أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سجى هادي وثيج - الحب الإلهي بين الفناء والبقاء














المزيد.....

الحب الإلهي بين الفناء والبقاء


سجى هادي وثيج

الحوار المتمدن-العدد: 7270 - 2022 / 6 / 5 - 00:09
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الحب الالهي بين الفناء والبقاء

تعتبر التجربة الصوفية احد العناصر المهمة في قيام التصوف وتكون هذه التجربة بحسب المريدين اي ان من المريدين من يقود الطريق او الصدور بيوم وآخر بأسبوع وآخر بشهور وآخر بسنين وآخر يموت ولا يطوي الطريق والسبب الرئيسي في عدم طي الطريق هو العقبات التي تعيق السالك الى الله في طريق وهذه العقبات تتمثل في النفس والشيطان والهوى كما يقول الشاعر (ابليس ونفسي والهوى كيف السبيل وكلهم اعدائي) هذا عند من لم يستطيع الخلاص من سجن الطبيعة. أما الاحرار الذين بلغو مراتب الكمال فتتفيض عندهم النفس الانسانية, فعلى التجرد من علائق هذه العقبات فتنكشف عندهم عوالم الغيب ومراتب الوصول الى حضرة الحق سبحانه كذلك هنالك عدة مقامات وحوال يطويها هذا السائر الى الله.
وهذه المقامات تبدأ بمقام التوبة وتنتهي بمقام البقاء بعد الفناء وفي تجواله بين المقامات يمر بمغامرات روحية ترفعه تارة وتخفضه تارة اخرى, كما يقول الحلاج فتارة يرفعني الهوى وتارة اهوى وانغط وليس المقصود هنا بمقام التوبة هو الاقلاع عن الذنوب فقط بل انما له مراتب متعددة منها التوبة عن معاودة الذنوب والاخرى التوبة من التوبة واخرى التوبة من الجميع من جميع العلائق المادية التي اصبحت طبائق في ذاتي وايضاً التوبة من كل محبوب باستثناء المحبوب الاول ثم تتبعها (الأوبة) ومعناها كثرة الرجوع الى الله كما قال الله عن ابراهيم (نعم العبد انه أواب) ثم تتدرج مراتب السالكين ومقاماتهم الى مقام الرضا ومقام التسليم والتصديق كما حصل في قصة ابراهيم واسماعيل لقولة لأبيه (افعل ما تؤمر ستجدني من الصابرين ) فتتخلل هذه المقامات مجموعة من الأحوال التي تكون وهمية اي من وهب الرب ومعنى ذلك ان يكون هذا الوهب باستحقاق الحال وطبيعة الحال انه يكون سريع الزوال, فالأحوال مراتب متعددة كما في حال السكر والصحو والغيبة والحضور والبسط والقبض والانس والمحبة كما يقول القشيري (أن الاحوال في الواردات انما تكون بحسب الاستعدادات وهذه الاستعدادات انما تتمثل في صورة الآن الذي يعيشه كما يقول الصوفية ان الصوفي ابن الوقت ومعنى ابن الوقت اي ابن طبيعتهِ في ذلك الأوان كما يروى عن الحلاج (انه كان يمر بأسواق بغداد فيقول خلصوني من الله لا اتركه فأستريح ولا يتركني فأستريح وهذا دلال لا يطاق اي بمعنى انه غير مكتنه لمن حوله فتراهم مجذوب وهو في حال السكر واخرى في حال الصحو كما يقول الجيلاني (ان الحلاج سكر في الحب ولم يجد من يأخذ بيده ولو كنت في زمانه لأخذت بيده وايضاً هنالك نص آخر انه يقول فيه (الحلاج فائض في بحر العشق) فقص جناحه ثم قص الشريعة وهو يقيم في بحر الحقيقة ففي الحالتين الشريعة بفعلها حق والحقيقة بفعلها حق اخر اي ان احوال الواجدين تستعصي على الاذهان ان تفهما لأنها كما قلنا تجربة شخصية فردية فتتخلل هذه الاحوال والمقامات سفرات روحية لعالم الغيب وواردات روحية تحصل فيها ما يعرف بالمكاشفات والمشاهدات والمعاينات وهذه المكاشفات ترتبط بالعالم الذي يعيشه السالك فليس كل المكاشفات متشابها او الواردات واحدة انما كلاً بحسبه حتى يصل السالك الى مقام المقامات وهو مقام (الفناء) الذي تنمحي فيه الرسوم الشخصية للفرد السالك فلا يعطي منه شيء كما جاء في (علم الاشارة) عن الآية القرانية (أن هي الا اسماء سميتموها انتم وآبائكم ما انزل الله بها من السلطان).
وفي هذا المقام تحصل الغيبة التامة كما يقولون المتصوفة (ليس في الدار إلا الديار او ليس في الحضرة الا صاحب الحضرة فحضرة الله هو قلب العبد لذلك قيل في الحديث (القلب حرم الله فلا تسكن في حرمه غير سالكيه) ومعنى ذلك ان التجليات الإلهية تمحي اثار الذات الانسانية فترجعها الى عصرها الطبيعي فتستغرق في عالم الروح فتعود ذرة في الذرات كما ورد (لو سألنا القطرة من انتي لأجابت انا البحر) ومعنى ذلك محو الكل الإنساني في الذات الرباني كما يرى الشاعر الصوفي
افنيتني بك عني ياغاية المتمني
افنيتني بك حتى ظننت انك اني
وايضاً هو غيبه الانسان لقلبة السلطان ثم يتخلل هذا المقام اذا غلب السكر فيه على الانسان ما يعرف بالشطح وهو غلبة الوجد على الفرد كما في احداث واقوال ابا يزيد البسطامي والحلاج بقولهم بكلام يشم منه رائحة الرعونة كقول الحلاج انا الحق او قول البسطامي (سبحاني ما أعظم شأني) ويعلل ذلك ماسنيون بقولة (ان الحق حيث يغلب السلطان يسبح نفسه بلسان عبدة) ومعنى ذلك ان الغالب كما ورد في القرآن في قصة موسى حينما اراد النظر الى الله قال (الهي ارني انظر اليك قال لن تراني فلما تجلى ربه بالجبل جعله دكاً وخرى موسى صعقاً ثم يحصل بعد ذلك ما يعرف بمقام البقاء.
ومعنى البقاء هو البقاء بالحق وهو أحق ومعنى ذلك البقاء بالسر الالهي الذي يعرف السر لديه بالحقيقة والسر صنفان (سر سيار واخر طيار).



#سجى_هادي_وثيج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سجى هادي وثيج - الحب الإلهي بين الفناء والبقاء