أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مدحت البازي - قي يوم السعانين المسيح يقود أول تضاهرة سلمية في التاريخ














المزيد.....

قي يوم السعانين المسيح يقود أول تضاهرة سلمية في التاريخ


مدحت البازي

الحوار المتمدن-العدد: 7215 - 2022 / 4 / 11 - 09:21
المحور: حقوق الانسان
    


قي يوم السعانين
المسيح يقود أول تضاهرة سلمية في التاريخ

قبل أكثر من ألفي عام أبتدأت الثورة السلمية الأولى في التاريخ الموثّق حين انتفض شاب في العقد الثالث من عمره ، فأتى بمبادىء أنسانية أحتوت كل قوانين الأرض التي تعنى بالمحبة والسلام وحقوق الأنسان ، ونشر تلك المباديء بلغة بسيطة متواضعة لتصل بهدوء إلى جميع شرائح مجتمعه في أورشليم ( القدس) ، فكانت كلماته تدخل قلوب الناس فتثيرهم ضد كل قانون أو عمل لايدخل في خانة التعامل السلمي وأحترام حقوق الأنسان .
هذا الرجل الذي لقّب بالمعلم والمولود قبل ثلاثين عاما هو ذلك المنتظر الذي سيقضي على ميراث الحقد والأنتقام ويشيع السلام والمحبة.
بتعاليمه الرصينة أوقف عمل كل ماكنات الكتبة والفريسيين وكهنتهم ،فأفحمهم بحجته الأقوى في أن يحب الأنسان لأخيه الأنسان كما يحب لنفس، ففتح بذلك الأفق الأنساني لدى الفرد، هذا المعلم لم يغر أحدا بالمال كي يتبعه ، ولم يوعد الناس بالجاه والمناصب في مملكة السلام التي خصها في مواعضه ورسائله ، ولم يفضل بعض على بعض ، بل عمل على توازن أنساني تطبقه معظم الدول التي تحترم حقوق الأنسان وتعمل بموجب الشرعة الخاصة به إلى يومنا هذا ، كذلك سامح الخطاة وحتى الزناة السابقين عفى عنهم وأعادهم إلى جادة التوبة وصواب العمل، ونهى عن كل مايسيء أو يمس كرامة الناس وأنسانيتهم . كذلك قاوم الأنتقام بالسلام وعلم الناس أن التسامح هو أقوى الأسلحة وأن الكلمة الطيبة هي مفتاح الفلاح في كل مفاصل الحياة.
فخرج بمثلث مقدس مبني على المحبة والتسامح والسلام ، فعند تواجد المحبة يكون التسامح فيولدان السلام .

قاد الشرارة لأولى التظاهرات السلمية في التاريخ ، ثم تبعه أثنى عشر رجلا ثم جموعا غفيرة في تظاهرات جماهيرية أمتدت إلى أغلب المدن في حينه ، وحينما حانت الساعة التي أشار اليها في خطاباته على أستعداده لللأستشهاد من أجل المحبة والسلام كان يقود الجماهير ليجعل من جسده وقودا لقناديل الحرية في العالم.

في تلك المسيرة التاريخية وعند مدخل بوابة القدس حاول عبد رئيس الكهنة ( أحد افراد السلطة ) أقتحام المسيرة والأعتداء على قائدها ، ولأجل الدفاع عن هذا المعلم أستل أحد المتضاهرين سيفه ليضرب عبد رئيس الكهنة فقطع أذنه ،،
لكن المسيح وفي رسالة سلام مباشرة إلى العالم بعدم مقاومة الشر بالشر وبشكل فوري أعاد للمعتدي أذنه المقطوعة إلى مكانها ،وقال كلمته الحكيمة للمتضاهر المدافع (رد سيفك الى مكانه لان كل الذين ياخذون السيف بالسيف يهلكون ) .

وأكمل المسيرة إلى أن تمت الكلمة فكان جسده قربانا مقدسا للبشرية جمعاء . فأمتدت ثقافة منح الجسد فداء للحرية والسلام إلى أيامنا هذه ، فيذكرنا التاريخ الخاص بكنيسة المشرق التي شيدت بمباديء آباء أجلاء أصبحوا نجوما ساطعة في سماء الشهادة ، حيث جعلوا من أجسادهم قرابينا ترخص أمام تلك المباديء السامية ، وبقدر تاريخها الطويل كانت صيانتها بدماء الشهداء أيضا.
واليوم تنتقل شرارة التعامل السلمي في التظاهر إلى جميع الدول التي أحجبت عن مواطنيها معنى المحبة والحرية والسلام ، ، فانطلقت الشرارة الحديثة في العراق لن تنطفيء شعلة التضاهر السلمي إلى أن تتحقق الأهداف التي يتفق المتضاهرون فيها ضمنيا على مبدأ السلام الذي جاء به المعلم الأول السيد المسيح وضحى بنفسه من أجله قبل ألفي عام ، ليثبت للعالم إن حمل غصن الزيتون أو سعفة نخيل في التظاهر أمضى من حد أي سيف .

وتأكيدا على المبدا الجليل جاء الشاعر الكبيرأحمد شوقي برائعتة في:

يافاتح القدس خل السيف ناحيــة ليس الصليب حديدا كان بل خشبا
أدركت أن وراء الضعف مقدرة وإن للــــحق لا للقــوة الغلـــــــــبا

فكان يوم السعانين أول درس في التضاهر السلمي في التاريخ



#مدحت_البازي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السكلّة
- من قتل كامل شياع


المزيد.....




- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...
- حماس: لا نريد الاحتفاظ بما لدينا من الأسرى الإسرائيليين


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مدحت البازي - قي يوم السعانين المسيح يقود أول تضاهرة سلمية في التاريخ