أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس الخضري - سحابة مطر














المزيد.....

سحابة مطر


عباس الخضري

الحوار المتمدن-العدد: 7235 - 2022 / 5 / 1 - 10:10
المحور: الادب والفن
    


كتب الشاعر والناقد عباس الخضري
ينحدر الكاتب مجيد الكفائي من مدينة جنوبية عريقة ، فبين بساتينها، وتحت حنايا مضايفها ولد وعاش، ومن قيم ومرؤة أهلها تشربت مفاهيمه, نما وترعرع خياله الخصب تحت مظلة طبيعتها الساحرة، انها مدينة الرميثة، مدينة العز والإباء ، تلك المدينة التي ولد من رحمها أولى ثورات الحق ، هذه المدينة التي ربت رجالها على القيم والشرف ، من بين ربوعها التي تفوح منها رائحة قهوة الدلال، راح يفكر كيف يترجم كل هذه القيم التي نشأ عليها إلى واقع يحقق من خلاله سر وجوده في هذا العالم البائس.
ناصر الحق والقيم بسلاح القانون حيث ارتدى عباءة القانون باحثاً عن سيف الحق ليبارز به الباطل والرذيلة فأخفق، لان سيفه كان مثلوماً .
فعرف حينها ان لا سلاح يستطيع ان يواجه الظلم وخبث ودناءة النفس الإنسانية سوى سلاح الكلمة.
اصدر دواوين ومجاميع شعرية ومجاميع قصصية تدور رحاها حول القيم الرفيعة التي دنستها وحطت من شأنها خباثة النفس ولؤمها. وعرف أخيراً ان لا مناص لديه من مهاجمة عدوه في عقر داره. ليكشف للعالم حقيقته.
قرر أن يمتطى صهوة الكلمة ويتسلح بقلمه ليجوب مدينة الذات الإنسانية متحدياً ظلمة طرقاتها بنور اليقين والقيم التي نمت داخله.
جاب الطرقات ، وطرق أبواب بيوتاتها، باحثاً عن الحب ، سائلاً عن الشرف ، متفقداً الأمانة ، مناشداً الإخلاص ، متوسلاً بالمودة ، جالس الرحمة ، وتحاور مع الإنسانية ، مختبراً الصدق ، ومساجلاً الوفاء.
كان كلما أحس بالتعب استضافته أرائك المراهقين، الحالمين، ليرتاح.. وليضمد جراح قلبه الدامي من هول ما اكتشفه في تلك البيوتات النتنة ، وليلملم شتات عقله الذي بعثرته مواقف وأفعال أصحاب تلك البيوت.
كان يبحث عن الحب، فوجد الأوهام قد أصبحت عنوان له.
صاح في الطرقات منادياً عن الشرف والأمانة، فسمع صدى الغدر والرذيلة.
سأل عن أبواب الإخلاص والمودة ، فدلوه على بيوتات الخسة والهوان.
انه كان يحلم .... يحلم بمدينة الضمير ، حيث سكانها الرفعة والقيم وحاكمها التقوى.
لكنه رجع إلى واقعه وقلبه معصور الماً وهو يصرخ .... أيها الناس .. كل ما تشاهدوه وتسمعوا عنه من قيم، وما يترائى به الآخرون في مساجلاتهم وخطبهم ... ما هي إلا سحابة مطر ... حيث فعلها يزول بشروق شمس الحقيقة ... هذه القصة هي خلاصة رحلة الفارس مجيد الكفائي في بيوت النفس الإنسانية حيث وجد في كل بيت سحابة مطر.
بل المجتمع أصبح لا يستطيع العيش دون تلك السحابة ، حيث تتجسد تارة كسحابة خير وتارة أخرى كسحابة شيطانية.
استطاع القاص ان يدخل بنا إلى عالم النفس البشرية ليكشف لنا زيفها ودناءتها وتدني القيم لديها، رغم ما بها من تناقضات خير وشر، ورغم معرفته السابقة بخفايا النفس التي تحمل على سجيتها هذه التناقضات إلا انها تكون بأبشع صورها حين تكشر عن انيابها .
هذه العوالم التي سنعيشها مع شخوص لم نسمع بهم في واقعنا .. إلا ان البيوت في الحقيقة تخفي مثل هؤلاء الشخوص. نراهم ونضحك معهم ونسامرهم ونواددهم ونجالسهم ونحن لا نعلم انهم شخوص قصص سحابة مطر



#عباس_الخضري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية
- فنان مصري مشهور ينفعل على شخص في عزاء شيرين سيف النصر
- أفلام فلسطينية ومصرية ولبنانية تنافس في -نصف شهر المخرجين- ب ...
- -يونيسكو-ضيفة شرف المعرض  الدولي للنشر والكتاب بالرباط


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس الخضري - سحابة مطر