أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مونتجمري حور - هل إيقاف مشروع غاز EastMed يأتي لعدم نجاعته أم توسيعاً للخيارات الإسرائيلية؟















المزيد.....

هل إيقاف مشروع غاز EastMed يأتي لعدم نجاعته أم توسيعاً للخيارات الإسرائيلية؟


مونتجمري حور
كاتب سياسي وأكاديمي فلسطيني

(Montgomery Howwar)


الحوار المتمدن-العدد: 7215 - 2022 / 4 / 11 - 09:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ بدء الحرب الروسية-الأوكرانية، ازداد الطلب العالمي على الغاز الطبيعي لدرجة تفوق العرض المقدم، الأمر الذي يزيد من ضغوطات على الاقتصاد العالمي ويهدد الأمن القومي لكثير من الدول. يلقي هذا المقال الضوء ليستكشف أبعاد قرار تأكيد الولايات المتحدة الأمريكية للمرة الثانية بوقف دعمها لمشروع خط EastMed للغاز، وأنها في المقابل ستدعم مشروع مد كابل كهربائي يربط بين إسرائيل واليونان وقبرص في هذه المرحلة.
نبذة عن مشروع غاز ايست ميد EastMed:
بعد محادثات جرت عام 2015 بين إسرائيل وقبرص واليونان، اتفقت الأطراف الثلاثة على بناء خط غاز "إيست ميد"، على أن تنضم إيطاليا إلى الاتفاق في وقت لاحق. يبلغ طول خط هذا الخط حوالي 2000 كيلو متر، ويبلغ عمقه 3.3 كيلو متر وتكلفته 7 مليارات دولار تقريباً، وهو قادر على نقل ما يصل إلى 10 مليار متر مكعب من الغاز سنوياً لأوروبا من احتياطات حوض شرق المتوسط قبالة قبرص وإسرائيل إلى اليونان وإيطاليا وغيرها. وفي الوقت الذي يعتقد فيه عدد من الخبراء أن هذا المشروع سيغير خريطة الطاقة في أوروبا وسيعينها على تنويع مصادر شرائها للغاز مما يحد من تعرضها لأي محاولة ابتزاز سواء من روسيا أو غيرها، تعيد الولايات المتحدة تأكيدها على عدم نيتها لدعمه، وعوضاً عن ذلك تعلن دعمها لمشروع مد كابل يربط بين إسرائيل واليونان وقبرص في هذه المرحلة، وتوافقها إسرائيل على ذلك.
تجدر الإشارة أن الولايات المتحدة سبق لها مطلع العام الجاري، أن أعلنت عن وقف دعمها لهذا المشروع بسبب التوترات التي قد تنجم عنه في منطقة شرق المتوسط، كما ورد على لسان مسؤولين في البيت الأبيض آنذاك. من يومين، طفى إلى السطح ثانية الحديث عن إحياء مشروع خط غاز ايست ميد، لوجود نقص في إمدادات الغاز الروسية في الأسواق، وجرت لقاءات رفيعة المستوى بين مسئولين من الأطراف المعنية، وكانت النتيجة خروج الولايات المتحدة الأمريكية لتؤكد للمرة الثانية في أربعة شهور على عدم دعمها للمشروع، وعزت ذلك هذه المرة إلى عدم جدواه الاقتصادية. وفي هذا الصدد، تجدر الإشارة إلى تصريحات وزيرة الطاقة المثيرة للجدل، حيث قالت "يمكن لمشاريع الغاز أن تنتظر في هذه المرحلة".

الغاز مصدر طاقة مهم حتى عام 2050:
بات العالم اليوم في حاجة إلى كمية أكبر من الغاز الطبيعي لتقاسمها، فالغاز يأتي ضمن أهم مصادر الطاقة التي تعتمد عليه عدة دول، خاصةً بعد تقليص المرافق العامة في كثير من الدول لاستهلاكها من الفحم، مما يساهم في إحداث حالة من الضغط الاقتصادي، ويتوقع أن تمتد أهمية الغاز حتى عام 2050. في سياق متصل، يساهم هذا الضغط الاقتصادي الناجم عن قلة عروض الغاز في رفع أهمية منطقة شرق المتوسط التي تعج بموارد الغاز الطبيعي القابلة للاستخراج وفي تركز الأنظار عليه أكثر وفي زيادة التفاؤل من إمكانية نقله إلى عدة أسواق، خاصة الأسواق الأوروبية، التي يشكل الغاز لها أهمية قصوى في تشغيل المصانع وتدفئة المنازل إلخ...، فمثلاً العام الماضي وحده، استورد الاتحاد الأوروبي 100 مليار متر مكعب من الغاز الروسي بما يمثّل 40% من احتياجاته من الغاز الطبيعي، وبعد المشاحنات بين الاتحاد الأوروبي وروسيا بسبب الحرب التي تشنها روسيا على أوكرانيا، بدأ قادة الاتحاد الأوروبي يفكرون جدياً في تنويع مصادر شراء الطاقة، خشية التعرض لأي شكل من أشكال الابتزاز سواء من روسيا أو غيرها، وقد يصل الأمر إلى الاستغناء الكامل عن الغاز الروسي بحلول عام 2027.
مشاريع الطاقة تعزز العلاقات (التعاون) متعددة الأطراف:
سبق وأن نوهنا إلى أن هذه المرحلة وهي الثانية وقبل الأخيرة لإعادة تشكل قطب عالمي بحلة جديدة، وفيها يستوجب تطوير العلاقات من الثنائية إلى علاقات متعددة الأطراف، وتأتي مشاريع الطاقة منسجمة مع هذا التوجه الجديد لنسج علاقات بين عدة اطراف في إقليم الشرق الأوسط، ثم تعاونها مع دول منطقة أو مناطق أخرى تطبق قاعدة العلاقات المتعددة هي الأخرى، بما يشكل قطب عالمي بحلة جديدة عند الجمع بين تلك المناطق والأقاليم تحت مظلة واحدة، ولكن هذا كله لا يمنع وجود حالة من التنافس المستعر بين هذه الدول وتحديداً دول شرق المتوسط بسبب التنافس الفردي على زعامة المنطقة. ولا شك أن قرار إيقاف العمل بمشروع غاز "ايست مد" يثير حفيظة اليونان وقبرص الطموحتين، ولكنه في المقابل يحيي مشروع كابل الكهرباء، الذي يربط بينهم، الأمر الذي يعمل على مراضاتهما بدرجة تكفي لاستمرار التقارب الإسرائيلي-اليوناني والإسرائيلي القبرصي، خاصة في هذا الوقت الذي تسعى فيه اليونان إلى إبرام صفقة لشراء منظومة القبة الحديدية الدفاعية. أما على صعيد العلاقات الإسرائيلية-التركية، فمن المتوقع أن تكثّف تل أبيب من لقاءاتها مع أنقرة لمناقشة خيارات مشاريع أخرى لبناء خطوط أنابيب غاز أخرى؛ سواء من إسرائيل إلى تركيا مباشرة، أو من إسرائيل إلى قبرص التركية ومنها إلى البر التركي ليتم ربطه بالأنابيب المتوجهة إلى أوروبا، وهذا يعني توسيع دائرة الخيارات الإسرائيلية في مشاريعها التي تهدف إلى مد أوروبا بالغاز الطبيعي.

في خضم تطور الأحداث، يتضح أن إسرائيل عامل ثابت في هذه المعادلة إلى حد كبير. فمنذ سنوات تعكف تل أبيب على استغلال اكتشافات الغاز الاستغلال الأمثل، ونظرت منذ البداية إلى ملف الطاقة كأحد ركائز أمنها القومي وسبيلاً مهماً لتحقيق مزيد من التقدم والصعود والتوسع في الإقليم، واندمجت على إثر ذلك في محيطها الإقليمي دون دفع أي ثمن سياسي نظير ذلك، والآن تواصل استغلال ذلك لتحجز لنفسها مكاناً بين الكبار من القوى العظمى. إسرائيل اليوم تحولت من دولة مستوردة للطاقة إلى دولة مصدرة لها، ويأتي الصراع العالمي الحالي الدائر على الطاقة ليفتح شهيتها تجاه مزيد من التقدم وتحقيق الطموح، وهي تعي جيداَ أن مشاريع الغاز ستلعب حتماً دوراً مهماً في تصدرها لمكانة مرموقة عند رسم خريطة القوى العالمية في المستقبل القريب، والواضح أنها تعد لاستراتيجية شاملة تحقق لها الأمن المالي والأمن الغذائي، وبالتالي ستقوى شوكتها أكثر هذه المرة لدرجة تمكّنها من الوقوف بين الدول العظمى كقوة عالمية لا يمكن تجاهلها، وليس فقط كقوة رائدة بين الدول الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط.


[email protected]



#مونتجمري_حور (هاشتاغ)       Montgomery_Howwar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مكانة إسرائيل في الشرق الأوسط ، فهم أعمق للاتفاقيات الإبراهي ...
- أفق محادثات سلام شرق يلوح في الأفق
- نيفتالي بينيت في مهمة صهيودينية للصعود بإسرائيل
- زيلنسكي تغلب يهوديته على أوكرانيته وحداثته
- الثمن الباهظ الذي سندفعه كفلسطينيين جراء الحرب الروسية-الأوك ...
- مصير الاستثمارات الصينية الضخمة في إسرائيل


المزيد.....




- مصدر لـCNN: مدير CIA يعتزم زيارة إسرائيل مع استمرار مفاوضات ...
- بيروت.. الطلاب ينددون بالحرب على غزة
- أبو ظبي تحتضمن قمة AIM للاستثمار
- رويترز: مدير المخابرات الأميركية سيتوجه لإسرائيل للقاء نتاني ...
- البيت الأبيض: معبر كرم أبو سالم سيفتح يوم الأربعاء
- البيت الأبيض يعلن أنه أوعز لدبلوماسييه في موسكو بعدم حضور حف ...
- شاهد.. شي جين بينغ برفقة ماكرون يستمتع بالرقصات الفولكلورية ...
- بوتين رئيسا لولاية جديدة.. محاذير للغرب نحو عالم جديد
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لاقتحام دباباته لمعبر رفح
- بالفيديو.. الجيش الكويتي يتخلص من قنبلة تزن 454 كلغ تعود لحق ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مونتجمري حور - هل إيقاف مشروع غاز EastMed يأتي لعدم نجاعته أم توسيعاً للخيارات الإسرائيلية؟