أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بشير عثمان - لمسة الإبهام














المزيد.....

لمسة الإبهام


بشير عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 7213 - 2022 / 4 / 8 - 06:07
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


—-
الذين يحددون علاقة الاله بالبشر يتبعون تعاليم قديمة ، فكل ما نعرفه عنها اخبرنا عنه اشخاص سابقون ولدوا في بيئات اقل علم ومعرفة بالوجود المادي الذي نعرفه اليوم، كان خيالهم بسيط ومتواضع، بعد آلاف السنين من البداية بعض الالهة عمر طويلاً - مثل الاله زيوس - ثم مات ، وبعضها لا يزال حياً الى اليوم.
تصورنا للإله يختلف من مجتمع الى اخر، ومن حقبة الى اخرى.
اختلطت آلهة الاغريق بالبشر في علاقة اقل التباسا من بقية الالهات، فقد كانت تتألم ، تفرح، وتحزن ، تغضب، وتحب . استمتع الاغريق بتلك العلاقة وارتبطوا بها عاطفيا وليس فكرياً فقط، واستمتعنا بها ايضا ونحن نقرا الميثلوجيا الاغريقية، ومن لا يعرف افروديت وابولو وهيرا واثينا، ولم يستمتع؟!.

عندما كنت مراهقاً احببت "اثينا " بشكل خاص، كنت مولعا بنضالها ، اثينا - نقيضة ارتميس - الهة متعددة المهام، الحرب والحكمة، يقال ان الاغريق استولوا عليه من ثقافات ما قل هيلينية، واياً يكن فأثينا العذراء والتي لا يمكن السيطرة عليها من قبل إله اخر آسرة المخيلة للغاية. في ملحمة الالياذة والاوذيسة شاركت اثينا في القتال والتخطيط وجرحت افروديت ( معركة هيكتور وأخيل). افروديت كانت قد انتصرت لباريس وحبه، وبالمناسبة ايضا اهم الالهات العاطفية اليوم هي التي اخترعها الاغريق مثل افروديت، والتي انعكست لاحقا في المجتمعات الاخرى كالرومانية، الهة الاغريق العاطفية تعكس طبيعتنا البيلوجية الرومانسية والتي لاتزال بدورها تنعكس على حياتنا المعاصرة بمظاهر مختلفة ، اختلاط الالهة الاغريقية بالبشر نفعا فلسفيا واسعاً، ناهيك عن تدوين النشاط البشرى الذهني وتفكيره وخياله.

الإله في الهند يلعب دور الشافي من المرض، بالاضافة الى ادوار كثيرة متعددة بتعدد الالهات الهندية. الهنود اغنوا الحياة الدينية بالتعدد، فقد اخترعوا الهات خادمة لشرائح طبقية معينة وللمجتمع، الهات تصل الى مرتبة الحقيقة، وتحكي اصل العالم والنبات والحيوان. بعضها اجترحت مآثر ومغامرات تتصف بالنبالة والتضحية، وربما شاهدتم بعض الافلام الهندية التي تتعلق بذلك، في كل مكان تذهب اليه في الهند او وانت تتجول هناك سوف تسمع اسطورة هندية متداولة عن المكان. الإله الجميلة ساراسواتي ، آلهة المعرفة والموسيقى والفن والحكمة والطبيعة الاكثر حظوراً ، تمثل التدفق الحر للفن وللحكمة والوعي لدى الهنود الى اليوم، بوليود الهندية وذلك الشغف الموسيقي حضور للالهة المحبوبة ساراسوراتي.
الرقص والغناء في الهند اسلوب حياة لصناعة الفرح.

الهنود لم يكتفوا بذلك بل احترموا حياة كل الكائنات المحيطة بهم لتنتج ثقافتهم الدينية خليطا من الهات تتشكل بنصف حيوان ونصف بشر واحيانا حيوان كامل . تاثير الثقافة الزراعية المسالمة التي نشأت في الهند قبل 8000 - 9000 ( الزراعة نفسها تعود الى هذا التاريخ) انعكاس للثقافة الدينية. والمجتمع الهندي مثل بقية البشر فسر الوجود المادي بشكل اسطوري وخرافي .

الصينيون القدامى اعتنوا بفلسفة الاخلاق والتنظيم السياسي للمجتمع وقواعد السلوك والعلاقات الانسانية والفيزيائية المختلفة .
ترتدي سيدة جميلة رداء ابيض متدفق وقلادة جميلة، وفي يدها اليمنى جرة ماء ( احد الرموز البوذية الثمانية)، انها الالهة جوان يين، آلهة الرحمة واللطف والحب وهي بمثابة الام، البياض الذي ترتديه رمز النقاء والصفاء.
وفي تمثال اخر لمسة الابهام تشير إلى التدريس والحجة الفكرية والنقاش، فلمس الإبهام السبابة يكمل دائرة الفهم ، بينما تبقى الأصابع الأخرى ممدودة. ازدهرت الثقافة الدينية في الصين قبل 5000 عام قبل الميلاد، ورغم ظهور العديد من الاديان الا ان الكونفوشيوسية هيمنت على العقل الصيني، تركز العديد من تعاليم كونفوشيوس على أفضل طريقة لتنظيم المجتمع وتناغمه وعلى أساس الأسرة كوحدة أساسية للبناء. ووفقاً لذلك يجب أن تقوم العلاقات داخل الأسرة على احترام الابناء للاباء، مما يعني أن أفراد الأسرة الأصغر سناً يجب أن يحترموا ويكرموا ويطيعوا والديهم واقاربهم الأكبر سناً وكذا سلافهم ، وانعكست هذه الثقافة على الاحترام لكل المجتمع من الاسفل للاعلى. وهو ما يمكن اختصاره بالتعاليم الكنفوشية المكونة للتسلسل الهرمي ، او الفضائل الخمس التي يتمحور حولها الدين الصيني: " اللياقة، الحكمة، المعرفة، والجدارة بالثقة، والنزاهة" .
عادات مثل المأتم والعزاء وايام الافراح اتت الى ثقافتنا من الثقافة الدينية الصينية.
الصينيون القدماء آمنوا بالعديد من الالهات والكائنات السحرية وكذا الاشباح.
لكن الصين اغلقت نافذة الدين الى حد كبير واختارت ركوب قطار العلم السريع بالإضافة الى بعض الماضي الذي تتخلى عنه بالتدريج.

في الشرق الاوسط اهتم الكهان بحياة ما بعد الموت، واثمر هذا الاهتمام الموروث منذ الفراعنة اختراع الهه ميتافيزيقية قاسية، بجلوها وضخموها ثم قدسوها بتفاني منقطع النظير، الهة تتعطش للعنف والعقاب ونشر الامراض والاوبئة والاعاصير والفيضانات، تعكس بيئة الشرق الاوسط المناخية القاسية والتسلطية ، إله مثل "ياهو " في الثقافة اليهودية هو إله دموي مخيف (بوصف فرويد) ويعود اصل ياهو الى إله البراكين والعذاب عند المصريين القدامى.
الله في الثقافة البدوية هو اسم لاله جبار منتقم وشديد القسوة يعد لعبادة الجحيم الذي سوف يحرقهم فيه الى الأبد.

في النهاية وعينا القائم ماهو الا انعكاس ثقافي لما اخبرنا به السابقون عن طبيعة الالهات وليس اكثر.



#بشير_عثمان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ايات شيطانية .. ثلاثون عاماً على تكفير سلمان رشدي


المزيد.....




- الرئاسة الروحية للدروز في سوريا تطالب بفرض حماية دولية مباشر ...
- الفاتيكان يشكّك في تصريحات الاحتلال بشأن الهجوم على كنيسة في ...
- مليونية حاشدة للجماعة الإسلامية ببنغلاديش وقادتها يوجهون مطا ...
- وزير الإعلام السوري: بيان الطائفة الدرزية تضمن دعوة لتهجير ا ...
- إسرائيل تتهم الشرع بـ-تأييد الجهاديين- و-تحميل الضحايا مسؤول ...
- “ثبتها الأن” تردد قناة طيور الجنة الجديد على النايل سات والع ...
- بيان من الرئاسة الروحية للدروز بعد وقف إطلاق النار بالسويداء ...
- “أغاني وبرامج تعليمية لأطفالك”.. تردد قناة طيور الجنة الجديد ...
- الشرع يثمّن موقف العشائر ويدعو لنبذ الطائفية
- “ثبتها على جهازك خلال ثواني” تردد قناة طيور الجنة 2025 الجدي ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بشير عثمان - لمسة الإبهام