أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - رومان جانتيكو - اليسار ومناهضة العنصرية: جذور القطيعة















المزيد.....

اليسار ومناهضة العنصرية: جذور القطيعة


رومان جانتيكو

الحوار المتمدن-العدد: 7241 - 2022 / 5 / 7 - 09:48
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


الكاتب: رومان جانتيكو، نُشِرَ المقال في موقع تيليراما بتاريخ 13 آذار/مارس 2022


اليسار ومناهضة العنصرية- القطيعة (1/4) في مواجهة الفكر المعادي للأجانب في الحملة الرئاسية، يبدو الخطاب المناهض للعنصرية غير مسموع في صفوف اليسار. انطلاقاً من أعمال في مجال العلوم الاجتماعية، ألقت تيليراما– Télérama، على دور اليسار في دفع الساحة السياسية الفرنسية باتجاه يميني متطرف. فمنذ أربعين عاماً، بعثت المسيرة أجل المساواة وضد العنصرية أملاً كبيراً. لكن إنشاء منظمة SOS Racisme من قبل الاشتراكيين قد أدى إلى خنق الحركة الأتونومية وغرس شعور بالخيانة بين مناضلي الهجرة. أدناه الجزء الأول من سلسلة مقالات حول التباعد بين اليسار وحركات مناهضة العنصرية.



بكثير من الحماسة، كان البيان المرافق لوصول المسيرة من أجل المساواة ومناهضة العنصرية نحو باريس يوم 3 كانون الأول/ديسمبر: “هذه المسيرة الأولى [من نوعها] تشكل نقطة تحول. لم تعد الحياة كما كانت من قبل”. بعد انطلاقة 32 متظاهراً من مارسيليا يوم 15 تشرين الأول/أكتوبر، وصل عدد المتظاهرين إلى 100 ألف في العاصمة.

عندما وصلت مقدمة المسيرة إلى مونبارناس، لم يغادر جزء من الجمهور نقطة البداية، ساحة الباستيل. “أتذكر بوضوح ذلك المتنفس المثير للإعجاب وذلك اليقين بعيش لحظة تاريخية، كتب بعد 10 سنوات عالم الاجتماع، سعيد بوعمامة، الذي انضم إلى المسيرة في روبيه. لقد كنا مقتنعين أن حركة تولد وأن ضربة قد جرى توجيهها ضد العنصرية والإقصاء” (in Dix ans de Marche des Beurs : chronique d’un mouvement avorté, éd. Desclée de Brouwer, 1994).

جرى دعم المبادرة بالإجماع تقريباً داخل النقاش العام، لدرجة أن الرئيس فرنسوا ميتران سيستقبل أولئك الذين سيطلق عليهم تسمية “les Beurs” [بور- كلمة عربي معكوسة أي ابن/ة مهاجرين من شمالي إفريقيا]. ولكن إذا كان الحدث تأسيسياً، فإن نقطة التحول التي مثلها في تاريخ مناهضة العنصرية الفرنسية لن تكون تلك التي تخيلها المتظاهرون. فهي شكلت بداية الانقسام بين اليسار وقسم واسع من الحركة المناهضة للعنصرية، والتي ستستمر بالتفاقم طوال العقود التالية حيث شعر جزء كبير من السكان المتحدرين من الهجرة بشعور من الخيانة أو الإنكار. بعيداً كل البعد عن “الضربة القاضية” للعنصرية، كما كان مأمولاً.

الحزب الاشتراكي والحزب الشيوعي يتراجعان عن وعودهما

قبل 10 سنوات، تبنّى الحزب الاشتراكي والحزب الشيوعي الفرنسي البرنامج المشترك، والذي طالب بالمساواة بالحقوق بين العمال الفرنسيين والأجانب. أنشئت جمعيات تناضل من أجل الطبقة العاملة والسكان المهاجرين، مثل حركة العمال العرب. ولكن بمواجهة انفجار البطالة في نهاية الـ 1970ات، عدّل الحزب الشيوعي من خطابه وأيد فكرة أن العمال المهاجرين ينافسون العمال الفرنسيين ويهددون مكتسباتهم الاجتماعية.

الإعلانات

الإبلاغ عن هذا الإعلانالخصوصية

ظهرت التوترات في البلديات الشيوعية، حيث أدى رحيل الطبقات الوسطى عن مناطق المساكن الشعبية- HLM (لصالح السكن في منازل مستقلة) إلى تحويل المجمعات السكنية الكبيرة إلى مجمعات سكنية للفقراء والأجانب. عشية عيد الميلاد عام 1980، جرف رئيس البلدية الشيوعي في فيتري سور سين- Vitry-sur-Seine ملجأً للمهاجرين حيث كان يعيش فيه 300 عامل من مالي. جورج مارشيه، المرشح الشيوعي إلى الرئاسة، زاد الأمور سوءاً، [إذ قال]: “يجب وقف الهجرة الرسمية وغير الرسمية”. وقد شكّل ذلك قطيعة متوحشة مع المبدأ الماركسي القائل: “العمال لا وطن لهم”، والمكرّس في بيان الحزب.

من جهة أخرى، وعد الحزب الاشتراكي بسياسة اجتماعية طموحة تؤمن تقدماً باتجاه المساواة في الحقوق. انتخب مرشحه، فرانسوا ميتران، يوم 10 أيار/مايو 1981 بدعم من الضواحي الفرنسية. سريعاً، ألغى عقوبة الإعدام، وشرّع وجود 130 ألف مهاجر من دون أوراق، وسهّل لمّ شمل العائلات، وحمى فئات معينة من السكان من الترحيل. حتى وصلنا إلى الأوهام الأولى: لا سياسة طموحة إزاء الأحياء الشعبية، ولا لتصويت الأجانب في الانتخابات البلدية، وشروط الدخول والإقامة في البلاد بالكاد كانت مسهّلة وجرى الحفاظ على العقوبة المزدوجة (طرد الُمدان الأجنبي من البلاد بعد خروجه من السجن). عمليات الطرد تضاعفت من 443 عام 1982 إلى 1204 عام 1983.

كان عام 1983 قاتلاً: تزايدت الاعتداءات والجرائم العنصرية، وخاصة ضد العرب. فتحركت الأحياء ضد تدهور حالة الأحياء وضد عنف الشرطة. هذا ما حصل في مينغيت، القريبة من ليون، حيث ولدت فكرة المسيرة، قررت مجموعة من المغاربة برفقة الكاهن كريستيان دولورم، العضو في سيماد Cimade، السير باتجاه باريس مشياً على الأقدام بعد أن أصيب واحد منهم، تومي دجايديا، 19 سنة، بجروح رصاصة أطلقتها الشرطة عليه. 1300 كيلومتر من مارسيليا إلى باريس. ومن أجل عدم إثارة الانقسام في الرأي العام، تجنبوا رفع مطالب محددة.

أبناء المهاجرين في الفضاء العام

شعر بعض المناضلين بالحرج من هذا الموقف. وهكذا ولد تجمع الشباب في باريس حول فريدة بلغول وكييسة تيتوس، من أجل إعطاء بعد سياسي للمسيرة، ولإدانة وعود الحكومة غير المطبّقة ومناقشة مسائل الشرطة والعدالة. يظهر بوستر المظاهرة الباريسية، قدمين واحدة ترتدي حذاءً من قماش (charentaise) والثانية بابوجاً [حذاءً جلدياً] (babouche)، ويضم حشداً من المتظاهرين ورفعت لافتة كتب عليها: “من أجل المساواة وضد العنصرية”. لاحظ سعيد بوعمامة “أن مجتمعاً بأكمله شعر بالانتقال من عالم الصمت والنفي إلى عالم الكلام والاعتراف”.

ترمز المسيرة إلى خروج أولاد المهاجرين، في مرحلة ما بعد الاستعمار، إلى المجال العام. كتب عالم الاجتماع عبد العلي حجات: “لأول مرة في تاريخ فرنسا، تصبح هذه الفئة من السكان موضوع الحديث الإعلامي والسياسي، ولّدت المظاهرة أملاً كبيراً وإجماعاً مناهضاً للعنصرية في الرأي العام” (in La Marche pour l’égalité et contre le racisme, éd. Amsterdam, 2013). وأكمل شارحاً من خلال “تحالف غير محتمل وغير متجدد” بين شباب الضواحي ومناضلي الجمعيات، والقادة السياسيين، والصحافيين والمثقفين.

الإعلانات

الإبلاغ عن هذا الإعلانالخصوصية

الجانب السلبي الأول جاء عند لقاء فرانسوا ميتران: لم يسمح للمتظاهرين الذين لديهم سجل قضائي بلقائه في قصر الإليزيه. عبّر تومي دجايدجا، إحدى الشخصيات الرئيسية في المسيرة، عن تأثره: “فشل السياسي في تلك اللحظة: أنتجت المسيرة فكرة، أملاً بأن يميل البلد أكثر نحو التماسك. […] نحو احترام فكرة ما للمساواة والمشاركة، كان من الضروري تكريم كل أولئك النساء والرجال الذي ساروا في كل أنحاء فرنسا”. (in La Marche pour l’égalité, une histoire dans l’Histoire, éd. de l’Aube, 2013).

التزم ميتران بالقليل من الأمور. بشكل أساسي، بما خص تصريح إقامة لمدة 10 سنوات: في الواقع جرى تعديله سابقاً دون أن يكون له علاقة بالمتظاهرين، الذين كانوا كلهم من الفرنسيين، ومن ثم تعدّل لاحقاً من خلال فرض العديد من القيود. ووعد بدراسة مشروع قانون يعاقب بشدة الجرائم ذات الطابع العنصري، الأمر الذي لم يحصل، كما تعهد بطرح موضوع إعطاء الحق بالتصويت للأجانب، كذلك لم يحصل ذلك أيضاً.

SOS Racisme والأهداف الانتخابية للحزب الاشتراكي

في الوقت عينه، حدث تحول حيال مصطلح “Beur”. إذ استعمله المتظاهرون ليجدوا مكانهم في المجال العام، لكنه أفلت منهم، بحسب عبد العلي حجات، إذ بات يعني صنفاً من الشباب الذين يمكن استيعابهم، وعلى عكس من أهلهم الذين ليسوا كذلك: “ختم المصطلح الانفصال عن جيل الأهل، بحيث شارك العديد في الإضرابات العمالية بين عامي 1982 و1984”.

جرى إجلاء المهاجرين المضربين من مصنع تالبوت للسيارات من قبل الشرطة وسط هتافات العمال غير المضربين “العرب إلى الفرن، والسود إلى السين”، في حين صرح وزير الداخلية غاستون ديفير ورئيس الحكومة بيار موروي: “الإضراب المقدس يقوم به المتطرفون والمسلمون والشيعة” والعمال المهاجرون “تحرضهم المجموعات الدينية والسياسية”. هنا حصلت القطيعة الأولى. “لم يتحدث يوماً اليسار عن العمال من خلال ذكر انتمائهم الديني، تابع عالم الاجتماع. كانت بداية خلق “مشكلة المسلمين”.”

بالإضافة إلى ذلك، فشلت الدينامية التي خلقتها المسيرة في هيكلة نفسها ضمن حركة اجتماعية وسياسية. مجموعة من الشباب من ضواحي باريس، تقارب 84 Convergence 84، كانت وراء مجموعة من التحركات، ولكن لم تتوحد وجهات النظر المتباعدة. مع وصول إحدى المسيرات، في 1 كانون الأول/ديسمبر 1984 إلى باريس، باعت مجموعة صغيرة شارات صفرات لافتة، طبعوا عليها “لا تلمس صديقي” “Touche pas à mon pote”. كان ذلك أول ظهور لـ SOS Racisme، وهي جمعية أسسها أصدقاء تروتسكيون منتمون إلى اتحاد الطلبة Unef-ID ومقربون من الحزب الاشتراكي.

يروي العضو السابق في منظمة SOS، راوول مارموز، (in SOS Racisme, un mouvement collectif et des trajectoires individuelles, éd. L’Harmattan, 2020)، أن أحد مستشاري فرنسوا ميتران قد أكد على الاهتمام، بهدف إعادة انتخابه، بظهور “حركة شبابية كبيرة مناهضة للعنصرية”. حركة سعى إلى تأسيسها جوليان دراي، أحد مؤسسيها الشباب، في ضوء الانتخابات التشريعية عام 1986، وذلك إثر تسجيل الجبهة الوطنية أول خرق انتخابي لها في الانتخابات الأوروبية عام 1984.

الإعلانات

الإبلاغ عن هذا الإعلانالخصوصية

حركة الشباب العرب المهمشين

بمساعدة من الأمين العام لرئاسة الجمهورية، جان لويس بيانكو، أنشأ مؤسسو SOS عنصرية “تاريخاً رسمياً” مزيفاً: ولدت الجمعية عفوياً بعد حادثة عنصرية تعرض لها صديق سنغالي في المترو. في حين جرى إخفاء الصلات مع الحزب الاشتراكي، لأنهم أرادوا أن تكون الحركة غير سياسية. في رسالته الجامعية المخصصة لدراسة SOS عنصرية، فسّر عالم السياسة فيليب جوهيم هذا الخيار في سياق تلك المرحلة: تقارب الحزب الاشتراكي مع اليمين، انخفاض تأثير اليسار بين الشباب، وتصور الأخيرين أننا قد تجاوزنا أيديولوجيات “اليسار” واليمين (نسبة الشباب الذين كانوا يرون ذلك 33 بالمئة، باتت نسبتهم عام 1984 49 بالمئة). بالتالي، إن المطالب العامة، دون توجيه دقيق، وتجنب التصنيفات السياسية، وبالتالي تجنّب تحديد الخصوم. بالنتيجة، أصبحنا أمام منظمة لا تنظر في “أسباب العنصرية ولا في السياسات التي يتعيّن وضعها موضع التنفيذ للحد من العنصرية”.

نفعت هذه الاستراتيجية بشكل أكبر لأن الجمعية تستفيد بشكل فعلي من دعم مالي وسياسي وإعلامي لا سابق له: بعد ستة أشهر على إنشائها، نظمت حفلا موسيقيا في الكونوكورد في باريس واستفادت من مبلغ قيمته مليون فرنك من وزارة الثقافة ومن إعلانات الشركات الخاصة وخاصة سوسيتيه جنرال وتومسون وفيليب موريس، ونقلت عبر شاشة الـ TF1 وشارك في الحفل نخبة من فناني الصف الأول، من جاك غولدمان وتيليفون وأندوشين. جمع الحفل ما بين 200 ألف و500 ألف شخص. سرعان ما باتت SOS Racisme الصوت العام المناهض للعنصرية والشباب المهاجرين، الأمر الذي أثار العديد من الحركات الأوتونومية التي رأت في الجمعية “لوبي الحزب الاشتراكي المناهض للعنصرية” و”صديق الورود” [الوردة رمز الحزب الاشتراكي].

بسرعة، انتشر القلق منها. كتب الكاهن كريستيان دولورم، الذي شارك في تنظيم مسيرة 1983، إلى رئيسه، هارليم ديزير، بعد مرور أربعة أشهر على تأسيس الجمعية: “نجاح SOS Racisme يجب ألا يتسبب في خنق حركة الشباب المغربي الاجتماعية. […] الخطر حقيقي اليوم هو أن ترفض SOS Racisme هذه الأفعال والكلمات وتعتبرها هامشية”. وقد ازداد شعور الشباب بمحاولة “الاستحواذ على مسيرة عام 1983″ مقابل الاحتفاء بـ”آلة الحرب ضد الحركة الأوتونومية للشباب العرب”. يعتقد عالم الاجتماع سعيد بوعمامة أن “SOS هي وليدة استراتيجية سياسية بنيت بشكل مستقل عن مطالبات المدن، إنطلاقاً منها ولكن عن طريق إنكارها. وبما خص التعددية الثقافية عارضت SOS تمازج الأعراق”.

يضاف إلى هذا الشعور بالإقصاء اللوم الأخلاقي وغير السياسي المناهض للعنصرية، ضمن رسالته الجامعية حول الجمعية، رأى فيليب جوهيم أن SOS سعت قبل كل شيء “إلى استعادة الطبيعة المخزية التي لا تذكر للعنصرية من خلال جعل مناهضة العنصرية على الموضة”. وهذا لأنه مفهومها للعنصرية هو عبارة عن مجموعة من الأفكار والآراء المسبقة”، وليس عن علاقات الهيمنة. تحليل الأنثروبولوجي روبير جيب، يتوافق معه، حيث أشار إلى”نهج مقيد وفردي للعنصرية بحيث يتم التخلي عن التفكير بعنصريّة المؤسسات أو الدولة لصالح التركيز على التصرفات الفردية”. وبحسبه، مناهضة SOS للعنصرية فرضت خطاباً أبوياً، بات فيه “الصديق” ضحية العنصرية هو الموضوع، في حين أن المرتكب والذي يمتلك الحق بالكلام هو مناهض للعنصرية.

الإعلانات

الإبلاغ عن هذا الإعلانالخصوصية

انقسام طويل الأمد

يعتبر المؤرخ إيمانويل دوبونو، عضو جمعية ليكرا، واحدة من الجمعيات المناهضة للعنصرية، أنه من التبسيط معارضة مناهضة العنصرية السياسية والأخلاقية، لأن “مناهضة العنصرية لها مصلحة بالاستناد إلى الأخلاق”. “لقد اختزلنا SOS لتصبح مناهضة استعراضية للعنصرية، والتي كانت حقيقية ولكن كانت مجرد جانب واحد من اشتغالها، في حين أن SOS كانت تختبر العمليات”. تكوّن “الاختبار” بتقديم ملفات مختلفة (تتكون من لون البشرة والاسم) عند البحث عن عمل ومنزل وعند الدخول إلى ملهى ليلي لإثبات حصول التمييز المحتمل. هذه الطريقة بحسب، عالم الاجتماع ديديه فاسين، كانت من أجل التأسيس “للحلقة المفقودة بين العنصرية وانعدام المساواة”.

لكنه يضيف موضحاً أن النضال القانوني ضد “التمييز يميل إلى منح المسؤولين السياسيين، ولكن أيضاً أحياناً الناشطين، حلاً مُرضياً”، بحيث يصحح الآثار وليس الأسباب. يعتبر زميله سماين لاشير (in Faits migratoires, de l’opinion à la connaissance, Centre de ressources politiques de la ville en Essonne) أن هذا الاختزال من قبل يسار الحكومة للنضال المناهض للعنصرية إلى ذلك المناهض للتمييز يهدف إلى الحفاظ على الستاتيكو. وهو تحليل يشاركه الأنثروبولوجي روبرت جيب، حيث اعتبر أن هذا التركيز “يحصل على حساب خسارة نقد أكثر شمولية للعلاقات الاجتماعية والتخلي عن مشروع سياسي للتحويل الاجتماعي الراديكالي. فالقدرة الكاملة للحركة المناهضة للعنصرية على تغيير العالم الاجتماعي قد اختفت”.

عندما أعيد انتخاب ميتران عام 1988، كان التراجع الانتخابي لليسار في أحياء الطبقة العاملة قد حصل فعلياً. دلّت “جولة شباب الضواحي” التي نظمتها منظمة SOS Racisme على عمق الهوة التي تفصلها عن الشباب المهاجرين الذين يعارضونها بخطاب هجومي. “في نهاية العقد، كانت الحركة المناهضة للعنصرية قد أصبحت مقسمة ومشتتة، يحلل سعيد بو عمامة. السكان من أصول مهاجرة بشكل خاص، وسكان الأحياء الشعبية بشكل عام كانوا قد باتوا مهمشين أكثر فأكثر. وليس مستغرباً في هذا السياق، أن تكون ردود الفعل بعد ذلك، متجهة نحو أعمال “الشغب” والانسحاب إلى المجال المحلي، و”الهراء الفردي” والإسلام”. كما انسحب عدد كبير من الناشطين من SOS Racisme لتسلّق سلالم الحزب الاشتراكي، في حين بقيت العديد من المجموعات الأوتونوم بعيدة عن اليسار الحكومي. لا أحد يشك أنه بدءاً من عام 1989، سيندلع بوجه الحكومة نقاش جديد عنيف: النقاش حول الحجاب والعلمانية.

لقراءة المزيد حول الموضوع:

La Marche pour l’égalité et contre le racisme, Abdellali Hajjat, éd. Amsterdam.

« On est chez nous » : Histoire des tentatives d’organisation politique de l’immigration et des quartiers populaires (1981-1988), Karim Taharount, éd. Solnitsata.



#رومان_جانتيكو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - رومان جانتيكو - اليسار ومناهضة العنصرية: جذور القطيعة