عقلاني مؤمن بالدين، رائده الفيلسوف كانت صاحب مقولة (انا افكر انا إذن موجود) ، وتنوير عقلاني ملحد، رائده في هذا كارل ماركس فهل في نسقنا الحضاري العربي الإسلامي ما يشير الى هذين التيارين؟ الجواب :نعم، فالتنوير العقلاني المؤمن قاده المعتزلة، والتيار الالحادي قاده ابن الراوندي، (الأمثلة ليست على سبيل الحصر) . من أين استقت هذه التيارات مصادرها المعرفية ؟ المؤمنون استمدوا معرفتهم من القرآن الحكيم النص المؤسس للإسلام، والملاحدة رفضوا( ، و رفضوا القرآن والنبوة) وجود الله إن التنويرين المسلمين ينطلقون من القرآن الحكيم كونه النور والهدى: • ) يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِنُ لَكُمْ كَثِيرا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِّ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبينٌ ( . المائدة: 15 • ) يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِّ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُّ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ( .التوبة: 32 . • ) أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجي يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدهُ لَمْ يَكَدْ يَراهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُّ لَه نُورا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ ( .النور: 40 . • ) أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُّ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِّ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ( .الزمر: 22 . • ) يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللّهَ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللّهَ مُتِمُّ نُورِه وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ( .الصف: 8 . • ) أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِّ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرا ( .النساء: 82 . • ) قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُّ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآَنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِّ آَلِهَةً أُخْرَى قُلْ لَا أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ ( . الأنعام: 19 . • ) وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآَنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِّ وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَ بِ الْعَالَمِينَ ( .يونس: 37 . • ) إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرا كَبيرا ( . الإسراء: 9 . • ) وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآَنِ لِيَذَّكَّرُوا وَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا نُفُورا ( .الإس ا رء: 41 . • ) وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آَذَانِهِمْ وَقْرا وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآَنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورا ( . الإسراء: 46 . • وَنُنَزِلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارا ( . الإسراء: 82 . • ) قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرا ( . الإسراء: 88 . • ) وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآَنِ مِنْ كُل مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورا ( .الإس ا رء: 89 . • ) وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَ بِ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآَنَ مَهْجُورا ( . الفرقان: 30 . • ) وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآَنَ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنْذِرِينَ ( .النمل: 92 . • ) وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآَنِ مِنْ كُل مَثَلٍ وَلَئِنْ جِئْتَهُمْ بِآَيَةٍ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُبْطِلُونَ ( . الروم: 58 . • ) وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآَنِ مِنْ كُل مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ( .الزمر: 27 . • ) وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآَنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ ( . فصلت: 26 . • ) أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ( . محمد: 24 . • ) وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ( . القمر: 17 . • ) أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُّ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَ ي حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ ( . الأعراف: 185 . • ) تِلْكَ آَيَاتُ اللَّهِّ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَق فَبِأَ ي حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِّ وَآَيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ ( . الجاثية: 6 . • ) فَبِأَ ي حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ ( .المرسلات: 50 • ) وَالَّذِينَ يُمَسكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ ( . الأعراف: 170 . • ) وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا ( .الفرقان: 27 . وسبيل الرسول هو كتاب الله النور والرحمة والهدى المأمور باتباعه: • ) قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزائِنُ اللَّهَّ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِي مَلَك إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ ( .الأنعام: 50 • ) قُلْ إِنِي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِّ قُلْ لَا أَتَّبِعُ أَهْوَاءَكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذًا ومَا أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ ( . الأنعام: 56 • ) وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِمْ بِآَيَةٍ قَالُوا لَوْلَا اجْتَبَيْتَهَا قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يُوحَى إِلَيَّ مِنْ رَب ي هَذَا بَصَائِرُ مِنْ رَب كُمْ وَهُدًى وَرَحْ مَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ( .الأعراف: 203 • ) وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا بَيِنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآَنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدلْهُ قُلْ مَا يكُونُ لِي أَنْ أُبَدلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِ ي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ ربي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ( . يونس: 15 • ) قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ إِنْ أَتَّبعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ ( .الأحقاف: 9 • ) لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ ( .المدثر: 37 فمن اهتدى بهديه ونوره تقدم ومن جعله وراءه تأخر ثم مصيره الموت الحضاري. إن الذين يهاجمون أهل القرآن هم الظلاميون أعداء التنوير القرآني.. الذين جعلوا مع كتاب الله كتباً كانت حواجز تحجب عن العقل الإنساني نور القرآن.. فهذا يقول السنة قاضية على القرآن وهذا يقول حاجة القرآن الكريم إلى السنة أكثر من حاجة السنة إلى القرآن، وثالث يقول السنة تنسخ القرآن .. والويل لمن يعارض بؤس هذه الافكار.
#جاسم_الفارس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
وقفةعلى عتبات الظما للشاعر ماجد الحسيني
-
نشوة التحول الحضاري - قراءة في فلسفة داريوش شايغان
-
العراق الذي نستحقه
-
النهضة والثقافة والتاريخ -قراءة في مشروع مالك بن نبي الحضاري
-
قراءة في كتاب (جدلية نهج التنمية البشرية المستدامة ..منابع ا
...
المزيد.....
-
مصر تكرم فريدة فهمي أيقونة الرقص الشعبي بعد سنوات من الاعتزا
...
-
فيديو يظهر لحظة انفجار هائل في بيروت بعد غارة إسرائيلية
-
مسؤول إيراني يهدد إسرائيل برد حاسم ومدمر في حال ارتكبت أي خط
...
-
أشهر الفيديوهات الزائفة في حرب إسرائيل ولبنان.. كيف تكشفها؟
...
-
إعتقال مراهقين سويديين بتهمة تفجير قنابل يدوية قرب السفارة ا
...
-
بعد الهجوم الإيراني.. قاعدة نيفاتيم الإسرائيلية تتعرض لأضرار
...
-
مؤيدو حزب الله يرفعون صور حسن نصر الله بين أنقاض المباني الم
...
-
محمد نبيل بنعبد الله ضيف منتدى الفكر و المواطنة.
-
موسم جوائز نوبل 2024.. بارقة أمل في عالم تتقاذفه الحروب
-
مشاهد خاصة لـRT تظهر حجم الدمار في قلب الضاحية الجنوبية لبير
...
المزيد.....
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
-
فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال
...
/ إدريس ولد القابلة
-
المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب
...
/ حسام الدين فياض
-
القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا
...
/ حسام الدين فياض
المزيد.....
|