أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جلال إبراهيم - النصوص الإسلامية في مناهج التعليم














المزيد.....

النصوص الإسلامية في مناهج التعليم


جلال إبراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 7238 - 2022 / 5 / 4 - 12:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يجري حديث في بعض البلدان العربية حول قرارات بحذف الآيات القرآنية والأحاديث النبوية من مادتي اللغة العربية والتاريخ، واقتصارها على مادة الدين فقط، واتخاذ قرارات بتدريس مادة جديدة تتضمن القيم المشتركة بين الدين الإسلامي، والمسيحية واليهودية، تركز هذه المادة على تدريس مبادئ التسامح والعيش المشترك في مختلف مراحل التعليم الأساسي.

طبيعي أن الرأي العام انقسم بين مؤيد ومعارض لهذا التوجه. المؤيدون رأوا فيه جانباً إيجابياً، لأنه سيحدُّ من إعطاء المعلمين غير المؤهلين مساحة لتفسير النصوص الإسلامية بتفسيرات متطرفة. أما المعارضون، فقد وجدوا فيه تقويضاً للنصوص الإسلامية في المناهج التعليمية ومحاربتها بصورة علنية.

في الواقع عندما نحلل نقدياً هذا التوجه بحذف الآيات القرآنية والأحاديث النبوية من مادتي اللغة العربية والتاريخ، بعيداً عن أهواء وقناعات المؤيدين والمعارضين، سنرى في عمقهِ قراراً يختزن ما هو موضوعي وما هو غير موضوعي. بمعنى آخر إن في جوهر القرار جانبين، الأول مصيب، والآخرخاطىْ.

إضافة مادة (القيم المشتركة) والعمل على التقريب بين المذاهب والأديان المختلفة من خلال التركيز على قيم الأخلاق والمواطنة في تدريسها للطلاب في المؤسسات التعليمية أمر صائب. لكن من الخطأ الحذف المطلق للنصوص الدينية الإسلامية من مناهج اللغة العربية والتاريخ، لأن القرآن والسنة النبوية لا ينفصلان عن اللغة العربية تاريخياً وعلمياً . الأجدى هو تنقيح المناهج التعليمية بصورة عامة من النصوص التي يتم تأويلها للحث على تكفير أو قتال الآخر، والتي كانت مرتبطة بسياق تاريخي له ظروفه المختلفة والمحددة.

لا يمكن غض النظر عن وجود العشرات من الفتاوى المتطرفة اتجاه مسلمين وغير مسلمين من قبل العديد من رجال الدين الذين يستندون على نصوص إسلامية تاريخية يتم إسقاطها على الحاضر، مما يؤسس لخطاب إسلامي متعصب اتجاه الآخر المختلف معه في المذهب أو الدين في إطار الدولة الواحدة. وما يعزز من تمدد هذا الخطاب غياب الدولة المدنية الديمقراطية في دولنا العربية بصورتها الحقيقية.

في الواقع ليست المشكلة الأساسية في حذف النصوص الدينية الإسلامية من بعض المناهج التعليمية، إنما في أهمية تنقيتها من بعض الشوائب التي تشير بصورة أو بأخرى إلى عداء للآخر، الأمر الذي لا يتواكب مع قيم المواطنة الواحدة والمتساوية. لا شك أن تاريخنا العربي الإسلامي زاخرٌ بقيم المحبة والتسامح ونصوصه مليئة بذلك، لكن علينا كمجتمعات عربية وإسلامية وخصوصاً رجال الدين والحركات الإسلامية مسؤولية إبرازها بصورة مميزة ورفيعة، تتناسب مع مفردات الخطاب الإنساني الحديث.

إذاً على الدول العربية التركيز على جوهر المشكلة الذي يتمثل في تكوين عقد اجتماعي وخطاب وطني جامع لكل المواطنين من مسلمين ومسيحيين وغيرهم، ومن دينيين وعلمانيين، والعمل على غربلة التراث، وليس المناهج التعليمية فقط من النصوص والفتاوى التي تحث صراحة على الكراهية أو العداء للمختلف عقائدياً وفكرياً.



#جلال_إبراهيم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطأ الدمج بين اليهودية والصهيونية
- عولمة الرأسمال أم عولمة الإنسان
- الغرب والإسلاموفوبيا
- حركات الإسلام السياسي والتطفل على الديمقراطية


المزيد.....




- “مغــامرات جني”.. تردد قناة طيور الجنة 2025 الجديد للأطفال ع ...
- ألمانيا: السجن لنجم تواصل اجتماعي سلفي لإدانته بالاحتيال
- كيف بنى تنظيم الإخوان شبكته المالية السرية في الأردن؟
- الرئاسة الروحية للطائفة الدرزية تنفي التوصل لاتفاق لوقف إطلا ...
- مسيحيو فلسطين يشتكون إلى بابا الفاتيكان عنف المستوطنين الإسر ...
- ماذا بعد سحب الصلاحيات الفلسطينية من المسجد الإبراهيمي؟
- فرحي أبنك مش هيعيط ولا يزن خالص .. تردد قناة طيور الجنة الجد ...
- تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2025.. ثبتها لعيالك الأن
- أحمد العبادي يساءل السيد وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية حول ...
- قائد الثورة الاسلامية: شعبنا سيحقق النصر بالتأكيد


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جلال إبراهيم - النصوص الإسلامية في مناهج التعليم