أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم محمد تقي - الكذبة الكبرى















المزيد.....

الكذبة الكبرى


كاظم محمد تقي

الحوار المتمدن-العدد: 7163 - 2022 / 2 / 15 - 23:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بحكم المتغيرات الدولية التي تحاصر أمريكا وحلفها الامبريالي، وفي الوقت الذي استردت فيه روسيا عافيتها العسكرية ونجحت في تقليص التأثيرات الكبيرة للعقوبات الامريكية والاوربية على الاقتصاد الروسي ، ونجاحها بتكريس نفسها كلاعب دولي مهم عسكرياً وسياسياً ، خاصةً بعد تواجدها في سوريا ودورها في مساعدة الحكومة والشعب السوري إلى جانب ايران وحزب الله ضد الإرهاب المسلح والمحافظة على تماسك الجزء الأكبر من الوطن السوري وافشال المشروع الغربي الصهيو امريكي بتفكيك سوريا إلى مقاطعات تنهي سوريا الدولة والموقع الجيوسياسي ، وإلى جانب ما سبق فأن لصعود الصين اقتصادياً وتكريس دورها الريادي العالمي وتطور قدراتها العسكرية إلى مستويات متقدمة ، إضافة إلى تمكنها من محاصرة التأثير السلبي للعقوبات الامريكية المفروضة على بعض قطاعات الاقتصاد الصيني ، ونجاحها في توسيع سوقها ومساحة استثماراتها ، والتحدي العسكري الواضح للتواجد العسكري الأمريكي في بحر الصين الجنوبي وحول تايوان بحراً وجواً ، إن هذا النجاح والصعود الصيني ترك بصماته السياسية والاقتصادية والعسكرية على الخريطة الدولية وتوازن القوى المتبلور والذي ساهم بوضوح أعمق للمتغيرات الدولية وبتكريسها، بالترافق مع توسع المقاومة السياسية والعسكرية لحركات شعبية ودول وطنية وبروز تكتلات دولية اقتصادية وسياسية ، وانبثاق ونمو محاور جبهوية عسكرية ، نجحت في عملية الردع والفعل العسكري المؤثر بعد ان اسقطت مشاريع إقليمية كبيرة ، كانت لو نجحت لأتاحت السيطرة والتحكم الصهيوامريكي بمنطقتنا بالكامل وكانت لأخرتْ لسنيين طويلة تكريس تعددية الأقطاب.


بحكم هذه المتغيرات وتفاعلاتها على الساحة الدولية وخاصة الجيو سياسي، استشعرت وتستشعر أمريكا بقرب نهاية امبراطوريتها، حيث يدفعها الخوف من نهاية هيمنتها إلى فعل الكثير الذي تحتاجه في محاولة لتجنب خسارتها لمقامها كإمبراطورية مهيمنة وتحولها إلى قطب دولي ضمن مجموعة من الأقطاب الدولية ، لكن كل ما تفعله من حروب واشباه الحروب وافتعال الثورات الملونة وقيام غرفها السوداء بافتعال الازمات وخلق المنظمات الإرهابية وانعاش العصابات في بعض الدول ، كل ذلك يستنزف وبنفس الوقت يُسرّعْ في نهاية هيمنتها وتكريس التعددية القطبية الضرورية لبناء نظام عالمي افضل يعبر عن حقيقة توازن القوى الجديد.

لقد كان للموقف السياسي والعسكري الروسي الاخيرما يؤكد ما ذُكر، حيث حاولت أمريكا محاصرة روسيا بشكل مستمر واستفزازي كجزء من مخاوفها لنهاية هيمنتها وذلك عبر دول اوربا الشرقية وعبر أوكرانيا ومن خلالها وعبر جس النبض الروسي بضم جورجيا سابقاً وأوكرانيا حالياً لحلف الناتو، وبنفس الوقت الذي بدأت فيه روسيا بوضع خطوطها الحمراء ومطالبة الناتو كذراع عسكري للحلف الغربي بتغيير عقيدته العسكرية في اوربا الشرقية وبعدم التوسع شرقاً وبعدم التفكير بضم اوكرانيا كما حاولوا سابقاً مع جورجيا.
وكجزء من محاولة تكريس القوة والهيمنة , لجأت الولايات المتحدة وبعض حلفائها إلى التغطية على اقتراب الناتو من حدود روسيا ومحاولة محاصرتهِ وهي القضية الأساسية في الأزمة الحالية, حيث أججت أمريكا وحلفائها وبماكنةٍ اعلامية ضخمة ، مترافقة مع نفاق ودَجل سياسي وأعلامي وتهويل ضخم بكذبة الغزو الروسي الوشيك لأوكرانيا، أضافةً للحرب الدبلوماسية الواسعة ، وأضافهً إلى التطبيل النظري والفكري لمعاهد الدراسات والمؤسسات الفكرية والسياسية الاستراتيجية الغربية والأمريكية منها بشكل خاص, والتي صاغت ووضعت الدراسات الخاصة بحقوق الدول في اختيار حلفائها والانضمام إلى الاحلاف العسكرية وطلب الحماية خاصة ضد دولٍ (شيطانية) كروسيا .

إن حجم الكذب والتضليل الإعلامي ونشر المعلومات الاستخبارية الملفقة حول احتمالية الغزو الروسي لأوكرانيا، وتضخيم حجم الحشود الروسية على الحدود مع أوكرانيا، هو لخلق حالة من الرعب الأمني لدول غرب أوربا وشرقها وكذلك لدول شمال أوربا مثل السويد والنرويج وفنلند والتي بدأت فيها أحزاب الوسط واليمين تغني وترقص على الالحان الامريكية عبر طرح موضوع الانضمام لحلف الناتو وزيادة المخصصات الدفاعية ، والدعوة لمساعدة أوكرانيا اقتصاديا وعسكرياً.
وفي وسط هذا التهويل والترويع للتغطية على جوهر الأزمة الحقيقية وللتغطية على مطالب روسيا للضمانات الامنية والعسكرية، ولتكريس الكذبة الكبرى بأن ما يجري هو محاولة روسية لغزو أوكرانيا وتهديد الأمن الأوربي، فأن بعض الدول الأوربية سلكت طريق الحوار والتهدئة لمعرفتها بالدوافع الامريكية وعواقبها أوربياً وإقراها بحق جميع الدول بالأمن .

إن سياسة النفس الطويل والتكتيك الحكيم والحزم الميداني ووضوح ونشر ما هو مطلوب من أمريكا وحلفها العسكري كضمان أمني وانكشاف زيف الادعاءات الامريكية، حدا بدول مثل المانيا وفرنسا إلى محاولة ترطيب الأجواء ولعب دور الوسيط وهذا يؤكد ان التهويل الأمريكي لم يعد يلقي آذاناً صاغية إلا عند بعض الرؤوس الحامية في بعض دول أوربا الشرقية التي استقبلت بضعة آلاف من الجنود الأمريكان.
إن التهويل الامريكي لتكريس الكذبة الكبرى بالغزو الروسي لأوكرانيا والحشد السياسي والاعلامي والعسكري, مرتبط ايظاً بتطورات العلاقة الروسية الصينية بعد زيارة الرئيس الروسي للصين ولقائهِ الرئيس الصيني في الرابع من شباط 2022 والتي تعتبر نقطة تحول في العلاقة الروسية الصينية وتأثيرها وأمتداداتها الدولية ودلك بتوقيع واصدار الأعلان المشترك بخصوص دخول العلاقات الدولية عهداً جديداً مع" التنمية المستدامة" , أضافة إلى الدعوة الواضحة " بتولي المجتمع الدولي الزعامة " في ظل المتغيرات العالمية وفي مجالات واسعة واساسية من حياة البشر على كوكبنا.
إن الولايات المتحدة وحلفها السياسي وذراعها العسكري يدركون جيداً ويسمعون جيداً أجراس الخطر الصامتة لنهاية الهيمنة وتكريس التعددية التي سَتلَد نظاماً عالمياً جديداً مهما طال الزمن , لذلك فأن أمريكا وحليفتها بريطانيا العجوز يستميتون وبكل الأشكال والأتجاهات للتغطية على متغيرات كبيرة وللظهور بمظهر القوة لتغطية الضعف, وبنفس الوقت الابقاء على ثقة الحلفاء والتوابع بقدرة امريكا والناتوعلى الحماية والتأثير.



#كاظم_محمد_تقي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الليبرالية العارية
- الخيار الواجب


المزيد.....




- -يتضمن تنازلين لحماس-.. تفاصيل المقترح القطري بشأن وقف إطلاق ...
- مصر.. فيديو لشخص يضع طعاما -مسمما- للكلاب الضالة والداخلية ت ...
- -الطائرات المسيرة تحلق كأسراب النحل-.. كييف تتعرض لهجوم غير ...
- بسبب اتهامات باستخدام الكيميائي.. النيابة العامة الفرنسية تط ...
- السوداني في بلا قيود: النظام في إيران ليس ضعيفاً
- سوريا تتطلع للتعاون مع واشنطن للعودة إلى اتفاق فض الاشتباك م ...
- شاهد.. هندرسون القائد السابق لليفربول يبكي زميله جوتا
- الفلاحي: كمين الشجاعية عملية عسكرية متكاملة عكست قراءة دقيقة ...
- اجتماع عاصف للكابينت وتوقعات بإعلان اتفاق غزة الاثنين بواشنط ...
- لماذا يتصرف طفلك في عمر الثالثة كمراهق؟


المزيد.....

- نقد الحركات الهوياتية / رحمان النوضة
- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم محمد تقي - الكذبة الكبرى