أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - العفيفي فيصل - بين الأمراض النفسية والرقية الشرعية














المزيد.....

بين الأمراض النفسية والرقية الشرعية


العفيفي فيصل

الحوار المتمدن-العدد: 7152 - 2022 / 2 / 2 - 16:44
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


احد الرقاة (من المملكة العربية السعودية) وبعد عدة سنوات من ممارسة العلاج بالرقية ووقوفه على عدد من الحالات الغريبة، انتهى يوما الى بحث اكاديمي في طب النفس يتناول موضوع نوبات الصرع الناجمة عن انفجار عنيف لمكبوتات قديمة (تسمى علميا بعُصاب ما بعد الإصابة)، ولاحظ أن أصحابها لهم نفس سلوكات مرضاه (القلق والتوتر والكرب بلا سبب واضح، الوسواس، الأرق، العزلة وعدم القدرة على التعامل مع الناس إيجابيا فتجده سريع الغضب والانفعال والعدوانية لأتفه الأسباب، الاحتقان ...الخ)، وأثناء العلاج تظهر عليه أيضا نفس أعراض العلاج بالرقية (فقدان الوعي الجزئي، التحديق في الفضاء، التشنج العضلي، كثرة حركة اليدين، تغير نبرة الصوت والكلام غير المفهوم ...الخ)، عندها أدرك هذا الراقي أن المريض يُخرِج مكبوتاته النفسية العميقة باجترارها في شكل سلوكات جسدية في حالة وجود المؤثر الذي هو يؤمن به وبعد تنفيسها يشعر بالراحة (الشفاء)، ثم بعد زمن تعود له أعراض مرضه من جديد فيعود باحثا عن ذلك المؤثر (الراقي عند المسلمين والكاهن عن المسيحيين)، عندئذ قرر الراقي القيام بتجربة وعلى إثرها سيتخذ قراره، قام بالقراءة على كل مريض زاره مقالة من جرائد كانت عنده ولكن بنفس طريقة ترتيل القران فكانت المفاجأة إذ لاحظ نفس التجاوب وكأنه يرقيهم بالقرآن، عندها فَهِم لماذا يحدث نفس الشيء أيضا في المسيحية باسم المسيح وهكذا !!، المهم هذا الراقي أنشأ جمعية لإرشاد الناس وتوعيتهم حتى لا يقعوا فريسة بيد الدجالين ولتحسيسهم على ضرورة التوجه لأطباء النفس والأمراض العصبية وأن هذا ليس عيبا (في مجتمعنا يعتبر من التابوهات حيث يُنعت من يعالج عند الطبيب النفساني او طبيب الأعصاب بالمعقد والمختل عقليا ولهذا يفضلون دكاكين وبيوت الرقاة). أما إذا عدنا للقرآن الكريم، فقوله تعالى" وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ" يعتبر لغة من المجاز الذي يشير الى اتخاذ أيوب مثلا وأسوة في الصبر على أذى قومه والالتجاء إلى الله في كشف الضر (لا سلطان للشيطان على عباد الله المخلصين)، وقوله تعالى أيضا "لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ" كذلك من المجاز وهو خطاب مشهور في لسان العرب، وقد أشار إلى هذا بعض علماء التفسير كالزمخشري في الكشاف، ويبقى من العجب أمر الذين اتخذوا مثل هذه النصوص الدينية برهانا على ما لا برهان عليه نصا وعقلا وعلما وهم سواء عمدا أو من غير تعمد يزيدون المريض مرضا، ويزرعون أكثر في المجتمع ثقافة الجهل والدجل والابتعاد عن العلم الحقيقي، كما يشوهون صورة الدين.



#العفيفي_فيصل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الكنيست يصوت على تعديل مصطلح -الضفة الغربية- إلى -يهودا والس ...
- حرب غزة وتداعياتها.. هل أثرت على الأقلية اليهودية في تونس؟
- الاضطرابات تجتاح أكبر دولة إسلامية في العالم.. فما الذي يجب ...
- الموصل تستعيد رموزها التاريخية: افتتاح الجامع النوري والحدبا ...
- استنكار واسع في بلجيكا بعد إدراج طبيب كلمة -يهودية- ضمن قائم ...
- السوداني يفتتح رمز مدينة الموصل الجامع النوري ومنارته الحدبا ...
- بين الخلاف المحمود والمذموم.. كيف عالج الإسلام الاختلافات؟
- شاهد كيف استقبل مسيحيو سوريا افتتاح كنيسة القديسة آنا بإدلب ...
- السوداني يفتتح الجامع النوري والمئذنة الحدباء وسط مدينة المو ...
- أكسيوس: السفير الأمريكي للاحتلال يتبنى مصطلح -يهودا والسامرة ...


المزيد.....

- القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق ... / مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - العفيفي فيصل - بين الأمراض النفسية والرقية الشرعية