أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الجليل النعيمي - في ذكرى التاسع من مايو – يوم النصر الكبير على الفاشية














المزيد.....

في ذكرى التاسع من مايو – يوم النصر الكبير على الفاشية


عبد الجليل النعيمي

الحوار المتمدن-العدد: 7247 - 2022 / 5 / 13 - 10:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التاسع من مايو/أيار من كل عام يوم ربيعي جميل، حيث تكون موسكو قد ودعت آخر آثار الثلوج، ويكون الجو صحوا وبدأت الطبيعة ترتدي حلة قشيبة من اخضرار الشجر وتفَتُحِ براعم الورود والزهور بألوانها المختلفة. الطبيعة قبل الناس هيأت نفسها ودَعَتهم ليحاكوها للاحتفال بيوم النصر العظيم الذي حرر فيه الجيش السوفياتي الأحمر البشرية جمعاء من الفاشية البغيضة ودحَرها في عقر دارها – برلين. ومنذ الصباح الباكر ترى الأجيال الحاضرة من الأمهات وأطفالهن بأحلى الملابس الفلكلورية. أما قدماء المحاربين، رجالا ونساءً، الذين ينسون في هذا اليوم تقدُّمَ العمر، فتخُفُّ بهم الأرجل سعيا إلى الساحة الحمراء، مليئين زهوا وفخرا بكثرة النياشين والأوسمة التي عُلقت على صدورهم، والتي أحرزوها عندما كانوا يصنعون مجد هذا اليوم.

خلال فترة إقامتي الطويلة في الاتحاد السوفياتي مرة واحدة فقط حالفني الحظ أن أكون على مدرج الساحة الحمراء في موسكو لمشاهدة عروض احتفالات يوم النصر. هناك شاهدت رواد الحرب وأبطال الاتحاد السوفياتي وأبطال العمل من علماء وعمال، والضيوف الأجانب من دبلوماسيين ومدعويين يتوافدون ليحتلوا مقاعدهم في مدرج المنصة. ثم يدخل القادة ليعتلوا سقف ضريح قائد ثورة أكتوبر الإشتراكية العظمى – فلاديمير إليتش لينين، قبالة الساحة الحمراء استعدادا للعرض. جدران المباني المحيطة بالساحة الحمراء مزدانة برايات النصر وشعارات الإشتراكية على خلفية من اللون الأحمر ومرصعة بالمطرقة والمنجل. أما أرض الساحة الحمراء فكعروس خضبتها الخطوط الإرشادية التي رسمت ليهتدي بها الجنود والآليات والأفواج المختلفة أثناء العرض العسكري والعروض الأخرى.

كل شيئ جاهز. بعد أخذ الإذن وإصدار الأمر ببدء الاحتفالات يحيِّي وزير الدفاع جميع ممثلي قطعات الجيش المشاركة، حيث عادة ما يشارك في العروض آلاف الجنود ومئات المركبات والآليات وتحلق عشرات الطائرات في سماء الساحة الحمراء. تمر بعدها أفواج ممثلي مختلف قطاعات العمل والإنتاج والثقافة والرياضة والفنون ومختلف الإبداع الشعبي، مستعرضين أفضل منجزاتهم.

كادت أن تكون تلك الأعياد إحياءً لذكريات حرب عالمية مضت، ومضى معها الطاعون الفاشي إلى غير رجعة. أما في هذا العام فقد تعيَّن على أحفاد الجيش الأحمر أن يقاتلوا أحفاد البنديريين – النازيين الجدد وفرق الأزوف التي تُحضِّر من جديد لحرب إبادة ضد البشرية جمعاء، تنطلق من المختبرات الجرثومية- الوبائية في أوكرانيا، كما في عدد من بلدان الناتو. هذه القوى مدعومة الآن، للأسف، من قبل قوى عالمية قاتلت بلدانها ضد الفاشية والنازية، حيث أن شعوبها كادت أن تقع فريسة الوحش الفاشي – النازي. مع احتفالات هذا العام يتوجب استذكار تاريخ ما بعد الحرب من جديد.

بالنسبة للدول الإمبريالية كانت هزيمة ألمانيا النازية وتوابعها بمثابة نهاية فترة وجود التحالف المناهض لهتلر. في 17 مارس 1948، أبرمت خمس دول من أوروبا الغربية – بلجيكا وبريطانيا ولوكسمبورغ وهولندا وفرنسا – ما يسمى بميثاق بروكسل، والذي كان نصه الأساسي هو إنشاء “دفاع جماعي عن النفس”. وفي 4 أبريل 1949، أبرمت 12 دولة، من بينها الخمس المذكورة، والولايات المتحدة وكندا، وكذلك الدنمارك وإيطاليا (حلفاء الرايخ الثالث) والنرويج والبرتغال وأيسلندا، معاهدة شمال الأطلسي. وبإيجاز صاغ الأمين العام الأول لحلف الناتو، إسماي هاستينغز، الغرض من وجود المنظمة، بما معناه: “إبقاء الاتحاد السوفيتي بعيدًا، والأمريكيين في الداخل، والألمان في وضع التبعية”.

لكنه، وبالذات في ذكرى يوم النصر – 9 مايو من العام 1955، تم قبول ألمانيا الغربية في الناتو، أي أنه انتهاكا لجميع الاتفاقات السابقة للدول الأعضاء في التحالف المناهض لهتلر، جعلوا الدولة التي بدأت الحرب العالمية الثانية عضوًا في الكتلة العسكرية. والحقيقة أنه حتى قبل ضم ألمانيا الغربية كان الزعيم السوفياتي جوزيف ستالين محقا عندما سخر من إعادة تكرار التأكيد على “الطبيعة السلمية” لحلف الناتو بعد انضمام تركيا إليه عام 1952.

إذن، فلم يكن حلف الناتو سوى خلطة ضمت الدول الإمبريالية التي حاربت الفاشية والنازية، والدول الإمبريالية مصدر العدوان الفاشي – النازي، بدون الإتحاد السوفياتي وضد الاتحاد السوفياتي، الذي حسم الحرب، مخَلِّصاً البشرية من الطاعون الفاشي النازي للقرن العشرين. أما في بداية القرن الحادي والعشرين، وبدءا من عام 2004 جرى “التوسيع الخامس للناتو” بضم ليس دول أوروبا الشرقية الإشتراكية السابقة فقط، بل وليتوانيا ولاتفيا وإستونيا من جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابقة.

أدركت روسيا بعد هذا أن الهدف أصبح تطويقها وتفتيتها، إن لم يكن تدميرها. وفي خطايه الشهير عام 2007 في ميونيخ قال فلاديمير بوتين : “لدينا حق عادل في أن نسأل بصراحة: ضد من هذا التوسع؟ وماذا حدث للتأكيدات التي قدمها الشركاء الغربيون بعد حل حلف وارسو؟ أين هذه التصريحات الآن؟”.

وعليه، فلا غرابة أن نجد اليوم حلف شمال الأطلسي (الناتو) بقيادة الولايات المتحدة الأميركية السند القوي الداعم للنازية الجديدة للقرن الحادي والعشرين في محاولة للإبقاء على عالم القطب الواحد الذي استنفذ موضوعيا كل إمكانيات بقائه. ومن الطبيعي أن تتمسك البشرية بحلمها العادل بعالم بلا وظلم ولا عدوان، تظلله رايات السلام والأمن والعدالة والتعاون من أجل التنمية.



#عبد_الجليل_النعيمي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحـــد الأدنـــى للأجــــور
- موضوعات للملتقى العالمي - مستقبل قوى اليسار- بوريس ماغارليتس ...


المزيد.....




- إسرائيل تستهدف مقر رئاسة الأركان في دمشق وتحذر من مغبة مواصل ...
- إسرائيل تستهدف محيط مقر الأركان العامة في دمشق وتحذر من -ضرب ...
- هل ينبغي لزيلينسكي أن يستهدف موسكو.. بماذا أجاب ترامب؟
- مصور بلغاري يُطلق مشروعًا بصريًّا مبتكرًا: صالون تجميل تحت ا ...
- 20% من الذكور الإسرائيليين تعرضوا لاعتداء جنسي في صغرهم وبيئ ...
- ثوران بركان في آيسلندا يؤدي لإخلاء المناطق القريبة من منتجع ...
- حماية الهوية الشخصية من التزييف: قوانين تتسابق مع الذكاء الا ...
- -لماذا تتدخّل إسرائيل في سوريا؟- - صحيفة بريطانية
- السويداء ـ تجدد الاشتباكات وإسرائيل تطلب من النظام السوري - ...
- فرنسا: هل تستطيع الحكومة تمرير مشروع الموازنة؟


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الجليل النعيمي - في ذكرى التاسع من مايو – يوم النصر الكبير على الفاشية