أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - وليد المشيرعي - في نعي جلالة -صاحبة الجلالة- !














المزيد.....

في نعي جلالة -صاحبة الجلالة- !


وليد المشيرعي

الحوار المتمدن-العدد: 7239 - 2022 / 5 / 5 - 17:35
المحور: الصحافة والاعلام
    


بالأمس كان اليوم العالمي لحرية الصحافة..
هل نبكي على اندثار مهنة كانت حتى الأمس القريب عصب الحراك الإنساني، والموثق الرصين لمجريات ذلك الحراك؟ أم نمارس جلد الذات، وتبكيت النفس على زمن جميل تنازلنا عنه أمام سطوة شبكات التواصل الاجتماعي التي قتلت معنى "الخبر" وأصبح الحابل مختلطاً بالنابل، من حيث الحرية شبه المطلقة في نقل ما يجري، وما لا يجري بين البشر؟
ثم لماذا الإصرار على إبقاء مهنة الصحافة شبحاً يكافح للعودة إلى الحياة بينما هناك بدائل لتخليق آلة جديدة أكثر حضارية لتشكيل الوعي الإنساني وفق هيكلية موثوقة لا يأتيها باطل التزوير والخداع من أي اتجاه؟
وهل بإمكان البشرية أن تواصل تقدمها في مجاهل الحياة دون ضمير يحاسبها ودون مسرح مكشوف تتعرى فيه الحقائق وتتكشف الأسرار كالذي كان متوفراً في بلاط صاحبة الجلالة؟
مهنة المتاعب التي عاقرت خمرتها واكتويت بنارها على مدى ثلاثين عاماً من عمري أجدها اليوم شبه نافقة بينما يتجاهل المسئولون عنها أوجاع رحيلها إلى عالم النسيان بالتشبث بوسيلة نشر روابط الصحف من خلال شبكات التواصل بينما هي القاتل المعروف لواحدة من أهم المهن التي شكلت وعي الإنسان المعاصر خلال القرون الأخيرة.
وأجد على الجانب الآخر ؛زعماء؛ التواصل الاجتماعي الذين اخترقوا خوارزميات الشهرة وصاروا هم منابع "الحكمة" والأحق بالاتباع في سلوكياتهم وأفكارهم بل وفي حياتهم العاطفية والجنسية.
بون شاسع بين زمنين: زمن القيمة، والاقناع، ولفت الانتباه بالفكرة اللامعة والعرض اللائق، وزمن التفاهة واللااقتناع، وسرقة الاهتمام بمخاطبة الغرائز والشهوات الحيوانية.
زمن البحث عن مؤمنين بالفكرة ومناصرين لها وزمن جمع التفاعلات والمؤيدين!
لقد صار لاعبو الكرة يتولون إرشادنا إلى طرق تربية الأبناء، وممثلو الكوميديا يشرفون على ثقافتنا السياسية والصحية أيضاً، أما مدمنو الفيديو جيم العاطلون عن العمل فقد باتوا هم يوجهون أبناءنا الى "سبيل الرشاد "!
ألا هل أدلكم على "تجارة" تعينكم على تدمير عقولكم ومحاربة ملل الحياة المعاصرة التي باتت تلسع ظهورنا بمطالبها غير ذات المعنى من قشور لا تقيم أوداً ولا ترفع شأناً بل تثقل روح الإنسان وتملأ دفتر ديونه أبو (٢٠٠ ورقة)؟!
إنها شبكات التواصل الاجتماعي التي تهددنا بمزيد من قتل الخصوصية التي هي أساس إنسانية الإنسان وورقة التوت الأخيرة التي تحفظ له آدميته من تغول عيون الأخرين وتدخلهم في أدق شئونه..
مجبرون عليها ولسنا أبطالاً فقد أوجدت ضرورتها في حياتنا لكونها صارت المتنفس الوحيد لنا وهمزة الوصل المتاحة بيسر وسهولة للتواصل الإنساني.
صوتاً وصورة وكتابة وتعبيراً حراً.
لقد كان "التلفاز" ثورة في مجال الإعلام لكن هذه الثورة لم تنجح في زحزحة الصحافة عن عرشها بل زادت الحاجة إليها وتسريع إصداراتها لمواكبة السرعة التي بات يتم بها نقل الأحداث صوتاً وصورة بل وأصبحت شاشات الفضائيات ساحات لترويج الصحافة ومساعداً لها في ترسيخ مكانتها كوسيلة بناء للوعي سواء كان سلبياً او إيجابياً.
اعذروني إن كنت أفرطت في التعصب لمهنتي رغم ما يقال أنها أداة لخداع الجماهير لكن الصحافة حتى في أسوأ أدوارها لا تضاهي التدمير الذي تحدثه وسائل التواصل الاجتماعي من كون الأولى يمكن ضبط معاييرها وإصلاح وتصحيح مساراتها أما الأخرى فالناس فيها كقطيع من الخرفان يقودها أي راع مستأجر بكل سلاسة وهدوء.
أخيراً ماذا أقول كصحفي سابق بات يبحث عن مهنة اخرى شريفة تتيح له العيش بكرامة؟
أقول: لا تربوا أولادكم كما رباكم آباؤكم، فقد خلقوا لزمان غير زمانكم.



#وليد_المشيرعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علي الدميني.. قاهر الصمت الذي شيّعه الصامتون !
- الإسلام والغرب .. رمزية المواجهة
- الحوثي .. من تفخيخ المسيّرات إلى تلغيم المسيرات !
- حرب -المشجّر- !
- #كورونا_الدرس
- البخاري يتحدى
- هل صبأت السعودية ؟!
- بين شهيدين
- الالحاد السلفي!
- تحالف البامية !
- (ديمقراطية الأملحي والكوز المخزوق)
- تنومة .. دماء غير منسية
- من الاندلس الى الخليج
- نحن من يكتب التاريخ
- مسرحية مقتل السفير الروسي!!
- العتبة الخضراء
- باقون
- إلّا نجيب محفوظ
- الأذان في الكنيست
- الحلوى العمانية


المزيد.....




- السياحة في جزر سيشل: الزوار من دول الخليج يتمتعون بقيمة كبير ...
- تكثيف العمليات البرية في رفح: هل هي بداية الهجوم الإسرائيلي ...
- صورتان جويتان لرصيف المساعدات الإنسانية في غزة
- روسيا تطلق صاروخا فضائيا على متنه أقمار صناعية لأغراض عسكرية ...
- من رفح إلى المجهول.. قصص مأساوية لفلسطينيين -فقدوا كل شيء-
- أوشاكوف: الرئيسان الروسي والصيني ناقشا في اجتماع ثنائي الملف ...
- إيران -تدين وترحب- ببنود في بيان القمة العربية في البحرين
- أستراليا تعلن حزمة دورية جديدة من العقوبات ضد روسيا
- إنقاذ رجل دفن حيا وبقي 4 أيام في القبر
- تصويت لحجب الثقة عن رئيسة جامعة كولومبيا


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - وليد المشيرعي - في نعي جلالة -صاحبة الجلالة- !