أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - الفصل التاسع والثلاثون : لمحة عن المساوة والعدل في التشريع الإسلامى















المزيد.....

الفصل التاسع والثلاثون : لمحة عن المساوة والعدل في التشريع الإسلامى


أحمد صبحى منصور

الحوار المتمدن-العدد: 7213 - 2022 / 4 / 8 - 20:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كتاب ( تشريعات المرأة بين الاسلام والدين السُّنّى ) الباب الأول : لمحة عامة
مقدمة
1 ـ فى هذا الفصل الأول من باب ( لمحة عامة ) عرضنا لرؤية أديان المحمديين الذكورية الدونية للمرأة ، وردا عليهم تتبعنا فى الفصول التالية الخطاب القرآنى ومكانة المرأة فيه ، ووضح أن المرأة متضمنة فيه بالتساوى مع الرجل ، مع وجود خطاب خاص للرجل وعن الرجل وخطاب خاص للمرأة وعن المرأة حسب الظروف . وهذا يؤكد المساواة . نتوقف فى هذا الفصل ( 39 ) عن جدلية المساوة والعدل في التشريع الإسلامى .
2 ـ إن المرأة هي نصف المجتمع ، والرجل يعيش حياته طفلا في أحضان المرأة ، ثم يظل في أحضانها بقية عمره ، ولقد أنزل الله جل وعلا القرآن الكريم لإصلاح البشر ذكورا وإناثا ، وليس معقولا أن يتوجه بالخطاب للرجل وحده لإصلاحه وحده دون نصف المجتمع او مهد المجتمع. هذا ينافى عدل الإسلام . ونعطى تفصيلا :
أولا :مصطلح (المساواة ) لم يرد فى القرآن الكريم ، بل وردت كلمة ( يستوى) بعكس معناه
تكررت كلمة ( يستوى ) فى تأكيد العدل ومنع المساواة . قال جل وعلا :
فى عدم تساوى الخبيث والطيب : ( قُلْ لا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (100) المائدة )
بين مشركى مكة القائمين على البيت والمؤمنين المجاهد : ( أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (19) التوبة )
بين المؤمنين والكافرين :
1 : ( أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً لا يَسْتَوُونَ (18) السجدة ).
2 : ( أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ (9) الزمر )
3 : ( لا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ الْفَائِزُونَ (20) الحشر )
نفس المقارنة فى صورة مجازية ( بين الكافر والمؤمن ، والضلالة والهداية )
1 : ( قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلا تَتَفَكَّرُونَ (50) الانعام )
2 : ( مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالأَعْمَى وَالأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً أَفَلا تَذَكَّرُونَ (24) هود )
3 :( قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ )(16) الرعد )
4 : ( وَمَا يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَلا الْمُسِيءُ قَلِيلاً مَا تَتَذَكَّرُونَ (58) غافر )
5 : ( وَمَا يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ (19) وَلا الظُّلُمَاتُ وَلا النُّورُ (20) وَلا الظِّلُّ وَلا الْحَرُورُ (21) وَمَا يَسْتَوِي الأَحْيَاءُ وَلا الأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ (22) فاطر )
نفس المقارنة فى صورة تمثيلية تشبيهية :
1 : ( ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً عَبْداً مَمْلُوكاً لا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَمَنْ رَزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقاً حَسَناً فَهُوَ يُنفِقُ مِنْهُ سِرّاً وَجَهْراً هَلْ يَسْتَوُونَ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ (75) وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهُّ لا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (76) النحل )
2 : ( ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَجُلاً فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ (29) الزمر )
فى عدم التساوى بين المؤمنين بسبب تفاوت الجهاد والانفاق فى سبيل الله جل وعلا
1 ـ ( لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً (95) دَرَجَاتٍ مِنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً (96) النساء )
2 ـ ( وَمَا لَكُمْ أَلاَّ تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنْ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (10) الحديد )
وجاء نفس المعنى فى عدم التساوى فى قوله جل وعلا :
1 ـ ( أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ (35) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (36) القلم )
2 ـ ( أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (21) الجاثية )
3 ـ ( أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ (28) ص )
ثانيا : مجىء معنى المساواة التامة بين الذكر والأنثى على المستوى التشريعي
مع هذا فقد جاء واضحا جليّا المساواة التامة في التكليف والمسئولية وفي الجزاء والمثوبة بين الذكر والأنثى . يقول سبحانه وتعالى:
1 / 1 ـ ( وَمَنْ يَعْمَلْ مِنْ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ ): النساء :124 )
1 / 2 ـ ( فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ ) 195 (آل عمران )
1 / 3 : ( مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (97) النحل )
1 / 4 ـ (،وَمَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ (40) غافر 40 )
2 ـ وقلنا أن أصحاب الجنة فى النهاية هم المتقون ، من الذين كانوا من قبل ذكورا وإناثا . يتساوون فى الجنة وينشىء ويخلق الله جل وعلا من أعمالهم الصالحة الحور العين ضمن متاع الجنة .
ثالثا : الرسالات الالهية تهدف لاقامة العدل والقسط
1 ـ إقامة القسط هدف كل الرسالات الألهية وكل التشريعات الإلهية ، ولتحقيق هذا الهدف أرسل الله تعالى الأنبياء وأنزل الشرائع قال جل وعلا ( لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمْ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (25) الحديد ) .
2 ـ وفى الرسالة الخاتمة ( القرآن الكريم ) أنزل الله جل وعلا القرآن الكريم ــ في آخر الزمان ــ ميزانا للعدل ، قال جل وعلا يقرن القرآن بالميزان لعصر آخر الزمان : ( اللَّهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ (17) الشورى) .
رابعا : لمحة عن أوامر العدل والقسط فى الاسلام .
قال جل وعلا :
أمرا للنبى محمد عليه السلام بالعدل القضائى بين أهل الكتاب :
1 : ( وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (42) المائدة )
2 ـ ( وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لأَعْدِلَ بَيْنَكُمْ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (15) الشورى )
أمرا عاما للمؤمنين فى دولتهم بإقامة القسط والعدل والشهادة إبتغاء مرضاة الله جل وعلا :
1 ـ ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوْ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقِيراً فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً (135) النساء )
2 ـ ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (8) المائدة )
3 ـ ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90) النحل )
4 ـ ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً (58) النساء )
5 ـ ( قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ ) (29) الاعراف )
6 ـ ( وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى ) (152) الأنعام )
وأوامر بالقسط والعدل فى تفصيلات شتى :
مع اليتيم : ( وَأَنْ تَقُومُوا لِلْيَتَامَى بِالْقِسْطِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِهِ عَلِيماً (127) النساء )
فى كتابة الديون : ( وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلا يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلْ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئاً فَإِنْ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهاً أَوْ ضَعِيفاً أَوْ لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ )( البقرة 282 )
فى الكيل والميزان :
1 ـ ( وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ ) ( 152 ) الانعام )
2 ـ ( وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً (35)الاسراء) 3 ـ ( وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ (9) الرحمن )
فى الاشهاد على الطلاق بشاهدين عدلين : ( فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَى عَدْلٍ مِنْكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً (2) الطلاق )
فى حل النزاعات بين دولتين مؤمنتين : ( وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (9) الحجرات )
فى التعامل مع دول المسالمين المشركين فى عقائدهم وعباداتهم : ( لا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8) الممتحنة )
خامسا : العدل الاسلامى يعلو على المساواة
1 ـ على أن تطبيق المساواة بلا عدل يجعلها ظلما . تخيل إنك تبرعت لتلاميذ مدرسة بخمسين جنيها لكل منهم على قدم المساواة . هذه المساوة تحمل ظلما ، فهناك تلاميذ فقراء ، وتلاميذ أثرياء ، ومن الظلم التساوى بينهم . ولذا لابد أن ترتبط المساوة بالعدل والقسط . 2 ـ وفى النظم السياسية الرشيدة يقرنون المساواة بين المواطنين بتكافؤ الفرص ، وأن تكون متاحة للجميع حسب إمكانتهم . وبهذا يكون العدل مع المساواة ، فالفرص مُتاحة ، ولكن لا يتساوى المؤهل مع غير المؤهل ، ولا يتساوى الناشط مع الخامل .
3 ـ ولذلك فإن تشريعات المرأة في القرآن ترتبط فيها المساواة بين الجنسين بتحقيق العدالة والقسط .
سادسا : أمثلة سريعة على ارتباط العدل بالمساواة بين الجنسين فى الشريعة الاسلامية
1 ـ فالرجل هو الذي يدفع الصداق في الزواج وهو الذي يقوم بالإنفاق ، ولذلك فإن من حقه أن يكون صاحب القوامة على الزوجة ، وإذا أرادت المرأة أن تتخلص من حياتها الزوجية معه فعليها ان تعيد له بعض الصداق ، وإذا أرادت مقدما ألا يكون له عليها قوامة ووافق على هذا فى عقد الزواج فهذا لها .
2 ـ ليس على المرأة أن تدفع صداقا أو ان تنفق على نفسها وهي فتاة، وهي متزوجة ، وهي ام ولها أولاد ، وإنما الرجل هو المكلف بذلك كله ، لذلك يأخذ فى الميراث ضعف الأنثى حين يكون زوجا وحين يكون ابناً ، ثم يتساوى معها في الميراث حين يكون أباً ، إذ يتقاسمان الثلث او السدس من التركة ، ثم تقوم الوصية بعلاج بعض الحالات الاستثنائية للأولاد والبنات والأخوة والأخوات والآباء والأمهات حسب العرف وحسب طبيعة كل حالة . وسيأتي تفصيل ذلك في أوانه ، وإنما نؤكد على ارتباط المساواة بالعدالة في تشريعات المرأة في القرآن الكريم . وفي النهاية فإن ما يكسبه الرجل في الميراث ينفقه على زوجته وأولاده وبناته ، أي يعود للمرأة في النهاية كل شيء وهي في مكانها . ولو كانت المرأة مساوية للرجل في الميراث ولها القوامة في الحياة الزوجية ويقوم الرجل بدفع الصداق والانفاق على الأسرة لكان في ذلك ظلم عظيم له ، والله سبحانه وتعالى لا يريد ظلما للعباد .



#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفصل الثامن والثلاثون : القول المبين فى الحور العين
- حوار حول هجص السنيين فى موضوع الحور العين
- الفصل السادس والثلاثون : تضمين المرأة فى ( المستحقين والسكان ...
- الفصل الخامس والثلاثون : تضمين المرأة فى خطاب ( أل الموصولة ...
- بين الخيبة والخسران
- الفصل الرابع والثلاثون : تضمين المرأة فى خطاب ( المؤمنون / ا ...
- الفصل الثالث والثلاثون : تضمين المرأة فى خطاب (مَن / ما ) ال ...
- الفصل الثانى والثلاثون : تضمين المرأة فى خطاب ( الذين )
- الفصل الحادى والثلاثون : النساء ضمن مصطلحات ( المغضوب عليهم ...
- الفصل الثلاثون : النساء ضمن مصطلحات ( مولى / دابة / شقى وسعي ...
- فى مواجهة ( بوتين ) : القرآنيون فى أوربا عليهم الدفاع عن وطن ...
- الفصل التاسع والعشرون : النساء ضمن مصطلح ( الأقلية والأكثرية ...
- الفصل الثامن والعشرون : النساء ضمن مصطلح ( شاهد/ شهيد / أشها ...
- الفصل السابع والعشرون : النساء ضمن مصطلحات (كل / فئة / فرد )
- ( وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ ) . عن تجبر شيوخ الأزهر
- معضلة الزمن والميتافيزيقا فى رؤية قرآنية
- الفصل السادس والعشرون : النساء ضمن مصطلح ( صادق : صديق )
- الفصل الخامس والعشرون : النساء ضمن مصطلح ( صاحب )
- شيوخ الأزهر يرفعون أنفسهم فوق الله جل وعلا : إذ يرفضون الحوا ...
- شيوخ الأزهر يرفعون أنفسهم فوق الله جل وعلا بمصادرة الرأى الآ ...


المزيد.....




- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - الفصل التاسع والثلاثون : لمحة عن المساوة والعدل في التشريع الإسلامى