أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حارث زهير الحكاك - الأخلاق بين الخالق والمخلوق














المزيد.....

الأخلاق بين الخالق والمخلوق


حارث زهير الحكاك

الحوار المتمدن-العدد: 7195 - 2022 / 3 / 19 - 11:43
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الأخلاق بين الخالق بالمخلوق
من أهم الأمور التي تفرضها ( كافة الأديان) على الإنسان أن يتعلمها ويمارسها في حياته اليومية هو أن يكون (إنسان جيد وخلوق)، وهنا يتطلب منه القيام بعمل مستمر في الحياة ( كما يقوم به الآن الملايين من البشر) ألا وهو الأبتعاد عن أي مصدر قد يؤثر على قدرته العقلية وقناعته النفسية ، وبالتالي يؤدي الى الحيود عن تلك الصفات الحميدة.
إن ممارسة تنظيف النفس من الذنوب باستمرار معروفة ومطلوبة، وهنا لا أقصد بالذنوب التي فرضتها مجتمعة كافة جوانب حضارة الإنسان، ولكن الذنوب التي تقع ضمن مقاييس الدين ( أي دين ). وذلك لسبب بسيط أن جميع الأديان الروحانية التي ظهرت في حياة البشرية تطالب الإنسان بالممارسات الأخلاقية الحميدة والابتعاد عن الممارسات التي تراكم الذنوب ، لأن معرفة النفس واجبة لكل إنسان ، وعلى كل إنسان أن يمارس فعل صحوة النفس مع نفسه، خصوصا إذا ما كان هناك استجابة حياتية تساهم في فتح قيود النفس واسترجاع الحكمة المفقودة منذ زمن. خصوصا عندما تجابه الأسئلة الأبدية الذي تطرحها النفس على النفس ( من أنت ، لماذا جئت للحياة ولماذا لديك كل هذه المواهب والقابليات).
وطبعا لا ينطبق هذا المنهاج على الجميع، فمن المؤكد هناك أشخاص في هذه الحياة لا يحتاجون إلى هذه التوجيهات، لأنهم خلقوا أصلا بالحكمة الطبيعية . تراهم أناس عاديون ولكن الخالق حباهم بمقدرة وقدرات نفسية تجعلهم في صحوة مستمرة، وقادرين على الدخول إلى أعماق نفسك بمجرد النظر إليك أو بعد بضع كلمات تنطقها أنت.
من الأمور التي يعلمها مثل هؤلاء للناس في مواعظهم أن لا يعيشوا الخوف من الفشل قبل وصول الى العمل المطلوب، لأن بسبب هذا الخوف ستتسرب كافة طاقة الجسم، خصوصا ما سوف تستهلكه الخلايا العصبية من طاقة في التفكير السلبي، عوضا عن استخدامها في رفع الروح المعنوية للنفس والسلوك.
وعليه يحتاج المخلوق إلى وقفة طويلة من النفس يبحث خلالها عن الصفاء الذهني، الذي ينعكس بعوامل صحية رائعة تنظم دقات القلب، مما يؤدي إلى انطلاق صحوة المقدرة الضميرية من النوم البائت. وبهذا سيفرض على قوانين الطبيعة تصفية اهداف الحياة باستخدام طاقة الشفاء النفسي ، وجعل كافة الأحاسيس في طاعة تامة لحقيقة الحاضر.
عندما تستجيب المخلوقات بالإتصال الروحي الثمين والطاعة الكاملة لخالقها، عند ذلك سيسمح للمفكر المطيع منهم ، ومن خلال طريق وطاقة خاصة ، في أن يصبح جزءا مفيدا من هذا الكون الكبير. وطبعا سيغمر ذلك المخلوق شعورا جميلا بذلك ، ينعكس بعد ذلك بتصرفات ذلك المخلوق يكون اساسها التفهم الكامل لكل ما سيأتي إليه من رسائل تزيد من صحوته ويقينه ، وبالرغم من أنها ستأتي اما خلال اوقات صعبة يمر بها المخلوق، او عندما تتطلب الحاجة لعكس كامل تفهم المخلوق للخالق. ومن المؤكد أن هذا التفهم والشعور به سيكونان ارقى بكثير من كل المعرفة التي حصل عليها المخلوق منذ ولادته ولكافة مراحل حياته .
في اغلب الاحيان ، تخضع محبة الإنسان الصاحي لممارسة بعض الاعمال لتمجيد علاقته (الخاصة) مع خالقه ( كالتبرع إلى المؤسسات الخيرية وإطعام الفقير وغيرها)، إلى التفاعل النفسي مع بعض السلوكيات التي يمارسها زملائه في العمل، او زبائن يراجعون مكان العمل، أو حتى الأعمال التي يمارسها باقي أفراد العائلة التي يعيش معها. ولكن تأثير هذا التفاعل النفسي يجب ان يكون سطحيا لا يؤثر على المباديء التي اتخذها مقتنعا لتصحيح مسار نفسيته واخلاقه في هذه الحياة.
حارث الحكاك



#حارث_زهير_الحكاك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كعلومات عن التعاليم البوذية
- فكر وعش سعيدا (نظرة تغني الحياة)
- ماهية الأفكار
- ماهية التفكير
- فن التأمل
- ماذا تعرف عن تعاليم التاو في الصين؟
- كيف نعيش الحاضر؟
- لمحات من الفلسفة الهندوسية
- لمحات من الفلسفة اليابانية القديمة
- لمحات عن معتقدات وفلسفة الماوريين
- حول فلسفة الحب والمحبة
- العلم والإتصال الروحي
- الأديان والأنانية
- الفرد والمجتمع (نظرة فلسفية)


المزيد.....




- حسام زملط لـCNN: هل استشارتنا أمريكا عندما اعترفت بإسرائيل؟ ...
- الخارجية الروسية: الهجوم الأوكراني الإرهابي على بيلغورود هو ...
- دعوة لوقف التواطؤ في الجرائم الدولية عن طريق فرض حظر شامل عل ...
- المبادرة في شهر: نوفمبر 2023
- دراسة: الصوم عن منصات التواصل يعزز احترام الذات ويحمي الصحة ...
- قتلى وجرحى جراء انهيار بناء سكني في مدينة بيلغورود عقب هجوم ...
- مصر تعمل على إقناع شركة -آبل- بتصنيع هواتفها في مصر
- مصر تهدد إسرائيل بإنهاء اتفاقيات كامب ديفيد
- سلطان البهرة يشكر مصر على منح طائفته فرصة تطوير أشهر مساجد ا ...
- الإعلام العبري: مصر وقطر رفضتا عرضا إسرائيليا لإدارة مشتركة ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حارث زهير الحكاك - الأخلاق بين الخالق والمخلوق