أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاديا سلوم - رواية -لكي يطمئن قلبي - للكاتب الكبير السيد حافظ- سلسلة دراسات نقدية عن الكاتب السيد حافظ- (13)















المزيد.....

رواية -لكي يطمئن قلبي - للكاتب الكبير السيد حافظ- سلسلة دراسات نقدية عن الكاتب السيد حافظ- (13)


فاديا سلوم

الحوار المتمدن-العدد: 7328 - 2022 / 8 / 2 - 10:17
المحور: الادب والفن
    


سلسلة دراسات نقدية عن الكاتب السيد حافظ- إعداد وتقديم: أحمد محمد الشريف
أثارت رواية "حتى يطمئن قلبي" للكاتب / السيد حافظ, فكر العديد من الكتاب والباحثين مما دفعهم لإصدار عدد من الدراسات النقدية والرسائل الجامعية والأبحاث عنها.
وإذ نعرض لعدد منها خدمة للقارئ, نستعرض اليوم هنا دراسة بقلم:
فاديا سلوم
دراسة عن
رواية "لكي يطمئن قلبي "
للكاتب الكبير السيد حافظ

يقول البرت هوبارد (( لكي تتجنب النقد لا تعمل شيئا , ولا تقل شيئاً , ولا تكن شيئاً))
لولا وجود الإبداع لما كان النقد .
أراه فناً راقيا ً وخاصة إذا كان بعيداً عن الشللية والمحاباة لهذا يعد عملة نادرة لصعوبة التعامل به بمصداقية وشفافية .
يقول الناقد والباحث في علم الطاقة إبراهيم الفقي (( إذا هاجمك الناس وأنت على حق أو أزعجوك بالنقد فافرح ,إنهم يقولون لك إنك ناجح ومؤثر .))
أمسكت جهاز الهاتف إذ أرسلت لي الرواية عبر النت برابط لعين لم يكن أمامي سوى أن أصنع المتعة لنفسي من خلال التصفح عبر الشاشة حيث تخيلت أنني أتصفح الورق وأقلب الصفحة تلو الأخرى فإذا لم نستخدم الخيال فإننا في عداد الأموات .
عندما أبدأ برواية ما , أعرف أنني سأعيش خارج محيطي فترة زمنية تطول وتقصر حسب الزمن الذي يحدده لي الكاتب ويمكن أن أهرب عائدة إلى واقعي فورا .
تكمن عبقرية الكاتب عندما يجعلنا أحد شخصياته ويحركنا ويحرك مشاعرنا تماما كما شخصياته فنضحك نمشي.. نتنقل.. نكره .. نعشق....
هنا في (( كي يطمئن قلبي )) كانت القفزات سريعة وأكثر مما توقعت جعلتني أخلع أردية وأرتدي أخرى من خلال التحرك من القديم إلى الحديث فشخصيات الرواية جمعهم المكان وفرقهم الزمن .
وجدت في الرواية أسلوباً جديداً في كل شيء طريقة العرض المسرحي والسرد القصصي وكأننا بالكاتب يريد الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الجمهور .
ولكن في رد للكاتب السيد حافظ على سؤال له : لماذا اتجهت في السنوات الأخيرة إلى كتابة الرواية ؟
(( اتجهت إلى كتابة الرواية يأساً من الكتابة للمسرح . لأن المسرح يشهد حالة من الركود .. المسرح العربي قد مات .. نقيم مهرجانات عربية لبث أوكسجين في جثة المسرح بلا جدوى , كذلك المسرحيون أنفسهم اتجهوا للمسرح الكوميدي , الرواية بالنسبة إلي مشروع تصحيح للتاريخ العربي .. الرواية هي تاريخ للسيرة الذاتية وكذلك هي الفن المتنوع الذي يحتوي على كل الفنون البصرية والفنية .))
وتضمنت الرواية أكثر من مسرب فهي اجتماعية سياسية نقدية للمجتمع الفاسد أراها دعوة للنهضة العربية من جديد من خلال طرح قضايا حساسة مثل قضية الطوائف الدينية المتناحرة هذه القضية التي ولدت الحروب في كافة مناطق الوطن العربي وكلما خمدت جذوتها لا تحتاج إلا إلى فتيل خارجي وربما داخلي مما أدى إلى تخلف جيل الشباب وفقدهم الثقة بأنفسهم وببلدانهم . فجعلهم ينزحون أو يهاجرون تاركين البلاد بأيادٍ خائنة أو عرضة للاستعمار ليعيشوا في بلاد إما عربية وهي بلاد النفط كما رأينا فتحي الذي ترك مصر ليعمل في دبي بلد النفط أو في بلاد غريبة عن معتقداتهم وعاداتهم ليتصارعوا مع أبنائهم من الجيل الذي نشأ هناك وضاع بين الجهتين ...
وتفرغ البلاد من العقول الشابة والمميزة بسبب الإهمال ففي البلاد العربية لا كرامة لمواطن مهما علا شأنه فهذا الآمر بأحكام الله يطلب من قائد جيوشه أن يدخل له الجواري والغواني ليحيي سهرته فنجده يحول أكبر شخصية في البلاد إلى قواد ينظم له سهرات المرح بينما قائد الجيوش جاء ليخبره بأحوال البلاد ليقول له (( الدولة تسير نفسها بنفسه))
فهو مشغول بأموره الشخصية ويسمح أن يشاركه الشرب واللهو أشخاص من عامة الشعب هو الحاكم الظالم (( في الكأس يلتقي الكبار والصغار ))
وضع الكاتب إصبعه على الجرح النازف للوطن المكلوم دائما وأبدا كما جاء في الومضة التالية : (( انتهيت من كتابة رسالة إلى الوطن ووضعتها في ظرف وأمسكت القلم لأكتب العنوان فلم أتذكره , فوضعت الخطاب في سلة المهملات ...السيد حافظ ))
هذا خطاب لنا جميعاً !!
وشخصية فتحي الصحفي المبدع الذي لم يجد فرصته في بلاده فسافر إلى بلد النفط ويحاول السفر إلى العراق مع تخوفه مما يحدث هناك فالمواطن العربي لا يشعر بالأمن والأمان في أي بلد عربي لهذا يحلم بالهجرة إلى البلاد الأجنبية .
أعود إلى هذا التنوع في تقديم الأفكار والفقرات وهذا الخليط الكتابي الذي يذهب الملل عن نفس القارئ وكأنني أشاهد على الشاشة الصغيرة برنامجا منوعاً فمن الكوميديان إلى الإعلانات إلى فقرات دينية وفواصل مسلية وابجرامات أدبية من ومضات وشذرات إلى رفع الآذان في أوقاتها وتبيان درجة حرارة الجو بشكل سيليزي دقيق كل هذا محاولة ناجحة لوضعنا في نفس الحالة التي يعيشها أبطال الرواية حتى شعرنا بالبرودة في أماكن وشعرنا بحرارة الجو في أماكن أخرى .
أما أدوات الكاتب من حوارات باختينية والكرونولوجي والعلاقات التشيئية واستحضاره لشخصيات كان لها الأثر الكبير في الفكر العربي والعالمي مثل جيفارا ..نزار قباني .. سعد الدين الشاذلي وغيرهم
هذه الأدوات كلها خدمته في التعبير عما يريد إيصاله لنا كقراء ..
لفتني في الرواية مضامين عدة :
- الإشارة إلى تزييف التاريخ شخصية صلاح الدين
- التمرد على أشكال الكتابة التقليدية
- اشكالية تغييب المسرح في الوطن العربي
- الانتقال عبر الزمكان والتداخل القصصي بين القديم والمعاصر
- المرأة ووجودها في حياة الرجل فهي العنصر الهام سواء كان حاكماً أم متشردا وهي برأيه تحكم من خلف الستار رغم معاملتها كجارية فهي سبب معظم المشاكل التي بالنهاية تجد الحلول لها فهي لا توجهها شهواتها وغريزتها .
- الطائفية التي تفرق بين المحبين هذه القضية الكبيرة والخطيرة والتي أدت في بعض الأحيان إلى ارتكاب الجرائم للتستر على الفضيحة طرحها الكاتب في روايته بأسلوب شعرنا أن الأمر بسيط جدا رغم ما تحتله هذه القضية من أهمية في المجتمع وخاصة المتعدد الطوائف مثل سوريا ولبنان والعراق فحب سهر المرأة السورية من الطائف الدرزية لفتحي المصري السني والتي استنكرته وبشدة صديقتها فهذا الحب يعد جريمة لأنه خارج التأطير الديني .
- معتقد التقمص وشخصيات سهر من خلال خمس حيوات لها : نفرتيتي في عهد أخناتون .. نور التي تعشق الضابط محب .. شمس والحاكم بأمر الله .. وجد والنيروزي .. ولامار وضوء المكان وأخيرا سهر وعشيقها فتحي
هذا المعتقد رغم نفيه من البعض مازال سر حيَّر حتى العلماء فهناك قصص وحوادث أكدت تناسخ الأرواح , لولا الجهات التكفيرية في مجتمعنا المتزمت لظهر من يدرس ويحلل هذا المعتقد كما فعل أستاذ الطب النفسي في كلية الطب بجامعة فرجينيا إيان ستيفنسون حيث جعل التقمص حالة علمية جديرة بالدراسة بعد أن كانت من الموروث الثيولوجي .
وفي الختام دائما أسأل نفسي بعد الانتهاء من قراءة كل رواية ما الدافع الذي جعل الكاتب يكتب هذه الرواية؟ ما الهدف الذي يريده ؟ ما الظرف الذي كان يعيشه ؟
كل رواية هي حياة نعيش ضمن سطورها وتترك أثرا مختلفا من قارئ لآخر ..
هذه الرواية من الروايات التي تركت أثرا في نفسي أحببتها بكل تفاصيلها.
الرواية مرجعا أدبياً وتاريخياً , يجب أن نسجل للروائي الكبير السيد حافظ أنه أدهشنا بهذه الوقائع التي ثقبت ذاكرتنا وأعادتنا إلى تاريخ كدنا أن ننساه.
أ. فاديا سلوم

















السيرة الذاتية
• فاديا سلوم
• مواليد دمشق سوريا
• حاصلة على معهد إعداد المعلمين
• مارست التعليم حتى عام 2015
• أكتب القصص القصيرة والخواطر
• أكتب قصائد الهايكو والهايبون
• لي عدة دواوين الكترونية في قصائد الهايكو من نادي الهايكو العربي
• وديوان ورقي مشترك مع شاعرة جزائرية أيضا قصائد هايكو (نزيف الورد )
• شاركت بعدة كتب جماعية منها كتاب المرأة الإلهية لعام 2019
• صليل الحروف من إصدار دار ديوان العرب للنشر والتوزيع .



#فاديا_سلوم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية
- فنان مصري مشهور ينفعل على شخص في عزاء شيرين سيف النصر
- أفلام فلسطينية ومصرية ولبنانية تنافس في -نصف شهر المخرجين- ب ...
- -يونيسكو-ضيفة شرف المعرض  الدولي للنشر والكتاب بالرباط


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاديا سلوم - رواية -لكي يطمئن قلبي - للكاتب الكبير السيد حافظ- سلسلة دراسات نقدية عن الكاتب السيد حافظ- (13)