|
مَنَابِع اَلْمَعْرِفَة
وسام وليد
الحوار المتمدن-العدد: 7239 - 2022 / 5 / 5 - 17:36
المحور:
الادب والفن
أَنَّ لِكُلِّ إِنْسَانٍ دَافَعَ لِلتَّعَرُّفِ عَلَى حَقِيقَةٍ مِنْ اَلْحَقَائِقِ لِشَيْءِ مَا فِي هَذَا اَلْعَالَمِ فَيَسْتَلْزِمُ أَنْ يَجِدَ سَبِيلاً وَمَنْبَعًا لِتِلْكَ اَلْمَعْرِفَةِ . وَمِنْ هُنَا أَقُولُ : إِنَّ مَنَابِعَ اَلْمَعْرِفَةِ لِكَشْفِ اَلْحَقَائِقِ فِي هَذَا اَلْعَالَمِ خَمْسَةَ مَنَابِعَ . . : « أَوَّلُهَا : اَلْحِسُّ وَالْمَحْسُوسَات » وَمِنْ خِلَالِهِ يَصِلُ إِلَى مَنْهَجِ اَلتَّمْيِيزِ اَلتَّجْرِيبِيِّ ، فَيُمَيَّزَ اَلْأَشْيَاءَ بِالِاسْتِدْلَالِ اَلْعَقْلِيِّ مِنْ خِلَالِ اَلْمَنْبَعِ اَلثَّانِي وَهُوَ ( اَلْعَقْلُ ) فَيَصِلُ إِلَى حَقَائِقِ أَعْلَى لَا يُمْكِنُهُ أَنْ يَصِلَ إِلَيْهَا أَوْ يُدْرِكُهَا مِنْ خِلَالِ اَلْحِسِّ وَالْمَحْسُوسَات ، أَيْ اَلْمَعْرِفَةِ اَلَّتِي اِنْتَهَى إِلَيْهَا مِنْ خِلَالِ اَلْحِسِّ بِالْمَحْسُوسَاتِ يَهَبهَا لِلْعَقْلِ لِيَعْمَلَ اَلْعَقْلُ عَلَى تَشْخِيصِهَا وَتَمْيِيزِهَا . « ثَانِيهَا : اَلْعَقْلُ وَالْإِدْرَاكُ » وَمِنْ خِلَالِهِ يُدْرِكُ اَلتَّمْيِيزُ لِمَا اِنْتَهَتْ إِلَيْهِ اَلْمَحْسُوسَاتُ بِالِاسْتِدْلَالِ وَالْبَرْهَنَةِ اَلْعَقْلِيَّةِ ، ، لَكِنَّ عَمَلَهُ لَا يَقْتَصِرُ عَلَى هَذَا فَحَسْبَ بَلْ يَتَعَدَّى إِلَى اَلتَّمْهِيدِ لِلْمَنْبَعِ اَلثَّالِثِ لِلْمَعْرِفَةِ وَهُوَ ( كَشْفُ حَقَائِقَ وَبَوَاطِنَ تِلْكَ اَلْمَحْسُوسَاتِ ) بِالْكَشْفِ وَالْمُكَاشَفَةِ اَلَّتِي أَدْرَكَهَا بِالْحِسِّ وَمَيَّزَهَا بِالْعَقْلِ . وَالْفِرَقُ بَيْنَ اَلْكَشْفِ وَالْمُكَاشَفَةِ هُوَ إِنَّ اَلْكَشْفَ لَا يَتِمُّ مِنْ خِلَالِ قُوَّةِ ذَاتِهِ وَمَعْرِفَتهَ بَلْ بِقُوَّةٍ وَقُدْرَةٍ مِنْ يَكْشِفُ لَهُ . إِمَّا اَلْمُكَاشَفَةُ فَهِيَ اِسْتِحْقَاقٌ يُمْكِنُهُ اَلْوُصُولُ إِلَيْهِ ، وَلِلْمَنْبَعِ اَلثَّانِي ( اَلْعَقْلُ ) إِلَيْهِ عَلَى اِسْتِقْبَالِ اَلْمَنْبَعِ اَلرَّابِعِ لِلْمَعْرِفَةِ وَهُوَ ( اَلْوَحْيُ وَالْإِيحَاءُ ) . « ثَالِثُهَا : اَلْكَشْفُ وَالْمُكَاشَفَةُ » وَمِنْ خِلَالِهِ يَرَى حَقَائِقَ اَلْمَنْبَعِ اَلْأَوَّلِ ( اَلْحِسُّ وَالْمَحْسُوسَات ) وَيُثْبِت اِسْتِدْلَالُ اَلْمَنْبَعِ اَلثَّانِي ( اَلْعَقْلُ وَالْإِدْرَاكُ ) ، وَلَهُ بَابَانِ / + اَلْبَابُ اَلْأَوَّلُ : اَلْكَشْفُ اَلظَّاهِرِيُّ : وَهُوَ أَنْ يَكْشِفَ لَهُ حِسِّيًّا ( لِحَوَاسِّهِ اَلظَّاهِرِيَّةِ ) فَيَرَى بِعَيْنِهِ مَا وَرَاءَ تِلْكَ اَلْمَحْسُوسَاتِ اَلَّتِي أَدْرَكَهَا بِعَيْنِهِ اَلظَّاهِرِيَّةِ . + اَلْبَابُ اَلثَّانِي : اَلْكَشْفُ اَلْبَاطِنِيُّ : وَهُوَ أَنْ يَكْشِفَ لَهُ قَلْبِيًّا ( لِحَوَاسِّهِ اَلْبَاطِنِيَّةِ ) فَيَرَى بِعَيْنِ قَلْبِهِ مَا لَمْ يُدْرِكْهُ مِنْ قَبْلُ بِعَيْنِهِ اَلظَّاهِرِيَّةِ . « رَابِعُهَا : اَلْوَحْيُ وَالْإِيحَاءُ » وَمِنْ خِلَالِهِ يَرَى مَعَانِيَ اَلْأَشْيَاءِ وَيُدْرِكُ هُوِيَّةَ حَقَائِقِهَا اَلْكَامِلَةِ وَيُحِيطُ بِهَا إِحَاطَةً تَامَّةً وَهُوَ فِي حَالَةٍ لَا يَحْتَاجُ فِيهَا إِلَى اَلْكَشْفِ وَالْمُكَاشَفَةِ . وَمِنْ صِفَتِهِ أَنَّهُ يُوهَبُ مِنْ اَلْفَاعِلِ لِلْقَابِلِ ، أَيْ أَنَّهُ غَيْرُ مَوْجُودٍ وَمَخْزُونٍ فِي اَلْقَابِلِ ، وَيَحْتَاج إِلَى آلِيَّةِ اِسْتِقْبَالِ لَهُ . « خَامِسُهَا : اَلْمَعْرِفَةُ اَلْمَخْزُونَةُ اَلْمَجْبُولَةُ » وَمِنْ خِلَالِهَا يُمْكِنُ أَنْ يُدْرِكَ حَقَائِقَ اَلْأَشْيَاءِ وَمَعَانِيهَا دُونَ اَلرُّجُوعِ لِلْمَنَابِعِ اَلْأَرْبَعَةِ اَلسَّابِقَةِ وَهِيَ : ( اَلْحِسُّ وَالْمَحْسُوسَات ، اَلْعَقْلُ وَالْإِدْرَاكُ ، اَلْكَشْفُ وَالْمُكَاشَفَةُ ، اَلْوَحْيُ وَالْإِيحَاءُ ) وَهَذِهِ اَلْمَعْرِفَةُ مَخْزُونَةً وَمَجْبُولَةً فِي أَعْمَاقِ اَلذَّاتِ ، وَتَحْتَاج إِلَى آلِيَّةٍ لِاسْتِخْرَاجِهَا وَإِظْهَارِهَا ، وَتِلْكَ اَلْآلِيَّةِ تَعْتَمِدُ عَلَى اَلْقَابِلِ وَاسْتِحْقَاقِهِ . تِلْكَ اَلْمَنَابِعِ اَلْخَمْسِ تَخُصُّ هَذَا اَلْعَالَمِ ، وَتَشْتَرِكَ مَعَهُ بَقِيَّةُ اَلْعَوَالِمِ . . . . إِلَّا أَنَّ هُنَالِكَ عَالَمٌ عُلْوِيٌّ وَهُوَ أَعْلَى اَلْعَوَالِمِ يَمْتَازُ بِوُجُودِ مَنْبَعِ سَادِسٍ لِلْمَعْرِفَةِ مُنْفَرِدٌ بِذَاتِهِ لَا يُوجَدُ مَنْبَعٌ آخَرُ مَعَهُ . . . . . وَهُوَ : مَنْبَعُ اَلْعَلَمِ وَهُوَ مَنْبَعٌ لَا يَكُونُ فِيهِ لِلْحِسِّ أَثَر . . وَلَا لِلْعَقْلِ اِسْتِدْلَال وَنَظَر . . وَلَا لِلْكَشْفِ بَصِيرَةً وَبَصَر . . وَلَا لِلْوَحْي مَعَانٍ وَخَبَّرَ . . وَلَا مَنْبَعَ مَخْزُونٍ وَظَهَرَ . . بَلْ تَكُونُ ذَاتهَ عَالِمَةً . . . بَلْ هُوَ اَلْعَلَمُ ذَاتُهُ .
#وسام_وليد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بدر بن عبد المحسن.. الأمير الشاعر
-
“مين هي شيكا” تردد قناة وناسة الجديد 2024 عبر القمر الصناعي
...
-
-النشيد الأوروبي-.. الاحتفال بمرور 200 عام على إطلاق السيمفو
...
-
بأكبر مشاركة دولية في تاريخه.. انطلاق معرض الدوحة للكتاب بدو
...
-
فرصة -تاريخية- لخريجي اللغة العربية في السنغال
-
الشريط الإعلاني لجهاز -آيباد برو- يثير سخط الفنانين
-
التضحية بالمريض والمعالج لأجل الحبكة.. كيف خذلت السينما الطب
...
-
السويد.. سفينة -حنظلة- ترسو في مالمو عشية الاحتجاج على مشارك
...
-
تابعها من بيتك بالمجان.. موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان الحلقة
...
-
ليبيا.. إطلاق فعاليات بنغازي -عاصمة الثقافة الإسلامية- عام 2
...
المزيد.....
-
أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية
/ رضا الظاهر
-
السلام على محمود درويش " شعر"
/ محمود شاهين
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
المزيد.....
|