أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلمان رشيد محمد الهلالي - الفرق المبسط بين الحكومة والدولة والمجتمع














المزيد.....

الفرق المبسط بين الحكومة والدولة والمجتمع


سلمان رشيد محمد الهلالي

الحوار المتمدن-العدد: 7317 - 2022 / 7 / 22 - 00:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هناك الكثير من الكتاب العراقيون يخلطون بين الحكومة والدولة والمجتمع , ويعتبرون الدفاع عن المجتمع والدولة هو دفاع عن الحكومة والاحزاب والسلطة , ونحن نفترض عندهم حسن النية في انهم لايعرفون الفرق المبسط بين هذه الاقانيم الرئيسية الثلاث , ولانفترض انهم يعرفون ذلك , ولكنهم يريدون خلط الاوراق والنيل من الدولة والمجتمع بحجة النيل من الحكومة والاحزاب الفاسدة . لذا يجب ان يعرف الانسان البسيط والقارىء المحايد والاكاديمي المختص بان هناك ثلاث ركائز بالحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية هى ((المجتمع والدولة والحكومة (السلطة)) ولانريد الدخول بتعريف تلك الركائز والاقانيم الثلاث , لان هذا يخرجنا عن اصل الموضوع الذي نحن بصدده ... فاول اهمية مؤكدة واساسية هو المجتمع وطبعا نقصد مجتمعنا العراقي – وخاصة المحيط والبيئة التي نعيش فيها بالوسط والجنوب – ((لان العراق بالاخير هو جماعات وليس مجتمع كما يقال)) والحرص يجب ان يكون اولا على المجتمع ووحدته وتضامنه ومصيره واستقراره ومستقبله , وتعزيز وسائل وحدته وقوته وازدهاره وقيمه الايجابية . ولايعني هذا تقديس المجتمع وعدم نقدة وتقويمه , لاننا بالاخير من المجتمعات النامية والمتخلفة التي تسعى للتطور , ولكن من الضروري ان يكون النقد والتقويم موضوعي وعلمي , وليس هجومي وتسقيطي وترويج للحقد والغل والكراهية ضده , لاسباب شخصية او بعثية او سياسية اوطائفية او او.... واذا حصل هناك اختيار اجباري او قسري بين المجتمع والدولة لاسباب قاهرة , فيجب ان تكون الاولية للمجتمع وليس للدولة , ورغم ان التعاريف الاكاديمية والفكرية تجعل المجتمع من ضمن مستلزمات او مقومات او شروط الدولة وتطلق عليه تسمية (الشعب) , الا اننا نجد ان المجتمع هو اقدم واهم واعم من الدولة , وبالتالي فله الاولية والاهمية في كل قرار او اختيار .
والاهمية الثانية هى الدولة . فالدولة الركيزة الثانية بالاهمية والاولية في الحياة الاجتماعية . وهى تختلف كليا وجذريا عن الحكومة او السلطة , لان الدولة باقية والحكومة زائلة ومتغيرة . ورغم اعترافنا ان الدولة بالعراق متأرحجة ومهزوزة وقلقلة وغير مستقرة ولامستقبل لها , لاسباب ذكرناها بدراساتنا السابقة بمناسبة مرور مائة عام على تاسيس الدولة العراقية الحديثة (1921 – 2021) .. اذ وصفها الشيخ علي الشرقي قبل عقود طويلة بانها مثل (المهد (اي مثل الكاروك) مهزوزا تارة بالشمال وتارة باليمين) , فيما كان الرصافي اكثر تطرفا عندما قال (العراق مجرد وليد غير شرعي انجبه الانكليز) , او بتعبير احد الكتاب الغرب ان (العراق لايستطيع الطيران لانه طائر بثلاث اجنحة) . ولكن هل يوجد بديل اخر عن هذه الدولة المأزومة ؟؟ طبعا لايوجد , لانها الدولة الوحيدة التي تورطنا بيه , وهى الضمانة الحالية للتوحد والحماية والتنظيم في مقابل قوى ماقبل الدولة كالعشيرة والاثنية والدين والطائفة , وغيرها من القوى الارهابية والاستبدادية . والمثقف العضوي الواعي والانسان المعاصر كانت على الدوام رؤيتيه للدولة رؤية تبجيلية هيغيلية الذي اعتبر الدولة (اله يمشي على الارض) (وانها التجلي الاخير للوعي) , ويجب بالتالي التضامن معها والدفاع عنها . وللاسف يفهم البعض من العراقيين التقليديين الدفاع عن الدولة هو دفاع عن الحكومة والسلطة , بسبب عدم معرفتهم الفرق بين الاثنين , رغم ان الحكومة زائلة والدولة باقية .. اذ كان يجدر بهم طرح السؤال الاتي على انفسهم : اين الحكومات السابقة ؟ واين السياسيون السابقون ؟ واين الاحزاب السابقة؟ (الشيوعي والبعث والاستقلال والوطني) اين فيصل الاول ونوري السعيد وعبد الكريم قاسم والاخوين عارف والبكر وصدام ؟؟ كما ذهبوا سيذهب هؤلاء السياسيون والاحزاب ايضا ¸, فيما سيبقى المجتمع وتبقى الدولة , ونبقى نحن اهل البلد واهل الارض .. وقديما قيل (لكل زمان دولة ورجال) , وكما ذهب السياسيون سابقا الى مزبلة التاريخ والخيرون الى رحمة الله , سيذهب السياسيون الحاليون منهم الى مزبلة التاريخ والخيرون الى رحمة الله , ويجب ان يكون موضوعنا وتركيزنا على الثابت وليس على الزائل والمتغير . نعم ان السلطة والحكومة والاحزاب اخترقت الدولة لصالحها ,واستغلتها ابشع استغلال , ولكن هل هذا يعني ان نهاجم الدولة ؟؟ ام نتضامن معها في محنتها ونقدرها ونعمل على تخليصها من الانتهاك والاستغلال ؟؟ وسبق نحن ان ذكرنا ان الدولة جسم غريب على المجتمع العراقي , لان قيمه قائمة على العشيرة والدين والمذهب والعائلة والاثنية والقومية , وان كان قد تمظهر كذبا بالنقد والتطوير والتقويم والاصلاح , الا انها لاتخفي عن الانسان المتابع والخبير .
واما الركيزة الثالثة فهى الحكومة , وهى النظام السياسي الذي يتم من خلاله ادارة الدولة او البلد وتنظيمه . والحكومة هى جزء من الدولة والاطار السياسي الذي يحكم مؤسساتها . وفي حالات معينة يتلاشى الفرق بين الحكومة والدولة في الانظمة الشمولية , كما في الشيوعية والفاشية والنازية والقومية والبعثية في العراق , اذ عملت تلك الانظمة على ازالة الفرق بينهما , من خلال احتكار الدولة ومؤسساتها لصالحها , الامر الذي يجعل سقوط الحكومة هو سقوط شامل للدولة – كما حصل في العراق عام 2003 - . ويبدو ان هذا النمط هو الذي جعل الناس والكتاب والمثقفين في العراق لايميزون الفرق بينهما , لانهم عاشوا وتربوا ضمن تلك الانظمة الشمولية .
ان الحكومة غير مقدسة , وتحاج الى النقد من اجل تقويمها وتصحيح مسارها وتعديل خطواتها , ولكن ليس النقد الشعبوي والشعاراتي والمدلس والمضلل والخطابي الذي يدغدغ مشاعر العامة والشباب والمراهقين , وانما النقد العلمي والموضوعي والنزيه , وهو طبعا غير متوفر حتى الان بالعراق الا نادرا . ...



#سلمان_رشيد_محمد_الهلالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكم الترويكا الانتقالي (نظام سياسي جديد بين الديمقراطية والد ...
- نظرية النسق العراقي (نظرية جديدة في تفسير الشخصية والمجتمع ا ...
- كيف يتكون الرأي العام في العراق ؟؟
- ساطع الحصري ودوره في تاسيس منهج التلقين في المدارس العراقية ...
- لماذا تحول علي الوردي الى المذهب الزيدي ؟؟
- الايرانيون ودورهم في انبعاث الهوية الشيعية في العراق خلال ال ...
- الطقوس الحسينية والهوية الشيعية في العراق (اسباب الطوفان الك ...
- استلاب الحرية عند العراقيين .... هل ان كل علماني عراقي هو حر ...
- الدولة في العراق المعاصر (التأسيس – الفشل – التداعيات - الحل ...
- هل يجتمع الاصلاح مع الحقد ؟؟ (قراءة في المسارات الاصلاحية ال ...
- معرقلات الثقافة الفكرية والمعرفية في العراق (اسباب غياب المث ...
- الغارات الوهابية وهجمات الاخوان السعودية على العراق بين عامي ...
- ذكريات مع التصوف والمتصوفة
- اي الفئات الشيعية الثلاث التي تحكم في العراق ؟؟ رجال الدين ا ...
- ظاهرة الدونية عند الجماعة الشيعة في العراق ... دراسة في سايك ...
- ثورة العشرين في منظور علي الوردي (القسم الرابع والاخير)
- ثورة العشرين في منظور علي الوردي (القسم الثالث)
- ثورة العشرين في منظور علي الوردي (القسم الثاني)
- ثورة العشرين في منظور علي الوردي (القسم الاول)
- ثورة العشرين بين التقييم الوطني والموقف الشيعي


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلمان رشيد محمد الهلالي - الفرق المبسط بين الحكومة والدولة والمجتمع