أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ليلى موسى - نساء ذقن طعم الحرية، فهزمن الإرهاب ولن يهزمن














المزيد.....

نساء ذقن طعم الحرية، فهزمن الإرهاب ولن يهزمن


ليلى موسى

الحوار المتمدن-العدد: 7228 - 2022 / 4 / 24 - 15:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


طالما تحولت مدينة كوباني إلى أيقونة للإنسانية والعالم بانتصارها على الإرهاب والتطرف، انتصاراً غيَّر مجرى التاريخ، كتب حروفه بدماء الأحرار وصوب مسار حركة التاريخ. مساراً شكَّل بداية نهاية انهيار دولة الظلام والاستعباد وثقافة الكراهية والعداء، معلناً لبداية جديدة يسود فيها السلام والاستقرار وأخوة الشعوب والعيش المشترك.
انتصاراً غير من خارطة التحالفات، فمنها شكلت بداية تحالف دولي حقيقي في محاربة الإرهاب، انتصاراً شكل اللبنة الأولى للحفاظ على مبادئ الثورة السورية التي اتخذت من السلمية شعاراً ومن الدفاع مبدأً للحماية، وسوريا تنعم بالحرية والمواطنة الحقيقية والعدالة الاجتماعية، سوريا التي لا يفرق بين أبناء جلدتها لا قومية ولا دين أو مذهب أو طائفة، سوريا تجمعهم الوطنية فقط لا سواها.
كوباني كانت معركة ليست للسوريين فقط إنما لإخوتهم في الإنسانية جمعاء، كوباني التي روت ترابها واختلطت فيها دماء الكردي بالعربي والسرياني والشركسي والتركماني، وإخوتهم في الإنسانية ومن كافة أصقاع العالم من دعاة الإنسانية والسلام وثقافة المحبة والإخاء.
مدينة كمدينة كوباني التي كانت منسية على الخارطة ولم يسمع بها أحد، لكنها اليوم تحولت إلى أيقونة التحرر والحرية عالمياً، وتصدر اسمها جميع المواقع العالمية والإقليمية والمحلية. لم يكن أن تحصل طفرة التحول هذه من النسيان إلى العالمية لولا وجود قوة حقيقية كامنة استطاعت تغيير موازين القوى رأساً على عقب، إنها الإرادة الحرة لأبناء وبنات كوباني التي رفضت الانصياع والخنوع لإرادة الشر والظلام وتدنيس ترابها برجس الإرهاب والبغضاء والعداء وإبادة الآخر المختلف.
انتصاراً لم يكن من السهل تحقيقه لولا قيادة المرأة الحرة الواعية المسؤولة لتلك المقاومة الشرسة في مقارعة قوى التكفير والشر. المرأة باستعادتها لدورها الطبيعي في قيادة المجتمع بعد أن سلب منها لعقود من الزمن، بعد رحلة طويلة من البحث والاكتشاف والتي تكللت بإدراكها لذاتها ومجتمعها. وقيادة بهوية أنثوية نابعة من ذاتها وإرادتها الحرة المسؤولة، فخاضت نضالاتها بحماس منقطع النظير لا تعرف الهزيمة والملل، وإيماناً بقضيتها العادلة هزمت داعش. من منا لا يذكر الشهيدة أرين ميركان وعمليتها الفدائية والكثير من رفيقات دربها. فمعارك كوباني انتصرت بقيادة وريادة المرأة الحرة الواعية المسؤولة، تلك الروح والثقافة خلقت الآلاف وما زالت من النساء المناضلات في كافة ميادين الحياة.
نصراً خلدته بطلات كوباني فتحولن إلى هوية جامعة لجميع الشعوب التواقة إلى الحرية والتحرير، وأطلقت اسماؤهن على العديد من الساحات العامة والحدائق والأطفال في العديد من الدول، وأقيمت لهن معارض وأفلام وأُلِّفَت عنهن روايات وقصص تجسد دورهن البطولي في حماية الإنسانية واستتباب الأمن والسلم الدوليين. نساء تحولن إلى أيقونة لجميع النساء المناضلات في سبيل حريتهن في أرجاء العالم. بنضالهن حولن كوباني إلى قبلة استقطاب للباحثين والكتّاب والساسة والفنانين لدراسة تلك التجربة الفريدة في مقارعة الظلم والإرهاب، قبلة للأحرار والشرفاء، ولكن بالمقابل زاد من بغض وعداء وكراهية وشراسة أعداء الإنسانية والسلم والأمان عليهن.
نساء كشفن المخططات العدائية الاحتلالية التوسعية لقوى الشر والظلام، وقفن حجر عثرة أمام مخططاتهم وأجنداتهم المناهضة لطموحات شعوب المنطقة، قوى تستمد أمنها الوجودي والبقاء في السلطة عبر استعباد المرأة واضطهادها.
تلك القوى الرافضة للآخر المختلف والحياة التشاركية، كانت ترى هذه المبادئ بمثابة نهاية لوجودها. لذا، زادت من هجماتها على نموذج المرأة الحرة المسؤولة الواعية. فنجد ومنذ هزيمة ما تسمى دولة الخلافة داعش ميدانياً وعسكرياً -أدوات حكومة العدالة والتنمية- وفشلها في تحقيق أجنداتها الاحتلالية التوسعية في المنطقة والمناهضة لشعوبها.. تدخل حزب العدالة والتنمية هذه المرة بشكل مباشر لاستهداف المرأة لأنه يعلم يقيناً أنه بالقضاء على هذا النموذج من النساء سيكون من السهل تمرير مشاريعه الاحتلالية التوسعية في المنطقة. لذا نجد في كل مرة يقوم باستهداف نساء قياديات في كوباني، بالأمس كانت زهرة بركل ورفيقاتها واليوم روناهي كوباني ورفيقات دربها "ديلارا كوباني، وكوباني" عبر عمليات جبانة باستخدام طائرات من دون طيار.
نساء اتخذن من كوباني أيقونة العالمية في الحرية والتحرر اسماً أو نسباً لهن سيخلد أسماءهن في التاريخ وسيحمل العشرات من بعدهن أسماءهن وسلاحهن وقضيتهن مثلما سلكت روناهي درب أرين وغيرها من المناضلات، وهناك من سيكملن مسيرة روناهي ورفيقاتها.
جميع محاولات الفاشية التركية من أجل الثأر لداعش عبر استهداف المرأة والزج بالمئات من الشعب الكردي والتركي الذين ناصروا مقاومة كوباني في السجون تحت حجج وذرائع واهية، لن يزيد المرأة الحرة الواعية سوى المزيد من الإصرار والعزيمة والتمسك بقضيتها وقضية شعبها وإعلاء مستوى المقاومة.
كوباني أيقونة العالم في الحرية والتحرر، كوباني الإنسانية، كوباني صمام الأمان في حماية السلم والأمن الدوليين في ظل الفوضى الخلاقة المستشرية، تتعرض اليوم مرة أخرى للإبادة والإرهاب من قبل حكومة العدالة والتنمية وأدواتها في المنطقة. باستهداف كوباني سيكون هناك قبلة حياة متجددة وانتعاش لداعش.
لذا مثلما بدعمكم ووقفتكم إلى جانب كوباني حققت النصر المظفر على الإرهاب في السابق، اليوم يتطلب من العالم وإخوة كوباني في الإنسانية مرة أخرى كسر حاجز الصمت وإعلان التضامن معها ورفض الاعتداءات التركية المنافية لجميع المواثيق والأعراف الدولية والإنسانية، وضربها عرض الحائط بالاتفاق الروسي التركي والتركي الأمريكي لعام 2019 الذي أبرم على خلفية غزوها واحتلالها لسري كانيه "رأس العين" وكري سبي "تل أبيض" بحق كوباني والشمال السوري عموماً، والوقوف معاً في وجه آلة الإرهاب والاحتلال وحماية الاستقرار والأمن والسلم الدوليين.



#ليلى_موسى (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العدالة والتنمية.. وخفايا عمليات التطبيع
- الأزمة الأوكرانية وإعادة تعويم الإسلامويين
- الإرهاب ومعمعان الفوضى الخلاقة
- الحرب الأوكرانية: وسيناريوهات مستقبل المنطقة
- المرأة: ولادة التنظيم من رحم الفوضى الخلاقة
- الأزمة الأوكرانية وتغيير موازين القوى في سوريا
- الإرهاب ينتعش من الشمال المحرر تركياً
- كوباني انتصار الإنسانية على الإرهاب
- دلالات هجوم داعش في الحسكة
- تركيا؛ ومغزى التواقيت
- الفكر الحر لا يغتصب.. لذا عفرين حرة
- الحل لأجل اللا حل
- التطورات الكازاخستانية بداية نهاية الأزمة السورية
- الإسلاموية في منظومة استراتيجيات المواجهة
- من المستفيد من استمرارية الأزمة السورية؟
- إعادة العلاقات بين الشعوب ضرورة تاريخية
- فرص وحظوظ عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية
- قتلة المرأة برعاية طاغية العصر..
- الهوية والإنسانية تباد في عفرين ؟!.
- هزيمة داعش تهديد للأمن الوجودي الأردوغاني


المزيد.....




- قتلى وجرحى جراء غارات إسرائيلية على سجن إوين في محافظة طهران ...
- مكتب نتنياهو يعلن قصف موقع رادار بإيران بعد سريان وقف إطلاق ...
- ماذا دار بين أمير قطر ورئيس إيران بأول اتصال بعد الهجوم الصا ...
- ماذا حدث بين إسرائيل وإيران بعد دخول وقف إطلاق النار حيز الت ...
- كيف طورت إيران برنامجها النووي؟
- تفوّق جوي مقابل تكتيك صاروخي: حرب إيران وإسرائيل تكتب معادلت ...
- تعطّل القطارات يثير شبهات التخريب قبيل قمة الناتو في هولندا ...
- إيران تؤكد احترام وقف إطلاق النار إذا قامت إسرائيل بالمثل
- ترامب ينتقد إسرائيل بسبب هجماتها على إيران بعد وقف إطلاق الن ...
- امتعاض في إسرائيل بعد انتقادات ترامب


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ليلى موسى - نساء ذقن طعم الحرية، فهزمن الإرهاب ولن يهزمن