أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد المنعم - مبدأ التسابق يعرقل تطور مسرح الثقافة الجماهيرية !!














المزيد.....

مبدأ التسابق يعرقل تطور مسرح الثقافة الجماهيرية !!


محمد عبد المنعم

الحوار المتمدن-العدد: 7303 - 2022 / 7 / 8 - 11:32
المحور: الادب والفن
    




- مسرح الثقافة الجماهيرية منوط بتوعية الجماهير وتنويرهم وتثقيفم؛ إذ يسعى إلى رفع مستوى الوعى المجتمعى لدى جموع الناس، والارتقاء بالذوق العام، والمساهمة فى تطوير الثقافة المصرية؛ وذلك من أجل مواجهة آفة العقم الذى أصاب شتى مناحى الحياة، ومحاولة إصلاح قدر لابأس به من التردى السائد فى بنية المجتمع. وكى ندعم دوره بشكل جاد يجب أن نُشرك جميع المشاركين فى أنشطته من مختلف أقاليم مصر فى تقييم أوضاعه، وطرح المشكلات التى تعوقه، والمشاركة فى اقتراح الحلول الخلاقة القابلة للتنفيذ، دون اقتصار ذلك على النخبة فى القاهرة.

- وهناك قصور كبير من جانب الناحية النقدية تجاه هذا المسرح؛ فلم نجد مطلقاً خلال مواسمه المسرحية حركة نقدية نشطة فى كل محافظة من محافظات مصر تهتم به من خلال متابعة العروض ونقدها عبر حلقات النقاش المواكبة لليالى العرض فى محافظته، أو حتى النقد على صفحات الجرائد المتخصصة التى تتابع فعاليات العروض يوميا فى كل محافظة، بل اقتصرت الحركة النقدية على العروض التى يتم تصعيدها للمهرجان الختامى بالقاهرة باعتبارها صفوة عروض الموسم المسرحى الموجهة للنخبة، وهذه صورة من صور التنمر الفنى غير المقصود يجب تلافيها.

- أما عن المتابعة الإدارية من قبل إدارة المسرح بالقاهرة فقد شهدت هذا الموسم تقدماً ملحوظاً على يد الصديق الفنان مهندس/ محمد جابر الذى كان حريصاً منذ بداية الموسم على حل كل المشكلات الإدارية التى تعرقل ظهور بعض العروض بالشكل اللائق، معبراً دوماً عن حرصه الدائم على تقديم موسم مسرحى مثمر، ومؤكداً أن الجميع شراكة فى مسرح الثقافة الجماهيرية، وأذكر له سعة صدره لمتابعة مشاكل مابعد العروض أيضاً وتدخله الفورى لحلها؛ فهذا ما يُحسب له فهو رجال المهام الصعبة.

- وبالنسبة إلى موضة التسابق التى اجتاحت مسرح الثقافة الجماهيرية، فقد أثبتت كل المواسم المسرحية السابقة بالأدلة والوقائع الدامغة أن التسابق له حسابات أخرى فى أذهان الكثيرين سواء أكانوا مخرجين أم كانوا لجان تحكيم، وهو آفة كبرى من آفات التردى التى أصابت هذا المسرح على المستويات كافة، وهذا مانوضحه فيما يأتى:

أولاً : يعتقد البعض اعتقاد خاطىء بأن الأسهم الكبرى تذهب للعروض التى تتأسس على نصوص المسرح العالمى – رغم أنها بعيدة كل البعد عن قيم مجتمعنا وهمومه ومشكلاته – متغافلين كُتابنا المصريين ونصوصهم التى تحوى نبض رجل الشارع بكل طبقاته وفئاته المستهدفة؛ مما يضر بالمؤلف المصرى؛ إذ يتسارع المخرجون على تقديم المسرح العالمى ويهمشون النص المصرى والعربى جانباً، وتساعدهم لجان التحكيم فى ذلك حين تصر على تصعيد هذه النوعية من العروض، فيصبحون مشاركين فى الجرم على حدٍ سواء.

ثانياً : هناك بعض الأفراد من لجان التحكيم أصبحت تراعى فى المقام الأول ماتحصله من مكاسب من وراء العروض التى تصعدها بغض النظر عن مدى جودتها وإتقانها؛ بمعنى أن هذا المخرج أو ذاك له ضلع أو له داعم قوى فى وزارة الثقافة، وبالتالى ترى اللجنة أنه "مينفعش عرضه ميتصعدش"؛ لماذا؟ لأن هذا المخرج موظف فى الثقافة الجماهيرية أو البيت الفنى للمسرح، أو يرأس أحد المهرجانات التابعة لوزارة الثقافة أو يعتلى منصب مدير أحد المهرجانات أوغيرها من المهام الرفيعة بوزارة الثقافة؛ ومن ثم يجب تصعيد عرضه فوراً ووضعه على مصاف العروض المتسابقة حتى تنال لجنة التحكيم الرضا من أصحاب الحظوة، وتحقق المكاسب المرجوة كالاستضافة فى فعاليات هذه المهرجانات بأى صورة.

ثالثاً : من جانب آخر نجد هذا المخرج أو ذاك له حاشيته من أصحاب الصوت العالى ممن يتوعدون لجان التحكيم إذا تجاوزتهم فى التصعيد؛ حيث أنهم سينالون من الجزاء ما لايُحمد عقباه؛ ومن ثم تتجنب لجنة التحكيم ذلك الأمر منذ البداية حفاظاً على كرامتها، فتسارع إلى تصعيد هذا المخرج أو ذاك حتى تنال مدحاً ورضا من قطاع عريض من المسرحيين، قطاع له صوته العالى الذى يرعب القاصى والدانى.

وهكذا أصبحت هناك أطراف كثيرة من صناع الثقافة الجماهيرية تحيد بعيداً عن الهدف المرجو، بل أصبح الجميع يتفنن فى كيفية الفوز والتصعيد؛ مما خلق الكثير من المشاكل بين الأطراف جميعها، وبدأ هذا المسرح يفقد دوره الريادى فى المجتمع، بل تسبب ذلك فى إشعال نبرة "التشكيك" كشعار عام يميز هذه المرحلة من عمر مسرح الثقافة الجماهيرية.

- لذلك أُفضل إلغاء التسابق من الأساس، وأدعم هذا التيار بشدة، وأدعو للعودة بمسرح الثقافة الجماهيرية إلى فطرته الأولى بحيث يعود ثانياً مسرح للجمهورالعادى وليس للنخبة المثقفة. وفى اعتقادى أن الآثار التى تترتب على إلغاء التسابق ستكون فى مجملها آثاراً إيجابية؛ إذ سيضطر الجميع إلى أن يعمل من أجل أن ينال رضا الجمهور العريض لا رضا النخبة ولجان التحكيم والمسؤولين، وبذلك سيبذل الجميع قصارى جهده كى يقترب بمسرح الثقافة الجماهيرية من جموع الناس البسطاء، وسيجتهد فى أن يقدم الفن الحقيقى الذى يشتبك معهم ويتجاوب مع أفكارهم؛ ومن ثم سيُحقق هذا المسرح هدفه مع مرور الوقت، وسيستعيد دوره الريادى الخصب كما كان فى عهد سعد الدين وهبة ومعاصريه.



#محمد_عبد_المنعم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احسن محركات البحث في العالم
- الأداء التمثيلى ومساحات الدهشة فى نوادى المسرح !!
- الأداء التمثيلى ومساحات الدهشة فى عروض نوادى المسرح!!
- انعكاسات السياسة فى المسرح التعليمى فى مصر
- الأداء التمثيلى فى مسرح الطفل
- دور المسرح السياسى ووظيفته
- المسرح الغنائى
- مسرح القهوة فى مصر


المزيد.....




- صناع فيلم -الست- يشاركون رد فعل الجمهور بعد عرضه الأول بالمغ ...
- تونس.. كنيسة -صقلية الصغيرة- تمزج الدين والحنين والهجرة
- مصطفى محمد غريب: تجليات الحلم في الملامة
- سكان غزة يسابقون الزمن للحفاظ على تراثهم الثقافي بعد الدمار ...
- مهرجان الكويت المسرحي يحتفل بيوبيله الفضي
- معرض العراق الدولي للكتاب يحتفي بالنساء في دورته السادسة
- أرشفة غزة في الحاضر: توثيق مشهد وهو يختفي
- الفنان التركي آيتاش دوغان يبهر الجمهور التونسي بمعزوفات ساحر ...
- جودي فوستر: السينما العربية غائبة في أمريكا
- -غزال- العراقي يحصد الجائزة الثانية في مسابقة الكاريكاتير ال ...


المزيد.....

- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد المنعم - مبدأ التسابق يعرقل تطور مسرح الثقافة الجماهيرية !!