أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمادة جبر - الرقمنة والخصوصية في الصين














المزيد.....

الرقمنة والخصوصية في الصين


حمادة جبر
(Hamada Jaber)


الحوار المتمدن-العدد: 7152 - 2022 / 2 / 3 - 11:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد زرت الصين بدعوة من "المعهد الوطني الصيني للاستراتيجية الكونية"، للمشاركة في مؤتمر "مستقبل مشترك للبشرية" الذي عقد في مدينة شنغهاي في شهر تشرين ثاني/نوفمبر 2019. عند الوصول، انتابني شعور بالضياع، فكما هو معروف، التطبيقات التي اعتدنا على استخدامها مثل فيسبوك، يوتيوب، وخدمات جوجل وغيرها ممنوعة في الصين. أما المواطنون الصينيون، فلديهم تطبيقات بديلة شبيهة بتلك التي نستخدمها، حتى أن تطبيق "تيك توك" الصيني، يوجد له نسخة خاصة بالصين. أما أشهر تلك التطبيقات، هو تطبيق “we chat”، وهو تطبيق متعدد الوظائف مثل التراسل الفوري، التواصل الاجتماعي ووسيلة للدفع. تتقدم الصين على كل دول العالم بتميزها واعتمادها على التكنولوجيا الرقمية. وقد ساعد في ذلك توجهات الحكومة الصينية الرقمية وشغف الشعب الصيني بالتكنولوجيا. ففي الصين، بالإضافة إلى التسوق من المتاجر الالكترونية عبر الانترنت الذي تقوده الصين، تتم معظم عمليات الدفع في المتاجر التقليدية الكترونياً، لدرجة أن هناك متاجر لا يمكنك الشراء منها إلا عن طريق الدفع بالموبايل كما حدث معي في إحدى المقاهي في شنغهاي. كذلك تقود الصين قطاع منصات الدفع الالكترونية وأشهرها منصتا "علي باي" التابعة لشركة علي بابا ومنصة "وي شات".
نظام الائتمان الاجتماعي:
قام فنان صيني بإحصاء ودراسة الزوايا التي تغطيها كاميرات المراقبة المنتشرة في العاصمة بكين، وذلك لمعرفة إن كان بإمكانه تخطيها. وكانت النتيجة بأنه إذا أراد قطع مسافة كيلو متر واحد دون أن ترصده الكاميرات، عليه المشي لمدة ساعتين. فالحكومة الصينية تدعم بكل الوسائل الممكنة التوجهات الرقمية وإنترنت الأشياء، حيث أنها تعمل على إنشاء نموذج رقمي لسلوك كل فرد من خلال "نظام الائتمان الاجتماعي" الذي بدأت بتطبيقه عدة مقاطعات ومدن. يعتمد هذا النظام على تحليل البيانات الضخمة التي تغذيها الأجهزة الذكية المتصلة ببعضها البعض. أما كاميرات المراقبة، فهي كاميرات ذات قدرات خارقة، فهي تستطيع التعرف على آلاف المارين في شارع مزدحم في وقت واحد، وذلك من خلال تقنية التعرف على الوجوه. وبالرغم من أن تقنية التعرف على الوجوه تعرضت لنكسة مع بدء جائحة كورونا، حيث أدى ارتداء الكمامات إلى تعطل تلك التقنية. استطاعت الصين خلال شهر واحد من إعادة برمجة التقنية بحيث أصبحت قادرة على التعرف على الوجوه حتى مع وجود الكمامات.
يقوم النظام بمنح المواطن عدد من النقاط لكل سلوك إيجابي يقوم به، وبإمكان المواطن استبدال تلك النقاط بامتيازات أو حتى للتسوق. من السلوكيات الإيجابية التي يمنح بموجبها المواطن النقاط: دفع الضرائب بموعدها، تسديد القروض، التبرع بالدم، استخدام المواصلات العامة أو سيارات صديقة للبيئة، ممارسة الرياضة. أما السلوكيات التي يعاقب عليها المواطن فهي مثل: مخالفات السير، الحجز في مطعم وعدم الذهاب، رمي القمامة في غير مكانها أو عدم فصلها، عدم زيارة الوالدين. لا يتوقف النظام عند هذا الحد، بل إن تحليل البيانات الضخمة بالذكاء الصناعي والخوارزميات، سيكون الناظم قادراً على توقع سلوك الفرد والتصرف على أساسه. كذلك باستطاعة النظام اتخاذ قرار خلال ثواني بمنحك قرضاً أو لا. أو مثلاَ تحديد قيمة قسط تأمين السيارة أو التأمين الصحي.
الخصوصية:
لا شك أن التقدم الرقمي وإنشاء نموذج سلوك رقمي لكل فرد يتعارض مع خصوصية الأفراد. لكن في الصين، تحظى الحكومة والشركات بثقة الأغلبية الساحقة للصينيين. ففي استطلاع "إيدلمان" لمقياس الثقة في الحكومات الذي أجري في 28 دولة في شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، حيث سئل المستطلعين إن كانوا يثقون بحكوماتهم، تصدرت الصين القائمة بنسبة 91%، مقابل 39% للحكومة الأمريكية و37% لحكومة روسيا. كذلك في نسبة الثقة في قطاع الأعمال والشركات، تصدرت الصين بنسبة 84%، مقابل 49% للولايات المتحدة الأمريكية و43% لروسيا.
إن طبيعة النظام السياسي في الصين القائم على نظام الحزب الواحد وتوجهاته الرقمية، والشركات العملاقة في القطاع الرقمي وشغف الشعب الصيني الكبير في التكنولوجيا، والطبقة الوسطى التي تخطت عتبة النصف مليار من أصل 1.4 مليار مواطن، مع الثقة الكبيرة في الحكومة، تجعل من الصين بيئة مثالية لمجتمع رقمي بكل مزاياه ومهما كانت عيوبه.



#حمادة_جبر (هاشتاغ)       Hamada_Jaber#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إعادة الحياة لنهر الأردن والبحر الميت
- فلسطين: شغور منصب الرئيس
- هل أخطأ مروان الرغوثي؟
- قوى اليسار الفلسطيني بين صراع البقاء وفرصة القوة الثالثة الم ...
- الانتخابات الفلسطينية: تقارب المأزومين وفرصة البديل
- إلى الاتحاد الأوروبي ودوله: كفى مراوغة!
- المشهد السياسي الفلسطيني: ما بين التصفية والبديل الثوري
- الانتخابات الفلسطينية: لا لنظام التمثيل النسبي الكامل
- دولة واحدة أو دولتان: الطريق واحد
- في المقهى..
- إن كان لابد من بقاء السلطة وإجراء انتخابات
- الفلسطينيون في موقع المبادرة: حل السلطة وتبني استراتيجية حل ...
- وزير الحب!!
- أتريد بأن تكون نفساً؟؟!!
- بلاهة مصطنعة!!
- لمن يريد الخلود!!
- شظايا قلب!!
- سوء مطابقة !؟
- محطات سماوية !!
- حوار بين حبيبين


المزيد.....




- أخذ -منعطفًا خاطئًا-.. سيارة رجل مسن تعلق على السلالم الإسبا ...
- الموقف من -اغتيال خامنئي وقلب نظام إيران-.. الكرملين يعلق بر ...
- طاقم CNN يرصد نشاطًا جويًا متزايدًا في سماء طهران.. شاهد ما ...
- عشرات القتلى في غزة جراء الغارات الإسرائيلية الأخيرة
- تحديث مباشر.. نتائج ضربة إيران بإسرائيل وتصريح جديد لنتنياهو ...
- أثناء استعراض مراسل CNN لأضرار هجوم إيراني على الهواء.. سقوط ...
- ما هو الدور المحتمل لبريطانيا إذا انخرطت واشنطن في الصراع ال ...
- موقف ألمانيا من نزاع إسرائيل وإيران في ضوء القانون الدولي!
- بيسكوف: الحديث عن اغتيال خامنئي أمر غير مقبول
- نهاية العالم بين -أم الحروب وأم أمهات القنابل-!


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمادة جبر - الرقمنة والخصوصية في الصين