أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسراء الحسني - العراق...ديموقراطية الحيرة... وحيرة الديموقراطية














المزيد.....

العراق...ديموقراطية الحيرة... وحيرة الديموقراطية


اسراء الحسني

الحوار المتمدن-العدد: 7336 - 2022 / 8 / 10 - 16:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قبل مئة عام كتب شاعر العراق والعرب معروف عبد الغني الرصافي قصيدة اسمها (أنا بالحكومةِ والسياسةِ أعرفُ) أحدثت اثرا سياسيا واجتماعيا كبيرا في حينه وتضمنت كلمات قاسية موجعة لتشخيص النظام السياسي منها البيتين الشهيرين:
علم ودستور ومجلس أمة … كل عن المعنى الصحيح محرف
أسماء ليس لنا سوى ألفاظها … أما معانيها فليست تعرف
هذه كلمات قالها الرصافي قبل قرن من الزمن لكنهها تحاكي ما نعيشه اليوم وما يوجهه الشعب العراقي من احباط من الأداء السياسي للحكومة والبرلمان والمشاكل والأزمات السياسية المتلاحقة، فقد جرب العراقيون كل أنواع الحكم من ملكي وجمهوري واليوم برلماني، ولكل نوه من هذه الأنواع برزت عيوب وافرازات.
فقد اثبت النظام الرئاسي عدم ملائمته للبيئة العراقية لاسيما أن العراق قد عانى قرابة ال45 سنة من مركزية شديدة خاصة في زمن الرئيس السابق صدام حسين والتي كانت غير مقيدة فجلبت الكثير من الحروب والازمات مع انعدام الحقوق والحريات مما جعلها سلطة دكتاتورية مستبدة، كما أن النظام الرئاسي يمنح الرئيس فرصة كبيرة لاستغلال السلطة والتمسك بها، ويتطلب هذا النوع من الأنظمة التزام رئيس الجمهورية بالقانون واحترامه للدستور وهو الامر الذي من الصعب ان يتوفر في البيئة السياسية العراقية.
اما النظام البرلماني الذي يتبناه العراق بعد إقرار الدستور الدائم عام 2005 فهو نظام يتجسد فيه التوازن بين السلطات التشريعية والتنفيذية ويقوم على مجموعة أسس تحول دون الاستئثار بالسلطة أو الاستبداد بها من قبل جهة واحدة، الا انه اثبت فشله أيضا، فعلى الرغم من مرور سنوات على هذا النظام الا انه اقترن بالضعف والفساد وتشتت منظومة الحكم بل رسخ المحاصصة والتوافقية والطائفية وأخيرا الانسداد السياسي.
لذلك لابد من وقفة جادة من قبل السياسيين وخبراء القانون الدستوري والنظم السياسية، لتصحيح الخلل ومراجعة أسباب الفشل، والتوصل الى إجابات للأسئلة التي تدور في خواطر المواطنين العراقيين، فهل يكمن الفشل في النظام نفسه كونه يعطي دورا كبيرا للبرلمان لقيادة العمل السياسي؟ أم ان الفشل في تطبيق هذا النظام أي القوى السياسية واختياراتها واساليبها التي من الواضح انها لم تتمكن من هضم التجربة البرلمانية.
وقد توصلت الى جملة ملاحظات واستنتاجات بخصوص قصور النظام البرلماني في العراق يمكن او اوجزها بالنقاط التالية:
أولا: انعدام الموائمة بين النظام البرلماني والتكوين البنيوي للمجتمع العراقي لذلك ظهرت مشاكل ناجمة عن تعارض بين قيم الحداثة والموروث الرعوي التقليدي يعتليها مصالح فئوية واعتبارات قيمية والقرابة والقومية والدين والقبلية ومحاصصة سياسية.
ثانيا: عجز النظام البرلماني عن استيعاب عملية الصراع والتنافس على السلطة والاستئثار بمغانمها بين القوى السياسية ذلك الصراع الناتج عن اسباب طائفية تارة وسياسة وقومية تارة أخرى حيث أصبحت المناصب الادارية في الدولة تباع وتشترى بألاف الدولارات وهذه العمليات مدعومة من أطراف داخلية وخارجية بالإضافة إلى الدرجات الوظيفية التي تسند الى المواطنين على اساس الحزبية والمحسوبية والقرابة.
ثالثا: مبدأ المحاصصة الذي يقوم على مبدأ المكونات وليس على اساس المواطنة وطمس هوية العراق.
رابعا: فشل البرلمان بإنتاج حكومة أغلبية سياسية قوية مع ترهل في الدولة وزيادة عدد النواب والوزراء والتخصصات المالية كذلك مجالس المحافظات التي خضعت أيضا الى المحاصصة في تركيبها ما أدى إلى صعوبة في مراقبة ومحاسبة المسؤول الفاسد.
خامسا: عدم الالتزام بالدستور والقوانين والتعليمات الصادرة عن الدولة، بالذات في شمال العراق " إقليم كردستان" حيث أصبح بشكل انتقائي حسب المصلحة.
ولا شك ان هناك نقاط أخرى تؤشر لخلل تطبيق النظام البرلماني في العراق ومن قبله النظام الرئاسي، ومازلنا بعد مئة عام نردد ابيات قصيدة الشاعر معروف الرصافي التي تشير الى انفصال الحقيقة عن المسميات، فلا ديموقراطية متجسدة ولا حرية نافعة ولا عدالة متحققة ولا شعب مزدهر، فاين (نعمة) الديموقراطية التي وعدتمونا بها؟
وما عسانا ان نفعل واي نظام نتبنى؟
هل نتمسك بالنظام البرلماني مع اجراء إصلاحات جوهرية؟ لكن الإصلاحات وفق الدستور والتركيبة السياسية الحالية صعبة التحقق.
هل نعود الى النظام الرئاسي؟ لكننا نخشى عودة الديكتاتورية.
ومن هذا المنطلق علينا ان نوجه لكل المعنيين في العراق سؤال محوري وننتظر منهم الإجابة، هل يمكن لنظامنا البرلماني الحالي الصمود وتلبية مطالب الشعب؟ ام انه سينهار، وسنحتاج الى نظام سياسي جديد ينسجم مع الحالة العراقية.
لكن السؤال الأهم الذي سيتردد كثيرا هو أي نظام يناسبنا بعد ان جربنا كل أنواع النظم السياسية الأكثر شيوعا في العالم؟



#اسراء_الحسني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مجلس الشعب السوري يرفع الحصانة القانونية عن أحد نوابه تمهيدا ...
- تحذير عسكري إسرائيلي: إذا لم ينضم الحريديم للجيش فإن إسرائيل ...
- السفير الروسي ردا على بايدن: بوتين لم يطلق أي تصريحات مهينة ...
- بالفيديو.. صواريخ -حزب الله- اللبناني تضرب قوة عسكرية إسرائي ...
- وزير الدفاع الكندي يشكو من نفاد مخزون بلاده من الذخيرة بسبب ...
- مصر.. خطاب هام للرئيس السيسي بخصوص الفترة المقبلة يوم الثلاث ...
- -أضاف ابناً وهميا سعوديا-.. القضاء الكويتي يحكم بحبس مواطن 3 ...
- -تلغراف- تكشف وجود متطرفين يقاتلون إلى جانب قوات كييف وتفاصي ...
- إعلام سوري: سماع دوي انفجارات في سماء مدينة حلب
- البنتاغون: لم نقدم لإسرائيل جميع الأسلحة التي طلبتها


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسراء الحسني - العراق...ديموقراطية الحيرة... وحيرة الديموقراطية