أين الأمان في دولة البعث؟

عمر عبد اللطيف

الحوار المتمدن-العدد: 1656 - 2006 / 8 / 28 - 08:37
المحور: اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن
    

( يكفي أنه يوجد أمان ) جواب سرعان ماتسمعه عندما يبدأ نقاشك مع الأخرين حول الوضع السياسي أو الإقتصادي أو الإجتماعي في سوريا ،حتى الحديث عن حقوق الإنسان يكون جوابه يكفي أنه يوجد أمان ،بمعنى أخر ماذا نريد أحسن من ذلك ؟ وما جدوى الديمقراطية فالأمان والخبز أهم من الحرية التي ستجلب الفوضى والدمار حسب تعبير الكثيرين .
إن الأمان موجود في سوريا وهذا لايختلف فيه ندان ،ولكن لمفهوم الأمان أبعاد كثيرة ،فإذا كان القصد من الأمان هو الاستقرار وعدم وجود مشاكل وفوضى في البلاد فهذا موجود في أغلب دول العالم وهذه ليست ميزة تتميز بها سوريا عن غيرها من دول العالم لأن الأمان بهذا المعنى من أساسيات الحياة وأولويات المجتمع وقد تجاوزته الدول منذ زمن ليس بالقريب ،فالدول لاتتميز عن بعضها بهذا المعنى لمفهوم الأمان بل تتميز بمدى وجود نظام سياسي ديمقراطي ومجتمع مدني يحمي الحريات ويصون الحقوق إضافة الى اقتصاد قوي يؤمن حياة كريمة للمواطنين .
إذاً الأمان بالدرجة الأولى هو الحفاظ على كرامة الإنسان واحترام وجوده وصون حقوقه في حرية التعبير والرأي وحرياته السياسية والفكرية ..الخ.
والأمان يتحقق عندما يستطيع الإنسان أن يعبر عن أراءه ومواقفه دون خوف من أحد ودون وجود رقيب في رأسه يلاحقه ليل نهار ماذا يقول وماذا لايقول .
أين الأمان عند ما يسجن صحفي من أجل مقال يعبر فيه عن وجهة نظره السياسية وعن موقفه تجاه النظام ،فمن حق أي إنسان أن يعبر عن وجهة نظره ومواقفه تجاه السلطة لا أن يقمع ويسجن لأنه خالفها في الرأي .
أما البعد الآخر للأمان يتجلى بالأمان الإقتصادي الذي يتحقق بتأمين سقف معاشي جيد للمواطنيين يستطيعوا أن يعيشوا في ظله بأريحية ولو بسيطة ،وأن يكونوا متساويين في الفرص بعيداًعن الرشاوي والوساطات التي لايتسع المجال للحديث عنها هنا ،فهل الأمان يكون في ظل هذه الأوضاع المعاشية القاسية والبطالة التي إلى الآن غير معروف نسبتها في سوريا ،أين الأمان والمواطن يعيش حياة قلق دائم على مستقبله يفكر ليل نهار في لقمة عيشه على تعبير الشاعر:
أغرب خلف الرزق وهو مشرق وأقسم لو شرقت راح يغرب
هل الأمان يا من تتشدقون بالأمان موجود في ظل قانون الطوارىء والقانون 137 الذي يقضي بتسريح الموظفين في الدولة دون ذكر الأسباب ودون أن يحق للموظف المسرح من عمله أن يرفع دعوى قضائية ،أين الأمان في بلد لايحترم القانون ولايقيم وزناً للقضاء .للأسف نحن لانزال بعدين كل البعد عن الأمان الذي نحتاج إلى عزيمة أنبياء لتحقيقه..

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل