أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد الرحمن دويدة - هل نعرف معنى الإسلام؟













المزيد.....

هل نعرف معنى الإسلام؟


عبد الرحمن دويدة

الحوار المتمدن-العدد: 7183 - 2022 / 3 / 7 - 23:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ما هو الإسلام؟
.
إن برجوعنا لكلمة إسلام لغويا، فإنها على وزن (افعال)، ما يعني أن كلمة (مسلمين) هي على وزن (مفعلين). لكن (مفعلين) لأي شيء بالضبط؟ أو (افعال) ماذا بالضبط؟ أي أن نكون السبب في ماذا بالضبط؟
هنا نعود ونبحث لجذر الفعل: وهي (سلِم)، ليصبح الإسلام هو افعال (السلم)
.
مثال توضيحي:
• اصلاح: أن نكون سببا في نشر الصلاح، والفاعل يسمى (مُصلح)
• إفساد: أن نكون سببا في فساد شيء، والفاعل يسمى (مُفسد)
• إسلام: أن نكون سببا في السلم، والفاعل يسمى (مُسلم).
.
فالمسلمون إذن تعني: المفعلون للسلم.
(أن الدين عند الله الاسلام): تعني إن قانون الله هو (افعال السلام)
لكن هل هناك أدلة أو قرائن تساند هذا القول؟ أي نعم: 👇
.
#القرينة الأولى:
جاء في القرآن: (أفنجعل المسلمين كالمجرمين)؟ .لماذا قال (المجرمين) ولم يقل الكفار؟ ما يعني أن عكس كلمة مسلم هي (مجرم) وليس (كافر)، لأن كافر هي عكس كلمة (شاكر). يعني مسلم = ليس مجرما= مسالم.
.
#القرينة الثانية:
جاء في القرآن: في قصة النبي سليمان: (ألا تعلوا علي واتوني مسلمين): أي مسالمين وغير محاربين، فبلقيس وجنودها لا فكرة لديهم عن الاسلام كديانة، حتى يأمرهم بأن يأتوا إليه مسلمين (موحدين)، إنما كان لها جيش يريد أن يحارب سليمان فقالوا (نحن أولو قوة والأمر إليك فانظري ماذا تأمرين): فكان أمر سليمان لها (وأتوني مسلمين: أي مسالمين غير محاربين). فكان ردها (إني مرسلة إليهم بهدية) وهو رد سلمي. وهذا هو (الإسلام). كما أن سليمان لم يخبرها أنه رسول الله، بل كان تعاملت معه كحاكم (مؤمن) لدولة، كما يمكن أن نستنتج من قوله (ألا تعلوا علي)، بأن التعالي ليس من الإسلام. حتى ولو كان ذلك باسم الاسلام.
.
#القرينة الثالثة:
جاء في القرآن: (فان توليتم فما سألتكم من أجر إن أجري إلا على الله وأمرت أن أكون من المسلمين) فسياق الآية يحكي عن موقف سيتخذ في حال لم يؤمنوا به، وهو أنه مأمور بأن يكون من المسلمين، وليس من المحاربين الذين يكرهون غيرهم على الإيمان.
.
#القرينة الرابعة:
مما يوصف بأنه من القرآن الضائع هو ما جاء في الحديث عن أبي بن كعب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له إن الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن فقرأ عليه {لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب} قال وقرأ فيها: (إن الدين عند الله الحنيفية السمحة). وهذا يعني أن الإسلام = الحنفية السمحة. أي البعد عما سوى الله بطريقة سمحة مسالمة لمن هم على غير ذلك.
.
#القرينة الخامسة:
إن الإسلام ليس منظومة معلبة يرثها الانسان، وليس لقبا يطلق على الانسان منذ أن ولادته، بل هو آخر ما يختتم به الانسان جهده في الارتقاء وتعامله مع غيره، ففعله هو من يحكم عليه، فقد جاء في القرآن: (ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين)، فالقول بأنك مسلم هو آخر ما تتفوه به، بعد أن تدعوا إلى الله، بالعمل الصالح (الدعوة الصامتة)، الذي هو من سيحدد إن كنت مسلما أم لا.
إن الإسلام لا يعني أن تؤمن بالرسول، بل يكفي فيه أن تؤمن بالله، واليوم الآخر، وتعمل صالحا، وإيمانك بالله هنا ليس لأجل الله، بل لأجل أن يساعدك ذلك في تحقيق السلام، احتراما لذاتك ولغيرك.
إن قول الله (وجاهدوا في الله حق جهاده) يعني أن هناك (جهاد حق) و (جهاد باطل)، فالجهاد الحق، هو جهاد النفس والسعي لصناعة السلم مع النفس والناس، أما (جهاد الباطل) فهو ما خافت منه الملائكة وتوجست (يفسد فيها ويسفك الدماء). تحت أي شعار، فالقتل والاعتداء ولو كان في سبيل الله فهو باطل.

وقد جاء في الحديث (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده)، وبرجوعنا لما شرحناه، سيكون معني الحديث: (المسالم هو من سلم المسالمون من لسانه ويده) فمن سالمنا سالمناه ومن اعتدى علينا ندافع عن أنفسنا تجاهه ونرد عليه بالمثل. ففي الإسلام يمنع الاعتداء اللفظي والجسدي. أي تمنع الإهانة النفسية والجسدية، فكن مسالما: تكن مسلما. فذلك هو دين والفطرة التي فطر الله الناس عليها (حب السلامة).

.
والله أعلم



#عبد_الرحمن_دويدة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...
- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...
- بالفصح اليهودي.. المستوطنون يستبيحون الينابيع والمواقع الأثر ...
- صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها ...
- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد الرحمن دويدة - هل نعرف معنى الإسلام؟