أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - البوبكري نورالدين - فعل الكتابة كتحرر من القيود الموروثة














المزيد.....

فعل الكتابة كتحرر من القيود الموروثة


البوبكري نورالدين

الحوار المتمدن-العدد: 7334 - 2022 / 8 / 8 - 07:32
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


إن فعل الكتابة أشبه بعملية التحرر التي يقوم بها ذلك المدان المسجون والمغلول بالأصفاد. "تجرأ على استعمال عقلك يا هذا " هي شذرة للفيلسوف الكوني إيمانويل كانط، والتي يتكرر صداها كل لحظة من يومي الروتيني الطويل، فكل من أحس بالتوقف عن عملية التفكير أو ممارسة أي نشاط يحتاج مجهود عقلي أو ملاحظة داخلية وخارجية في تفاعل مع العالم، أنصحه بترديد هذه القولة العميقة...
لماذا تكتب ياهذا؟ أما أنا فاكتب لأحلم ولكي استريح من هذا العمل الشاق الذي يحاول ان يأخذ مني مرحلة حيوية من هذا الجزء الضيق من العمر، أنه سن التوق والخروج من كل قصور في الثقافة المتراكمة الناتجة عن كل تطبيع من خلال المرور بمؤسسات اجتماعية متنوعة منها ثقافات ورثناها عن المدرسة التي بعضها لا يصلح حتى لتربية النحل، ثقافة لن تساعد الخريجين عن الظفر بشغل ولو بسيط في سوق الجملة ، ثقافة لم تساعد الفتاة عن تربية الأبناء في مؤسسة الزواج ، أتذكر شذرة للسوسيولوجي المغربي محمد جسوس "إنهم -أي الفاعلين في التربية والتعليم-يريدون إنتاج جيل من الضباع "

لقد صارت التفاهة مثل تاج الذهب المرصع بالجوهر الذي يحمله طفل، لا يدري أنه يسير بضمادة فوق عينيه ومتجه نحو الخلاء وهو لا يدري عما يدور حوله، إن صناع التفاهة لا يدرون ما يفعلون وحتى من يستهلكها لا يدري أنها تفاهة، إن من يسمي ذلك بالتافه أي المفتوح والسلعة الجاهزة للاستهلاك هو ذلك الباحث الذي يرى بعيون منهجية ومنطق وعقلانية في المشاهدة والتتبع والاستهلاك العقلاني والتفاعلي والأفق النقدي والتفكير الموضوعي لا العفوي التداولي العامي.

الكتابة حق من حقوق الانسان، وهي نمط قديم منذ دخولها لمرحلة التاريخ، مذ خلقنا اللغة وتداولناها بيننا ….
الكاتب حالم، متمني، كوني، اذن فهو إنسان بمعنى النزعة الإنسانية التي جعلته يحس ويعي وجوده ككائن وكاتب ومبدع.

الكتابة في مواجهة الفرجة التي خلقها مجتمع اليوم، هذا المجتمع الفوضوي الذي لا تحكمه قواعد ولا مساطر قانون او اخلاقيات الرخوة هذا النوع الجديد من الكائنات الحية التي كانت تفكر. والتي ارتبطت بشكل مباشر وهيستري مع كل ما هو سائل -بمنطق السوسيولوجي زيجمونت باومان -وافتراضي سبراني مَرئي ومتحرك ومصمم بشكل راقي، يسوق المنتوج لمستهلك هارب من ويلات بعض الكلمات والحروف المتقطعة تعلمها مدرسة لا تدخلها رياح النقد والإبداع الثقافي ….

إثارة الجدل هي احدى المهام المنوطة بالفيلسوف والمفكر والمهتم عموما بشؤون الثقافة يقول الجابري "لا أعرف سوى الكلام ، والكلام في الكلام ،" إن إثارة الجدل وممارسة النقد الموضوعي من أجل تحريك ما متخشب و ترطيب ما هو خشن ، وإزالة الغبار على ما هو مصفوف فوق الرفوف هو من مهام الباحث والمهتم عموما بشؤون الفكر والمعرفة.
الكتابة تقول ما بداخل العقل الباطن ، لكن ماذا لو كنا نكتب نصوص لهدف ترجمتها وإيصالها لقارئ لا يدرك لغة النص الأصلي ؟ ففي علاقة الكتابة بالترجمة التي تشكل الولادة الثانية للنص والمخاض الثاني لمفاهيمه، يكون المترجم في حالتنا هذه، هو من يُحيي النص الميت، ويجعله مفعم بالحياة، هو الذي ينفض الغبار عليه، هو الذي يجعله نصاً مفهوما للقارئ البسيط، هو الذي يعالجه ويهيكل مفاهيمه ... فحركة الترجمة التي تبنتها بيت الحكمة هي من أسهمت وبقوة في ولادة عصر أنوار وولادة فكر نقدي وعقلاني إلى يومنا هذا.



#البوبكري_نورالدين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الله أو ماهو الإله الذي آمن به إنشتاين عبر فلسفة سبينوزا؟ ...
- فكرة الأخلاق في كتاب الايتيقا للفيلسوف الهولندي باروخ سبينوز ...


المزيد.....




- ناصيف زيتون ودانييلا رحمة يحتفلان بذكرى زواجهما الأولى
- فرنسا: قضية -المجوهرات المخفية- للوزيرة رشيدة داتي تعود إلى ...
- قضية اختطاف وقتل الطفلة الجزائرية مروة تثير تساؤلات عن ظاهرة ...
- تقارير: قرار واحد لترامب قد يُفضي إلى أكثر من 14 مليون وفاة ...
- من العزلة إلى الإعمار... هل ستفتح واشنطن أبواب سوريا للعالم ...
- قتيلان على الأقل في موجة حر شديدة وفيضانات تجتاح إيطاليا
- دعم خليجي متجدد للبنان.. تأكيد على الأمن والاستقرار والتنمية ...
- شبهة تجسس ـ برلين تستدعي السفير الايراني وطهران تنفي ضلوعها ...
- ماكرون يبحث مع بوتين الملف النووي الإيراني وحرب أوكرانيا في ...
- عاجل| ترامب: رفعت العقوبات عن سوريا من أجل منح البلاد فرصة


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - البوبكري نورالدين - فعل الكتابة كتحرر من القيود الموروثة