ذكريات من ماض ثوري

عوزي بورشطاين

الحوار المتمدن-العدد: 1667 - 2006 / 9 / 8 - 10:07
المحور: سيرة ذاتية
    

إنني مرتاح وفي كامل الرضى من الحقيقة المتجسدة في انني قلت في العنوان باللغة العبرية: "حكومة اسرائيل مشغولة بالحروب"، ونشر المقال في "الضفة اليسارية"، بتاريخ 27/7/2006، وتلقيت عليه 30 ردا، وانا اعرف ان كل مقال لي انشره باللغة العربية في جريدة "الاتحاد" انشره كذلك باللغة العبرية في "الضفة اليسارية" وردود الفعل كانت على مشاكل مختلفة وبودي الرد بشكل خاص على يوآف اور الذي كتب في رده: "تعجبني قصة حياة الشيوعي سليم القاسم والذي بجرأة متناهية تصدى في مدينة سكناه غزة، للقومجية والرجعية العربية التي الهبت عواطف المصريين للذهاب الى الحرب دون طائل من ذلك، وفي نهاية الامر وجد نفسه كذلك في السجن الاسرائيلي وهكذا تصرف ايضا ح. رؤوبين وأ، ايتي، بالاضافة الى طلبات عن غيب وبشكل متعمد.
لقد كان الرفيق سليم القاسم عضوا في منظمة سرية في الحزب الشيوعي الفلسطيني، وبرز بشكل علني في موقفه من اجل تأييد قرار الامم المتحدة بشأن اقامة دولتين، يهودية وعربية في فلسطين، وهذا كان في عام 1947، وحسب قرار في اللجنة المركزية لـ "ف.ك.ف" فقد اعتقل من قبل الشرطة المصرية التي حكمت في حينه في غزة، وسجن في سجن مصري لثلاثة اشهر، وحسب اوامر الملك فاروق، نقل الى الجيش الاسرائيلي، وحسب اوامر السلطات الاسرائيلية سجن في معسكر اعتقال اقيم بالقرب من هرتسليا ولم تقدم ضده اية تهمة، باستثناء تهمة كونه شيوعيا!! وكشيوعي فلسطيني فهو من اجل الحل على اساس دولتين للشعبين، ويومها تنادى آلاف اعضاء الحزب الشيوعي الاسرائيلي ومنظمات نضالية جماهيرية وتظاهروا مطالبين باطلاق سراحه. وقد شارك في هذا النضال انصار سلام وقادة وشخصيات عامة واشخاص شغلوا مناصب مختلفة في الجيش الاسرائيلي، وسوية معا وتعبيرا عن التضامن زاروا المعتقل في سجنه وقد تمخض النضال الجماهيري في حينه عن اطلاق سراح سليم القاسم وخروجه من السجن، وحسب قرار قيادة الحزب الشيوعي الاسرائيلي انتقل للاقامة والسكن في الناصرة، وفورا شارك في النضال القومي ضد العدوانية الاسرائيلية وضد هدم مئات القرى العربية وضد طرد مئات آلاف الفلسطينيين من بيوتهم، وضد نظام الحكم العسكري القامع والمضطهد والاستبدادي الذي فرض على الفلسطينيين في اسرائيل. وفي الناصرة انتخب سليم القاسم، سكرتير لجنة منطقة الناصرة للحزب الشيوعي، وشارك في مؤتمر الوحدة التاريخي للشيوعيين اليهود والفلسطينيين، وانتخب لعضوية اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الاسرائيلي، وفي اللجنة المركزية انتخب لعضوية المكتب السياسي للحزب الشيوعي الاسرائيلي. ولقد كنت واياه 12 سنة في عضوية اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الاسرائيلي والمكتب السياسي للحزب. وبنشاطاته ونضالاته واستقامته واخلاصه لمبادئه ولحزبه الشيوعي وبقيادته لنضالات الجماهير في الناصرة والجليل، ضد الحكم العسكري والقمع الظالم الاستبدادي الاسرائيلي، حظي باحترام وتقدير ومحبة، ولم يكن الوحيد فكثيرون هم اعضاء الحزب الشيوعي الذين ناضلوا من اجل الحل العادل على اساس دولتين للشعبين في فلسطين، وسأكتفي فقط بذكر ثلاثة اسماء رفاق قياديين محترمين ومحبوبين وهم المرحوم جمال موسى، سكرتير منطقة عكا للحزب الشيوعي الاسرائيلي، والمرحوم رمزي خوري، عضو لجنة المراقبة المركزية، والمرحوم صليبا خميس، عضو سكرتارية الحزب الشيوعي الاسرائيلي وهؤلاء عملوا وناضلوا في ظروف صعبة عرّضتهم للاخطار الدائمة وتلقوا تهديدات بالقتل، وشاركوا في مؤتمر توحيد الشيوعيين في عام 1948، الذي عقد في حيفا في قاعة سينما "ماي" وهنا بودي الاضافة انه مؤتمر تاريخي هام لا يمكن نسيانه.
اتذكر عندما خرجنا مجموعة رفاق شباب من المؤتمر ونحن في قمة الحماس والفرح واللهفة حتى ذرفنا الدموع من مآقينا وفي الخارج التقينا الشاعر الكسندر بن، وقد دعانا لرفع كأس ابتهاجا، بمؤتمر التوحد بين الشيوعيين، ومن هناك توجهنا الى نادي درج الموارنة لتنفيذ وحدة يهودية عربية للشبيبة الشيوعية وهنا بودي ذكر حقيقة ان اتحاد الشبيبة الشيوعية الاسرائيلي عضو في منظمة اتحاد الشباب الدمقراطي العالمي منذ عام 1945 ومؤتمر الاتحاد الذي عقد في حينه في لندن وشارك فيه ممثلا عن اتحاد الشبيبة الشيوعية الاسرائيلي الرفيق ماير فلنر، وفي عام 1949، في المهرجان العالمي الثاني الذي اقيم في بودابست قررنا في قيادة اتحاد الشبيبة الشيوعية الاسرائيلي، اقامة مهرجان يهودي عربي اسرائيلي على جبل الكرمل.
وفي ذلك العام، انتخبت سكرتيرا عاما لاتحاد الشبيبة الشيوعية الاسرائيلي وعملت على تنظيم مهرجان كبير ومثير للانطباع وليس بسهولة نظمنا ذلك في تلك الظروف. وتجدر الاشارة الى ان اتحاد الشبيبة الشيوعية الاسرائيلي توسع في حينه وكبر كحركة جماهيرية يهودية عربية، وكانت المشكلة بالاساس كيف نحصل على رخص تحرك وتنقل لمئات الرفاق العرب، ولقد حصلنا عليها ولكن بشروط صعبة فقد اعطيت الرخص لثلاثة ايام فقط وكان على الرفاق العرب ان يعودوا يوميا الى بيوتهم وحتى السابعة مساء. ولقد شارك في المهرجان اكثر من الف من اعضاء الحركة، وقد كان برنامج المهرجان غنيا بالمواضيع والنشاطات والابحاث السياسية والاجتماعية وكانت برامج تربوية وفنية ورياضية وترفيهية. وفي اليوم الثالث من ايام المهرجان وقبل المساء خرجنا في مسيرة في شوارع حيفا، ولقد سرنا لاكثر من ساعتين في الهدار والكرمل وحتى الحي الالماني، وكانت مظاهرة حاشدة وموحدة وواضحة الاهداف، يهودية عربية، وكانت بمثابة مفاجأة لاهالي حيفا وقد استقبلنا عدد كبير منهم بالحفاوة والترحاب والتصفيق ولكن كان هناك ايضا من شتمنا واحتقرنا ولاول مرة في شوارع حيفا سرت في مقدمة مظاهرة حسب قرار قيادة الحركة، وعندما وصلنا الى الحي الالماني انشدنا وبقوة نشيد الاممية وبعد ذلك اعلنت عن انتهاء المظاهرة، ولكن في تلك اللحظة توجهت الى الرفيقة ايرنامير صاعقة، لا تعلن عن نهايتها، هذه المظاهرة يجب ان تتواصل حتى الصباح وتستمر، وكان في المكان الرفيق توفيق طوبي والرفيق اميل حبيبي، وغيرهما ونجحوا في التأثير عليها لانهاء المظاهرة والتفرق وانا اذكر هذه الحقائق من اجل الرد على تقدير واحد اسمه عوديد يدعي انني كذبت عندما كتبت انه في كفر قاسم قتل اكثر من 60 وحسب كتاباته الكاذبة ينكر انه اقترفت مجزرة في كفر قاسم من قبل الشرطة الاسرائيلية باوامر عليا وادعى ان المجزرة مجرد كذبة!! وهنا من الاهمية التأكيد على نشاط احتجاجي في جنين قمنا به ضد مجزرة احتلالية في جنين.
ولن اتطرق الى كل باقي الردود، وانا اتلقى باحترام كل رد حتى لو لم اوافق عليه وبودي القول لاولئك الذين جاؤوا الي وسألوني لماذا لا انشر الحقائق ولا اظهر في اجتماعات الحزب الشيوعي الاسرائيلي واتحاد الشبيبة الشيوعية الاسرائيلي وشرح كيف عملنا قبل خمسين سنة واكثر ولا جواب عندي لهؤلاء الرفاق وانا مستعد للمشاركة في أي اجتماع ولقاء ومهرجان اذا جرى تنظيمها بتصديق سكرتارية الحزب الشيوعي الاسرائيلي او اتحاد الشبيبة الشيوعية الاسرائيلي وبودي انهاء مقالي بملاحظة هامة، انا ازور والتقي وبكل المحبة مع رفاق فلسطينيين واسرائيليين ومؤخرا وفي عدة لقاءات كهذه قالوا لي وخاصة الشباب: "عوزي، جدي كان طالبا في اتحاد الشبيبة الشيوعية الاسرائيلي وانت ثقفته وعلمته كيف يناضل من اجل حقوقه واوصاني ان اواصل في هذا الطريق، المسيرة الى المستقبل والحياة".

#عوزي_بورشطاين (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات