أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ملاك أشرف - خلفَ كُلَّ امرئٍ شَّخْص ما














المزيد.....

خلفَ كُلَّ امرئٍ شَّخْص ما


ملاك أشرف
كاتبة ادبية


الحوار المتمدن-العدد: 7201 - 2022 / 3 / 25 - 21:14
المحور: الادب والفن
    


نلحظ إن عبارة " وراء كُل رجل عظيم امرأة" أو "وراء كُل امرأة عظيمة رجل " ماهي إلا عبارات ضمن دائرة المُبتذلات والسطحيات وعليهِ إن لهذهِ العبارات مدى أعمق مما هو متداول ويتم الصراع حوله، معنى قريب وآخر بعيد، معنى ظاهري والآخر باطني، عند الوقوف مطولًا عند هذه العبارات نلمح مفهوم في غاية الأهمية ومُمكن أن يُعدَ سائد في الذات البشرية وهي في حاجة وتطلع إليهِ على الدوام ومن المحال غض النظر عنه أو تجاوزه باستهجان وهو أن تطور الذات لابد أن يتم من خلال خطوات ونجد من ضمنِ هذهِ الإجراءات: كتب واشخاص؛ فلا يتمكن المرء من شقِ طريقهِ بنفسهِ دون كتاب وشخص ما، يرسم لهُ خرائط الإبداع ويرشدهُ إلى طرقٍ واتجاهات، تعد مفتاح للمَلَكَة الحبيسة داخل خزائن، يحاوطها تردد وذُعرْ من المُحدِق والمهيض، وهُنا رُبما يتساءل أحدهم عن ما هو أكثر تأثيرًا وقدرة على فتح خزنة المواهب وإنطلاق الذات من دون وجل وتَلَجْلَج، أهي الكتب أم الأشخاص؟ وحينها يكون الجواب: كليهما والاكثر والاكبر هو شخص جليل ما، شخص أكثر خبرة وتعمق في المُراد الذي يتطلع إليهِ الآخر ويرغب بالوصول بقدرِ المُستطاع، هذا الشخص البَراق الذي قد يكون أي فرد من هذهِ الحياة بعيدًا عن الجنس واللون والعرق والأديان هو من يمسك بإحدى الأيدي ويضعها في المكان الصواب فيجتمع الشخص الصائب مع المكان السديد ويحرز المرء ما يرغب ويُريد بشكل أوضح وأنفع دون تيه وضياع وشجن من التخبط هُنا وهُناك، جميع ما يقدمهُ هكذا اشخاص، يُقابل فيما بعد بنكرانٍ ومُحاربةٍ ومحاولة حذف وجودهِ وبعبارة اخرى عرقلة إبداعهِ ووضع حواجز مُبرحة للحَدَّ من تقدمهِ وسعيهِ المتواصل؛ للتمركز في الأماكنِ وسمو الذات على حساب الآخر وعدم الإعتراف بما كانَ يقدمهُ في السابق، إذ عدنا للوراء سيظهر شريط أمامنا، يُعرض خلاله كيف كانت الأديبة مي زيادة على علاقات برائدات الحركة النسوية في مصر كهدى الشعراوي والتي اتخذت منهن نموذجًا لطريقها عندما أنتقلت في القاهرة وظلت هذه العلاقات قائمة وتعترف بها مي وتم تسجيلها في سيرتها الذاتية المُعتادة، ولم تمارسْ الجُحُود والتقليل من شأن الآخر لتعلو وتبرز وتحط من قيمةِ الآخرِ بل تمكنت من إقامة صالون أدبي وخالطت المُبدعين والعظماء؛ لما لها من تكوين واثق، صلد، لا يهزهُ كُل من دب وهب ومانكران المُتفضل سوى دفاع عن النفس والحفاظ على وجودها الهزيل، القابل للزوال بمرور الأيام، كذلك نرمق أثر ماري هاسكل في جبران خليل جبران ونتج عنه سعي لتوطيد العلاقة والمُصاحبة طويلة الأمد، نستنبط إن المكوث في مكان ومُحاولة إقناع المُصغي بأن الإبداع والبراعة كانت من ذات الفرد ولم يكنْ لشخص ما في إحدى مراحل حياته دور مُعين ولو كانَ بسيطًا فما هو إلا خداع للنفس ومن ثم المُقابل ولم تعد الأُناس تستمع وتُصدق هكذا أوهام بعد الآن فكافة من يرى شخص ساحر وخلاب، يسألهُ عن كيفية نيل ما تم تكوينه ونشأته في اللحظة الآنية؛ وعليه تم تداول عبارات المُبتغى منها بأن يوجد من هو قادر على الإنقاذ وترقية من يُصاحبه فالطبع سراق وفي نهاية المطاف يكون الإنسان حسبما يكون رفيقه المُلازم بإستمرار وحينها نطلق عليه سمة ( المنفتح لُّبًا وفُؤادًا).
باستطاعتنا إبدال هذه المقولات المُتداولة والسائدة اليوم بـ " وراء كُلَّ امرئٍ مُلهم ما" أو " يسند كُل فرد رفيق بارع ما" ما قالتهُ مي زيادة عن هذا: ذاتك ترتسم في ذات كلّ منهم، والنّجاح مع الصّداقة أبهر ظهورًا والإخفاق أقلّ مرارة.
مع عدم نكران وإلغاء من أسعف يومًا ما، وإيصال رسالة بأن يوجد من ينقذ ويسعف ويشاطر وذلك بالسعي لمُرافقة وإيجاد هكذا نوع من الاشخاص، نتوصل إلى واقعٍ سليمٍ، يخلو من المُحاربات والبحث وراء الآخر لإلغاء وجودهِ والتمكن من التغلب عليهِ والإطاحة بهِ أو إهمال ما قامَ بهِ من دورٍ كالملاذِ.



#ملاك_أشرف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا تواجد الفنّ وأصبحَ جُزءٌ مِن كُلِ إنسانٍ؟


المزيد.....




- وفاة الفنانة السورية القديرة خديجة العبد ونجلها الفنان قيس ا ...
- مطالبات متزايدة بانقاذ مغني الراب الإيراني توماج صالحي من ال ...
- -قناع بلون السماء- للأسير الفلسطيني باسم خندقجي تفوز بالجائز ...
- اشتُهر بدوره في -أبو الطيب المتنبي-.. رحيل الفنان العراقي عا ...
- عبد الرحمن بن معمر يرحل عن تاريخ غني بالصحافة والثقافة
- -كذب أبيض- المغربي يفوز بجائزة مالمو للسينما العربية
- الوثائقي المغربي -كذب أبيض- يتوج بجائزة مهرجان مالمو للسينما ...
- لا تشمل الآثار العربية.. المتاحف الفرنسية تبحث إعادة قطع أثر ...
- بوغدانوف للبرهان: -مجلس السيادة السوداني- هو السلطة الشرعية ...
- مارسيل خليفة في بيت الفلسفة.. أوبرا لـ-جدارية درويش-


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ملاك أشرف - خلفَ كُلَّ امرئٍ شَّخْص ما