أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طلال حسن عبد الرحمن - القطار















المزيد.....


القطار


طلال حسن عبد الرحمن

الحوار المتمدن-العدد: 7235 - 2022 / 5 / 1 - 12:12
المحور: الادب والفن
    


مسرحية في تسعة مشاهد






القطار



طلال حسن



" 1 "

رصيف المحطة ، يدخل خالد
و أمل كل من جهة

خالد : " يتوقف " أمل !
أمل : " تتوقف " ....
خالد : " يتقدم منها " أمل .
أمل : " تتراجع " ....
خالد : " يتوقف " عفواً .
أمل : " تتوقف " ....
خالد : لم أرك منذ فترة طويلة ..
أمل : " تنظر إليه صامتة " ....
خالد : وها إني أراك .
أمل : لقد كبرتِ .. قليلاً .
خالد : " يشد على عكازه " ليس قليلاً .
أمل : أنا أيضاً كبرت .
خالد : " ينظر إليها صامتاً " ....
أمل : لقد أشاختنا هذه الحرب .
خالد : " يبتسم بمرارة " ....
أمل : رأيتك مرة في التلفزيون .
خالد : أخطأني الموت ، فمنحت نوط شجاعة .
أمل : " تنظر إليه صامتة " ....
خالد : هنا التقينا أول مرة .
أمل : " تهز رأسها " ....
خالد : نفس المكان ، وربما نفس الزمان أيضاً.
أمل : كنت ذاهباً إلى البصرة .
خالد : و كنت أنتِ ذاهبة إلى الموصل .
أمل : لم أعد أطيق الموصل ، لقد نقلت إلى
البصرة .
خالد : ها نحن نتبادل الأدوار .
أمل : " تنظر إليه صامتة " ....
خالد : ما أسرع أن مرت كل تلك السنوات "
يبتسم " إنني أراك ، وكأن ذلك كان
بالأمس ، تركضين وراء القطار ،
مجرجرة حقيبتك الكافتريا ، وتصيحين ...

يتلاشى المنظر بالتدريج ، مع
ارتفاع صوت عجلات القطار
إظلام










" 2 "

رصيف المحطة ، خالد ، القطار
يسير ، تدخل أمل راكضة

أمل : لحظة ، لحظة من فضلك .
خالد : " ينظر إليها باسماً " ....
أمل : لا فائدة " تتوقف لاهثة " لقد مضى .
خالد : " مازحاً " لعله لم يسمعك .
أمل : " تنظر إليه " ....
خالد : سائق القطار.
أمل : يا لحماقتي " تغالب ابتسامة خجلة "
كأنه سيوقف القطار لو سمعني .
خالد : لا عليك ، هناك قطار آخر ، بعد ساعة .
أمل : أعرف " تتنهد لاهثة " سأنتظر " تبكل
أزرار بلوزتها " الجو بدأ يبرد .
خالد : هذا طبيعي ، نحن في أواخر تشرين .
أمل : أنت محق " تجرجر حقيبتها " الشتاء
على الأبواب .
خالد : يبدو أن حقيبتك ثقيلة " يقترب منها "
دعيني أساعدك .
أمل : أشكرك " تضع الحقيبة قرب المصطبة
" سأضعها هنا .
خالد : أنصحك أن تنتبهي .
أمل : " ترمقه باسمة " ....
خالد : " مازحاً " اللصوص كثيرون في مثل
هذا الوقت .
أمل : لن ينتفع من حقيبتي سوى لص جائع ،
أو لص يهوى السياب .
خالد : إذا كان " أنشودة المطر " في حقيبتك
، فلا تستبعدي" أنشودة المطر " أن
أتحول إلى لص .
أمل : إنه فعلاً " تمد يدها
إلى الحقيبة " وهو لك دون أن ..
خالد : " يمسك يدها ضاحكاً " ها ها ها ..
إنني أمزح معك " يترك يدها محرجاً "
عفواً.
أمل : " تعتدل صامتة " ....
خالد : " مازال محرجاً " إنه ذروة ما كتب ..
أمل : " ترمقه صامتة " ....
خالد : أنشودة المطر .
أمل : أنت ، على ما يبدو ، من الموصل .
خالد : كِلانا من الموصل .
أمل : لهجة الموصلي واضحة ، مهما حاول
إخفاءه.
خالد : نحن ماركة مسجلة .

يضحكان معاً،ثم يصمتان،
ويحــدق أحدهما في الأخر

خالد : أنتِ متجهة إلى الموصل ،وأنا متجه إلى
البصرة " يبتسم " مادمنا سنفترق بعد
قليل، فلنتعارف .
أمل : " تبتسم " إنني خريجة كلية العلوم ،
تخرجت هذه السنة .
خالد : لم أرك في الجامعة ، مع إنني أكاد
أعرف الجميع .
أمل : درست في بغداد ، عند خالتي ، وبيتها
قريب من المحطة .
خالد : وأنا خريج كلية الهندسة ، في الموصل
طبعاً، وقد أتعين ضابطاً في الهندسة .
أمل : لعل هذا أفضل ، فالحرب قد بدأت .
خالد : آمل أن تنتهي هذه الحرب قريباً، إنني
أحب الحياة المدنية
أمل : أنت متفائل .
خالد : حروبنا ، نحن العرب ، لا تدوم عادة
لفترة طويلة .
أمل : هذه ليست حرب الأيام الستة .
خالد : " يحدق فيها " أنت متشائمة .
أمل : " تضحك " وجائعة .
خالد : يقال أن الشبع يخفف من التشاؤم .
أمل : لنجرب .
خالد : في الكافتريا طعام لذيذ .
أمل : " تفتح حقيبتها "لدي هنا كافتريا .
خالد : آه " يبتسم " نسيت هذه الكاقتريا
المتنقلة .
أمل : " تقدم له لفة " تفضل .
خالد : لا ، أشكرك .
أمل : كبة موصلية .
خالد :إنني متعصب للموصلية " يأخذ اللفة "
شكراً.
أمل : " تأكل " إنني مثلك متعصبة ، ولهذا
أريد أن أعين مدرسة في الموصل .
خالد : " يأكل " عمي موظف في مديرية
التربية، ويستطيع أن يساعدك .
أمل : " تأكل " ليتني أستطع أن أحصل على
مدرسة قريبة من المدينة
خالد : " يأتي على اللفة " سأعطيك عنوان
عمي في مديرية التربية ، اتصلي به ،
وسيساعدك .
أمل : أكون ممتنة .
خالد : " يمسح يديه وفمه بمنديل ورقي "
كبة موصلية بحق .
أمل : " تمد يدها إلى الحقيبة " لدي الكثير
إذا ..
خالد :لا ، لا، أشكرك ، شبعت .
أمل : بالعافية .
خالد : والآن لابد من شاي
أمل : " تهم بالاعتذار".....
خالد : قبلتُ دعوتك ، فأقبلي دعوتي .
أمل : "تبتسم موافقة "....
خالد : " يحمل حقيبتها " هيا نسرع ، وإلإ
هرب مني قطاري ، كما هرب قطارك .

يتجهان إلى الخارج ، وهما
يسيران جنبا إلـــى جنب

إظلام





















" 3 "
رصيف المحطة ، أمل تجلس
على المصطبة ، يدخل خالد

أمل :" تنهض مبتسمة " أهلاً خالد.
خالد : أهلاً بك" يصافحها " أخشى أني
تأخرت.
أمل : لم تتأخر ، أنا جئت مبكرة.
خالد : شكراً لمجيئك ، رغم البرد.
أمل : لا عليك ، إنني متعودة على البرد .
خالد : هذا حالنا ، نحن الموصليين " يضحك"
إننا مطعمون ضد البرد.
أمل : أحياناً لا يفيدنا هذا التطعيم كثيراً ، في
كانون أو شباط.
خالد : " يضحك " أحياناً.

يفتح حقيبته ، ويخرج علبتي
عصير ، يقدم لها أحداهما

خالد :تفضلي ، عصير برتقال .
أمل : " تأخذها مبتسمة " شكراً .
خالد : " يرشف العصير " هذا يغنينا عن
الكافتريا .
أمل : " ترشف العصير" الجو هنا أفضل .
خالد : " يرشف العصير صامتاً " ....
أمل : فوجئت اليوم باتصالك بي ، فأنا لم
أعطك رقم تلفوني .
خالد : أنا أعطيتك عنوان عمي ، ورقم تلفوني
، عندما كنا نشرب الشاي في الكافتريا .
أمل : نعم ، رقم تلفونك مازال معي .
خالد : انتظرت أن تتصلي بي ، عند مجيئك
إلى الموصل ، على الأقل لأخذك إلى
عمي ، وأعرفك به .
أمل : لم أشأ أن أتعبك ، وقد ذهبت إلى مديرية
التربية ، وتعرفت بعمك ، إنه إنسان
طيب .
خالد : ومن هذا الطيب ، حصلت على رقم
تلفونك، أوراقك مازالت عنده .
أمل : " تبتسم " آه .
خالد : " يرمي علبة العصير الفارغة في سلة
النفايات ".......
أمل : " تتجه بعلبتها إلى السلة ".....
خالد : " يمد يده إلى علبة أمل " إذا سمحتِ .
أمل : لا ، شكراً " ترمي علبتها في السلة
"....
خالد : " يقدم لها منديلا من الورق " تفضلي.
أمل : " تأخذ المنديل " شكراً .
خالد : " يمسح يده بالمنديل الورقي " لم
يصدر أمر تعيينك ، على ما علمت ، مع
أن قوائم كثيرة قد صدرت .
أمل : لن أعين في الوقت الحاضر.
خالد : قال لي عمي، أن هناك عقبة ، لكني لم
أعرف ما هي .
أمل : نعم ، هناك عقبة .
خالد : مهما يكن ، سأذهب غداً إلى عمي ، و..
أمل : أرجوك ، لا تحرجه .
خالد : لا إحراج في الأمر ، عمي موظف مهم،
وهو يستطيع أن ..
أمل : أخي في السجن .
خالد : " يحدق فيها متسائلاً "......
أمل : أعتقل مع عدد من رفاقه ، بعد انهيار
الجبهة ، الجبهة الوطنية.
خالد : أخوك.. !
أمل : نعم ، ولابد أنك تعرفه ، علاء .
خالد : علاء النجار، أخوكِ !
أمل : " تهز رأسها "....
خالد : علاء " يبتسم محرجاً " أعرفه ، نعم ،
أعرفه.
أمل : إننا لا نعرف أين هو ، ولا نعرف متى
يخرج.
خالد : سيخرج أخوكِ ، حتماً سيخرج ، فمعظم
رفاقه خرجوا.
أمل : " بمرارة " نعم خرجوا .
خالد : "ينظر إليها صامتاً "....
أمل : " ترتجف " الجو بارد .
خالد : لنذهب الى الكافتريا ، الشاي سيدفئك.
أمل : لا، أشكرك ، الأفضل أن أذهب " تتجه
إلى الخارج" قد أسافر الى الموصل ، بعد
أيام ، وأراجع مديرية التربية .
خالد : راجعي، راجعي دائماً، لا تدعي اليأس
يداخلك.
أمل : عمت مساء .
خالد : الوقت مازال مبكراً " يلحق بها "
سأسير معك حتى باب المحطة .


خالد و أمل يسيران
جنبــاً إلى جنــب

إظلام













" 4 "



رصيف المحطة ، خالد
و أمل يدخــــــلان معاً

أمل : فات الأوان ، نحن في منتصف كانون .
خالد : ليكن ، قال عمي ..
أمل : لقد مللت .
خالد : ستعينين ، اصبري قليلاً .
أمل : لا أريد أن أعين ..
خالد : هذا حقك ، وستنالينه .
أمل : ما أريده هو ..علاء .
خالد : علاء سيخرج ، قالوها أكثر من مرة .
أمل : منذ أكثر من شهر ، وهم يقولون
سيخرج .
خالد : سيخرج خلال أيام ، وسترين .
أمل : " تلوذ بالصمت "....
خالد : " يمسك يدها " أمل .
أمل : " تتوقف " ....
خالد : قلتِ لي مراراً ، انتظر ، وأنا ما أزال
أنتظر .
أمل : خالد..
خالد : أريد الحقيقة .
أمل : أنت ضابط في الجيش .
خالد : لم يصدر أمر تعييني بعد .
أمل : خالد .
خالد : قولي نعم ، قوليها فقط ، وأبقى جندياً.
أمل : ستدفع إلى الصفوف الأمامية .
خالد : هذا لا يهمني .
أمل : لكنه يهمني .
خالد : أمل .
أمل : أريدك ضابطاً .
خالد : وأنا أريدكِ .
أمل : فرصتك للحياة ستكون أكبر " بصوت
مختنق " ثم إن أمك..
خالد : لاتتحججي بأمي.
أمل : إنها مثلي ، تريدك ضابطاً.
خالد : " يترك يدها " قولي إنك لا تريدينني ،
قوليها ، قوليها صراحة .
أمل : " تتراجع دامعة العينين " أريدك ،
أريدك يا خالد ، أريدك حياً.
خالد : " ينظر إليها بمرارة " ....
أمل : " تتراجع مغالبة دموعها " ....


أمل تخرج مسرعة،
خالد يبقى وحده


إظلام
























" 5 "


رصيف المحطة ، خالد
يتمشى وحده قلقاًً

خالد : تأخرت " ينظر إلى ساعته " القطار
سيتحرك بعد قليل ، يبدو أنها لن تأتي "
يتوقف " ها هي " يلوح لها " أمل .
أمل : " تدخل مسرعة " عفواً ، تأخرت "
تصافحه " كيف حالك ؟
خالد : بخير ، أشكرك ، القطار يوشك أن ... "
ينظر إليها " لم تأتي بحقيبتك .
أمل : سافر أنت" تسحب يدها من يده "
سافر،يا خالد " تتوقف " لن أسافر بعد ..
إلى الموصل .
خالد : أمل .
أمل : جئت أ .. أودعك .
خالد : كلمتك بالتلفون ، وظننتُ أني أقنعتك .
أمل : أرجوك ، إنني متعبة ، لا أريد أن أعين
هذا العام .
خالد : لقد اتصل بي عمي ، وأخبرني أن أمر
تعيينك جاهز .
أمل : لا أستطيع .
خالد : ما الأمر ؟ علاء ، وخرج من السجن .
أمل : خرج محطماً .
خالد : لا عليك ، الأيام كفيلة بعلاجه .
أمل : والأنكى أنهم استدعوه للخدمة
العسكرية.
خالد : " يحدق فيها محبطاً " ....
أمل : أنت لم تره ، لقد .. " يرتفع صوت
صافرة القطار " قطارك يتحرك .
خالد : لست مستعجلاً ، إجازتي طويلة ،
أستطيع أن أبقى .
أمل : لا ، لا يا خالد .
خالد : سأبقى ، ونسافر غداً .
أمل : قطارك يسير ، أسرع .
خالد : " يتراجع باتجاه القطار " انظري إليّ.
أمل : " تنظر إليه صامتة " ....
خالد : ما زلتُ جندياً .
أمل : " تهز رأسها مغالبة دموعها " ....


خالد يخرج مسرعاً ،
أمل تمسح دموعها

إظلام










" 6 "


رصيف المحطة ، أمل تقف
في منطقة شحيحة الضوء

خالد : " يدخل في ملابس ضابط ، ويقف
متلفتاً "...
أمل : خالد .
خالد : " يلتفت إليها ".....
أمل : " ترفع يدها " خالد .
خالد : أمل ! تفضلي هنا .
أمل : " تتلفت " لا ، هنا أفضل .
خالد : " يبتسم بمرارة " أنا لا أخاف أن
يراني أحد معك ِ.
أمل : أنا أخاف .
خالد : " يقترب منها " ....
أمل : " تتأمله " الملابس جميلة عليك .
خالد : مازلت أفضل ملابس الجندي .
أمل : خالد ..
خالد : تبدين متعبة .
أمل : دعك مني .
خالد : أخشى أن مدرستك بعيدة .
أمل : لو كنت أريد مدرسة أخرى ، لذهبت إلى
عمك مباشرة .
خالد : أنت محقة ، عمي يحترمكِ جداً.
أمل : الأمر خطير يا خالد .
خالد : علاء ؟
أمل : لم يستطع أن يقاتل .
خالد : "يحدق فيها صامتا ً".....
أمل : إنه معتقل في الموصل " بصوت باك "
وأنت تعرف أن هناك من يتربص به .
خالد : ليس به فقط .
أمل : عفواً لأني أزجك ..
خالد : لا عليكِ ، سأجده ، وأتصل بكِ في
أقرب فرصة .
أمل : غداً أعود إلى الموصل ،لقد انتهت
إجازتي .
خالد : اتصلي إذن بي بعد غد .
أمل : أشكرك .
خالد : تحياتي إلى أمك .
أمل : إنها تسأل عنك دائماً .
خالد : شكراً ، فلتطمئن .
أمل : " تتلفت " عليّ أن أذهب .
خالد : "ينظر إليها صامتاً " .......
أمل : " تمد يدها لمصافحته ".......
خالد : "يمسك يدها " ....
أمل : خالد .
خالد : دعيني أوصلك حتى الباب .
أمل : لا ، قطارك يوشك أن يتحرك " تسحب
يدها بهدوء " مع السلامة .
خالد : " ينظر إليها صامتا ً"...
أمل : " تتراجع مترددة " ...

أمل تخرج ،خـــــــالد
وحده ، صافرة القطار

إظلام




















" 7 "



رصيف المحطة ، خالد يمشي
على عكازه ، ملابسه مدنية

خالد : " يتوقف وينظر إلى ساعته " لن
تأتي، القطار يوشك أن يتحرك " يتلفت
حوله " لابد أنها تأخرت في العودة
إلى البيت " قترة صمت " لم أستطع أن
أخبر أمها بأني جرحت ، وإني أحلت
على التقاعد و.. "يرتفع صوت صافرة
القطار "هاهو القطار يتحرك " ينظر
صوب الباب " لا فائدة "يسرع متوكئاً
على عكازه " فلأسرع وإلا فاتني
القطار .

خالد يخرج ،صوت تحرك
القطار ،أمل تدخل مسرعة
أمل : " لاهثة " لم أصل في الوقت المناسب
،يا للحظ السيىء، ما الذي جعلني أخرج
من البيت هذا اليوم ؟

إظلام
























" 8 "


رصيف المحطة، خالد يتمشى
مرتدياً ملابس الجيش الشعبي

خالد : تأخرت أمل " ينظر إلى ساعته " أهي
صدفة أن أنتظر دائماً، والقطار يوشك
أن يتحرك ؟ " يتوقف " هاهي قادمة "
يرفع يده " أمل .
أمل : " تدخل مسرعة " خالد ، عفواً، لقد ..
" تتوقف متفاجئة " لم تقل لي أنك ..
خالد : إنني مدني الآن .
أمل : أنت ضابط متقاعد .
خالد : كل من تقاعد معي من الضباط ، لسبب
أو لأخر ، يمكن أن يخدم فترة في الجيش
الشعبي .
أمل : " ترمق عكازه " لكنك..
خالد : لقد راعوا عكازي ، فجعلوني ضابطاً
في التوجيه السياسي .
أمل : " محبطة " آه .
خالد : " متضايقاً " هذه ضريبة ، وأنتِ
تعرفين من يقف وراءها ، ووراء غيرها
" فترة صمت " لندع هذا الأمر .
أمل : "تطرق صامتة " ....
خالد : أمل ..
أمل : ليخرج علاء أولاً .
خالد : إنني أعاني من ضغوط كثيرة ، ويكفيني
هذا الأصفر الحاقد .
أمل : هناك إعدامات كثيرة .
خالد : علاء له ظروفه ، ومن يدري ، فقد
يصدر قريباً عفو عن الهاربين .
أمل : المعارك تشتد ، وكلما اشتدت المعارك ،
تزداد الإعدامات .
خالد : اطمئني ، لا خوف على علاء .
أمل : لن أطمئن حتى يخرج .
خالد : " بنبرة متعبة يائسة " سيخرج ،
سيخرج حتماً" يرتفع صوت صافرة
القطار " آه .
أمل : القطار يسير .
خالد : كل شيء حولي يسير ، عدا حياتي .
أمل : خالد .
خالد : " يشد على عكازه صامتاً " ....
أمل : لننتظر ، لننتظر قليلا ً.
خالد :" يسير متوكئاً على عكازه نحو
القطار"....
أمل : " تسير في أثره " كل شيء سينتهي
إلى خير ، وحياتنا ستسير ، يا خالد ،
ستسير.

خالد وأمل يخرجان ،
صوت القطار يتحرك

إظلام






















" 9 "



منظر المشهد الأول ، خالد
وأمل يجلسان على المصطبة
أمل : خالد .
خالد : " متوجساً" نعم .
أمل : لم تتصل بنا مطلقاً ، بعد إعدامه .
خالد : " يطرق صامتاً " .......
أمل : أيمكن أن .." تهز رأسها " لا ، لا ، لا.
خالد : "ينظر إليها" ......
أمل : أخبرني أحدهم شيئاً ..لم أستطع أن
أصدقه ..
خالد : " يهب واقفاً " ........
أمل : أحقاً ما أخبرني به .
خالد : " يبتعد متضايقاً ".......
أمل : " تقترب منه " أصدقني .
خالد : الأمر الآن سيان .
أمل : ليس بالنسبة لي ، خالد..
خالد : " يهز رأسه " ....
أمل : يا ويلي ، شاركت إذن .
خالد : "ينظر إليها صامتاً "......
أمل : هذا أمر ..لم أرد تصديقه .
خالد : " يمد يده إليها " أمل .
أمل : " تتراجع " لا ، لا تلمسني .
خالد : لقد استدعيتُ للتنفيذ في اللحظة الأخيرة
،ولم يكن بإمكاني أن أرفض " فترة
صمت " أنا أعرف من يقف وراء
استدعائي .
أمل : هل عرف أنك بينهم ؟
خالد : لا .
أمل : "تنظر إليه " ....
خالد : كانوا معصوبي الأعين .
أمل : " تجهش بالبكاء " ....
خالد : " متردداً " أمل .
أمل : " تتراجع مغالبة دموعها " ....
خالد : أمل .
أمل : " تخرج باكية " ....

صافرة القطار ، خالد يخرج،
صوت عجلات القطار،
إظلام
ستار



#طلال_حسن_عبد_الرحمن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رجل من زمن الحصار
- قصص قصيرة جدا
- ثورة الإله كنكو
- لقاء مع الشاعرة العراقية بشرى البستاني
- آخر أيام اور
- الثعلب وأنثى التمساح


المزيد.....




- المفكر الإيراني حميد دباشي.. التصورات الغربية عن الهوية الإي ...
- فيلم -باليرينا-.. درس جديد في تصميم الأكشن على طريقة -جون وي ...
- التشادي روزي جدي: الرواية العربية طريقة للاحتجاج ضد استعمار ...
- ما آخر المستجدات بحسب الرواية الإسرائيلية؟
- تردد قناة ماجد الجديد لأطفالك 2025 بأحلى أفلام الكرتون الجذا ...
- -أسرار خزنة- لهدى الأحمد ترصد صدمة الثقافة البدوية بالتكنولو ...
- بمناسبة أربعينيّته.. “صوت الشعب” تستذكر سيرة الفنان الراحل أ ...
- خطوات الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية بالاسم فقط “هنــــ ...
- في ذكرى رحيل فلاح إبراهيم فنان وهب حياته للتمثيل
- الفنان صبيح كلش .. حوار الرسم والتاريخ


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طلال حسن عبد الرحمن - القطار