سليم مطر
الحوار المتمدن-العدد: 7158 - 2022 / 2 / 10 - 21:51
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
ما الفـــرق بين(الطاقـــة) و(الـــــــروح) ؟؟!!
على الاقل منذ قرنين وبداية الحداثة الغربية، لا زال محتدما الجدال في جميع مجتمعات الارض، بين هذين الطرفين:
ـ (العلمويون: عبّاد العلم): الذين بأسم (العلم والعقل) يدّعون الايمان فقط بـ(الوجود المحسوس)، اي الذي نستطيع ان ندركه بحواسنا الخمسة: اللمس والنظر والسمع والذوق والشم. ويعرفون (المادة) بأنّها أي شيء له كتلة ويأخذ مساحة، ويتكون على الاقل من(ذرّة) واحدة.
ـ( الدينيون) و(الروحانيون خارج الدين): الذين يؤمنون بأن هنالك(روح) تسير الكون، بما فيها الاحياء. وجميع(الارواح) مصدرها(روح كونية) أي: (اله) ، او (عقل او قوة مطلقة، خالقة ومخططة).
لكن منذ قرن (مع انشتاين، والفيزياء الكمية) واجه (العلماء) مشكلة (الطاقة: الضوئية والحرارية والكهرومغناطيسية .. الخ)، إذ عرفوها بأنّها :إحدى خصائص المادّة، والتي يُمكن تحويلها إلى أحد الأشكال الآتية: العمل، أو الإشعاع، أو الحرارة. أي ان (الطاقة)، رغم انها موجودة ونعيش بفضلها، لكنها ليست(مادة)، فليس لها كتلة ولا يمكن وزنها ولمسها. ويقولون انها (حركة الجسيمات وانتقالها على شكل مويجات غير مادية: الفوتانات) ؟!
ان اكبر دليل على انها(ليست مادة) لنعاين(طاقة الضوء) فهي تمر عبر(الزجاج) دون ان تكسره؟؟!!! وايضا(موجات الراديو والصورة) التي تنتقل عبر الفضاء بين محطات التلفزيون والهواتف وغيرها، في العالم اجمع؟! فلو كانت(مادة) كيف يتاح لها اختراق كل هذه الابنية والجبال والحيطان والطائرات وغيرها دون ان تثقبها؟!
ان مشكلة(العلمويين: عباد العلم) لا تختلف عن مشكلة(عباد الدين) وجميع(اهل العقائد حديثة وقديمة) :
انهم يخلطون بين(الفرضيات) و(المثبوتات: القوانين). فهم بدلا ان يقولوا عن(الطاقة): بانها (قوة غير مادية ومجهولة ولا نعرف مصدرها وطبيعتها) رغم وجودها وتداخلها وتأثيرها على (المواد المحسوسة والمثبتة)، تراهم مثل جميع (العقائديين) فبركوا (لعبة لغوية) كي يضعوا (الطاقة) ضمن منطقهم العلموي المادي.
اهل العلم يسمونها(طاقة) والروحانيون يسمونها(روح)، لكن النتيجة واحدة: (قوى مجهولة غير مادية) متداخلة مع(المادة والطبيعة المحسوسة)، وبفضلها (يتحرك) الوجود المادي، وتحيا الكائنات.
ان هذا (الخطاب اللغوجي العقائدي) لـ(العلمويين) الذين يرفضون التواضع والقول:(نحن نجهل المجال الفلاني)، هو سائد في جميع (طروحاتهم العلموية الجازمة) التي هي بحقيقتها (فرضيات لم تثبت مختبريا)، لكنهم حولوها الى مقدسات اكثر من القوانين المثبة).
اكبر أمثلة:( نضرية دارون: الاصل القردي للآنسان)، و(نضرية الانفجار الكوني: Big Bang)، التي اصبحت (حقائق مقدسة بلا جدال)، ووصم غير مصدقيها بـ: ( الرجعيين المتخلفين المتحجرين.. الخ)، بدلا ان يقولوا بكل بساطةو(ديمقراطية؟؟!!: (نحن نجهل اصل الانسان والكون، وأن جميع الاحتمالات واردة، بما فيها وجود خالق مجهول)؟!
نعم، هذه مشكلة البشرية منذ فجر تاريخها: غريزة التقديس والتعصب للفكرة التي نؤمن بها، لحد الخداع والقسر واحتقار المخالفين!
#سليم_مطر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟