أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رضا الصالحي - قراءة تاويلية حول رواية طوفان من الحلوى في معبد الجماجم لام الزين بنشيخة المسكيني















المزيد.....



قراءة تاويلية حول رواية طوفان من الحلوى في معبد الجماجم لام الزين بنشيخة المسكيني


رضا الصالحي

الحوار المتمدن-العدد: 7271 - 2022 / 6 / 6 - 14:51
المحور: الادب والفن
    


نص اول


إلى أم الزين ، بنشيخة أو المسكيني.. لا يهم..
المهم، إليها: طارزة للحب بخيط اللغة وعيون الإبر


..
يا لنصك المجنون.. يا لروايتك التي تعجن أسماء الله
وفصول الدستور
وميتافيزيقا الشرور..
عجنا تعجنها..
وخلقا ، تعيد خلقها
نحو صناعة وجود لا يعرف عدم اللاهوت ،
ونباح الساسة
وحماقات الذين يحملون الله
خشية عليه من السقوط في أيادي المبدعين..
وبين الأيادي والأيادي
إله من نار وقتل
وآلهة من قلم..
أجل، سأكمل قراءتها حرفا يعدل حرفا ،
وحدسا ينزل معنى
لأكتب عنها نصا "لن يجن وحده"
"كم هو محزن أن ترى أمما كبيرة
تتسول قدرا إضافيا من المستقبل" !
هكذا قالت أم الزين ، وهي أم الزين بكل المعاني،
ولم يخطئ من سماها، هكذا قالت ليعبر الله بين رفوف اللغة المنسية و"المرمية في المعاجم"..
لعبة لغة هو "الإله الاخير"
ولعبة صناعة حلوى هو "الإنسان الأخير"..
لله معابده
وللإنسان حلواه..
وبين المعبد والحلوى
رؤوس تقطع،
وأخرى تنبت ثورة من مفاصل العدم..!
"حبة قمح تموت
ستملأ الوادي سنابل"..!
شكرا شاااااهقا..
شكرا بلغة "سحابة فوق أفلاطون".. تمر إلى ماء يجن من أجله التراب .. من أجل "أول المطر الإباحي الحنين" ..
شكرا بلغة الوسائد المرصعة بأحلام المنبوذين العراة من كل القصائد والحقوق والأمنيات..
شكرا بالقدر الذي ينزف فيه الدم الملون بجمرة الوردة ، على وردي روايتك..
أهي بكاء على حائط "معبد الجماجم" أم هي نشيد الروح الأخير لصناعة آلهة من الحلوى ومن إيروس ومن أمل .. أم هي طوفان بألف معنى ومعابد بلا أي معنى ؟!
وبين معبد الجماجم وطوفان الحلوى طعم العدم ورائحة الوجود :
للوجود روائحه وريحانه الذي يدغدغ أنوفنا من بعيد :
من تلال الأمل.. من صباحات الديكة وأثر الفراشة ومن عناق الحمام للحمام.. من بسباس كسرة كل "الدادات" الجميلات ربات البيوت والحياة.. من أغاني ذاك الذي رعى الوجود، ثم قتلوه.. ومات.. ومن أحلام مادام إيمما بوڥاري وابداع ڨيستاف فلوبار.. ومن غريزة وخفقان قلب "دادا زعرة" حيث يبزغ إيروس من نهديها.. نهدين بألف معنى حين كل سيوف العدم بأيادي دجالو العصر الحديث.. المضرجة بدماء الأبرياء والزنبقات الوحيدات..
وللعدم روائحه الكريهة الخارجة صوبنا من فوهات الكراهية والاضطغان، روائح اللاهوت و"سنة النفط المقدس"..روائح القتلة الساقطين من نصوص الإله .. الساقطون عليها جرادا لا يترك ولو حبة قمح واحدة للنمل كي يعمر العالم .. وللعصافير المغنية على أسرة النائمين.. ولفراخ القبرات النائمات.. روائح الساقطون بكل معاني الصفة .. بكل الصفات..
وشكرا بقدر ما يربت الحالمون بأناملهم-أقلامهم على ريش الحمام والسلام..
للقتلة سيوفهم .. ولأم الزين روايتها-قلمها..
وبين القتلة والرواية قراء من لغة الحب والتأويل..
لهم أصنامهم..
ولها حلواها !
ولنا حرية الاختيار بين أن نحيا أحرارا.. وأن نموت أحرارا ..!
لهم معابدهم ليرصعونها بجماجم ضحايا الدولة الحديثة التي تكنس موتاها حين "تأتي متأخرة".. ولنا حلوانا وأياد ترسم وردا على قبور الشهداء..
فشكرا بقدر ما توجد حلوى في كل مكان.. وفي كل قلب .. وفي كل أغاني الأبرياء.. وبقدر ما يكبر الحلم كالورد .. وبقدر ما يصبح الهلال "قمر


نص ثان


اللغة سماد الرؤوس المقطوعة ،
أو كيف تنبت الرؤوس كنرسيس ؟
عن الممكن .. ورضيع المستقبل.. ودحر العدم
حول رواية "طوفان من الحلوى.. في معبد الجماجم" لأم الزين بن شيخة



ثمة حراس على اللغة.. حين ثمة حراس للغة !
ثمة مراقبة دائمة، وسلطة الميكرو ، ورقابة بائعي أحلام المشردين، ومبذروا الحياة والوجود، وبائعوا العدم.. ثمة كل الشرور .. وأسلحة كهنوت العصر.. يشترون الجنة للحمقى والمغفلين .. والأبرياء بصكوك الخطابة واللغة .. !
وفي الضفة الأخرى من المشهد توجد أم الزين تحمل طوفان الحلوى في طبق من سلام ونشيد الحمام ..!
وبقدر ما تحمل الحلوى تحمل الحب حين تعطي لكل رأس مقطوع حكمة الانبتات من جديد في أجساد الآخرين ...!
أو
ما أعظم غيڥارا حين قال: ماهية المناضل الحقيقي هي الحب: إنه يحمل السيف دفاعا عن قضايا إنسانية يتبناها ويحبها !
هكذا تترجم أم الزين غيڥاريتها النسائية العظيمة ..!
من أين الخلق يا حكيمة القلم
يعدمنون هؤلاء بأسلحته
وتوجدهم وجودا صاحبة الطوفان الحلوي بالكتابة وبالقلم !
حين كانت كل الأخبار التلفزيونية تعرض صوتها .. الذاهب صوتها.. الذي بلا ذاكرة صوتها.. كانت أم الزين تحبر المسرحية بالقلم..
من بين ذبحة السيف وبزوغ الدم تخلق الروائية عالما من النارسيسية كي تحيا الرؤوس التسع وأربعين إذ لكل رأس سبع أرواح لا تخشى الموت والعدم !
من المشهد الجنائزي البكائي الصادم
تخلق أم الزين الوجود الحالم ..
وبين الصدمة والحلم مسافة من حبر ورأس القلم..
لا أمل للانسانية غير الكتابة والتضاحك على كل الأصوات الذاهبة مع الرياح إلى مزبلة السارقين لوجود البشر..
ويا لها من رؤوس أحيتها الرواية بعد أن قتلتها السياسة وأذيال اللاهوت المحتفلين بالتكفير وإراقة الدماء "حبا في الله" !!!
يا لهول المفارقة التي تفطن "طوفان الحلوى" إليها حين "قنابلهم علينا" و"جماجمنا في معابدهم" فرجة لعبدة العدم..
رأس أولى "تخلى عنها الأفق" .. هل يليق بها "التحديق في الظلام" ؟!
الظلام لغة الرؤوس المقطوعة.. وهي من معجم العماء عن ممكنات الحياة ودروب الإنوجاد.. فلا "تغرق فيه تماما" قالت له أم الزين على لسان محمود درويش !
لك السحب يا حبيبي .. لك أن ترصعها في وسائدك وتهديها لأمك فلقد أتعبها توسد الذاكرة والحنين يا شهيدا لن يموت !
ألم تقولي هكذا يا طارزة الحب بالحرف واللغة والمجاز و"اندفاع النهر في الإيقاع"؟!
رأس ثانية "قل وجودها" .. فهل يليق بها اللهاث وراء القصائد التي ودعتنا حين أحببنا وأضنانا فراق الحبيب.. ؟!
لا تقف على الأطلال يا من ستنبت ثانية في أجساد السنابل والنخيل وفي كسرة أمك وقهوة أمك ودمعة
أمك .. ياااااا حامل العدم الجميل !
رأفة بعدمك ، رأفة
إذا قل وجودك ، لا تخشى المستحيل !
ثمة كمية من العدم بداخلك حافظ عليها و "عش ليومك لا لحلمك" قالت له أم الزين على لسان محمود درويش !
ألم تقولي هكذا يا مؤثثة العدم باللغة وبقلب أم الشهيد ؟!
رأس ثالثة "تقيم في الأسفل" من كل ضروب الوجود.. فهل يليق بها البكاء على العجز على الصعود ؟!
أبدا ، لأن البكاء لا يبني درجا نصعد من خلاله إلى عالمنا الذي نحب..
جديرة بك فلسفة الضحك أيها الشهيد كذاك الفيلسوف الذي ضحك على موته غرقا .. فلا تخشين الغرق .. "قهقه عاليا" وكأن كل المسارح في القاع..
قالت له أم الزين على لسان عابر أتعبته الخيبات فصارا ساخرا منها...
ألم تقولي هكذا لهذه الرأس الغارقة يا منقذة الأمل من الحضيض ؟!
رأس رابعة "انهار العالم من حولها" .. فهل يجدر بها السقوط مع الركام، وفتح الطريق لما تبقى من معابد القتلة ؟! ... كي "تلحق به الكارثة" ؟!
ثمة شطب وكسر وانعراج وهروب إلى طرق أخرى هي الطريقة إلى الإنولاد حرا أيتها الرأس المضرجة بالدم وبالاخفاقات .. وأوجاع الذكريات..
قالت له أم الزين على لسان محمود درويش أيضا حين قال "والطريق هو الطريقة" ...
ألم تقولي هكذا لهذه الرأس المهجورة حيث "يموت من لا يجيد الركض في الطرقات" ؟!
رأس خامسة خانتها "القلوب المرتعشة" حين أرادت تسلق "جدار الكون" .. فهل يليق بها الحديث عن الخيانة ولوم القلوب الضعيفة ؟!
ثمة قامة لكل رأس مذبوحة يا حبيبي فتسلقها كي تصل إليك !!!
هكذا قالت ام الزين له على لسان محمود درويش أيضا حين قال "واذهب إليك .. فأنت أوسع من بلاد الناس"...
ألم تقولي هكذا يا حبيبة الوقوف على أحراف الجرح يا حبيبة النخيل ؟!
رأس سادسة لم تعرف أن "الحياة مليئة أكثر من اللازم" فهل حري بها لعن العدم و"التألم من الفراغ"؟!
ثمة طاقات من كيمياء الخلق فوق الألوهي فاملأ ذاتك بالصبر ، ربما ، وبكل ممكنات الحياة..
قالت له أم الزين على لسان غيڥارا مجيبا عن سؤال جون پول سارتر : "أن أجعل الممكن ممكنا أكثر" !!!
ألم تتذكري سارتر حينها فقلت له حكمة الفلاسفة ؟!
رأس سابعة لم تأبه إلى كون "المتطفلين لا يصلحون
إلا للثرثرة" والضجيج والنباح
حتى على أكياس الپلاستيك
التي تحملها الرياح... !
لك أن تغلق نوافذك ، لا فقط نوافذ بيتك ، فكل روح لها نوافذ من جلوس الرأس مع رأسها ..اغلق عنك نفسك كي "لا تجعل من العابرين نافذة لأوجاعك" ..
قالت له أم الزين وهي تحدق في عمق الذات ولغة ديكارت ...
ألم تقولي هكذا يا صديقة الفلسفة والرؤوس المقطرة بدم نارسيس ؟!
"وطفل رضيع مات قبل أن يحيا" هل يليق به البكاء على نهدي أمه ؟!
ثمة ضباب من حولك، يا بني، وبياض السلام وريش الحمام يا حماما يطير.. "احمل ضبابك" كي تنير الطريق .. أو "كي لا تداهمك الصحراء وحيدا" يا "ابن الهواء الصلب، يا ابن اللفظة الأولى على الجزر القديمة..." يا ابن من أحبت ليلها كي تنجبك !
قالت له أم الزين على لسان ريني شار يغني قصيدة الحرية لحبيبته وصدره مصوب نحوه سلاح الموت ...
ألم تقولي هكذا يا صديقة الشعر والرواية والولادة رغم القتلة ؟!
سبع رؤوس قطعت.. ولكن تسع وأربعون روحا نبتت كالزيتون على حافات العدم.. ارتووا من بذخ اللغة في الرواية ، ومن "فتنتها" قالت صديقة الحلوى.. ورضيع من أجل مستقبل ممكن لا نستلفه من غيرنا من كالرعاع المتكاثرون حولنا "كالثعالب".....!



نص ثالث

ميتافيزيقا السلام الأخير
أو
طوفان من الحلوى
في الرواية.. وما بعدها..
(المعابد والحلوى وصراع الشطب والبعث):
حول رواية "طوفان من الحلوى.. في معبد الجماجم" لأم الزين بن شيخة المسكيني



* سفينة تظهر وتغيب كشهوة البحر
في أسمار الصيادين..
آدم فتحي : السفينة.
* ..وسيولدون..
ويولدون..
ويولدون...
محمود درويش.
* يا خالقي في هذه الساعات من عدم
تجلى
لعل لي رب لأعبده
لعل..
محمود درويش : مديح الظل العالي.
* هكذا يكبر معبد الجماجم ليصبح عالما مجازيا كله موت وخراب ، ذبح وأعمال لكورونا قاهرة..
محمد الخبو: من تقديمه للرواية..
* "إنه طوفان من الحلوى.. سأظل أوزعه على جميع الرؤوس حتى يستعيدوا أجسامهم"..
من رواية الطوفان الحلوي،
المشهد الأخير، ص. 262.
أي عنوان يليق برواية من طعم الحلوى الآتية طوفانا، ومن روائح زنازين المعابد المرصعة بالجماجم وأنين الباكيات الصابرات على ذرف الدموع ودماء القلوب: أوجاع "الدادات" اللواتي أملن في إيلاد رؤوس أخرى في أجساد بلا رؤوس بعد أن أوجعتهن الجبال "الأخيرة"..؟
وأية رواية نعنون: أطوفان الحلوى حيث سردية أخرى من ميتافيزيقا اللغة وانتجاعات قولها، ومن ميتافيزيقا السلام الأخير حيث تنمو الرؤوس المذبوحة وأرواح الرضع الحائرة ورودا على جباه الأمهات ونخلات باسقات.. أم معبد الجماجم حيث يحتفي "السكان الجدد" للجبال بدماء القتلى ونفوس ضحايا الدولة الحديثة -دولة الكنس البلدي- وافساد جدارية أطباق الحلوى وأغاني الحالمين والحالمات..؟
هي رواية برؤوس عدة: رؤوس مقطوعة، ورؤوس قاطعة تعلن إله من عدمية الضغينة ولغة الدم وأصوات السيوف كأنها "تجري قرآنها ليهود خيبر"، ومن سرير پروكوست ، و"رياضة اللحى تحت سفح جبل الشعانبي" ، ومن سياسة الفئران الخارجة من "زيڨاوات" السجون..! ورؤساء من كرتون تصلح للسخرية والمروق عليها .. ومرؤوسين أضناهم الكذب وأزيز الدبابات وكل اشكال التعطيل والتعطيب و"المراقبة والعقاب"...!
وبين الرؤوس والرؤوس أطباق من الحب والحلوى تعلن طوفانها، وقلم روائية من "كريستال" المخيلة ترجم هؤلاء الدجل -إكليروس الزمن الأخير الآتون بإبلهم وسيوفهم وخليجهم والمبشرون بالقيامة ونيابة الله- بلعنة الحبر .. وتعلن هوية أخرى ممكنة من لغة سردية اللغة والإنتماء إلى الكتابة على أنقاض أوديسات الذبح وتشييد معابد الجماجم.. الكتابة كمعقل وحيد للقتلة المصدعين لرؤوسنا بنشاز خطابات الخلاص الميتافيزيقي و"الدفاع عن الله" !
وحدهم القتلة، قاطعوا الرؤوس، ذابحوا رقاب رعاة الوجود ، هم من "يكجكجون" الله !
كجة هو الله إما للبحث عنه وإما لاخفائه حتى لا تلتهمه سرديات المسرح والرواية والشعر والقلم..!
وبين ميتافيزيقا الخلاص الواهم وميتافيزيقا الحلوى أصوات السيوف وصمت قلم أم الزين ، ودمعة أم خانها الوطن..!
وأم الزين كانت حارسة للوجود وللممكن حيث توزع الكلام الحلوي المرصع بورود نارسيس وديونيزيوس وديلانو، وبريش فينيكوس على أجساد وجماجم المقتولين.. وحيث تحرس الجبال من الخنازير الساقطة من نصوص الله كما يسقط الذباب على العفن..
أو
ما تتركه سياسات الموت
يكمله الرواة .. والشعراء..!
وحدها رواية من حلوى غاضبة بوسعها أن "تحرس الورد على جباه الشهداء" ورائحة الإكليل الجبلي حين انشغلت الدولة بكنس الشوارع وحفر القبور واطباق الصمت عما "في حده الحد بين الجد واللعب" !
هم ملة خارجة عن أنطولوجياها الحقيقية وخارجة من طقوس الذبح وتوهم الجنة بصكوك الدماء وبيع الرؤوس إلى الله !
أما الرواية فكانت المحكمة الأخيرة التي سيلتقي فيها القاتل بالمقتول "واضحين كالحقيقة" أين سيضحك القلم على السلاح..
"طوفان من الحلوى .. في معبد الجماجم" هي المسرح الأخير لحراس العدم لتقديم أنفسهم عرايا أمام الله.. !
أي ظلام هذا الذي يرون من خلاله رؤوس حراس الوجود ؟
من أين لهم بكل ثقوب العدم ؟
بالأمس البعيد اغتالوا بصمت حسين مروة.. واليوم جهروا بالقتل في العلن:
علنا ذبحوا جنودا وراعي الأغنام،
علنا قتلوا النساء الكادحات،
وعلنا "باعوا الشعوب" لا "خلسة" هذه المرة..!
وعلنا جربوا عقارا على رضع،
وعلنا سمموا القمح وجوعوا الطيور والبشر..
وعلنا ينكحون باسم الجهاد.. وعلنا يلتقي عنف اللاهوت بعنف الدولة "الحديثة" من أجل "فأرنة" البشر وذبحهم في مخابر الله وعرض جماجمهم في المعابد..
ولكن وحدها حلوى الرواية ترتل آيات قصيدة لوركا غارسيا، بلغة أخرى خبأتها الروائية في نصوصها:
"حينما كانت النجوم تطعن المياه بالرماح
كان صوت الموت يرن في الجبل الكبير..
يا ابن الأرياف العارية،
يا ابن المدن الحافية،
يا ابن البطون الجائعة،
يا ابن الدولة النائمة..
يا فرح القمر الأخضر ،
يا صوت قرنفلة..
لماذا اغتالوك في الجبال المهملة" ؟!
هي حلوى باكية تقدمها الرواية في طبق من غضب.. ووحدها رواية "طوفان من الحلوى.. في معبد الجماجم" طعم حلواها من غضب : غضب الرؤوس السبعة المفهومية، غضب كل الرؤوس الأخرى اليائسة من الفراغ السياسي، غضب رضيع الممكن، وغضب احدى عشر كوكب من أرواح الأطفال الرضع من عبث المؤسسات الصحية بمشروع وجودهم..
و"كم هو شهي لحم البشر في بلاد الله".. قالت صديقة الحلوى .. لذا يلزمنا أطباق أخرى طائرة كي نرحل ، نكاية في العالم-العدم..
رؤوس تبحث عن أجسادها .. وأرواح بين الشعور بالصقيع وإرادة التماس يد الأم ورؤية وجهها من أجل ضحكة العمر، وأخرى تذكر الله بصمته الباهت ، وأرواح يئست من التحديق في الفراغ.. و"أدمغة ذكية معطلة عن العمل في بلاد لم تعد تتسع للأذكياء" و"سماء من فوقهم تحترق" .. ولكن لا دخان ولا حمرة الدماء ولا بكاء وبراءة الرضع ولا دموع الأمهات ولا فراق الحمام لعشه ولا جوع القبرات والنمل ولا عطش غزال البراري أغضب الله عن هؤلاء !
لأن "ضباب يشطب الله في معابدهم" -قالت أم الزين- أعماه عن كل مراسم العدم !
ثمة عدم لشطب الرؤوس ، وثمة لغة لبعثها كي تظهر "مثل عنقاء الرماد من الدمار"، وكي تجد أجسامها ولو كانت جثثهم تحت الأرض سمادا لحياة أخرى "يتحرر فيها الله".. وبين العدم واللغة تبحث أم الزين عن "أرض تصوب فوقها الدماء.. وترفعها قلاعا" وهم يودعوننا الوداع الأخير..!
دماء هؤلاء جديرة بها الأعالي ، والتماس النجوم ، لا سفالة القتلة وتراب القحط والجفاف..
هكذا "يأتي النهار غدا": نهار من الحلوى .. لا من ذبح ولا من ميتافيزيقا القبح اللاهوتي. وثمة عالم من فحم يتوسده القتلى والغرقى والمنتحرون والمنسيون والمجوعون والموجوعون والمخفقة تجاربهم في الحب.. "فهل هي نهاية العالم ؟" تساءلت بنت من همس الحبيب لحبيبته ليلا .. ولكن عالم الحلوى يرينا أنه ثمة ميتافيزيقا أخرى "لاختراع عوالم أجمل" قالت أم الزين..
"ليذهب العالم إلى العدم يا ابنتي" قال لها أبوها بعد أن أتعبته الرزايا والثنايا والمرايا وزحام "الأنبياء" الجدد على رأسه لحلقه ... أنبياء من سرطان الكراهية والاتجار بالدين وبممكنات الحياة وبنهود الأمهات وخصلات شعر الجميلات... أب "تمزقت من فوق رأسه السماء" فجن وحيدا !
وثمة عوالم أرحب في مخيلة الروائية حيث الإمكانات اللامتناهية من العوالم الممكنة.. لأن "وحده التشبث بالخيال هو من سيضع لنا عالما جديدا" هو عالم من ميتافيزيقا السلام الأخير في الرواية !
ففي رواية طوفان من الحلوى ، رواية حرة من كل الأقواس والفصول والدساتير، تشيد أم الزين ميتافيزيقا أخرى بلغات عدة:
من أطباق الفرح بما هو الأمل الوحيد على أنقاض تخوم كل الجنائز ، "ميتافيزيقا ورد الرمل" حين استراق رغيف الخبز وإلى معابد من جحيم حولوا المخابز ، من الحلوى الغاضبة الآتية إلينا طوفانا من فوق وبراكين من تحت لاقتلاع معابدهم صوب نسيان أبدي واسترجاع الرؤوس المقطوعة لأجسادها والرضع للانولاد ولهدم سياسة اللاهوت الجاثمة على صدور الحالمين وذبح "كوشمار"..! من الولادة والبعث نكاية في كل شطب معبدي، من حديث الراوي المتجرأ على خلق معجزة أخرى من النبوة لمخاطبة الله وشق جدار الكون بالأنامل والقلم... من كسرة صديقات الفجر الزيتوني المقتولات بطرق الموت الميكانيكي، ومن كل ما يشطب من رؤوس القتلة "مدن المستقبل".. تلك المدن "الخاصة باللعب فقط وبالتمتع بالحياة ومحبة الأرض" على نحو ديونيزيوسي "ورعاية حقوقها" حق الرعاية ... رعاية رعاة الأرض والحياة وأغاني الماء وموسيقى الحب لا رعاية الدجل من الرعاع لاهوتيون كانوا أو دعاة للائكية والتمدن الحديث... "مدن لن يأكل فيها الأطفال الأكلات الجاهزة والمتعفنة والمسرطنة" والمصبرة والمعلبة والمسمومة بالحقد الرأسمالي والليبرالية الكاذبة ...
وفي رواية الطوفان الحلوي ميتافيزيقا بمعنيين وبرأسين: رأس كلاب المعابد -كثر والرأس واحدة !- وهي ميتافيزيقا المقدس المضرجة بدماء الرؤوس وبكاء الأرواح وحيرتهم واستلاباتهم وبدماء الكادحات .. من أجل جنة ضائعة وحوريات وأنهر من عسل ولبن ! ورؤوس من سلام الصباحات ووسائد الحب المرصعة بخفيف السحاب .. وهي ميتافيزيقا من كلام المؤرخ مع الليل استعصت عليه قصة الظبي والغزالة وقصة حبيبين يتحرشان بالقمر.. !
ماااااا أقبحهم..
ومااااا أجملنا..
ميتافيزيقا للشطب والضغينة ومساومة الله في الجنة بصكوك اللغة والخطابة ، ولبيع الرؤوس المذبوحة إليه كي يعبروا -عبثا- إلى فردوس من فروج الحوريات !!
وأخرى للحلم وللتخيل لا مكان فيها للمعابد ثانية لأن أطفال سيولدون من أجل الضحك واللعب لا من أجل البكاء وإبكاء أم أحبت ليلها وسامرت قمرها كي تنجب طفلا من رائحة القرنفل لا من "جرحى السماء"..!
الأطفال القادمون هم زنابق وزنبقات من مستقبل الحب والفرح الربيعيين، لا أدوات بأيادي مافيات الدولة المتهاوية وبلحى صانعي الجحيم التيولوجي المتلاعبون بهم قبل أن يلعبوا ..
ميتافيزيقا للحرب..
وأخرى للعب،
والحلوى والحب..!
ثم ماذا في "ما بعد الرواية" ؟!
طوفان آخر من الكذب اللاهوتي، وطوفان من الخوف السياسي والعجز الإداري والتهاون الحكومي واستشراء ذمم القضاة ودعايات الاعلام الحزبي ومخدر الرأسمال "الكسبي" "الربحي"... وقطط الحاويات ومواؤها كما ينهق ذاك الحمار وأتانه حين صعد بهما جحاهما إلى أعلى البناية فرفضا النزول !
لكل حلوى قادمة إلينا كلاب سائبة لالتقافها.. وشيخ يحرم صنعها ، وحاكم يتقاسم الكعكة، دون حياء، أمام أنظار أطفال الحلوى !
ربما يلزمهم رواية أخرى بعنوان "نحو كلبية جديدة من التبول والبصاق عليهم" دون حياء "لأنهم تبولوا علينا دون حياء" قال مظفر النواب في مجنونة "وترياته الليلية" !!
كم كبير هو "خوفنا على صومعة المئذنة" -قال محمود درويش- حين "طوفان من الآلهة على إيقاع الجماجم من الصومعة" قالت أم الزين في الرواية وهي تواسي حلواها الحائرة .. ثم تأتي الدولة متثاقلة الخطى ، لأنها كاذبة، لتطوق الرؤوس بطوفان "من الوعود الحكومية" الفارغة.. و"طوفان من الدماء" وسماء غير جاهزة بعد لتنظيف المعابد والمساجد من الدماء..
ميتافيزيقا أخرى من الشر تعرضها السياسات الساقطة على محكوميها فإما السيوف والموت غيلة وإما سلاح البوليس ومتراك لكل مؤخرة !
ولكل رأس حرية الاختيار: أن تهان من فوق فتقطع رأسه وأن تذل من أسفل ومن وراء فتخبط مؤخرته حتى لا يدفن في قنطرة اسفلتية مع الاسمنت في أحسن الأحوال !
وشتان بين المشروع الحلوي حيث صناعة عوالم الممكنات وبين مشاريع الدولة الحديثة الجبانة المؤخراتية الحامية لرياضة اللحى تحت سفح الجبل لأن "تيس" هناك يحتفل بالذكريات !
"وبقي الصمت يدير شؤون صمته بما تبقى من صلوات القراء في معبد الجماجم"... !!
شيء وحيد لم تستوعبه إلى حد الآن لا الدولة الحديثة الملوثة بجباب الكهنوت ولا الكهنوت الدجل الامبراطوري وهو ما قاله الفذ فتحي المسكيني:
"ما ينقصنا ليس الهجرة إلى الله .. بل الهجرة إلى الإنسانية"...


نص رابع

في رواية الطوفان الحلوي "انفصل الزمان عن المكان" .. ! فلسفة في فيزيقا النسبية حيث عمهت الدولة الحديثة عن صد اللاهوت الآتي إليها "كورونا قاهرة" .. حيث تواطئ العلم الحديث مع سياسة القوى الامپريالية.. وحيث صدقت نبوءة محمود درويش رغم "رائحة البخور" ..!
ثمة سقطة كلية للأمكنة.. وثمة "انهيار للمحكمة" .. وثمة كرونوس لم يشبع بعد ، وبعد كل الثورات الزيوسية، بأكل أبنائه !
أي عصر هذا الذي تعبث فيه مافيات الدجل التيولوجي برؤوس البشر ؟ وبالهويات الصائرة ؟!
أمن أجل تثبيت الهوية أم من أجل رجم الذاكرة وسردية التاريخ ؟!
"هناك حيث انهار المكان واستعاد الزمان قدرته على التهام أبنائه مثل إله إغريقي قديم" قالت صديقة الغضب الحلوي
هناك أين يقيم التفه من مساومي الله .. من أجل قتل الهويات الأخيرة الحرة من كل انتماء صنمي
هؤلاء تقلقهم فلسفة الصيرورات ، وذبحات جواشيم بوسكاي ! لذا قابلوا ذبحه لهم بانتزاع الهوية من رؤوسها كي تصبح "أقل من بشر" !
هل قرؤوا تيري إيغلتون بعد ؟! هل قرؤوا القرآن "أم على قلوبهم أقفال"؟!
هل أدركوا "فكرة الثقافة" حيث صيرورة المفهوم وانحتات الهوية "ابنة عصرها" قال الشاعر ؟!
هل قرؤوا كوستارياديس ؟! هل شاهدوا مسرحية "برويطة البوعزيزي" ليصدقوا كوجاف ويكذبوا فوكوياما الجاثم على عقولهم المتبلدة ؟! هل توسلوا أنفسهم قبل أن يتوسلوا رؤوس البشر لإغواء الله ؟!
يالهم من حمقى قدت رؤوسهم من حجر الأصنام الآفلة
ويالنا من أطباق حلوى غاضبة ...



نص خامس


"طوفان من الحلوى.. في معبد الجماجم": أنوثة .. فكينونة
اهداء إلى ليلى العمري: محبة للحرف اللامع في سيوف القتلة حيث يهزمهم الحبر فتحفل بالسؤال والضحك الديموقريطي على بقايا اللاهوت...
دمت حرة، وحرة .. وحرة ..
للنصوص ليلها.. ولهذا النص ليلاه



"لقد كانت أكبر من الموت.. وأكبر من قتلة الخيال أيضا.." !
هكذا وصفت الروائية شخصية من جنس الولادة ومن طيف الخلق ومخاتلة الموت والقتلة وعبدة المعابد وذبحة الرقاب وتشييد المعابد بالجماجم.. هي "طيف" من النرجس الذي لا يموت ..
ياسمين طيف جبلت على الولادة من باب الحب الأنثوي للحياة وحفظ الكينونة حين خلق الرؤوس ثانية وثالثة وفي كل مرة من بعد كل مسارح الذبح وتهليل صناع آلهة العدمية والارتكاس..!
وحدها الولادة هي الشرط الإيتيقي في مخيلة هذه الشخصية المفهومية للحفاظ على الكينونة الصاخبة والآتية الينا "طوفانا من الحلوى.. طوفانا من الرضع الذين سيمسحن عن عيون أمهات مؤجلات دموع هؤلاء الذين يحاسبون الله عن كل أنطولوجيا الأسباب .. بما هو العلة الأولى أو "الانتيليخيا" الأولى لكينونة العالم والانسان !
ووحدها الولادة شرط استيتيقي لتخيل عالم ممكن من الحب والتقصد في الشر على نحو ايروتيكي "نحو سلم دائمة" !
في الولادة يحضر العالم كوحدة انسانية من أجل مستقبل ضاحك .. ويحضر كانط من اجل ميتافيزيقا من سلم أبدية وراهنة..
"حبة قمح تموت..
ستملأ الوادي سنابل"..
أما هؤلاء فرؤوس من ضغينة اللاهوت
تملأ الدنيا جماجم
وقنابل ..!
وحده العنصر الأنثوي في رواية طوفان من الحلوى.. في معبد الجماجم قوة في تحدي الموت ومغالبة كرونوس بالخلق !
لذا تناشد الروائية عالم الأنوثة ، الأنوثة التي هي الأصل قالت نوال السعداوي، أو تناجيه كي يمن علينا برؤوس جديدة من دنيا الرقص والفرح والاحتفال بالحياة .. وبإله حر من عبدة المعابد، أصنام تعبد أصناما، ومن كل الثنائيات ..!
أهي رواية في نشدان السوپر-مان الأخير حيث يقف اللاهوت على جرح أمل الإنسانية الراهنة ؟!
هي رواية من ماء هو للنار بلل .. وهي من قلم يكتب نار القلوب المكلومة ليسيل الحبر بما للنار من ضرم..
وهي رواية من أناشيد الغد البعيد .. حيث نطفة ستصير يوما "طفلا من أغنية و"طفل أغنية"..!
"وطوفان من المولودين يهزم القحط
في رؤوس القتلة"..!
ف"اكثروا من الانجاب.. اكثروا من الانجاب" يا سكان نصي وحلمي وخفقة قلبي حين كل المذابح والمشانق والمسارح اللاهوتية التي تتاجر بالله وبروؤس البشر يا واقفا على احراش لغتي .. على فوهة المستقبل..



نص سادس

"طوفان من الحلوى.. في معبد الجماجم" :
رواية من سردية اللغة.. اللغة معقل الفراغ..
اهداء إلى الصالحي شاكر : طارد العدم ..
من أجل مستحيل ممكن.. !
دمت صديق الهزيع حيث البدايات الحرة من كل ما يتعب الجسد والذاكرة


..
ياسمين: "كأنما أمة في شخصها اجتمعت..
وهي وحدها، في صحرائها المطر" ..!
(مارسيل خليفة مرثيا كمال جمبلاط).
كديونيزيوس هي ياسمين الرواية : تكاين دائم من أجل ربيع ممكن نكاية في كل سياسات اليأس والتحديق في الفراغ..
وحدها شخصية مفهومية بوسعها أن ترمي بالعالم بذرة "في حفنة من هواء" .. كما ديونيزيوس: لا يترك للقحط مكانا كي يسخر من الإنولاد في كل مرة.. شقائق نعمان يعود ليرسم الحياة على تخوم عدمية أبولون ..
ولكن ياسمين الرواية هي من عالم الغناء .. غناء على أنقاض كل أشكال الذبح ومراسم العدم اللاهوتي..
وحرة هي ذاكرتها من كل الهزائم ومرض الوعي الشقي ! لأن الأشقياء لا يغنون إزاء الفراغات .. فقط ينتظرون موتهم كي لا يبكون أكثر.. يقلقهم الفراغ فيلجلج فيهم اللغة حيث لن "يحلل الله عقدا في ألسنتهم".. فالله نفسه "شطبه ضباب المعابد" فأصابته الحبسة واختار الصمت ..
وحده إله من ميتافيزيقا المعابد يصمت إزاء العدمية ويؤجل تحرير ذاته من كل الأصنام ..
الحرية فلسفة لا من لغة الدين ولا اللاهوت ، بل من لغة العبث والتجاوز والتخيل والتخييل ضدا "للفراغ ، والموت من الضجر"..
وياسمين آلهة من الحب والخلق وتحرير الذاكرة من كل الأوجاع ومشاهد الذبح والكبح والتقاط الرؤوس خلسة والانتصاب بها في العلن !
كل هذه المسارح التراجيدية هي لحظة عابرة من لحظات الروح .. لأن تاريخ المستقبل هو الأفق الوحيد الذي سيحرر الذاكرة من كل التاناتوكراطيات ومن تاناتوس هؤلاء الدجل .. هكذا فكرت ياسمين، فغنت وحلقت لأن اليأس والتحديق في الفراغ يزيدان من الحرقة وارهاق الذاكرة..
انتماء استيتيكي ذكي من ياسمين إلى العالم وإلى المستقبل !
وحدها اللغة هي التوپوس الأجدر بالإنسانية الراهنة لتحرير نفسها من كل الأوجاع والخيبات..
ووحدها ياسمين الرواية تحلق في سماء اللغة "لتهزم الفراغ باللغة" ..
من عالم "الأغاتون" هي ياسمين الطوفان الحلوي.. لأن الأشرار لا يغنون !
هكذا تحلق هذه الشخصية الديونيزيوسية بجناحي أرسطو وروسو من أجل ميتافيزيقا يمتزج فيها الحلم بالفن والغناء !
ولأن الواقع يفجعنا بشواء "لحم الله الشهي" .. ولأن سماء غير جاهزة بعد لتنظيف المعابد والمساجد من الدماء.. كانت ياسمين سريالية من أجل نسيان الكائن وتكذيب العدم..
وحدهم الارتكاسيون من يصدقون باعة الله بصكوك الخطابة وسياسة العدمنة.. من أجل ترميم سرير پروكوست اللاممكني..
ووحدها ياسمين الرواية تعرف كم هي شاسعة السماء لتخيل كينونة أخرى من حوار الحلم مع الممكن.. لذا كانت توسع من سماء المخيلة نكاية في من "سيسحب السماء من فوقنا" .. حتى لا نكدس أوجاعنا فتلين القلوب ، وتتعب الذاكرة..
ياسمين، هي تحرير للذاكرة من كل اليأس المحدق بالموجوعين المكلومين الذين ذبحت السياسة القائمة أحلامهم أمام أعينهم ..
وياسمين لوحة من الحب والأمل في سلام من ريش الحمام حتى لا نيأس ثانية رغم كل القحط المحدق بنا .. رغم كل العدم..



نص سابع

"طوفان من الحلوى.. في معبد الجماجم" : قتلى وقصة واحدة
أو،
رواية بألف رأس .. ورأس : دماء هنا.. وحبر هناك
إهداء، مرة أخرى ، إلى ليلى العمري


الكتابة لا رمضان لها .. ومن يصوم عنها كأنما أفطر العمر كله من "خبز الجبن مسارقة" قال شاعر بينه وبين السماء والناس هوة عظمى من رئاسة رأسه عليه..!
فكان سؤالك عن نص آخر أپوريا من ذوق مختلف يسمق فيها الفكر بطوفان الحبر.. !!!
الحبر كما الدم ينزف هو أيضا لونه وكل كلامه : دماء هنا .. وحبر هناك.. من أجل ترجمان الوجع الإنساني..
يلتقي الحبر مع الدم في نزف الحياة على قارعة الطريق لأن حياة في مخابر الله ومعابد الجماجم لم تعد ملكا لصاحبها.. إنها لعبة بيد من سقطوا من كتاب المقدس.. وما من لعبة تلعب في الخفاء ..!
كل المذابح هي مسارح من استعراض فحولة لاهوتية حمقاء..
هكذا يلعب هؤلاء بسيوفهم ك"تكوير" برؤوس رعاة الكينونة ..
ويلتقي الدم مع الحبر في تحبير أوجاع القتل قصة من تضرع الإنسان إلى الله عسى أن ينهي المهزلة..
ولكن ، ثمة لاهوت ومعابد تجثم على رؤوس البشر .. وثمة إله ترنسندنتالي يرقد حيث المسافات الفاصلة بينه وبين تاريخ الإنسان لئلا تفسد عنه أصوات السيوف وبكاء الأمهات حلمه بالأبدية والعلو..
فهل يكفي قتيل واحد من أجل قصة ؟ ودمعة واحدة من أجل رواية ؟ وذبحة واحدة من أجل صناعة أطباق حلوى غاضبة ؟ وهزة واحدة من أجل أن يصحو الله بعد كل المجازر من غفلته حيث يصحو القلم ؟
"قتيل واحد لا يكفي من أجل قصة" قالت رأس ثانية "في صمت مضطرب"..!
هرمس آخر على عتبات هذا العصر وحده يفهم لغة الرؤوس المقطوعة، هي الروائية.. وكل قتيل رسالة أخرى من أجل كتابة الوجع وجرح الإنسان ، وهي اطلالة أخرى أيضا على مدار رعب الكتابة واطلالة على شفا حفرها وأحراف هاوياتها.. كي تكون القصة ..! وإله يخفي وجهه إلى أجل غير مسمى لأن كتابة من جنس الهيرمينوتيكا تعوز معجزاته الأولى...
ثمة معجزة للأنبياء القدامى كذاك الذي شق البحر بعصاه .. وثمة نبية أخرى تشق الورق بالحبر .. هؤلاء بغية تخليد أسماءهم الخاصة .. وتلك ، أي الروائية، من أجل تخليد الرؤوس تحديا للموت .. أو من أجل "فن يفتح عالما" !
هي "فتنة الكتابة"، قالت صديقة الحلوى الغاضبة..
وبقدر ما ثمة قتلى .. بقدر ما ثمة قصة وحبر يندب جنائز في غير سياقها..
للذبح مرحلته .. وللكتابة مرحلة أخرى من تخييل الممكنات واستعادة الرؤوس المقطوعة من براثن الغدر وجبن هؤلاء الذين خسران لغة هو تسميتهم..
لذا "غلقوا عليهم باب المرحلة.. إذ لا وجه للقتلة" ! قالت ميارى ل"كوشمار" حتى "لا يجمعون ما تبقى من وثن قديم فيصنعون دولة هي أجهزة لنكاح الشعوب



#رضا_الصالحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رضا الصالحي - قراءة تاويلية حول رواية طوفان من الحلوى في معبد الجماجم لام الزين بنشيخة المسكيني