أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نصر الرقعي - مأساة (ريان) بين القلب والعقل !!؟














المزيد.....

مأساة (ريان) بين القلب والعقل !!؟


سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)


الحوار المتمدن-العدد: 7154 - 2022 / 2 / 6 - 08:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هؤلاء العرب، وأعني بهم هؤلاء القوم الناطقين بالعربية، فرقتهم الانظمة العربية وكرة القدم وثورات الخريف العربي والاسلاميين ووحدهم تعاطفهم مع مأساة هذا الطفل (ريان) ذي الوجه الملائكي الذي سقط، على حين غرة، أو حين اهمال، في بئر فاغرة فمها كثعبان ضخم جائع رابض في بلدة نائية من ذاك العالم العربي الكبير والمنكوب!

واليوم، وفيما كنت أتأمل بحزن وأسف وجهه البرئ بعد ان فارقت روحه الطاهرة هذا الجسم المكلوم وهذا العالم العربي البائس رأيت على وجهه تلك الانفعالات الطفولية التي كانت تبدو على وجه طفلي الوحيد (نصر) حينما كان (يزعل) مني لسبب ما او حين يشعر بخيبة امل حينما لا أنفذ له ما يريد !، فيمطط شفتيه للامام تعبيرًا عن ذلك الزعل الطفولي الخالي من كل حقد وظغينة، ذلك الانفعال الطفولي الذي يأسر قلوب الاباء ويدفعهم الى الاستجابة لطلب قرة اعينهم من شدة الشفقة والحنان!.... هذا ما رأيته في وجه (ريان)! ... إنه طفل (زعلان)!!

حينما نظرت الى وجه (ريان) بعد رحيله ترقرقت في عيني دمعة مريرة، دمعة خرجت عن نطاق السيطرة وحاولت ان تتمرد على قوانيني الصارمة القديمة التي اتخذتها منذ هروبي الكبير من جحيم بلادي (ليبيا) عام 1995 لكنني ما إن رأيتها، اعني تلك الدمعة المتمردة، وهي تحاول التملص من تلك القوانين العقلية الصارمة حتى اسرعت الى مسدسي واطلقت عليها الرصاص بلا تردد ولا شفقة واخمدت انفاسها في مهدها !!، اذ انني منذ مغادرة بلادي بتلك الصورة الاضطرارية قررت ان اعيش بلا دموع!!... فقوانيني الصارمة يمكن أن تسمح لقلبي ان يبكي بمرارة على وطني وقومي العرب وعلى كل دواعي البكاء كما يشاء، كل دواعي البكاء في حياتي الخاصة او العامة، في الماضي منذ سقوط غرناطة، وفي الحاضر منذ سقوط بغداد، فقوانيني العربية الصارمة تسمح لقلبي العربي بالبكاء كما يشاء ولكن لا تسمح لعيني العربية بسكب اية دمعة بعد كل تلك الدموع التي سكبتها في غرفتي وحيدًا في (السودان) وداعًا لعالمي الطفولي القديم ووطني العربي المنكوب!!..... ومع ذلك، وبصراحة، فإنني وحيال مأساة هذا الطفل المسكين (ريان) لم يكف عقلي عن طرح السؤال الجدي والكبير الذي ظل يصرخ في راسي بغضب في جنون : ((من المسؤول !!!؟؟)) ام ليس هناك من مسؤول!؟؟... كيف تم ترك تلك الحفرة الخطيرة والمهجورة بدون غطاء !!؟؟ وكيف تم ترك طفل بهذا العمر يلهو بقربها بلا اهتمام وخوف وحذر !!؟ أين مسؤولية الاباء عن الأبناء؟؟!! ومسؤولية الكبار عن الصغار !؟؟ هل هي مشكلة وعي ام مشكلة ضمير أم مشكلة غياب الشعور بالأمانة والمسؤولية!؟؟ ... هذا هو السؤال الجدي والكبير الذي طرحه عقلي بعد أن افرغ رصاصته القاتلة في تلك الدمعة المتمردة في مهدها بشكل صارم حفاظًا على النظام العام في نفس هذا العربي المهاجر الذي قرر في ساعة غضب ان يفرد جناحيه ويحلق في ارض الله الواسعة بعيدًا عن وطنه العربي الكبير المنكوب، ولكنه، حينما استقر به المقام في بلد (الفرنجة والعلوج)، وفتح حقيبته ليرتب محتوياتها في خزانة غرفته اكتشف بأنه كان، ومن حيث لا يدري، قد حمل معه في قلبه وعقله كل هموم واحلام وآلام ذلك الوطن العربي الكبير والمنكوب!!... وأدرك عندها أنه كان قد فر بجسمه فقط بدون روحه، وأنه في غمرة غضبه واستعجاله الرحيل ترك روحه من خلفه يهيم بين اطلال وطنه القديم !!
تصبحون على وطن.
**********



#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)       Salim_Ragi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلمة عن الأمازيغية !؟
- هل الاخذ ببعض القوانين الوضعية الأجنبية في بلادنا المسلمة حر ...
- ما يحدث في تونس واضح كالشمس!؟
- الاقتصاد التركي كبير الحجم لكنه هش !!؟؟
- قوة -اسرائيل- المزعومة على المحك!
- قناة الجزيرة والذكرى الثالثة لتصفية الخاشقجي!!؟
- عن وفاة ملكة بريطانيا!؟
- الغرب ومشكلة ايران، عاجزون أم لا يريدون!؟
- يا ليت فيروس الجوع كان مُعديًا مثل كورونا!
- تغيير السعودية سياساتها الداخلية والخارجية امر يبشر بالخير
- عن الإباحية والمثلية ومدى علاقتها بالكبت والحرية!؟
- اختلطت عليه الأمورُ!؟ قصيدة مسموعة
- ما الفرق بين (السلطة للشعب) و(سلطة الشعب)!؟
- هل هو انسحاب أمريكي من السعودية ام هو ابتزاز!؟
- قطر تبحث عن نصر سياسي واعلامي في أفغانستان!؟
- طالبان والحكم المركزي وعلاقة المركزية بالديكتاتورية؟
- اوروبا تعترف بأن المتغطي بالأمريكان عريان!
- هل انتهت القومية العربية!؟
- الواضح وغير الواضح في احداث افغانستان!؟ (محاولة للفهم!)
- الفيسبوك وسياسة التحذير!؟


المزيد.....




- آخر تطورات مفاوضات غزة.. وفد حماس يسلم رده ويغادر القاهرة وم ...
- نائب مستشار ألمانيا: التعدي على السياسيين مشكلة تخصنا جميعاً ...
- -زعموا أنه يدعو للإلحاد-.. تحذير أزهري من مركز -تكوين- في مص ...
- بوتين يحقق أمنية الطفلة ماشا من ماكييفكا ويهديها جروا صغيرا ...
- غالانت يعلن تأييده للمقترح المصري بشأن صفقة وقف الحرب في غزة ...
- سيناتور روسي يتحدث عن أهمية بلدة أوشيريتينو في دونيتسك في تق ...
- لافروف: لا أحد في الغرب جاد في التفاوض لإنهاء الحرب في أوكرا ...
- جدل حول إجراءات قمع الطلاب في أمريكا
- لافروف يوضح سبب مشاركة بعض الدول في مؤتمر سويسرا لبحث الأزمة ...
- بمشاركة نخبة من المفكرين والأكاديميين العرب.. انطلاق منتدى ت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نصر الرقعي - مأساة (ريان) بين القلب والعقل !!؟