بليخانوف.. بضع كلمات حول الاشتراكية

محمد الأشقر

الحوار المتمدن-العدد: 7252 - 2022 / 5 / 18 - 12:16
المحور: الارشيف الماركسي
    

هذا النص كتبه جورجي بليخانوف للرد على بعض الأسئلة التي طرحت عليه في الاستبيان الدولي لصحيفة La petite République Socialiste والذي تم نشره في ملحق نصف شهري للصحيفة في 22 سبتمبر 1899.
عنوان النص: Reply to an International Questionnaire from the Newspaper
La Petite République Socialiste
تم تعريب النص من النسخة الانجليزية على موقع: Marxists’ Internet Archive.
تعريب: محمد الأشقر

_________________________


أتشرف برغبتكم في معرفة رأيي حول الأسئلة التالية:

هل يمكن لحزب اشتراكي، دون أن يقع في دائرة الخيانة لمبدأ الصراع الطبقي، أن ينخرط في المعارك التي تنشب بين مختلف المجموعات البرجوازية، سواء بغرض الحفاظ على مساحة الحرية السياسية أو كما حدث في قضية دريفوس*، من أجل الدفاع عن الإنسانية؟

تحت أي معيار يمكن للبروليتاريا أن تشارك ضمن حكومة برجوازية؟

بالنسبة لحزب اشتراكي هل مبدأ الصراع الطبقي بشكل مطلق يتناقض في جميع الظروف مع المشاركة الجزئية في السلطة؟

سأحاول بقدر الأمكان الإجابة على هذه الأسئلة، التي تحمل أهمية بالغة ليس على المستوى الدولي فقط، بل تتعلق الأهمية التي تحويها الأسئلة بمستقبل حزبنا كله.

إليكم رأيي بخصوص الأسئلة.

أرى أن البروليتاريا الاشتراكية ليست مطالبة فحسب، بل عليها واجب التدخل في المعارك التي تنشب بين أقسام البرجوازية المختلفة كلما وجدت أن ذلك سيصب في مصلحة الحركة الثورية. ومع ذلك، يمكن أن يكون هذا التدخل أكثر فائدة بالنسبة للحركة الثورية في الظروف التي تكون فيها قادرة على تطويره باتجاه مقارعة البرجوازية بشكل فعال.

من أجل أن يصبح الصراع بين البرجوازية والبروليتاريا أكثر فعالية، من الضروري أن تصبح البروليتاريا أكثر فأكثر مشبعة بالوعي الطبقي؛ أي أن تعي التعارض القائم بين مصالحها وبين مصالح الطبقة البرجوازية. إن الوعي الثوري للبروليتاريا هو ذلك الديناميت الرائع الذي سيفجر المجتمع المعاصر. إن كل ما يغزي هذا الوعي هو في عداد الوسائل الثورية. وبالتالي فإن كل ما يساهم في إضعاف هذا الوعي هو معاد للثورة، وبالتالي يجب إدانته ورفضه من جانبنا. هذا هو المبدأ الأساسي الذي يجب أن تستند إليه كل تكتيكاتنا.

بالتمسك بهذه الرؤية، فإنني أميل إلى الاعتقاد بأن مشاركة الاشتراكيين في حكومة برجوازية ستلحق بنا الأضرار أكثر من المنافع، لأنها ستجلب الضعف إلى وعي البروليتاريا الثوري. ومع ذلك، فإنني أدرك أن هناك استثناءات لأية قاعدة، وأن أي مبدأ، إذا تم التعامل معه بشكل مطلق، يصبح في عداد الميتافيزيقا. لذلك أوافق على إمكانية المشاركة في حكومة برجوازية ضمن ظروف استثنائية وفي حالات فردية، وبالنسبة لحزب اشتراكي مجبر على الدفع بأحد ممثليه إلى وزارة برجوازية فيجب أن يكون القرار في هذا الأمر من حق الحزب فقط، اي ان يتم اتخاذ القرار بشكل جماعي وليس على مستوى أعضاء معينين داخل الحزب.


يجب أيضا أن نضيف وأن نؤكد أن أي قرار يتخذه الاشتراكيون بخصوص الانضمام إلى حكومة برجوازية يجب أن يستهدف بشكل مباشر وبوضوح تسريع تفكك المجتمع الحالي.




___
*دريفوس كان ضابطا يهوديا في هيئة الأركان العامة الفرنسية، وتم اتهامه زورا بالتجسس والخيانة العظمى، وتم الحكم عليه بالسجن مدى الحياة في العام1894، ولكن مع الضغط الذي قام به اليسار ضد الدوائر الرجعية التي استغلت قضية دريفوس بغرض قمع الحريات تم الافراج عنه وتبرئته من تهمة التجسس.

#محمد_الأشقر (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل