أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ظافر اكرم قدوري - عبد الملك بن مروان افتراق الدين عن السلطة














المزيد.....

عبد الملك بن مروان افتراق الدين عن السلطة


ظافر اكرم قدوري

الحوار المتمدن-العدد: 5945 - 2018 / 7 / 27 - 11:53
المحور: المجتمع المدني
    


( والله ان هذه خلافتكم لا تساوي شسع نعلي الا ان اقيم حقا او ادفع باطلا ) الامام علي بن ابي طالب (ع)
ابو الوليد عبد الملك بن مروان بن الحكم بن ابي العاص بن امية القرشي (26_86)هجرية خامس الخلفاء الامويين ويعتبره البعض ثاني المؤسسين للدولة الاموية , وسيرته انقسمت الى شطرين فقد عرف عنه قبل توليه الخلافة حبه للعلم وتبحره في علوم الفقه والدين وكان ممن عاصره الرجل الزاهد والفقيه المعروف سعيد بن المسيب ومن لا يعرف ابن المسيب وهو الذي لقب ب(عالم اهل المدينة ) وب(سيد التابعين )والقصص حوله وحول زهده طويلة نقلتها لنا كتب الاخبار وهي بمجملها تحدثنا عن رجل عرف الدنيا واثر الابتعاد عن زينتها وكل ما يدعو للقرب من السلطة والسلطان فحاز على محبة واحترام الكثيرين .
علاقة عبد الملك بسعيد كانت قبل تولي عبد الملك للخلافة ايام كان الزهد طريق الرجلين ولم تكن السلطة قد عرفت بعد طريقها الى عبد الملك , فالسلطة اقسى اختبار لأخلاق الانسان انها تبين معدنه وتظهر الامور بشكلها الحقيقي .
مما يبدو ان صورة عبدالملك قبل الخلافة كانت كما وصفتها الروايات (لقد رأيت المدينة ما فيها شاب اشد تشميرا ولا افقه ولا اقرأ لكتاب الله من عبد الملك بن مروان) وعده الاعمش احد فقهاء المدينة الاربع , توحي صورة الرجل بحسب الروايات التي بين ايدينا بتمسكه الشديد ومواضبته على التدين وميله للعلم والتفقه دون ان يكون له في الدنيا وملذاتها من نصيب , اما علاقته بالسلطة فقد كانت لوجوده في دمشق قرب والده الخليفة مروان بن الحكم وبقي مساعدا له في ادارة بعض شؤون السلطة , وكانت روايات التدين والزهد هي الاكثر سطوعا في صورتها تذكر عبد الملك وميله الى الاخرة دون الدنيا وهو ابن عائلة عرفت بثرائها قبل حتى ان يكون للإسلام فتوحات وصلت مشارق الارض ومغاربها ايام كانت مكة تعرف بزعاماتها. تبدأ قصة عبد الملك مع السلطة عند وفاة والده الخليفة مروان حيث الت الخلافة اليه وكانت صورة سماعه بوصول الخلافة اليه صورة انفراق الزاهد عن صورة رجل السلطة الاول وهي ذات الصورة التي تحكي عن افتراق الدين عن السلطة ليستخدم رجال السلطة الدين للأغراض التي تبقيهم في اماكنهم وهي تعطي لصاحبها الحق في اقتراف كافة الاعمال بالمبرر الشرعي الزائف دون رادع من ضمير .
وصلت اخبار تولية عبد الملك للخلافة وفي حجره مصحف وهي اشارة الى اعتكاف الرجل على قراءة القران (فأطبقه وقال : هذا فراق بيني وبينك) وانزله من حجره وقال ( هذا اخر العهد منك) . وهنا تبدأ الصورة الحقيقية بالظهور تحكي لنا قصة الفراق والافتراق بين رجل الزهد الباحث عن حرمة الدماء والاموال والمتبحر في امور الفقه لتروي لنا بعد ذلك كتب التاريخ صورة الرجل بعد السلطة (وكان عبد الملك له اقدام على سفك الدماء) ابن الاثير ,الكامل في التاريخ,ج5/ ص 381 وحتى تكتمل صورة السلطة وتختفي صورة الزاهد الى الابد في كل معانيها فان عبد الملك كان قد صنع له مجلس توسع فيه وبنيت له فيه قبة فدخله , وقال لقد كان ابن حنتمه الاحوازي_ يعني عمر ابن الخطاب (رض) _ يرى ان هذا عليه حرام , وهنا نهاية الزهد الذي دفع بعبد الله بن عمر بن الخطاب الى ان يخاطب عبد الملك برسالة يقول له فيها " اما بعد فانك راع وكل راع مسؤول عن رعيته الله لا اله الا هو ليجمعنكم الى يوم القيامة لا ريب ومن اصدق من الله حديثا ؟ لا احد والسلام" هذه الكلمات توحي ما في النفوس من الم بعد مشاهدة الزاهد قبل الخلافة يقدم على سفك الدماء كما تذكر الروايات بعد تقلدها .
هي ذات الصورة التي وصمت تاريخنا الطويل بعشرات الطغاة ان لم يكن المئات منهم يستحلون الدماء والاموال طريقهم في ذلك استغلال المقدس ومساحاته الممنوع الاقتراب منها , صورة عبد الملك الذي كان يجد في معرفة الحلال ويتقصاه ليست هي صورة الخليفة فيما بعد وكيف نقارن بين ذلك وهو الذي بحسب احدى الروايات سقط منه فلس (عملة نقدية صغيرة) في بئر قذرة فاكترى عليه بثلاثة عشر دينارا , حتى اخرجه منها فقيل له في ذلك " فقال انه كان عليه اسم الله عزوجل " افترق شخص الزاهد عن الخليفة ممسكا بزمام دولة دانت لها امبراطوريات ذلك الزمان وكانت القسوة وسلطة الرعب تنم عن فراق بين الدين وقيمه السامية وصورة الملك الذي لا يتوانى عن فعل كل شي للحفاظ على كرسي العرش اكتملت هذه الصورة اخيرا بعد مقتل ابن الزبير سنة خمس وسبعين للهجرة واتضحت سياسة عبد الملك في الخطبة التي القاها بهذه المناسبة قائلا وهو الخطيب المفوه الذي اتقن صنعة الخطابة ايام كان الملك لم يعرف له طريقا ( الا واني لا اداوي ادواء هذه الامة الا بالسيف حتى تستقيم قناتكم .... فلن تزدادوا الا عقوبة حتى يحكم السيف بيننا وبينكم ..... والله لا يأمرني احد بتقوى الله بعد مقامي هذا الا ضربت عنقه ) .
رغم انهما عاشا في زمن واحد هو سعيد ابن المسيب الا ان الرجلين اختارا لهما طريقا مختلفا , رغم ما كانا عليه اول الامر , ترى هل كان سعيد سيهجر الزهد لو ان الخلافة عرفت طريقها اليه , رغم اننا لا نستطيع الجزم لكن الارجح هو ان ابن المسيب لم يقترب من السلطان رغم محاولة الاخير الاقتراب منه .



#ظافر_اكرم_قدوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زمن الحجاج تأبيد السلطة وصناعة الرعب دراسة في تاريخ السجون
- زمن الحجاج تأبيد السلطة وصناعة الرعب
- عمرو المقصوص اوراق في زوايا تاريخٍ محرمٍ


المزيد.....




- أستراليا.. اعتقال سبعة مراهقين يعتنقون -أيديولوجية متطرفة-
- الكرملين يدعو لاعتماد المعلومات الرسمية بشأن اعتقال تيمور إي ...
- ألمانيا تعاود العمل مع -الأونروا- في غزة
- المبادرة المصرية تدين اعتقال لبنى درويش وأخريات في استمرار ل ...
- مفوض أوروبي يطالب باستئناف دعم الأونروا وواشنطن تجدد شروطها ...
- أبو الغيط يُرحب بنتائج التحقيق الأممي المستقل حول الأونروا
- الاتحاد الأوروبي يدعو المانحين لاستئناف تمويل الأونروا بعد إ ...
- مفوض حقوق الإنسان يشعر -بالذعر- من تقارير المقابر الجماعية ف ...
- مسؤول أميركي يحذر: خطر المجاعة مرتفع للغاية في غزة
- اعتقال أكثر من 100 متظاهر خارج منزل تشاك شومر في مدينة نيويو ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ظافر اكرم قدوري - عبد الملك بن مروان افتراق الدين عن السلطة