أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سجاد رعد - موت الخطاب النقدي، ونهاية مساعي النجاة














المزيد.....

موت الخطاب النقدي، ونهاية مساعي النجاة


سجاد رعد

الحوار المتمدن-العدد: 7316 - 2022 / 7 / 21 - 22:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد افترض أصحاب النظرية النقدية بأن الخطاب النقدي هو الواسطة الحقيقة لتفعيل دور التحرر داخل المجتمعات، وبقي هذا الموضوع من الموضوعات المهمّة التي شغلت حيزاً كبيراً من التفكير في تطوير آلياته وأساليبه داخل المجتمعات، خصوصاً بعد زوال سيطرة الكنيسة، حتى إنه أصبح أهم حدث تاريخي نتج عن الثورة الفرنسية، إلا أنه تلاشى فيما بعد وأصبح مجرد هالة نميّز بها مدعي التحرر لا غير، فضلاً عن استخدامه من قبل العامة بعد أن أنتجت الحداثة وما بعدها تطورًا هائلاً في مجال الاتصالات وأصبح الإنسان يعيش مرحلة انتقال فريدة من نوعها أطلق عليها علماء الاجتماع التفريد أو الأنا الجديدة وانتقل الإنسان من مرحلة المواطن إلى مرحلة الفرد، وكتب من كتب في هذا المجال أمثال "أورليش بيك" و"إليزابيث بيك"و"جول رومان" و"ريتشارد سينية" وكثيرون، محاولة منهم لرسم ملامح الإنسان في فترة ما بعد الحداثة ودراسة طموحاته، والمؤثرات التي قد تؤثر به على جميع الأصعدة والمجالات، فضلاً عن دراسة الفجوة المتنامية بين الفردية بوصفها قدراً والفردية بوصفها المقدرة الواقعية والعلمية التي تأكد على الذات، وبهذا أثبت الجميع إنَّ الإنسان في هذه الفترة انتقل انتقالاً نوعياً نحو البحث عن مصيره الشخصي خلافاً لمصير الجماعة، وبالتالي كبرت دائرة التناقضات في همَّة الأفراد كون السلطة العامة تنذر بعدم اكتمال الحرية الفردية في الذات الفرد، لذا أصبحت وظيفة الفكر النقدي تتجلى في إعاقة طريق الحرية أو إغلاقه تمامًا، بسبب العوائق والمشكلات العامة المستشرية التي تفوق قدرة الفرد في فترة ما بعد الحداثة، وَحَلَّتْ سياسة الحياة بدل من السياسة العامة، وصار الأفراد داخل المجتمع عبارة عن صورة شكلية لا غير، يحاربون آفات تحولات الحياة العامة ومجرياتها بمفردهم بعيدًا عن النصح غير المجدي الذي يدعوه أصحاب الخطاب النقدي، بصفتهم محررين ومنبهين الأفراد من الأخطار، على الرغم من معرفة بعضهم بعدم اهتمام الأفراد بالأفكار التي لا يتم يطرحها هنا وهناك، فضلاً عن علاقة الإنسان مع القوة الخارجية والميتافيزيقية، وما تستطيع أن تقدم له هذه القوة، بغض النظر عن حقيقتها وأهميتها له، فقد آلت مهمة التصميم والتنظيم والحفاظ على هذا الجهد المنظم على عاتق الإنسان نفسه، بعد تعطل الإله أو موته كما يطرح، لأنه في ظلّ هذه التحولات أصبح يعاني من مسألة العيش، وانقضاضه نحو أجله المحتوم من قبل العلم والسياسات العالمية المهيمنة، فزمن الدعاة والفلاسفة والمثقفين وأصحاب الفكر النقدي قد ولى، نتيجة تناقضات الحرية ومحاولة الإنسان في الثبات في زمن التغير، ولم يكتفِ البعض بهذا الحد من عدم المسؤولية تجاه هؤلاء ومشروعهم في إنجاز المهمّة التي أسندت إليهم، إلا أن المنظومة التي انبثق عنها هؤلاء أصبحت تتهم بالعجز والخداع على الرغم من مساعيهم الغزيرة..



#سجاد_رعد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسول محمد رسول: -مشاركة المثقفين في ثورة تشرين هي مشاركة قُش ...
- المثقف الرقمي في العراق


المزيد.....




- تداول فيديو توقيع ترامب على قميص نادلة بعد إقرار قانون الإنف ...
- كانوا بمخيم صيفي.. فقدان أطفال عدة وسط فيضانات عارمة اجتاحت ...
- مصر.. حادث طرق جديد يودي بحياة 9 أشخاص وإصابة 11 آخرين
- مواجهات مستمرة.. القوات الأوكرانية تستهدف قاعدة جوية روسية ف ...
- بوتين ربما يهزأ بواشنطن بشأن كييف، لكنَّ ترامب لن يفعل شيئا ...
- مصادر فلسطينية: مقتل العشرات بغارات إسرائيلية في غزة
- ألمانيا: تراجع طلبات اللجوء 50 % في النصف الأول من عام 2025 ...
- تشهد معارك شرسة.. ما الأهمية الإستراتيجية لمدينة بابنوسة بكر ...
- عرض مسلح لحزب الله يثير انتقادا حكوميا
- الطفلان شام وعمرو.. نماذج مؤلمة لحرب التجويع الإسرائيلية بغز ...


المزيد.....

- نقد الحركات الهوياتية / رحمان النوضة
- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سجاد رعد - موت الخطاب النقدي، ونهاية مساعي النجاة