أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر العوادي - العراق ما بعد كورونا














المزيد.....

العراق ما بعد كورونا


جعفر العوادي

الحوار المتمدن-العدد: 7162 - 2022 / 2 / 14 - 10:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


" لقد تغير العالم... وأن غدا لن يشبه اليوم" ، هذا ما قاله الرئيس الفرنسى،ماكرون، بعد جائحة كورونا، مكررا ما قاله مستشار الأمن القومى الأمريكى الأسبق، هنرى كيسنجر، الذي يرى بأن " فيروس كورونا سيغير النظام العالمى إلى الأبد" هذه الكلمات والتى صدرت عن قادة ومفكرين من شرق العالم وغربه ووسطه، تظهر بوضوح أن التغيير القادم سيكون هائلا؛ فهناك تصورات، تداعيات وآفاق، ولكن أين العراق منها؟ ستنتهي كورونا عاجلاً ام آجلاً ولكن السؤال هل سيعود العراق كما كان قبل فايروس كورنا أم ستكون كورونا مرحله توقف ومحطه تغيير آخرى في حياة العراق والعراقيين ؟
ليس بالامكان الخروج بمعادلة نهائية متوازنة ثابتة تعوض البشرية التي تجاوز عدد سكانها الـ7 إلى 8 بلايين نسمة شعورا آمنا، واستقرارا منتجا للرخاء وللرفاهية في عالم مابعد كورونا ، خاصة وأن حالات عدم التيقن بصورة المستقبل القادم للعراق وللكثير من دول العالم ليست واضحة بدرجة تكفي للتنبؤ بمستقبل واعد ذا تحديات كثيرة غير محددة بشكل دقيق .
قدمت لنا أزمة كورونا صورة آخرى من الضعف العالمي للكيانات الدولية التى تربط بهشاشة أجزاء مهمة من النظام الأمني الصحي العالمي ومن ورائه النظم السياسية – الاقتصادية والاجتماعية ليس فقط في العراق بل في دول متقدمة على رأسها الولايات المتحدة الامريكية والصين ودول الاتحاد الاوروبي والمملكة المتحدة وأخرى سائرة بطريق النمو سابقة للعراق كثيرا في درجة تطوره.والعراق شأنه كبقية الدول التي لم تحسن بعد الاستفادة جيدا من مصادر قوتها المادية والاقتصادية (نفط ،غاز طبيعي وبتروكيميائيات وموازنات كانت تعد إنفجارية سابقا) في تعزيز قوتها السيادية الوطنية في ظل عالم يمر بتحولات درامية جيو-استراتيجية .
فى ضوء هذه التغيرات الاجتماعية والاقتصادية الكبرى والمتسارعة التى أحدثها وباء كورونا، تتشكل عالميا ظاهرتان مهمتان لهما أثر كبير على العالم النامى، وهما: تصاعد صراع القوى الكبرى على قيادة العالم، وانشغال تلك القوى بنفسها وانغلاقها، إلى حد كبير، نحو الداخل.
في الوقت الذي عجزت فيه دول كبرى انظمتها الصحية عن مواجهة هذا الوباء العالمي...نتوقع ان العالم ما بعد كورونا سيشهد ولادة نظام عالمي جديد وان كان هذا سيستغرق وقتاً طويلاً ، تكون الصين الركن الاساسي فيه؟
هذه المتغيرات توفر فرصة نادرة لصياغة نظام عالمى جديد أكثر عدلا؛ إذا إن التفاوض فى هذه الحالة لن يكون بين منتصر ومهزوم، بل سيكون بين مهزوم ومهزوم جدا. هذا الوضع يوفر فرصة نادرة للعالم النامى للضغط لصياغة نظام دولى أكثر عدلا من الناحية الاقتصادية والاستراتيجية. ومن هنا نحن كعراق وعراقيين وكجزء من العالم يجب ان تكون هذه التطورات وما هو متوقع نصب أعيننا سواء كنا اكاديميين أو نخبة سياسية أوالقائمين على الدولة العراقية وان لا تكون نظريات المؤامرة الشغل الشاغل في تفكيرنا بل نستثمر ذلك في تطوير وتنمية قدراتنا
لنعود مرة آخرى على الساحة العاملية ، لنكون دولة ذات سيادة ، نعم كورونا أعطتنا فرصة للتوحد والتعاون والتكاتف لمحاربة أحد أعداء البشرية ...فالخلافات جميعها تصغر أمام هذا التحدي الجديد...والعالم بصورة عامة والعراق بصورة خاصة يستطيع التغلب بشكل أسرع عليه اذا كان للشعب العراقي الثقافة والوعي بصعوبة المرحلة ، وللنخبة السياسية الارادة في تصفية الخلافات والاطماع والمنافع الشخصية وإبعادها عن مصلحة الوطن العراق " عراقنا ".
نعم تكمن أولى خطوات الحلول في توفر الارادة السياسية للتغيير بالتوازي مع توفير الامكانات الاساسية للعلاج ضمن خطة شاملة جيوسياسيا لاحتواء الجائحة ، والأخذ بالاعتبار دروس الماضي من كوارث أودت بحياة الملايين او الآلاف ، والتي تعمل على تغيير التركيبة السكانية للدول .
ويأتي ثاني الحلول في النظر والتمعن في الملف الزراعي للعراق ، إلا يجب ان تصبح العراق ذات اكتفاء ذاتي زراعي ؛ ووفقا للجهاز المركزي للإحصاء، فإن استيراد العراق من السلع الغذائية والمحاصيل الزراعية يبلغ 12.4 مليار دولار سنويا من إجمالي الاستيراد الذي يتجاوز 40 مليارا، ولا تمتلك القطاعات الإنتاجية القدرة على منافسة البضائع المستوردة بسبب عدم تنفيذ قانون التعرفة الجمركية لفترة طويلة، بالإضافة إلى سعر صرف الدولار الذي يخدم البضائع المستوردة.
كما تعلن وزارة الزراعة بين فترة وأخرى عن اكتفاء ذاتي من المحاصيل الزراعية ولكن الاكتفاء يكون لفترة زمنية محددة وليس طوال السنة، وبعد فترة تمنح التراخيص لاستيراد المحاصيل الأساسية التي تحتاجها المائدة العراقية، بالاضافة إلى تقلص مساحة الأراضي الصالحة للزراعة نتيجة تحويل البساتين إلى بيوت سكنية. والحل ممكن أن يكون في منح خريجين كليه الزراعه قطع اراض مؤهله للزراعه ضمن خطط زمنية تضعها الوزاره لعودة النشاط الزراعي مرة آخري
العراق مابعد كورونا نريده ؛ عراق رائد من حيث العدالة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية الذي كفلها الدستور العراقي ، وهذه المعايير الأساسية لو تم كتبتها من قبل الجهات المعنية ووضع الخطط الخاصة بعين الاعتبار لطبيعة مكونات الوطن العراقي.
وفي الختام ؛ نحتاج عراق ذات تركيبه سكانيه وطنية لا طائفية ولا دينية ، نحتاج عراق يمتلك الاكتفاء الذاتي من حيث الصناعات والزراعه ونشط تجاريا في إقليمه ، نحتاج عراق قوي ذو أمن وأمان من خلال تطوير الجانب العسكري ووضع خطط واضحه كالخطة الخمسية على الاقل . نحتاج تطبيق القانون وتحقيق العدالة والنزاهة ومحاسبة الفاسدين مستقبلاً . حفظ الله العراق وطنا وشعبا .



#جعفر_العوادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- ما أوجه التشابه بين احتجاجات الجامعات الأمريكية والمسيرات ال ...
- تغطية مستمرة| إسرائيل تواصل قصف القطاع ونسف المباني ونتنياهو ...
- عقب توقف المفاوضات ومغادرة الوفود.. مصر توجه رسالة إلى -حماس ...
- أنطونوف: بوتين بعث إشارة واضحة للغرب حول استعداد روسيا للحوا ...
- مصادر تكشف لـ-سي إن إن- عن مطلب لحركة حماس قبل توقف المفاوضا ...
- بوتين يرشح ميشوستين لرئاسة الوزراء
- مرة أخرى.. تأجيل إطلاق مركبة ستارلاينر الفضائية المأهولة
- نصائح مهمة للحفاظ على صحة قلبك
- كيف يتأثر صوتك بالشيخوخة؟
- جاستن بيبر وزوجته عارضة الأزياء هيلي في انتظار مولودهما الأو ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر العوادي - العراق ما بعد كورونا