أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - امحمد الخطابي - رضوان أفندي القصيدة الزجلية المعجونة من تربة وشقاء الكادحين














المزيد.....

رضوان أفندي القصيدة الزجلية المعجونة من تربة وشقاء الكادحين


امحمد الخطابي

الحوار المتمدن-العدد: 7273 - 2022 / 6 / 8 - 16:21
المحور: الادب والفن
    



... واحد من رواد القصيدة الزجلية المغربية الحديثة إلى جانب كل من الفقيد عبد الله الودان وأحمد لمسيح .. ولد سنة 1956 بالدار البيضاء المدينة العمالية الغول والتي انصهرت فيها كل قبائل المغرب و عجنت فيها كل مميزات الثقافة المغربية بمختلف مكوناتها الإثنية على أساس أرضية عيش مشترك الكدح والشقاء والاستغلال من جهة والثراء الفاحش والتسلط من جهة أخرى ... في هذا الفضاء المتناقض سيفتح عينيه على وسعهما ليلتقط صور المتناقضات الاجتماعية الصارخة .. وسيتفتح ذهنه بوسع حجم مأساوية مخلفات هذا التناقض بل ويعيش حدته مع انفجار هذا الحنق الشعبي وهو طفل في انتفاض 23 مارس 1965 ودموية هذا الانفجار ... أكيد هذا سيكون عاملا من عوامل بناء شخصية رضوان كزجال ومسرحي وسيؤسس لقناعاته واختياراته وانحيازه لطبقة الكادحين والمستضعفين الذين تطحنهم ماكينة الاستغلال الرأسمالي وتذروهم آلة الدولة الجهنمية خادمة التحالف الطبقي المسيطر إذا ما فكروا في الاحتجاج أو الانتفاض .
سيشتغل رضوان بمسرح الهواة أولا وسيساهم كممثل في فيلم ـــ ليام آليام لمحمد المعنوني ـــ غير أنه سيتألق كزجال خلال السبعينات من خلال مدرجات الجامعة إلى جانب عبد الله الودان وأحمد لمسيح ليشكلوا ظاهرة شعرية زجلية حديثة في وقت كانت النخبة المثقفة الحديثة تستهجن المقول الشعبي والزجل منه خصوصا ولا تعتبره أدبا يستحق الاهتمام ..رغم تجدره العميق في تربة الشعب المغربي انطلاقا من رباعيات عبد الرحمان المجذوب وشعر الملحون وغيره ... هذه النخب ليبيرالية كانت أو من النخب المحافظة كانت تنأى عن كل فن شعبي بل وتعتبره منحطا .. وإن تعاملت معه فمن منطلق تمييعه وحصره في اللهو أو ـــ القصارة ــ كما حدث مع العيطة في ارتباطها بالقياد المخزنيين .
قلنا أن هذا الجيل الحديث الذي فتح عينيه على حدة الصراع الطبقي بالمغرب سينحاز في صراعه فنيا وثقافيا إلى مفردات الشعب وفنونه وثقافته وسيعيد صياغتها لتصبح في صلب التحول الحداثي وكذلك لتصبح أداة مقاومة في يد هؤلاء الكادحين ... هذا ما سيدفع بأحمد لمسيح بأن يغير مساره من شاعر يكتب القصيدة العربية الحديثة إلى شاعر زجال يكتب بلغة الشعب .
قلنا بأن هذه المجموعة ستتألق من خلال الجامعة التي كانت قلعة لليسار المغربي والتي كانت المنفذ المهم للثقافة الحديثة واليسارية على الخصوص ومن خلالها برزت العديد من الأسماء المثقفة والفنية المثيرة للجدل . وقد كانت السمة التأسيسة والمبررة تاريخيا سمة الاحتجاج على الاوضاع السياسية بالبلاد وكذا الاجتماعية فطغت النبرة التحريضية ولكن دون إسفاف ولا أسقاط لفنية التجربة وتمايزها .فكانت أشعارهم تصل عبر الكاسيط وتتداول من يد ليد بل تعتبر تهمة تظاف لمحجوزات الشرطة أثناء اعتقالهم للمناضلين اليساريين .
أصدر رضوان أفنذي ديوان المعطي , ديوان : ــ كيد السكات ــ وأثارت تجربته فنانين موسيقيين فلحنوا بعضا من أشعاره كما هو الحال مع الفنان سعيد المغربي وفرقة حنظلة وفتاح النكادي ومجموعة النورس .
رضوان أفنذي سيطور تجربته فيما بعد لكن دون أن يتنكر لمنطلقاته المنحازة والملتزمة وستبقى أشعاره تنهل من الواقع الملموس بكل تناقضاته حيث سيلتقط صور الكدح والشقاء من خلال المشردين والمنبودين والمعطلين والخادمات ...كما سيعري الانتهازيين ومافيا الانتخابات وناهبي المال العام و...وغيرهم من الكائنات الطفيلية ,,, إن مانرصده في تجربة رضوان أنها تجربة زجلية حديثة التزمت بالمنحى الواقعي المحرض على استعمال العقل من أجل الفعل وليس الانفعال العاطفي المخدرللوعي . وهذه تجربة أصبحت ناذرة مع الجيل اللاحق ربما يمثلها حاليا الزجال المتألق بوجمعة الصنعاوي وعبد اللطيف البطل وعبد الرحمان سمتور ونور الدين بنخديجة ... وفي الاتجاه الآخر سيتألق الشاعر أحمد لمسيح مطورا تجربته استنادا لتطور التجربة االشعرية العربية الحديثة وترامي ضفافها من تجريد وسوريالية وغموض في الصور والاستعارت وسيمشي على منواله العديد من الزجاليين ..
... يبقى رضوان أفندي مدرسة زجلية حديثة متميزة في حد ذاتها .. تصوغ صورها واستعاراتها من الواقع المغربي المعاش غالبا بنفس حكائي ربما من تأثير تجربة العمل المسرحي وكأنه يقدم لك لقطة سينمائية أو مشهدا مسرحيا واقعيا دون مبالغة لغوية تضبب على المعنى وتغمضه صور قد تبدو مألوفة لكن رضوان يعيد تغريبها ليكتشف المتلقي المعنى الخفي بإرادة الاديولوجيا المزيفة لواقع الاستغلال حتى يتمكن من إعادة بناء الصورة بوعي وإعادة طرح السؤال عما يشاهده حوله من وقائع بوضوح ودون استلاب ووعي زائف بل بيقطة ونباهة وبناء حس طبقي يعيد اكتشاف ما كان يظنه أمرا طبيعيا وعاديا أو قدرا من عند الله إلى اعتباره واقعا من صنع الانسان وعليه بالتالي العمل على تفسيره عقلانيا بل وتغييره .
طبعا الشعر لايحدث ثورة في الشارع ولكنه يحدث ثورة في العقول والأفئدة بل إعادة تربية ذوق سليم وحس متيقظ تواق للجمال ضد القبح والتحرر ضدا على الاستعباد . وهنا تكون القصيدة تلامس وعي الناس العاديين وكذا النخبة .. لإنها تنطلق من الواقع وليس من المجرد ... الم يقل الشاعرالاسباني الكبير لوركا أن :ــ القصيدة كائن يمشي في الشارع ـــ


إنجاز : امحمد الخطابي ..



#امحمد_الخطابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- أحمد عز ومحمد إمام.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وأفضل الأعم ...
- تيلور سويفت تفاجئ الجمهور بألبومها الجديد
- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - امحمد الخطابي - رضوان أفندي القصيدة الزجلية المعجونة من تربة وشقاء الكادحين