أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عمر عبد اللطيف - البابا وبعث الروح في عقلية الحروب الصليبية














المزيد.....

البابا وبعث الروح في عقلية الحروب الصليبية


عمر عبد اللطيف

الحوار المتمدن-العدد: 1681 - 2006 / 9 / 22 - 09:30
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لم يكن من قبيل الصدفة أن يقتبس البابا بندكتوس السادس عشر عبارات للإمبراطور البيزنطي مانويل الثاني(1350-1425) في سياق حديثه عن العلاقة بين العقل والإيمان في محاضرة ألقاها في جامعة (ريغينسبورغ ) الالمانية أمام 200 ألف مصلي أساء خلالها للإسلام ونبيه الكريم محمد ( ص ) ، فهذه التصريحات ليست جديدة على عالم اللاهوت بنديكتوس ، فهو القائل عام 1996 : أن المجتمع العقائدي لا يتماشى مع الطبيعة الداخلية للإسلام ، حيث أنه يرى تنافراً بين الثقافتين الإسلامية والغربية وأن الإسلام محصن ضد الإصلاح ومتنافر مع الديمقراطية ، إلا أن الجديد هنا أن تأتي هذه التصريحات من عالم اللاهوت وهو على رأس أعلى سلطة دينية مسيحية في العالم ، وفي وقت يتطلع فيه البعض أن يلعب البابا الجديد دوراً ما في تخفيض حدة الصراع وفتح حوارجديد مع المسلمين.من هنا تأتي خطورة هذه التصريحات المتعمدة - من وحهة نظري - وإن كان الحبر الأعظم والناطقين باسمه قد أعلنوا عن أسفهم لأن المسلمين أساؤوا فهم كلامه وأخرجوعباراته من سياقها ،إلا أن ماترسخ في عقيدة البابا من معاداة للإسلام وعدم الاعتراف به كدين سماوي يدحض ادعاءاتهم تلك ، ثم إنه لولا مواقفه هذه لما تربع على كرسي البابوية ، وإن كان فعلاُ لم يقصد الإساءة للمسلمين فما الضير إذاً من الإعتذارالصريح والمباشر لهم . نستنتج مما سبق أن كلام البابا متقصد تكمن وراءه دوافع وخلفيات متعددة، فمن المعروف أن الكنيسة الكاثوليكية لا تعترف بالأديان الأخرى وتعتبر المسيحية أرقى الديانات وتسمو على غيرها من العقائد الأخرى ، ولربما حاول البابا أن يؤكد على ذلك من خلال إشارته إلى أن الإسلام دين عنف انتشر بحد السيف ويتناقض مع العقل والمنطق محاولاً بشكل أو بأخر فرض حوار معين على العالم الاسلامي - هذا إن كان يفكر أصلا في مثل هكذا حوار – قد تكون أهم شروطه تخلي المسلمين عن قيمهم وثوابتهم وعلى رأسها مبدأ الجهاد في الإسلام والذي يسميه البابا عنف وتطرف ناسياً أو متناسياُ تسلط الكنيسة في وقت من الأوقات وانتشار محاكم التفتيش وما مارسته على العباد من تسلط واستبداد ومشاركة الكاثوليك في إبادة الهنود الحمرالى غير ذلك من الممارسات الكنسية
محاولة البابا ربط الإرهاب بالإسلام في خطابه هذا تتسق مع حملة سياسية ثقافية وعسكرية تندرج ضمن استراتيجية أكبر تشرف عليها الإدارة الأمريكية بقيادة المحافظين الجدد ذوي الخلفيات المسيحية التوراتية المتطرفة والساعين إلى تدمير العالم العربي والإسلامي واستباحة أرضه وعرضه لتتحقق من خلال معاناة شعوبه مشاريعهم الشرق أوسطية .

ولربما يكون الرئيس بوش الأكثر بهجة وسعادة بهذه التصريحات فهي تنسجم الى حد بعيد مع حربه على الإرهاب والإسلامو فاشية ، وقد يعتبرها تحالف وغطاء جديد جاء من أعلى مرجعية دينية مسيحية .
فمن شأن هذه التصريحات أن تغذي الحملات الإعلامية التي تحاول تأليب الرأي العام المسيحي ضد العالم الاسلامي ، هذا الرأي الذي هو بالأصل لا يعرف شيئاً عن الإسلام غير ماروجت له الماكانيزمات الإعلامية الغربية بأنه دين عنف وتطرف إضافة الى إثارة الإحتقان الطائفي بين المسلمين والأقليات المسيحية في العالم الإسلامي ، وكأن الحرب الطائفية والمذهبية في العراق لم تعد تكفي أمراء الحرب في واشنطن وحلفائهم في أوربا .
للأسف إن هذا الخطاب البابوي يغذي منابع التطرف كما السياسات الأمريكية في العراق وفلسطين ولبنان ..الخ ، والتي تستفز المتطرفين في العالم الإسلامي وهذا ما حصل حين لاقى الخطاب صداه في الأراضي الفلسطينية المحتلة عندما قام متطرفون بالتهجم على بعض الكنائس في نابلس .
كنت أتمنى أن أفسر عبارات البابا على غيرهذا النحو ولكن للأسف لم أجد لها تأويل غير أنها ترجمة للنظريات التي ساقها المحافظين الجدد من أن الصراع الدائر في العالم الآن هو صراع بين ثقافتين ثقافة تريد زرع الإرهاب والغضب والقتل ,وأخرى تريد غرس الديمقراطية ونشر القيم الغربية في الشرق الأوسط وعلى رأسه العالم العربي من خلال مايطلقون عليه اسم الصليبية الجديدة .ونرجو ألا يكون خطاب الحبر الأعظم قد صب في هذا الاتجاه محاولاً ولو بشكل غير مباشر بعث الروح في عقلية الحروب الصليبية من جديد .؟






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أين الأمان في دولة البعث؟
- السعودية.. وتحريم التعاون مع حزب الله


المزيد.....




- دمية عالم سمسم تثير الجدل على إكس وتدعو إلى تدمير اليهود
- الاحتلال يجبر مواطنا على هدم منزله جنوب المسجد الأقصى
- أولمرت: يهود يقتلون فلسطينيين في الضفة ويرتكبون جرائم حرب
- في ذكراها الثامنة.. كيف يمكن استلهام تجربة هبّة الأسباط لحما ...
- العمود الثامن: الثورة ومعارك الطائفية
- نيجيريا تدين 44 عنصرا من بوكو حرام بتهمة تمويل الإرهاب
- خلال زيارته لبلدة الطيبة والاطلاع على اعتداءات المستوطنين د ...
- TOYOUR EL-JANAH KIDES TV .. تردد قناة طيور الجنة بيبي على نا ...
- 400 عالم يؤيدون فتوى تصنيف من يُهددون المرجعية، بالحرابة
- بروجردي.. إيران الإسلامية ستتحول لواحدة من القوى الكبرى في ا ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عمر عبد اللطيف - البابا وبعث الروح في عقلية الحروب الصليبية