أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شينخوا - حسابات واشنطن غير المعلنة تقف وراء الصراع الروسي الأوكراني















المزيد.....

حسابات واشنطن غير المعلنة تقف وراء الصراع الروسي الأوكراني


شينخوا

الحوار المتمدن-العدد: 7214 - 2022 / 4 / 9 - 11:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تعليق: وكالة (شينخوا) 08/04/2022



بالنسبة لأي شخص لديه إحساس بالإنسانية وبعض المعرفة بالتاريخ، يحزنه أن يرى روسيا وأوكرانيا، وهما دولتان مستقلتان تنتميان لنفس الأصل السلافي، وقد انجرفتا إلى صراع عسكري -- ولكن ليس بالنسبة للساسة في واشنطن.

ثمة مثل صيني قديم يقول: أمام كل ظلم، هناك جانٍ، وأمام كل دين، هناك مدين. في حالة الأزمة الأوكرانية، لعبت واشنطن الدور المزدوج بصفتها الجاني الذي أثار النزاع، والمدين الذي يدين للضحايا بالعدالة والتعويض.

فبعض نخب واشنطن، الذين عمدوا إلى زرع الشقاق بين روسيا وأوكرانيا ودفع البلدين بشكل خبيث إلى زاوية من المواجهة، يحتفلون بتلاعبهم بالكارثة على الرغم من القصف وإطلاق النار الذي يجتاح أرض أوكرانيا.

وهذا ما يفسر أن الساسة الأمريكيين الذين يتحركون ذهابا وإيابا عبر المحيط الأطلسي لحشد الحلفاء وتعزيز الأعمال العدائية ضد روسيا، لا يهتمون كثيرا بالاعتراف بالسبب الجذري للمأساة في أوكرانيا أو التوسط في إيجاد حل سياسي لها.

إن احتواء روسيا كمنافس محتمل للهيمنة الأمريكية لم يسقط قط من أجندة واشنطن. فمنذ انهيار الاتحاد السوفيتي، أخذت الولايات المتحدة تدفع باستمرار انتشارها العسكري شرقا في تجاهل للشواغل الأمنية المشروعة لروسيا ونشرت أسلحة استراتيجية هجومية في أوروبا الشرقية، وداست مرارا على الخط الأحمر لروسيا.

وفي محاولة منها للقتل بسكين مستعار، بذلت الولايات المتحدة قصارى جهدها لخداع الأوكرانيين ليكونوا "رأس جسر" لقمع جارتهم مقابل قبول الغرب، الذي تبين في النهاية أنه وعد فارغ، في حين رفضت تقديم ضمانات أمنية وزرعت بذور الصراع العسكري في أوكرانيا.

للأسف، هل تخيل أحد يوما أن الثقة العمياء في واشنطن يمكن أن تكون تكلفتها دماء عشرات الآلاف؟ فوراء الأزمة الأوكرانية تكمن حسابات واشنطن غير المعلنة بشأن مصالحها الذاتية.

وأولها، بطبيعة الحال، هو الحفاظ على هيمنتها العالمية المتدهورة. فخلال الحرب الباردة، بذلت الولايات المتحدة قصارى جهدها للمبالغة في التهديد الأمني للاتحاد السوفيتي على أوروبا الغربية، فقط لتأجيج خوف دول أوروبا الغربية وتطويقها في فلك واشنطن.

ومع نهاية الحرب الباردة، أصبحت الولايات المتحدة في أمس الحاجة إلى العثور على عدو وهمي جديد لتجميع تحالفها المتصدع بشكل متزايد وتبرير وجود منظمة حلف شمال الأطلسي، وهي من مخلفات الحرب الباردة، وكلها بمثابة حواجز حماية للهيمنة الأمريكية. والصراع بين روسيا وأوكرانيا يتناسب تماما مع مثل هذه الأجندة.

كما يستعد المجمع العسكري الأمريكي لتحقيق أرباح هائلة من الصراع. "ليس هناك الكثير من المال الذي يمكن كسبه في الدبلوماسية، عادة"، هكذا قال إريك سبيرلينغ، المدير التنفيذي لمجموعة ((جست فورين بوليسي)) المناهضة للحرب، في حديثه لوكالة أنباء ((شينخوا)).

ففي أعقاب اندلاع الصراع، أعلن البيت الأبيض عن خطة ميزانية للسنة المالية 2023، تدعو إلى زيادة الإنفاق العسكري. وتشمل الخطة، التي تبلغ قيمتها الإجمالية 5.8 تريليون دولار أمريكي، 813.3 مليار دولار "للدفاع الوطني" منها 773 مليار دولار مخصصة لوزارة الدفاع.

ومنذ بداية العام، شهدت شركات الدفاع الأمريكية مثل لوكهيد مارتن ورايثيون تكنولوجيز بالفعل ارتفاعا صاروخيا في أسعار أسهمها.

مع ارتفاع أسعار الطاقة والاضطراب الحاصلة في الأسواق المالية، يتحمل الناس في جميع أنحاء العالم بشكل أو بآخر وطأة الصراع الروسي الأوكراني، باستثناء نخب واشنطن الذين يحققون أرباحا بالفعل.



وبينما ينعى معظم الناس الضحايا ويحزنون عليهم، فإن الصراع الذي تراق فيه دماء يقف كدليل آخر على حقيقة أن واشنطن هي الفتيل الرئيسي للحروب وأكبر مصدر للاضطرابات في العالم.

ولا يمكن للعالم أن يرى بصيصا من الأمل في سلام دائم إلا عندما تتخلى الولايات المتحدة عن أسطورتها للهيمنة وهوسها بالمنافسة الجيوسياسية.



//الولايات المتحدة تتربح من الأزمة الأوكرانية على حساب حلفائها الأوروبيين

في الوقت الذي تضغط فيه على الأوروبيين لتشديد العقوبات المفروضة على روسيا وسط الصراع الدائر في أوكرانيا، زادت الولايات المتحدة وارداتها من النفط الروسي بنحو 43 في المائة في الفترة من 19 إلى 25 مارس مقارنة بالأسبوع السابق.

ليس من المستغرب أن يقف البادئ الحقيقي للصراع الروسي الأوكراني على استعداد لجني أرباح ضخمة من الأزمة على حساب حلفائه الأوروبيين.

فبعد قيامها بصب الزيت على النار وتأجيج الأزمة الدائرة حاليا، أصبحت واشنطن الآن مستعدة "لنهب المنازل المحترقة".

وكما أشار الخبراء، فقد ربط الصراع بين أوروبا والولايات المتحدة بشكل أكثر إحكاما مقارنة بأي وقت مضى من حيث إمدادات الطاقة، بينما أتاح لواشنطن فرصة لتعزيز دورها المهيمن في النظام الأمني الأوروبي.

منذ اندلاع الصراع الروسي الأوكراني، تضغط الحكومة الأمريكية على الدول الغربية الأخرى للانضمام إليها في تزويد أوكرانيا بالمال والسلاح وفرض عقوبات عشوائية على روسيا، وهو ما يؤجج نيران الأزمة ويثير الأعمال العدائية في جميع أنحاء أوروبا.

كما حددت وزارة الخزانة الأمريكية موعدا نهائيا لإنهاء الصفقات الخاصة بواردات النفط والفحم من روسيا يحل في الـ22 من أبريل، وهو ما زاد الضغط على أوروبا لتحذو حذوها.

وهذا خيار صعب بالنسبة للاتحاد الأوروبي الذي يستورد نحو 40 في المائة من غازه الطبيعي من روسيا.

ويعني الانضمام إلى مقاطعة النفط الروسي أن الكتلة نفسها ستشعر بالعبء الكامل لتداعيات العقوبات، بما في ذلك ارتفاع فواتير الطاقة وزيادة معدلات التضخم، حيث لا تحصل الولايات المتحدة سوى على كميات ضئيلة من النفط الروسي ولا تحصل على غاز طبيعي من روسيا.

وبينما تتقلص صادرات الغاز الروسية إلى أوروبا بشكل حاد، تقف الولايات المتحدة، وهي واحدة من أكبر منتجي الغاز الطبيعي في العالم، على أتم الاستعداد لسد الفجوة و"مساعدة" حلفائها الأوروبيين على التخلص من إمدادات الطاقة الروسية".

ففي مارس، نمت صادرات الولايات المتحدة من الغاز الطبيعي المسال بنحو 16 في المائة لتصل إلى مستوى قياسي مرتفع، وفقا لبيانات رفينيتيف الأولية، مع استمرار هيمنة الشحنات المتجهة إلى أوروبا.

ومن ناحية أخرى، سيولد الصراع الدائر حاليا عائدات ضخمة لمصنعي الأسلحة الأمريكيين، وسيستفيد المجمع الصناعي العسكري من الأزمة على المدى الطويل، في ظل استمرار الضغط من أجل اتباع نهج أكثر تصادمية وزيادة الإنفاق الدفاعي.

وقال الخبراء إن هناك ثلاث طرق على الأقل سيجلب بها الصراع الروسي الأوكراني مبيعات إضافية لتجار الأسلحة الأمريكيين ألا وهي: مساعدات الأسلحة الأمريكية إلى أوكرانيا، وميزانية الدفاع الأمريكية المتضخمة، وميزانيات الدفاع المتنامية في العديد من الدول الأوروبية.

فبعد اندلاع الصراع الروسي الأوكراني مباشرة في أواخر فبراير، أعلن الرئيس جو بايدن أن الولايات المتحدة ستقدم مساعدات عسكرية بقيمة 350 مليون دولار لأوكرانيا. وفي 16 مارس، أعلن بايدن عن مساعدات أمنية إضافية بقيمة 800 مليون دولار لأوكرانيا.

وأفادت صحيفة وقائع صادرة عن البيت الأبيض بأن جولتي حزمة المساعدات تشتملان على 1400 من أنظمة ستينغر المضادة للطائرات، و4600 من أنظمة جافلين المضادة للدبابات، وخمس مروحيات من طراز مي-17، وأكثر من 20 مليون طلقة من ذخيرة أسلحة صغيرة وقاذفات قنابل اليدوية وقذائف هاون، وذلك من بين أشياء أخرى.

ومن ناحية أخرى، أدى الصراع الروسي الأوكراني إلى إجماع متزايد بين الحزبين على زيادة ميزانية الدفاع المرتفعة بالفعل، حيث وافق الكونغرس على أكبر مشروع قانون للإنفاق الدفاعي على الإطلاق بعد أسابيع فقط، وهو أكثر مما طلبه الرئيس. ويقوم مشروع قانون التمويل الحكومي البالغ حجمه 1.5 تريليون دولار بتخصيص 782 مليار دولار للدفاع، بزيادة نسبتها 5.7 في المائة عن حزمة العام السابق.

ويتطلع مقاولو الدفاع أيضا إلى مبيعات إضافية في أوروبا، حيث أعلنت عدة دول، بما في ذلك ألمانيا، أنها ستزيد ميزانيات الدفاع في ضوء الصراع الأخير.

ولا شك في أن شركات الدفاع الأمريكية هي أكبر منتج للأسلحة في العالم. ووفقا لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، تعد أكبر خمس شركات أسلحة في العالم جميعا شركات أمريكية منذ 2018، وشكلت الولايات المتحدة 39 في المائة من الإنفاق العسكري العالمي في عام 2020.

وشهدت لوكهيد مارتن، أكبر شركة مصنعة للأسلحة في العالم، ارتفاعا في سعر أسهمها بأكثر من 25 في المائة منذ بداية العام، في حين ارتفع سعر أسهم شركة رايثيون تكنولوجيز بنسبة 17 في المائة.

وقد توقع المسؤولون التنفيذيون في الشركة ذلك. ففي مكالمة هاتفية حول الأرباح في يناير، سلط الرئيس التنفيذي لشركة لوكهيد مارتن جيمس تايكليت الضوء على "تجدد المنافسة بين القوى العظمى"، مشيرا إلى أنها ستؤدي إلى ارتفاع ميزانيات الدفاع وزيادة المبيعات. وفي الوقت نفسه، قال جريج هايز، الرئيس التنفيذي لشركة رايثيون تكنولوجيز، إن الشركة تتوقع أن تشهد "فرصا للمبيعات الدولية" وسط التوتر الحاصل في أوروبا الشرقية وغيرها من التوترات الجيوسياسية.

هذا صحيح تماما! بالنسبة لواشنطن، يمكن دائما تحويل المعاناة الدموية للآخرين إلى فرص ذهبية لتحقيق الأرباح. ولكن بينما تحاول واشنطن على طول الطريق تعظيم مصالحها الذاتية على حساب الآخرين، فإنها تكشف حتما عن لونها الحقيقي من النفاق والنرجسية أمام أعين العالم.



#شينخوا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- صحفي إيراني يتحدث لـCNN عن كيفية تغطية وسائل الإعلام الإيران ...
- إصابة ياباني في هجوم انتحاري جنوب باكستان
- كييف تعلن إسقاط قاذفة استراتيجية روسية بعيدة المدى وموسكو ت ...
- دعوات لوقف التصعيد عقب انفجارات في إيران نُسبت لإسرائيل
- أنقرة تحذر من -صراع دائم- بدأ باستهداف القنصلية الإيرانية في ...
- لافروف: أبلغنا إسرائيل عبر القنوات الدبلوماسية بعدم رغبة إير ...
- -الرجل يهلوس-.. وزراء إسرائيليون ينتقدون تصريحات بن غفير بشأ ...
- سوريا تدين الفيتو الأمريكي بشأن فلسطين: وصمة عار أخرى
- خبير ألماني: زيلينسكي دمر أوكرانيا وقضى على جيل كامل من الرج ...
- زلزال يضرب غرب تركيا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شينخوا - حسابات واشنطن غير المعلنة تقف وراء الصراع الروسي الأوكراني