أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - حسن محمد علي - رسالة الى فرهاد ديريك














المزيد.....

رسالة الى فرهاد ديريك


حسن محمد علي

الحوار المتمدن-العدد: 7284 - 2022 / 6 / 19 - 00:58
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


الى الرفيق فرهاد ديريك
رفيقي فرهاد صاعقني اتصال هذا الصباح عن استشهادك .
لملمت اتصالاتي، وبحثت في خبايا تأكيد الصاعقة.. صاعقة استشهادك يا فرهاد.
رغم تأكيد الرفاق ان الصاعقة وقعت ، الا اني بحثت لدى رفاقي في كردستان، علّ خبر الصاعقة يترنح، علّ القتلة الغادرون فشلوا في استهدافك، علّ الموت أخطأ بوصلته، وضاعت عنه طرق الوصول إليك.
أكّد الرفاق استشهادك. لم يضيع القتل بوصلته، لم تغب عن الطرق مساريب الوصول إليك.
التقيتك قبل عشرين يوماً، في ذلك اللقاء الذي جمعنا على ماض نضالي وحاضر يصارع البقاء ومستقبل يلزمه البناء . تحدثت عن اخر جولتك الى كل مناطق شمال وشرق سوريا من الشهبا الى منبج الى كوباني الى طبقة والرقة ووصلت الى الجزيرة وختمتها في ديريك .
لم تكن جولتك يا فرهاد وداعية، لم نع أن عينيك الحرتين كانتا تودعان الآفاق في تلك المساحة من الوداع والذكرى ، سالت تفاصيل كلماتك مزيجا´من القوة والإرادة .
لم نكن نعرف أنه الوداع الأخير، لم نع اللحظة يا فرهاد..
وكانك توصينا " احموا شمال وشرق سوريا.. احموا انجازاتكم.. ودافعوا عن القيم.. قد لا أتمكن من رؤيتكم ثانية.. احرصوا ودافعوا وتوهجوا وقاوموا.. التحديات كبيرة، والمهام كبيرة، والحلول يجب أن تكون على قارعة الطريق.."
أين الوداع يا رفيقي في هذه الجمل الملونة..
لقد كان وداعاً يا فرهاد.. لقد كان وداعاً..
خلف عتبة الباب الخارجي صافحتك، عانقتك، على أمل لقاء قريب قادم.. هل تذكر يا فرهاد، في لحظة الفراق تلك، تحدثت عن رحلتك الجديدة ، عن وطن بحجم القلب، وتحدثت عن الشعب ،عن قوة بحجم الكون.. وفي هذا الصباح نفد الموت إلى ثناياك..
هذا الصباح نفّذ الموت المهمة.
كنت فرهاد كوباني، وفرهاد تل أبيض، وفرهاد الحسكة، وفرهاد عفرين، وفرهاد قامشلو، وفرهاد ديريك، وفرهاد عين عيسى وفرهاد الرقة... كنت فرهاد الشهداء.. فرهاد عوائل الشهداء..
هل تذكر تفاصيل الأمل والألم في المناطق المحررة، وتفاصيل بناء الادارة الذاتية، وعلى هامش الأعمال الكبيرة، يأتي انخراطك بين الناس، تطبيقاً لكل المبادئ التي زرعتها الثورة في نفسك. في كشف قيمة الإنسان. الإنسان باعتباره قيمة عليا.
تفاصيل كثيرة، تشير إلى قيمة الإنسانية لديك، وتشير إلى جوهر الإنسان لديك.
تفاصيل فرهاد، الثوري صاحب المواقف والقوة والتخطيط في الوصول إلى الحل..
فرهاد الحنون كطفل، والصلب كطلقة مسدس.
فرهاد المستقبل في حزب سوريا المستقبل، ودوره الأمين في الامانة العامة..
فرهاد المقام، وفرهاد الوظيفة، في الحزب وفي الإدارة.. اعطونا المهام ونحن نوقدها في الإدارة...
فرهاد روجافا الذي شارك في مراحل التأسيس العظيمة، بكل تعبها وأرقها ونجاحها..
فرهاد الأب، الذي يحضر أكياسه من الطعام والمؤونة، حين كنا في التدريب..
فرهاد الأحاديث، الذي يظهر في كلماته ما لا يمكن له أن يخفيه..
فرهاد الموقف، الذي يتعامل مع الحالات الحرجة بكل صلابة ومهنية..
فرهاد المبادرات، في اللحظة التي يحتاج الموقف لمبادرات..
فرهاد المقاتل، وفرهاد القائد.. فرهاد المعلم، وفرهاد السياسي وفرهاد التنظيم..
فرهاد الأممي، بكل تفاصيل هذا العالم الملون بالقوميات..
فرهاد المغامر، الذي لا يعرف للمغامرة حدود، طالما القضية مسألة حياة أو موت..

يا رفيقي الشهيد.. يا رفيقي فرهاد، عندما اغوص في الذكريات، ارى نفسي في بحر فرهاد.. اعذرني يا رفيقي.. بحرك واسع.. ومن المحال أن نلثم أبعاده مهما غصنا في أعماقه...
اليوم أنجز الموت مهمته.. اليوم نفذّ الغدر وظيفته.. اليوم نعرف أكثر من أي فترة سابقة، أن هذا الموت الغادر، لن يقطع السلسلة، ولن يصل إلى غايته.. اليوم نعرف يا فرهاد، أن وداعك هو حياة جديدة، أن فراقك هوتواصل جديد، وأن غيابك، ما هو إلا جولة صغيرة، وأن فرهاد الغائب هو بداية لصعود آلاف من فرهاد مستندين إلى نظريتك، وجهدك ونضالك وبحرك..
17/06/2022



#حسن_محمد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الشرطة تعتقل متظاهرين مناهضين للحرب الإسرائيلية على غزة في ج ...
- العدد 555 من جريدة النهج الديمقراطي
- الجيش التركي -يحيد- 17 مسلحا من حزب العمال الكردستاني
- الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع تدعو إلى الاستنف ...
- اتحاد النقابات العالمي (WFTU – FSM)”، يُدين استمرار المحاكما ...
- شاهد ما قاله السيناتور ساندرز لـCNN عن تعليق أمريكا شحنات أس ...
- م.م.ن.ص// يوم 9 ماي عيد النصر على النازية.. يوم الانتصار الع ...
- آلاف المتظاهرين احتجاجا على مشاركة إسرائيل في -يوروفيجن-
- من جهينة عن خيمة طريق الشعب في مهرجان اللومانيتيه (1)
- السويد.. آلاف المتظاهرين يحتجون على مشاركة إسرائيل في مسابقة ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - حسن محمد علي - رسالة الى فرهاد ديريك