المساهمة النسبية للذكاء الروحي في الالتزام بمعايير البحث الأخلاقية (3)

عاهد جمعة الخطيب
باحث علمي في الطب والفلسفة وعلم الاجتماع
(Ahed Jumah Khatib)

الحوار المتمدن-العدد: 7242 - 2022 / 5 / 8 - 01:29
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

تنبع الواجبات الأخلاقية الرئيسية للباحثين من الدين والأعراف الاجتماعية والقيم الأخلاقية العلمية العالمية ، وهناك التزام ملازم للباحثين باحترام الافتراضات المسبقة لأي علم ، وكذلك الكشف عن النتائج الجديدة والحقيقية. الأخلاق هي مدونة السلوك التي تميز السلوك العلمي المقبول وغير المقبول ، وتلعب التقاليد الاجتماعية دورًا مهمًا في ترسيخ مصداقية المعرفة العلمية. على المستوى الدولي ، تتطلب العديد من الجامعات البحث وفقًا لمعايير عالية من الصدق والصرامة والشفافية والتواصل المفتوح واحترام جميع المشاركين والموضوعات التي تمت دراستها ، حيث أن معظم المهن تحكمها الأخلاق. يتكون السلوك الأخلاقي من السلوكيات والقرارات التي تفيد المشاركين في البحث العلمي. تلعب السلوكيات الأخلاقية أيضًا دورًا في التشخيص والتقييم والعلاج. ضمن التفكير الأخلاقي ، تتضمن عملية صنع القرار النظر في مسارات بديلة للعمل ، وكذلك النظر في الاستجابات أو النتائج المحتملة لكل مسار. قد تظهر نتائج سلبية إذا كان مسار العمل المختار يتعارض مع المبادئ الأخلاقية. على الرغم من الاعتراف العالمي بالنزاهة والسلوك الأخلاقي ، كانت هناك حالات من السلوك غير الأخلاقي [8].
غورايا ، لندن وآخرون. [9] الذين راجعوا 461 دراسة منشورة في قواعد بيانات أجنبية (شبكة المعرفة ISI ، Science -dir-ect ، Google Scholar ، قاعدة بيانات Cochrane) ، وراجعوا التزامهم بالمعايير الأخلاقية للبحث العلمي ، وجدوا أن (21) دراسة ملتزمة بـ أخلاقيات البحث العلمي ، وأن الأخلاق هي البعد الأساسي في البحث النظري والتطبيقي. كان هناك ما لا يقل عن 30 ادعاء بانتهاكات لأخلاقيات البحث العلمي بين عامي 2012 و 2015. وحددت البيانات التي تم الحصول عليها بموجب لوائح حرية المعلومات مئات الادعاءات بانتهاك المعايير الأخلاقية للبحث العلمي في 23 جامعة خلال فترة مماثلة. أشارت هذه الأمثلة على انتهاكات أخلاقيات البحث العلمي إلى القلق المتزايد حول العالم بشأن نزاهة البحث والسلوك الأخلاقي. لذلك ، من المهم أن تقوم الجامعات والمؤسسات بتعليم الطلاب والباحثين أخلاقيات البحث العلمي ، وتأكيد أخلاقيات لجنة أخلاقيات البحث في كل جامعة قبل نشرها ، ومراجعة الجهود البحثية لتحديد السلوك الأخلاقي [10]. في عملية البحث والإشراف غير المسؤولة وغير العادلة في تقييم الرسائل البحثية والعلمية وتزوير نتائج البحث والتلفيق وتزايد الانتحال الأدبي بين الباحثين ، تجعل مصير البحث العلمي مجهولاً - خاصة في الدول العربية.
أن يقوم البحث على الإجراءات العلمية المناسبة لأسئلة البحث. يجب أن توفر الأسئلة المعرفة ذات الصلة ، وتجنب النسخ غير الضروري ، والحصول على الدعم الفني أو النظري الذي يؤدي إلى القدرة على تكرار الدراسات. يجب على الباحث أيضًا الإبلاغ عن المساهمات واتباع الإرشادات. وأن يكون البحث المنشور مخططا بعناية ومراعاة كتابة أصول الكتابة العلمية بدقة منهجية وأخلاقية. البحث العلمي له معايير أخلاقية توفر مبادئ توجيهية بأن البحث يجب أن يلتزم بالمبادئ الأخلاقية لحماية كرامة وحقوق ورفاهية المشاركين فيه. لتحقيق هذا الهدف ، يجب مراجعة البحوث التي تمت مراجعتها من قبل الأقران من قبل لجنة الأخلاقيات بالجامعة لضمان تلبية المعايير الأخلاقية المناسبة في البحث والتمويل. ونتيجة لإدراكها لأهمية الالتزام بها ، طورت العديد من الجامعات العربية دليلاً لأخلاقيات البحث العلمي يوجه الباحثين في أنشطتهم العلمية من التعلم والبحث والتدريس والإشراف وغيرها من الأنشطة العلمية.
يعاني البحث العلمي من اكتظاظ في المكتبات العربية مع تراجع الإنتاج العلمي. ويعود هذا التراجع إلى عدم الأصالة ، حيث لا يوجد استقلالية للفكر الواقعي ، وانتشار السرقات العلمية ، وانتهاك المنهاج وأصوله [11]. هناك ثلاثة أهداف للالتزام بأخلاقيات البحث العلمي ، الهدف الأول والأهم: حماية البشر المشاركين. الهدف الثاني هو ضمان إجراء البحث بطريقة تخدم مصالح الأفراد أو الجماعات أو المجتمع. أخيرًا ، الهدف الثالث هو دراسة أنشطة ومشاريع بحثية محددة من أجل ضمان النزاهة الأخلاقية ، والنظر في قضايا مثل إدارة المخاطر وحماية السرية وعملية الموافقة المستنيرة [9].

#عاهد_جمعة_الخطيب (هاشتاغ)       Ahed_Jumah_Khatib#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات