أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد الأحد علي الحداد - الأنا والاخر...أو مسألة الغيرية














المزيد.....

الأنا والاخر...أو مسألة الغيرية


عبد الأحد علي الحداد

الحوار المتمدن-العدد: 7202 - 2022 / 3 / 26 - 17:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ورد في مقال عميق القائدة والدلالة،متشرب بالفكر العقلاني المتأمل في جدلية "الأنا والآخر"أو"الشرق والغرب"لصاحبه المفكر المغربي الراحل محمد عابد الجابري(2010/1935) المنشور بمجلة مواقف (العدد62 / أبريل 2007).بحيث تعد تلك المجلة الرصينة ثمرة نتاجات الرجل مع مؤلفات أخرى في مختلف المجالات (السياسية/الاجتماعية/الفلسفية...).وهذا المقال عاكس لبعض اهتمامات الرجل وغيره من المفكرين في موضوع(علاقة الشرق بالغرب).بدءا بمفكري العالم العربي النهضويين (جمال الدين الأفغاني/محمد عبده/فرح أنطون....).وصولا إلى عصرنا الحديث(محمد عابد الجابري/فؤاد زكريا/ محمد أركون/عبد الله العروي....).وسنتوقف مع محمد عابد الجابري في مقاله المشار إليه سالفا خاصة في محور سماه(الغرب الله يهديه والغرب عدو الله).وقد عبر عن تلك العلاقة الخاضغة لمد وجزر مستمرين ولتصورات راسخة في الوعي الجمعي الموروث، عن الآخر الغربي بأنه عدو نظرا لاختلافه ولماضيه الاستعماري المقيت،ولاختلافه الديني كذلك.وأول ما يلفت الانتباه إيراده محاورة طريفة عاكسة لنصح الشرق للغرب بنصيحة قائلا"سر على الصراط المستقيم ...واعتزل البغضاء ولا تطمع في مال الغير...وأجزل ما استطعت من الإحسان ...".وتعزيزا لهذه التصورات استشهد بأقوال مهمة لجمال الدين الأفغاني( 1897/1838) وتعكس فكرة"الآخر العدو المستغل"باستشهاده بأقوال عديدة له نذكر منها "الغرب ليس في مصلحته إصلاح سير ولا إصلاح سيرة المسرف المبذر الشرق لترجع إليه حقوقه،بل أقصى أمانيه أن يتمادى الشرق في غيه وإسرافه لكي يطول عهد الحجر،ومع تمادي الزمن أن يتم بعد الاستعمارالتملك والاستعمار.وما من دولة غربية تطرق باب مملكة شرقية إلا وتكون حجتها إما حفظ حقوق السلطان أو إخماد فتنة قامت على أمير ...وإما بحجة حماية الأقليات أو حقوق الأجانب وامتيازاتهم أو حرية الشعب"(ص91 ).وقد لخص الجابري هذه الأفكار بالعامية بقوله"الغرب الله يهديه،الغرب عدو الله).
كما يشير الدكتور الجابري إلى نقطة غاية في الأهمية خاصة في وقتنا الحاضر،تتمثل في أن "الشرق المسلم"ينظر إليه الغرب اليوم نظرة عاكسة لأطماع اقتصادية جلية بترسيخ علاقة "السيد والعبد" بمفهومها السياسي في قوله"الاسلام بالنسبة للغرب موضوع مزدوج :هوفي الوقت الراهن،موقع وبترول ،وأيضا منافس،منافسة العبد للسيد،إذا تمرد انهارت السيادة".(ص93).أما نظرة الشرق للغرب فتحمل في طياتها كل معاني التبعية والأنموذج المقتدى به"وإذا شئنا قلنا موضوع مزدوج كذلك،هو في الوقت الراهن ،بل منذ أوائل القرن الماضي المثل والقدوة،حرية وديمقراطية وتقدم...ولكنه أيضا وفي الوقت نفسه توسع واستعمار وهيمنة وامبريالية....)(ص 94).ثم اختتم مقالته باظهار الغالب المنتصر (الغرب)والمغلوب المقاوم المنتصر بعقلانية حينا وبدونها أحيانا أخرى،وهذه اللاعقلانية كذلك يمارسها الغالب الآخر بطرق غير أخلاقية وغير مشروعة...
هذه الأسطر القليلة تعكس بعض التصورات في النظرة إلى الآخر كما رأينا عند (الأفغاني والجابري نموذجا).وهي أفكار تبين مدى تأثر الوعي الجمعي بفكرة"الآخر"العدو.فكل طرف يحاول ترسيخ وضع قائم عند الآخر .ونحن نرى أن هذه النظرة للآخر صحيحة باعتبارهما طرفي نقيض تاريخيا وكل طرف يحاول التغلب على الآخر خصوصا باتخاذ الدين وسيلة ايديولوجية للشحن والتأثير وتحقيق استمرارية هذه النظرة في أذهان الشرق والغرب على حد سواء،فالدين باعتباره رسالة محبة وسلام وإيمان وقد حول في كثير من مراحل هذا الصراع إلى ايديولوجية توظف لأجل تحقيق مآرب سياسية واقنصادية حتى تتحقق (غلبة الاخر وجعله ذليلا وتابعا)خصوصا في نظرة الغرب للشرق مع ترسخ فطرة "المركزية الأوروبية في أبجديات الخطاب الأوربي وممارساته.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الشرع يثمّن موقف العشائر ويدعو لنبذ الطائفية
- “ثبتها على جهازك خلال ثواني” تردد قناة طيور الجنة 2025 الجدي ...
- كيف ضخّم كتاب -مدينة القدس زمن الحروب الصليبية- الوجود اليهو ...
- الجهاد الإسلامي: إبادة غزة لن تمر دون انعكاسات على المنطقة ا ...
- تغيير مسمى مكتب الشؤون الفلسطينية إلى التواصل مع الجمهور.. ...
- المتحدث باسم حركة فتح: تصور اليوم التالي للحرب بغزة أصبح خطة ...
- المؤتمر اليهودي المناهض للصهيونية يدعو إلى طرد إسرائيل من ال ...
- التصوف بالحبشة.. جذور روحية نسجت هوية الإسلام في إثيوبيا
- ماليزيون يطالبون حكومتهم بعدم قبول سفير أميركي يهاجم الإسلام ...
- من هو حكمت الهجري الزعيم الروحي لطائفة الموحدين الدروز؟


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد الأحد علي الحداد - الأنا والاخر...أو مسألة الغيرية