أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - صلاح حسن الساعدي - لواحيك الحروب














المزيد.....

لواحيك الحروب


صلاح حسن الساعدي

الحوار المتمدن-العدد: 7180 - 2022 / 3 / 4 - 14:04
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


كانت تسمية لواحيك تطلق على العاطلين عن العمل الذين يحصلون على طعامهم من خلال جمع ما يسقط من صناديق الفواكه والخضروات في (علوة المخضر ) بعد حملها على الاكتاف من قبل العتالين ووضعها في عربات تجرها خيول قبل ذهابها لبائعي الفواكه والخضروات في الأسواق الشعبية, ومفردها لاحوك. يذكر ان السبب الحقيقي لهذه للتسمية تعود بسبب هرولة هؤلاء الاشخاص خلف العربات التي تجرها الخيول منتظرين ان يسقط منها شيئا قبل ان تبتعد عن المورد الكبير للأسواق الشعبية الصغيرة.
لواحيك الحروب ذكروني بلواحيك علوة المخضر. ذكر انني عندما سافرت الى الأردن في نهاية التسعينات سكنت بالقرب من عائلة اردنية تتكون من لرجل كبير بالسن ملتحي وزوجه تلبس النقاب وطفل صغير يبدو انه ابنهم. كنت اسمع أنفاسه وهو يلهث وهو يمر اماي بسبب ثقل جسمه وسنه وهي تحاول ان تقصر من خطواتها الرشيقة وكن أتساءل كغيري من الجيران عن سبب ضربه لها يوميا؟! حتى انتهى به المطاف موقوفا بسبب عنفه ضدها وبعدها عرفت انها لاجئة بوسنية الجنسية تزوجها قبل سنوات حين دعا رجال الدين من على منابر الجوامع الأردنية لحملة انقاذ البوسنيات اللاجئات من خلال الزواج بهن فهب لواحيك الشعب الأردني الشقيق مستغلين حرب البوسنة الهرسك حيث تم احضار أكثر من الف عروس للفاشلين والمنبوذين اللواحيك..
في عام 2003 عندما دخلت القوات الامريكية البرية من الأراضي الكويتية للعراق والطائرات الامريكية من قاعدة العديد الامريكية في قطر مع بعض القوات التي تسللت من الأردن تحسبا لفرار قادة عراقيين للأردن. و بعد اعلان سقوط نظام صدام وحل الجيش العراقي واقصاء حزب البعث المجرم انقسهم الشارع العربي بين مؤيدا ومناهضاً للحرب ولكن ما اثار غضبي حينها ان احد الكتاب السعوديين كتب في صحيفة عكاظ مقالا اقتبس منه هذه الكلمات (والان وبعد سقوط بغداد علينا استقبال اللاجئات العراقيات وتوظيفهن كخادمات لدينا بعد وطرد الخادمات الاثيوبيات والفيتناميات،على الأقل انهن مسلمات ومعروفة المرأة العراقية انها ماهرة بالطبخ والاشغال المنزلية, أو كزوجات لكبار السن من السعوديين ) هذا لاحوك مثقف..
في عام 2011 عندما بدأت الازمة السورية ازداد عدد لواحيك الحروب ينتظرون السوريات اللاجئات ليمتهن البعض مهنة الخاطبة لتزويج الصبايا السوريات م القاطنات بمعسكر مخيم الزعتري من العجائز مستغلين الظروف القاهرة للعوائل السورية وبالفعل حصلت زواجات لبنات بعمر عشر سنوات حتى أصدرت الحكومة الأردنية قرارا صارما بحبس وغرامة من يتقرب من المعسكر بغاية الحصول على زوجة فصدم لواحيك الحروب بقرار صارم.
اما بالنسبة للعراقيين فالكثير من اللواحيك فرحوا أيضا بالأزمة السورية من اجل الصبايا متناسيا ان هناك الكثير من العراقيات تقطعت بهن السبل وأصبحن هدفا للواحيك الحروب خصوصا بعد دخول داعش الإرهابي لمناطق عراقية عديدة وفي هذه الحالة يجب ان تضع نفسك بمكان عوائل النساء اللاجئات.
الحكاية لم تنته بعد فاللواحيك في تزايد مستمر وظهروا جلياً في الازمة الروسية الأوكرانية بعد قرار بوتن بدخول أوكرانيا من عدة محاور فنراهم يتراقصون كالقردة امام شاشات موبايلاتهم منتظرين الاوكرانيات للظفر بهن وبدأ الحديث عن استقدامهن كخدامات. المثير بالأمر ان هذه المرة أكثر الناس تحمسا للأوكرانيات هم العراقيين والسوريين متناسين ان ما يجري على الاوكرانيين قد جرى على شريحة من بنات بلدهم وعوضا عن التفكير بصورة إنسانية جاء فكرة استقدام الاوكرانيات كخادمات او زوجات، ولكن يبدو ان لا نهاية هناك للواحيك الحروب.

صلاح الساعدي / النرويج



#صلاح_حسن_الساعدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - صلاح حسن الساعدي - لواحيك الحروب