نجوى إبراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 7185 - 2022 / 3 / 9 - 10:54
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
تعد ظاهرة العنف ضد المراة انتهاكا خطيرا لحقوق الإنسان وتشير آخر معدلات الانتشار على الصعيد العالمى أن إمراة واحدة من بين كل ثلاث نساء تعرضت إما لعنف بدنى أو عنف جنسي أو كليهما، والنساء والفتيات ذوات الإعاقة أكثر عرضة للعنف لكونهن نساء فى المقام الأول، وذوات إعاقة فى المقام الثانى, حيث تواجه الفتيات والنساء ذات الإعاقة العديد من التحديات والصعوبات التى تحول دون تمكينهن وانخراطهن فى المجتمع منها الاقصاء فى العمل وعدم الدمج فى المجتمع والحصول على الرعاية الصحية والتعليم أسوة بالجميع مما يحول دون مشاركتها الفاعلة فى المجتمع …هذاما اكدته نتائج بحث العنف ضد المراة ذات الإعاقة الذى اعده المجلس القومى للمرأة بالتعاون مع الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء .
اشتملت عينة البحث النساء الفقيرات البالغات من العمر 18 عاما فأكثر، اللاتى يعانين من اعاقة حركية أو سمعية أو بصرية أو متعددة، والمستفيدات من برنامج كرامة، واستبعدت النساء المعاقات نفسيا وذهنيا لصعوبة التواصل معهن، وغطى البحث جميع المحافظات باستثناء محافظات الحدود لصغر اعداد السكان بها، حيث اختيرت عينة عشوائية من 6000 امراة أغلبهن من الوجه القبلى خاصة الأقصر واسوان.
الإعاقة السمعية
كشفت نتائج البحث أن غالبية النساء ذوات الإعاقة السمعية حدثت لهن هذه الإعاقة منذ الميلاد 69%، بينما 22% حدثت لهن أثناء الطفولة بينما كانت نسبة اللائى ظهرت لديهن الإعاقة بعد مرحلة الشباب 35فأكثر أعلى من اللائى ولدن بالإعاقة بين النساء ذوات الإعاقة الحركية والبصرية أو المتعددة, وهناك 38% من النساء ذوات الاعاقات المتعددة, و28%من النساء ذوات الإعاقة الحركية لا يستطعن العناية بأنفسهن, و29% منهن يستخدمن الاجهزة المساعدة مثل: الكراسى المتحركة، العصا البيضاء وسماعة الاذن أو الاطراف الصناعية .
وذكرت نحو 7%ذوات الإعاقة المتعددة، و6% ذوات الإعاقة الحركية أن اعاقتهن حدثت نتيجة تعرضهن للعنف.
وأوضح البحث أن النساء ذوات الإعاقة المستفيدات من برنامج كرامة لديهن شرائح متعددة من التمييز فبالاضافة الى اعاقاتهن وفقرهن فإن معدل الأمية بينهن مرتفع وهو أعلى بكثير من المتوسط بالنسبة للنساء عموما الذى بلغ نحو 27% فى حين أن النسبة بين النساء ذوات الإعاقة ترتفع الى 53% لا يمكنهن القراءة أو الكتابة، رغم أن النساء ذوات الإعاقة فى حاجة الى التعليم حتى تتمكن من اعالة نفسها، وتعليم المرأة المعاقة يجعلها تتعامل مع اعاقتها على انها صعوبة وليست عائقا، ووفقا للنتائج التى رصدها البحث كان ما يقرب من 5%فقط من المشاركات فى الدراسة يعملن فى القطاع غير الرسمى و15% يعملن فى الماضى -لا يعملن حاليا -والغالبية العظمى لا يعملن بنسبة 80,6%.ونصف النساء المشاركات فى الدراسة متزوجات, و44% لم يسبق لهن الزواج .
الظروف السكنية
وتعكس الظروف السكنية غير الملائمة أنواع العقبات الرئيسية التى تواجه النساء ذوات الإعاقة فتشير البيانات انه يوجد تفاوتات جغرافية فى غير صالح نساء الوجه القبلى فرغم أن أغلبهن يعشن فى منزل ريفى مستقل الا أن 24% منهن فى الوجه القبلى لديهن مراحيض متصلة بشبكة الصرف الصحى، وكانت نسبة النساء اللائى أفدن أن دورة المياه أو المطبخ فى مساكنهن مشتركة مع اسرة اخرى أعلى فى الوجه القبلى,ورغم أن 57% من النساء فى الدراسة يعشن فى منزل يحتوى على غرفتين للنوم الا أن عدد الغرف يعتمد على عدد الاشخاص بكل غرفة، كما أن المستفيدات من برنامج الدعم النقدى كرامة أغلبهن من الوجه القبلى المنطقة الأكثر حرمانا فى مصر، وهؤلاء النساء لديهن مستوى منخفض من الثقة فى النفس وتقدير الذات,وهذه العوامل تزيد من تهميشهن وتعرضهن للعنف.
واشار البحث الى أن نسبة كبيرة من النساء اللائى كن يرغبن فى الانجاب ولكن ازواجهن لا يرغبون، اجبرهن ازواجهن على عدم الانجاب وتعرضن لضغط وعنف الزوج بنسبة 46% من خلال الضرب أو التهديد بالطلاق، و2% تعرضن لضغط من أهل الزوج, فى حين ان 12% من النساء اللائى لم يكن يرغبن فى الانجاب الا ان ضرب الزوج وعنفه كان سببا للانجاب,وأكد البحث أن قدرة النساء ذوات الإعاقة على القراءة والكتابة لها تأثير ايجابى ملحوظ فى سلطتهن على اتخاذ القرارات المتعلقة برعايتهن الصحية والانجابية.
ختان الاناث
وكشف البحث أن الممارسات التقليدية الضارة أكثر شيوعا بين النساء كبيرات السن والمقيمات فى صعيد مصر والأميات، والنساء اللائى حدثت اعاقتهن بعد مرحلة الشباب، والنساء ذات الإعاقة البصرية، فهناك نحو 80% من المشاركات فى البحث تعرضن للختان، وأغلبهن من النساء اللائى حدثت لهن الإعاقة بعد مرحلة الشباب، اى أن هناك علاقة واضحة بين ممارسة هذه العادة وبداية حدوث الإعاقة، حيث كان اقل معدل لختان الاناث بين النساء اللائى ولدن باعاقة بنسبة 68%,فى حين انها سجلت النساء اللائى حدثت اعاقتهن بعد مرحلة الشباب اعلى نسبة 93%, ويرجع هذا الانخفاض الى اعتقاد البعض بان الفتيات اللائى ولدن بالإعاقة ليس لديهن أفكار أو مشاعر أو تجارب جنسية، ولن يتعرضن للاستغلال الجنسى وبالتالى لا يحتجن الى الحماية التى يوفرها الختان من وجهة نظر الأهل، ونحو 14% من المتزوجات اجبرن على الزيجة، ونحو 18% تزوجن قبل بلوغهن سن 18 سنة ويرجع الانخفاض فى هذه النسبة الى النساء ذوات الإعاقة ينتظرن اطول وقت للعثور على زوج.
العنف الزوجى
اما العنف من الزوج فشهدت نحو ثلث النساء انهن يشعرن بالخوف من ازواجهن احيانا، و25% يشعرن بالخوف طوال الوقت، وادلت النساء المطلقات انهن تعرض لمختلف انواع الممارسات التحكمية والسيطرة المالية من ازواجهن السابقين، وافاد 16% من النساء انهن يتعرضن الى ثلاث أنواع على الاقل من السلوكيات التحكم المالى ومنها الاجبار على المشاركة فى نفقات الاسرة, ورفض اعطاءها ما يكفى من النفقات، او اخذ اموالها بالعنف او منعها من العمل حيث اشار نحو 10% الى أن ازواجهن كانوا يمنعوهن من العمل، فى حين وافق 38% من النساء على مبررات ضرب الزوج لزوجته.
عنف الزوج
وكشف البحث أن ما يقرب من ثلث النساء تعرضن للعنف البدنى أو الجنسى على يد الزوج 32% تعرضن للاصابة نتيجة هذا العنف، ونحو ثلثى هؤلاء النساء تعرضن للاصابة أكثر من مرة بنسبة 64%, واحتاج نحو 66% منهن الى خدمة طبية، فهناك نحو 61% من النساء البالغات 18 سنة فأكثر والسابق لهن الزواج تعرضن لبعض اشكال العنف على يد الزوج 54% لعنف نفسى,34% لعنف قائم على الإعاقة,20% لعنف جنسى، و14% عانين من الانواع الاربعة، و13%من النساء اللائى حملن تعرضن للعنف خلال فترة الحمل، ويعتقد نحو 13% من ضحايا العنف الزوجى أن اعتمادهن على ازواجهن فى اداء الانشطة اليومية له تأثير فى تعرضهن للعنف، ويعتقد 22% ان اعاقتهن اثرت فى تعرضهن للعنف.
أفراد العائلة
واضح البحث أن أكثر من خمس النساء 32% اللائى تعرضن لعنف نفسى أو بدنى أو عنف قائم على الإعاقة كن يعتمدن على الجانى فى تلبية الاحتياجات الاساسية للحياة اليومية، واكدت خمس هؤلاء النساء أن اعتمادهن على مرتكب العنف كان له تأثير فى تعرضهن للعنف، حيث تعرض نحو 48% من المشاركات فى الدراسة الى شكل من أشكال العنف من افراد العائلة فهناك 35% تعرضن لعنف نفسى، و28% لعنف قائم على الإعاقة و10% لعنف جنسى، و8% للتحرش الجنسى، و3% لهتك العرض، و15 حالة تعرضن للاغتصاب، و7% تعرضوا لكل انواع العنف، وارتكب معظم العنف النفسى والبدنى من افراد العائلة خاصة الاب، اما العنف الجنسى ارتكب من افراد خارج العائلة، ومع ذلك تعرض بعض النساء ضحايا العنف الجنسى لهذا العنف من المحارم من الاب بنسبة 2%,والاخوة بنسبة 1%,وزوج الام 2%.فهناك امراة تم اغتصابها من قبل والدها فى عمر 15 عام, وامراتان من قبل اخواتهن
وكثير من النساء اللائى تعرضن لهذا العنف لم يكشفن عنه لاى شخص وهو الامر الذى يؤدى الى زيادة المجال للعنف الجنسى، كما تعرض نحو 8% من المشاركات الى التحرش الجنسى من قبل افراد العائلة او فى الاماكن العامة .
وخلص البحث الى أن النساء صغيرات السن أقل من 20 سنة والنساء القاطنات فى المحافظات الحضرية اكثر عرضة للعنف فى الاماكن العامة، وكذلك النساء اللائى لديهن اعاقة بصرية، و66% من النساء اللائى تعرضن للعنف فى الاماكن العامة لم يتخذن اى اجراء للمواجهة.
#نجوى_إبراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
