أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - ظافر اكرم قدوري - بهرز الطيبة ........ وزمان قد انقضى.














المزيد.....

بهرز الطيبة ........ وزمان قد انقضى.


ظافر اكرم قدوري

الحوار المتمدن-العدد: 7217 - 2022 / 4 / 13 - 21:07
المحور: سيرة ذاتية
    


بهرز الطيبة ..... وزمان قد انقضى
( المقال كتب عام 2018 ابان فيضان نهر ديالى )
على غرار ما كتب الدكتور رشيد الخيون بعد الاحداث الدموية التي شهدتها مدينة بهرز عام 2014 ونشر الموضوع في جريدة الاتحاد الامارتية بعنوان ( بهرز الطيبة .... انتصار الدم على البرتقال ) روي فيه ذكرياته عن بهرز ورغم بعد المسافة ( حيث مولد الخيون هو الناصرية هور الجبايش ) فقد زار بهرز مرات عدة وبقى اياما فيها يوم كانت اللقاءات تعززها الانتماءات الى القوى الوطنية اليسارية . وانا اليوم اجول بذاكرتي متنقلا على ضفاف نهر ديالى الذي ارتفعت فيه المناسيب بشكل كبير بفعل غزارة الامطار والتي دفعت القائمين على الامر اطلاق كميات كبيرة من المياه لتذهب سدى بسبب قلة السدود وتقادم الزمن عليها . اخذتني الافكار بعيدا الى اكثر من ربع قرن يومها كنت لم ازل في عنفوان الشباب حيث اكملت دراستي الجامعية وكأي شاب من شباب ذلك الزمن التحقت للعمل مع والدي( الذي توفي رحمه الله عام 2015) الذي كان يمتلك علوة للفواكه في بهرز ومن لا يعرف ابا ظافر وطيبته وحبه ومساعدته للناس . كان الحصار الذي فرض على العراق ابان سنين التسعينات قد داس على كل شي ولم يبق مفصل من مفاصل الحياة الا واوجعته اساليب ذاك الحصار وبفعل العوز والجوع نشات انماط جديدة من العلاقات الاجتماعية حولت الكثيرين الى اشكال جديدة غير تلك التي حملوها بداخلهم وتحول الكثير الى فاقدي الامل بكل الوان الحياة واشكالها وكنت في وقتها اجوب مدن العراق من شماله الى جنوبه بفعل ما يفرضه عملي حاملا ما تجود به بساتين بهرز واطرافها من فواكه كان طعمها ولا يزال نادرا بين اقرانها من دول الجوار وغيرها وكان مكان عملي ملتقى لاصدقاء ابي رحمه الله وبفعل عمله في سلك التعليم ( معلم متقاعد ) كان جل اصدقائه من المثقفين الذين نهلت منهم الكثير وتعلمت صناعة الافكار . انقضى الزمان سريعا والتحقت بعدها بدراسة الماجستير بتشجيع من والدي رحمه الله ووالدتي وزوجتي وكل المحيطين بي وبعدها باقل من سنة دخل العراق مرحلة جديدة في تاريخه ( عام 2003) تبدلت بعدها الاحوال وتغيرت النفوس واستبدلت انماط المعيشة باخرى وهجرت الزراعة وبفعل الارهاب الاعمى الذي ضرب البلاد طولا وعرضا ابتعدت (وليس اذل من ترك الدار اجبارا) عن مدينتي التي عشت ايام حياتي فيها تركت ذكرياتي مضطرا وهجرت الاصدقاء الا من الذكرى والتواصل معهم عبر وسائل التواصل وكان همي ان اعود لتلك الارض فهي ارض الاباء والاجداد . ولم يدم طويلا ذلك الحال فقد تحررت بهرز بفعل سواعد اهلها والقوات الامنية وعادت من جديد تنفض عنها ما اراده الاشرار ثوبا ليس منها ولا من اهلها في شي . وانا اليوم اقف على اعتاب خمس عقود من الزمن عمرا التهمته السياسات الحمقاء والمغامرات التي لا طائل منها حروبا ونزاعات احرقت كل الاشياء كما تحرق الناس يابس الحطب واخضره وكما احرقت سنين عمري بعقول تابى ان نحيا كما تحيا امم الله في هذه المعمورة . عمرا انقضى بين الخوف والترقب وبين ان تبقى على هذه الارض او ان تهجرها الى غير رجعة وجعا يبقى معك حتى تنزع الروح الى بارئها . وانا اتنقل بين ضفاف نهر ديالى ملتقيا باصدقاء العمر ممن لا يزال يحفظ عهد الارض في زمن نقض العهود ونسيان الذكريات والوفاء لما تركه الاباء والاجداد ارثا كتبه السابقون بعرق الجبين والتضحيات وانين الليالي . نتذاكر زمانا قد انقضى وما انقضت طيبة اهل هذه الارض كشفتها مواقف العسرة والشدة انقضى الزمان سريعا وفصول الحياة تمضي الا من الذكرى ولا يزال في النفس بقايا امل بقادم افضل فلا ياس يدوم مع الحياة.



#ظافر_اكرم_قدوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجهم بن صفوان……. طروس في زوايا قباء مظلم
- عبد الملك بن مروان افتراق الدين عن السلطة
- زمن الحجاج تأبيد السلطة وصناعة الرعب دراسة في تاريخ السجون
- زمن الحجاج تأبيد السلطة وصناعة الرعب
- عمرو المقصوص اوراق في زوايا تاريخٍ محرمٍ


المزيد.....




- -نحن جميعًا ملوك-.. ماذا لو أصبحت المباني السكنية على شكل ال ...
- وزراء أوروبيون يطالبون بتنفيذ أمر محكمة العدل الدولية بوقف ع ...
- الإعلام العبري: الجنود المصريون أطلقوا النار على جنود إسرائي ...
- ولاية كنتاكي تحذر من طقس أكثر قسوة بعد العواصف التي قتلت 14 ...
- شاهد: عشرة قتلى و39 جريحاً في حادث تصادم مروّع جنوب تركيا
- -كادت تصطدم بأحد المباني-.. رحلة نجاة مثيرة لطائرة هبطت اضطر ...
- رحلة مثيرة إلى حضارات عريقة.. موقع شالة الأثري المغربي يفتح ...
- السجن لضابط بالجيش الألماني بتهمة التجسس لصالح روسيا
- وزيرة الخارجية الألمانية: حكم المحكمة الدولية بشأن غزة ملزم ...
- الوحدة الشعبية ينعى الرفيق المؤسس المناضل أكرم الصادق “أبو ا ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - ظافر اكرم قدوري - بهرز الطيبة ........ وزمان قد انقضى.