أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - إدريس باحسن - أسباب انهزام اليسار الماركسي














المزيد.....

أسباب انهزام اليسار الماركسي


إدريس باحسن

الحوار المتمدن-العدد: 7243 - 2022 / 5 / 9 - 16:38
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    


بقلم الاستاذ : ادريس باحسن
القضية التي سنعالجها والاجابة عليها، تتعلق ببناء الحزب العمالي، من منطلق البحث في جوهر الممارسة التنظيمية والفكرية، وهي تحمل كذلك خاصية على المستوى السياسي الذي ينطلق من الوعي الطبقي في تحديد سيرورته الثورية؛ متجاوزة كل ما هو تغييري، بوقوفه عند حدود الاصلاح الذي يظهر بمواصفات ذات معايير جذرية لكنها مغلفة بالمهادنة والزيف؛ وهي تندرج وسط تيارات معزولة، كما انها تشتغل من داخل دائرة الوعظ، بعيدا على الاسلوب العلمي، الذي ينطلق من الفهم السريع، والذي يعتمد بالأساس على كيفية إيصال الشيوعية عبر خطوط موحدة متماسكة، تأخذ من القاعدة الاجتماعية منطلقا لها، اذ تعمل الخلية الثورية من داخلها ، كونها صاحبة بناء خط الجماهير، كتكتيك اساسي في الصراع الطبقي، وهو العمل الذي يحدد الموقف الثوري في تنبؤاته، من خلال الصراع السياسي اليومي الذي يعتمد على تواجد مناضلين ثورين وسط العمال والفلاحين ....ليبتعد بذلك عن الماركسيين الذين تنخبوا وفق مرجعية لبرالية، فسيطروا على الحركة الماركسية، وصاغوا مقرراتها بمنهجية اكاديمية متعالية ومعقدة على الجماهير الكادحة مع المهمشين، باعتماد مفاهيم عصية على الاستيعاب بسهولة.
ان العمل الاستباقي الذي قام به النظام الفاشي، باستيعابه الاخطاء التي ارتكبتها الاحزاب الأكاديمية النخبوية، مكنه من ان يحسم الصراع السياسي لصالحه، عبر استغلاله للترسانة الإعلامية، في تبسيط كل الاهداف لتشكل استراتيجيات تضليلية، تتأسس على الخرافات والاساطير وكذا تخويف الجماهير؛ واكثر من ذلك، تجعل من الدين آلة ليكون في مستوى إثارة عواطفها، مع إدراج العقل بشكل كلي في فلسفة الغيب؛ فما العمل؟ إن التنظيم، وبالأخص الماركسي، الذي لا يدرك عملية استلهام تاريخ الحركة الشيوعية، لا يمكن له أن يجيد استعمال المفاهيم التي تكون قريبة من الجماهير، أو أن يحاول فهم الأولويات من داخل العمل الميداني الواسع ، كما لا يمكن ان يتناول البرنامج الذي يعبر عن قضاياهم اليومية. وهذا لا يمكن أن يتأتى إلا عبر الممارسة الحقيقية، التي تجعل آلياتها النضالية تشتغل بصفاء بعيدا عن كل الشوائب الانتهازية، كالريع واستخدام الوساطة، او دعم كرونة وبطاقة راميد..... وغيرها من السلوكات الانتهازية كالتي يدعمها النظام الفاشي، بقوانين صورية تتحكم في قوة الثروة الاقتصادية والسياسية؛ فترك لها صلاحيات في الإشراف على عملية تدنيس المجتمع ، وإخراجه من الصراع السياسي ،ودمجه في ثقافة ذات أبعاد تخريبية، تولد العنف الاناني. وهذا ما أسس لظهور الشعبوية بنخب تشتغل فقط في انتاج فكر أكاديمي معزول وبرعاية مخزنية، حتى يخدم أجندة نخب اكتسبت ثقافة السفريات ولا يعنيها التغيير الثوري. هذه النخب أصبحت معروفة في عملية تعايشها بشكل كلي مع النظام، وتحت مظلة السهرات الدينية وكذا ثقافة الريع المدني والأمني، وتملك خبرة احترافية في تأجيل أي حركة ثورية، بالاقتصار على الاحتجاجات، الاضرابات والاعتصامات الفئوية، والتي لا تخدم سوى البرجوازية المنحصرة مصالحها الطبقية في بقاء النظام المستبد . إن أهم إجابة هي، ضرورة وضع الشرط الموضوعي الذي يمكن أن يمهد في اعتماده من منطلق قدرته على ربط مسالك الممارسة بالنظرية، من اجل وضع برنامج شامل من داخل الجماهير، وفي قلب الأحياء الشعبية من خلال معايشة مشاكلهم اليومية، المتجلية أحيانا في مطالب بسيطة، لكن لها أهمية كبيرة في تطور الوعي الحقوقي، حتى يتمكن من الانتقال تدريجيا إلى ما هو سياسي، عبر تحقيق الانتصارات ومحاولة دمجها في مواقف تلعب دورا في توحيد الحركة الثورية، التي تبقى الواجهة الوحيدة التي يمكن أن تفتح الطريق الى إعادة بناء الثقة النضالية من جديد، وبوعي جماعي ومنظم ، يتسم بإعادة ترتيب الحركة .. .من داخل المجتمع، وإعطاء الأولويات في إبراز تنمية العمل السياسي، والخط الإيديولوجي، في وضع عملية انتاج شروطها التنظيمية التي تتمحور في استعادة بناء الوعي السياسي، والتخلص من كل الحركات الاجتماعية الليبرالية والأساليب النخبوية، التي كانت لها دائما، عبر التاريخ، أهدافا تشتغل على تجريد الصراع الطبقي من الهياكل الثقافية والاجتماعية، التي تكون خلف تطور الحركة المسرحية... والسينما العمالية.. لما لهما من دور في تنمية الوعي بشكل موضوعي داخل العمال والفلاحين
ادريس باحسن/ المغرب.



#إدريس_باحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...


المزيد.....

- هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟... / محمد الحنفي
- عندما نراهن على إقناع المقتنع..... / محمد الحنفي
- في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة / عبد الرحمان النوضة
- هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟... / محمد الحنفي
- حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك ... / سعيد العليمى
- نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس ... / سعيد العليمى
- نَقد تَعامل الأَحْزاب مَع الجَبْهَة / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى وقواعد العمل السرى فى ظل الدولة ال ... / سعيد العليمى
- نِقَاش وَثِيقة اليَسار الإلِكْتْرُونِي / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - إدريس باحسن - أسباب انهزام اليسار الماركسي