أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهدي أنور - يشتد الهجوم وتشتد معه المقاومة، طلبة تازة يبيتون في العراء دفاعا عن مطالبهم المشروعة..














المزيد.....

يشتد الهجوم وتشتد معه المقاومة، طلبة تازة يبيتون في العراء دفاعا عن مطالبهم المشروعة..


مهدي أنور

الحوار المتمدن-العدد: 7219 - 2022 / 4 / 15 - 18:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يستمر هجوم النظام القائم بالمغرب على كافة القطاعات الحيوية ومعها على عموم أبناء الشعب من الكداح والمسحوقين، ضاربا عرض الحائط كل الشعارات الرنانة التي أطرب بها مسامعنا على مر عقود، متبجحا ببرامج من أجل إصلاح التعليم، الذي كشفت السنوات الأخيرة أن ما هي إلا برامج "للتصفية والتخريب"..

واستمر مسلسل التصفية هذا بإصدار مجموعة من البرامج التي تفتقد للعلمية والرغبة الحقيقية في الإصلاح، فما نجحت إلا في تكريس مزيد من التخريب واضعة المغرب على قاع لائحة التصنيف العالمي لجودة التعليم، ولم يكتف النظام عند هذا الحد، بل شدد من هجمته على قطاع التعليم –موضوع حديثنا- ليأتي ببدعة "التعليم بالتعاقد" تنفيذا وخنوعا لإملاءات أسياده الإمبرياليين..

إن كافة المخططات التي ينزلها النظام القائم قسرا على كاهل الجماهير المسحوقة، ما هي إلا انعكاس لفقدانه السيادة التي تنازل عنها في مراحل تاريخية سابقة عن طريق معاهدات خيانية وصفقات أجهض بها حلم الشعب التواق إلى غذ أفضل، ولعل أخطر هذه المعاهدات الصفقة الاستقلالية "إيكس ليبان" المشؤومة..

وفي غير انفصال عن الموضوع، استغل النظام القائم الجائحة أفضل استغلال، فانتقل إلى السرعة القصوى في تنزيل مخططاته الطبقية في كافة الميادين، ولعل حصة الأسد كانت من نصيب قطاع التعليم، الذي لا يعتبره جهاز الدولة إلا قطاعا غير منتج يسبب ثقبا في الميزانية، بالتالي توجب خصخصته عن طريق بيع المدرسة العمومية وفرض نظام العقدة، وكذا فرض رسوم للتسجيل بالجامعات ذات الاستقطاب المفتوح، مع الإغلاق الممنهج للماسترات وتعويضها بديبلومات مدفوعة الأجر، والإغلاق المستمر للأحياء والمطاعم الجامعية والتماطل في تشييدها أو الإسراع من وثيرة بنائها..

في المقابل تستمر مختلف شرائح الشعب –كل من موقع تضرره- عمال وفلاحين وطلبة، بل وأطياف من البورجوازية الصغرى "أساتذة وأطباء"، كلها شرائح أعلنت التمرد في وجه هذه المخططات التصفوية عبر احتجاجات متتالية، وكعادته، واجهها النظام بكل ما أوتي من قوية تماشيا وطبيعته القمعية والاستبدادية..

وفي ارتباط بحقل التعليم العالي، الذي نال حصته هو الآخر من الهجومات، لا زال الطلبة يعانون الويلات في غياب شروط التحصيل العلمي من داخل الجامعات المغربية، فلا هم يتوفرون على أحياء جامعية تأويهم وتحميهم من سماسرة الكراء في ظل ارتفاع سومة الأخير، ولا على مطاعم تملئ بطونهم في ظل الارتفاع المهول لأسعار المواد الغذائية، أخذا بعين الاعتبار هزالة قيمة المنح الجامعية البخسة التي لا تستطيع تغطية من تم ذكره من إحتياجات وأخرى غيرها..

وضدا على كل هذه الأوضاع، أبت الجماهير الطلابية الخضوع، ففجرت معارك بطولية منقطعة النظير، مساهمة من موقعها المتميز داخل الحركة الجماهيرية في الدفع بعجلة الصراع إلى الأمام ومعها بالتناقضات لتصل إلى أبعد نقطة ممكنة لها، ولعل هذا ما يجسده طلبة وطالبات "الكلية متعددة التخصصات بتازة" الذين ومنذ سنوات، يخوضون معارك بطولية دفاعا عن مطالبهم العادلة والمشروعة، وتحصينا لمكتسباتهم التاريخية..

والجدير بالذكر أن طلبة الكلية متعددة التخصصات بتازة، لا يتوفرون لا على حي ولا على مطعم جامعي، ولا على ماسترات في ظل الإغلاق المستمر للكثير منها، بل ولا يتوفرون أيضا على أساتذة متخصصين، وغيرها الكثير من شروط التحصيل العلمي المفتقدة التي تعتبر من البديهيات التي لا تناقش، كلها أسباب وغيرها، دفعت بالجماهير الطلابية بموقع تازة بمعية مناضليها المتسلحين بالفهم الصحيح ومسترشدين بالتحليل العلمي المادي..

وقد أفضى النقاش التفاعلي الذي خاضه الطلاب، من أجل مجموعة من الإكراهات التي ذكرناها أعلاه، أفضى بشكل جماهيري وديمقراطي إلى خلاصة تتعلق بتجسيد مبيت ليلي من داخل أسوار الكلية بالتزامن مع شهر رمضان وظروف مناخية جد قاسية، إلا أن الطلبة والطالبات أصروا على تجسيد خلاصتهم "المقدسة" وانطلق مبيتهم الليلي في ظل أجواء نضالية جد راقية، فارضين بذلك فتح أبواب الكلية ليلا في وجه الطلاب من أجل المطالعة والتحضير..

وحتى إلى حدود كتابتنا لهذه الأسطر، لا يزال الطلبة والطلبات مجسدين خطوة المبيت الليلي لليوم الخامس تواليا رافعين شعار المقاومة والصمود حتى تحقيق المطالب، في الوقت الذي لا تزال فيه إدارة الكلية متعنتة في تحقيق المطالب الطلابية وفي الإنصات لصوت الجماهير التي حتما ستسمع صوتها بطريقتها ضدا في كل الرجعيين..






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- شاهد.. كيف تبدو تايوان لحظة ورود تنبيه رئاسي تدريبي عن غزو ص ...
- مصر.. بيان لمرشح رئاسي سابق بعد ضجة قوله إن -اسم حزب الوفد ذ ...
- ما الذي يدور في ذهن طفلك عند بلوغه سن السادسة، وكيف يتغير دم ...
- للمرة الأولى: نتفليكس تستخدم الذكاء الاصطناعي التوليدي في مس ...
- نائبة وزير الخارجية الإسرائيلي: التطبيع مع السعودية ممكن من ...
- إردوغان يصف إسرائيل بـ-دولة إرهابية بلا قانون ولا انضباط ولا ...
- السويداء في زمن النار والثأر.. تجدد الاشتباكات الدامية والعش ...
- الولايات المتحدة تدرس إعادة النظر في العلاجات الهرمونية لانق ...
- مخيم اليرموك: ماذا بعد الأسد؟
- مجلس النواب الأمريكي يوافق على خطة ترامب لخفض تمويل المساعدا ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهدي أنور - يشتد الهجوم وتشتد معه المقاومة، طلبة تازة يبيتون في العراء دفاعا عن مطالبهم المشروعة..