لا بديل عن التغيير الديمقراطي في سورية

وليد إيبش

الحوار المتمدن-العدد: 1671 - 2006 / 9 / 12 - 09:55
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    

من أجل الإصلاح السياسي العام في البلاد وفي إطار الإصرار على ضرورة معالجة مختلف الصعوبات ، ومن منطلق وجوب فتح ملف الأوضاع الداخلية، والملف الكردي على نحو الخصوص حيث تعرض للتهميش ، يبدو الحديث عن ملامح التغيير الديمقراطي و علاقة مستقبل الديمقراطية في سورية ب احترام الحقوق الكردية فيها و معالجة الخطاب السياسي الكردي من زاوية تبعد عن الأذهان بشكل صارم كل ما يشير إلى تقسيم الوطن و تهديد الوجود السوري الحديث أمرا على غاية من الأهمية
الآن و بعد إعلان دمشق و بعدما جرى تعيين خطاب سياسي يتأسس على المشترك العريض بين جميع أطياف المعارضة السورية و بالتنسيق بين مختلف الفعاليات الديمقراطية السورية تخلقت مناخات معارضة جديدة تبشر بإمكانية
خلق فضاء ديمقراطي سوري تنتفي تحت سقفه كافة أشكال الظلم والتمييز والتفرقة على أي أساس كان
و إذ تبذل المعارضة السورية منذ سنوات عديدة جهودا لابأس بها في مجال المشاركة والخروج من العزلة وفتح صفحة جديدة مع مختلف الفعاليات التي بدأت بممارسة الفعل السياسي السلمي والتي اختارت المدخل الديمقراطي كأسلوب صحيح وأساس ممكن وعنوان حضاري ويخدم قضية التغيير المطلوبة في الساحة السورية يأبى نظام الحكم الديكتاتوري في وطننا سورية الاستجابة لتطلعات الشعب في احترام إرادتهم و النهوض بواقعهم السياسي و الاقتصادي لتتحقق معادلة الخبز و الحرية في وطن عصري حديث

إن الحراك السياسي و المجتمعي السوري الذي كان مقدرا له البدء بعد أن استطاعت مقدماته من كسر السكون و تحدي الصمت السياسي و الحقوقي إيذانا ببداية حقبة سياسية مجتمعية سورية جديدة تحمل آفاق فكرية وأساليب عمل جديدة وواعدة تحرك الراكد و تبدد القمع لا زال يواجه بالمزيد من الإعاقة و الترويع خصوصا في الآونة الأخيرة التي استأنفت الاعتقالات فيه على خلفية إعلان دمشق بيروت و اعتقال نخبة الحراك السوري الجديد و على رأسهم الرفيق فاتح جاموس القيادي البارز في حزب العمل الشيوعي .

وفي هذا الدرب ورغم كل الصعاب والعراقيل التي وضعتها وتضعها السلطة الشوفينية الديكتاتورية أمام أي حراك ديمقراطي تشترك فيه كل المكونات المجتمع السوري المتعدد ستبقى المعارضة ترفع شعار التغيير الديمقراطي تأسيسا على حاجة المجتمع السوري و استجابة لمتطلبات الكرد في احترام حقوقهم ، ساعية بدأب إلى دعم و تعميق شروط التغيير بمختلف الوسائل السلمية المشروعة واضعة نصب أعينها أن الوطن السوري للجميع يعمل من أجله الجميع دون كلل أو توقف أو هدنة ، فالقمع إلى رحيل و الحرية إلى بزوغ و الاستبداد إلى هزيمة
على النظام أن يفهم أن شعبا حيا قدم آلاف الشهداء و آلاف المعتقلين و آلاف المنفيين طوال عقود و ما زال مستمرا في مقومة القمع و مناهضته ، لا يمكن أن يركع و أن التغيير الديمقراطي قادم مع التحقيق الدولي أو بدونه ، فالحاجة إليه قائمة أبدا قبل و بعد التحقيق و الشعب السوري حي و مقاوم قبل و بعد التحقيق ، على النظام أن يعي دروس التاريخ و أن يدرك لحقيقة أن الشعوب خالدة و أن الاستبداد محكوم بالهزيمة .

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات