أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - كيف نحن الكورد نعالج قضايانا















المزيد.....

كيف نحن الكورد نعالج قضايانا


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7299 - 2022 / 7 / 4 - 09:11
المحور: القضية الكردية
    


كنا نعاني من عدمية الحوارات فأصبحنا نتخبط بين مواضيعها وضحالتها. كنا نعمل على أيقاف النقد المدمر، فأصبحنا نغرق في التخوين وتهم العمالة، كنا نأمل بإيجاد الحلول لخلافاتنا الكارثية، ودواء لرأب الصدع، فأصبحنا ندفع ببعضها نحو العدمية ونتناسى منهجية الصوابية. ضيعنا الحلول، وأبعدنا احتمالات الثورة التنويرية، فأصبحت إعادة تركيبة المفاهيم والبناء الفكري للشعب قبل الحراك من الضرورات، وإلغاء الأساليب الكلاسيكية لحل الخلافات من مهمات كل حراكنا الثقافي.
جدلية ديمومة الحوارات، وتطبيقها تظل من بين المقومات المنطقية الأنسب في هذه المرحلة الحرجة، ستنمي النواة التي قد تجد الحلول المنطقية للخلافات المستمرة، رغم شبه عدمية الحل الحزبي-السياسي الداخلي، لأن الشعب الكوردي كغيره من الشعوب، تجاوز المرحلة الحزبية الكلاسيكية، بل أصبح ينبذها، وبدأ يتأثر بمفاهيم القوى الفكرية العالمية، والمنهجيات المتضاربة ما بين اليسار واليمين، المحافظين والديمقراطيين، بين الراديكاليين والليبراليين، إن كانت من الأبعاد السياسية أو الدينية، القومية أو الأممية، وينجرف وبدون إراداته إلى موجة الإستراتيجيات المتحكمة بالشعوب والدول، ويفرض عليه خوض الصراع الإيديولوجي ما بين قطبي المفاهيم المتحكمة بها قوى عظمى، المهيمنة على الأنظمة والقوى السياسية العالمية، والحركات التحررية بل والمنظمات الإرهابية.
ظهر ما ننوه إليه بعد سقوط القطب الآخر من الحرب الباردة، وانتقلت الحروب غير المرئية إلى عمق جغرافيات الدول الكبرى ذاتها، مثلما بدأت تتضح بين القوى السياسية في أمريكا وأوروبا، ليس بين الأحزاب الحاكمة، بل داخل الأحزاب ذاتها. وأطراف حراكنا الكوردستاني حلقة من حلقات الصراع المذكور حتى ولو كانت في أخر السلسلة، عليها مهمات يجب القيام به، ومن بينها تقسيم الشعب على منهجية قطبي الصراع، القومي والأممي، الليبرالي أو الراديكالي، وعلى أسسه تقديم الخدمات في منطقتها للقوى الكبرى المتحكمة، ولم يكن تدميرنا لمنظمة داعش سوى واحدة من المهمات.
رغم عدمية وضوح، خلفيات التناقضات، وأسباب التآكل الداخلي، وتوسع شرخ الخلافات، لدى الأغلبية، والتي لا تزال تفسر على أنه صراع بين الأحزاب حسب المنهجيات، حتى لدى قادة طرفي الحراك المتصارع، الذين يعيشون الدوامة الفكرية ذاتها، ويدفعون بالشعب إلى مسيرة الصراع الداخلي، إلا أن النتائج على الساحة تبين يوما بعد أخر على أن شعبنا حلقة من حلقات مجريات الصراع الدولي، وهو ما نراه بشكل جلي ضمن حراكنا الكوردستاني المنقسم رغما عنه إلى طرفي الصراع شبه المميت، ومعهم الأحزاب التابعة لهم، دون إدراك ما يملى عليه خارجيا، وعلى الأغلب القوى الكوردستانية ذاتها والتي تغرق الشعب في منهجيتها التخوينية وتهم العمالة، لا تزال بعيدة عن إدراك موقعها، والتي لا تزيد عن إن تكون إحدى الأدوات السهلة التحكم بها، وإنها حلقة من سلسلة طويلة قبل أن تبلغ المهيمنة والمتحكمة بمسيرة الصراع العالمي.
وبما أننا لا نرى سوى الأنظمة الإقليمية الشمولية العنصرية، والتي هي جزء من الصراع، فنعيل جميع قضايانا على العمالة لها ومدى تحكمها بإرادتنا، دون إدراكنا على أن دراسة واقعنا الكوردستاني على المنهجية المذكورة، أي رؤية الذات من خلال المنظور العالمي، ستزيل الغطاء عن إشكالياتنا وعلاقاتنا مع تلك الأنظمة، وستنقذنا من استخدام الأساليب الكلاسيكية في معالجة قضايانا الداخلية، ومواجهة محتلينا، وستسهل علينا إيجاد أساليب التعامل بين بعضنا.
ب ك ك وتوابعه ومعهم أحزاب كوردستانية، ينتهجون البعد الأممي، نظريا، والقومي عندما تطلب الضرورة، والقاعدة العامة راديكالية قومية بعكس القيادة الاشتراكية الأممية، والملغية للمنهجية القومية، وهي منهجية تتحكم بها قطب عالمي، مع وجود قوى إقليمية موجودة كحلقات وصل، على أثره يتم اتهامها بالعمالة وعرضها كأدوات تحت الطلب لدول عدة مختلفة مذهبيا وسياسيا ومصالح، إلى جانب غيرها من التعريفات، كعرضها منظمة خلقت لتدمير القضية الكوردية، وغيرها.
وبالمقابل هناك التيار القومي، والذي يترأسه البارتي الديمقراطي الكوردستاني وتوابعه، المتدرج ما بين الراديكالي والليبرالي، أي الطامح لتكوين كيان كوردستاني مستقل، الوطن القومي للكورد. أو كيانات كوردستانية تابعة للأنظمة المحتلة لكوردستان، ويتم الترويج للبعد الوطني على منهجية الوطن الجامع للشعوب المختلفة في الثقافات، وكما نعلم هذا النموذج يتدرج ما بين الأنظمة الفيدرالية إلى حقوق المواطنة.
وما بين المنهجين المرتبطتين بإيديولوجيات عالمية، كانت في السابق قطبيها الإتحاد السوفيتي وأمريكا، اليوم تنتشر ضمن الدول الكبرى ذاتها، والتي بدأت تتوضح في السنوات الأخيرة حتى بين الحزبين الحاكمين في أمريكا، الجمهوري والديمقراطي على سبيل المثال. وعلى أثرها وجدنا كيف تم معالجة القضية الكوردية والكوردستانية حتى ضمن إدارة الديمقراطيين ذاتها، أي بين براك أوباما وجون بادين، ومثلها ضمن إدارة الجمهوريين، ما بين بوش الأب والابن ودونالد ترامب.
وبالتالي فخلافاتنا أوسع من أن نتمكن من حلها، وحيث توسيع حلقات التخوين، وتهم العمالة، بالأساليب الكلاسيكية، كالعمل على إلغاء الأخر، والذي هو شبه مستحيل، ما دامت هناك مهمات لكل طرف عليه القيام به كجزء من الكل العالمي المتصارع، بل نحتاج إلى الوعي، ثم الوعي، والوعي، لإدراك ليس فقط هذه الجدلية، بل الأبعد منها، وهي عدم تكرار الأساليب المهترئة ذاتها لحل قضايانا المتحكمة بها قوى كبرى، كما وحينها ستتبين لنا أسباب التآكل الداخلي.
ما أبطئ نمو الوعي بيننا، رغم عبق نتائجها، وما أقوى منطق تعزيز الجهالة تحت أغطية النقد، وتعميق الخلافات تحت منطق الآخر الخائن، وليس المخطئ.
لم يخلقنا الخالق على هذه الحالة الكارثية الفكرية النادرة على الأرض، بل ظهرت بيد فاعل، ونحن ننميها بتجهيل شعبنا، وتقزيم بعضنا، إلى أن أصبحنا حالة فريدة، كطفرة بين الطفرات.
نحن شعب تسامى فينا العظماء وقدمنا الخدمات لجميع شعوب المنطقة، وفي كل المجالات، إلا لذاتنا، فعظيمنا قزمناه في بيئتنا، ولا نزال ندمر قدرات بعضنا على خلفية منهجيات لا إرادة لنا عليه، نتفوق على جميع الشعوب في هذا المجال. فلو ندرك ما نحن فيه؛ نستطيع أن نصبح حلقة مهمة على ساحة الصراع العالمي، وبالتالي سنتمكن من جعل قضيتنا طرف رئيس في ترجيح كفة الصراع على جغرافية الشرق الأوسط، وبالتالي نفرض قضيتنا على محافلهم كما نريده نحن.

د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
7/1/2022م



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل مصالح الناتو تفرض عليها معاداة القضية الكوردية؟
- غربي كوردستان حاضر مؤلم ومستقبل غامض
- هل تأجل أم ألغي الاجتياح التركي لغربي كوردستان
- هل ستتراجع تركيا عن اجتياح غربي كوردستان - الجزء الثاني
- هل ستتراجع تركيا عن اجتياح غربي كوردستان - الجزء الأول
- مواقف قادة االعالم الإسلامي من القضية الكوردية
- هل ستوحد تركيا جزأي كوردستان - 2/2
- هل ستوحد تركيا غرب وشمال كوردستان- 1/2
- المشروع الأردوغاني لتغيير ديمغرافية غربي كوردستان - الجزء ال ...
- أغرب حدثين في هذا الإسبوع
- المشروع الأردوغاني لتغيير ديمغرافية غربي كوردستان - الجزء ال ...
- من قتل شيرين نصري أنطوان
- عودة الكاتب عباس عباس إلى الوطن
- المشروع الأردوغاني لتغيير ديمغرافية غربي كوردستان - الجزء ال ...
- ماذا يحتاج الشعب الكوردي لينتصر - الجزء الخامس
- المشروع الأردوغاني حول التغيير الديمغرافي لغربي كوردستان - ا ...
- ماذا يحتاج الشعب الكوردي لينتصر - الجزء الرابع
- ماذا يحتاج الشعب الكوردي لينتصر - الجزء الثالث
- ماذا يحتاج الشعب الكوردي لينتصر - الجزء الثاني
- ماذا يحتاج الشعب الكوردي- الجزء الأول


المزيد.....




- الأونروا: الجوع الكارثي بغزة سيزداد سوءا حال استمرار استمرار ...
- رأي.. محمد خير دقامسة يكتب لـCNN عن خطابات السياسيين بشأن حق ...
- إسرائيل: واشنطن ستوقف تمويل الأمم المتحدة إذا منحت فلسطين ال ...
- الصين تدعو إلى وقف إطلاق نار فوري ومستدام في غزة وتدعم العضو ...
- -هيومن رايتس ووتش-: الغارة الإسرائيلية على مركز إسعاف في جنو ...
- مخيّمات المهاجرين في تونس: صفاقس.. -كاليه- التونسية؟
- منظمات إغاثة: عملية إسرائيل في رفح تعطل الخدمات الطبية
- منظمات إغاثة دولية: تعطل الخدمات الطبية بعد بدء إسرائيل عملي ...
- الأمم المتحدة تنتقد قرار إخلاء مدينة رفح وتعتبره -غير إنساني ...
- الجيش الأمريكي يعلق على اعتقال جندي أمريكي في روسيا


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - كيف نحن الكورد نعالج قضايانا