أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - غرور البشر















المزيد.....

غرور البشر


أحمد صبحى منصور

الحوار المتمدن-العدد: 7149 - 2022 / 1 / 30 - 17:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مقدمة :
المفهوم عندنا أن ( الغرور / المغرور ) مرتبط بالفخر والخيلاء والتكبر . هذا يأتى معناه فى مصطلحات قرآنية مثل ( فرح ، مرح ، مختال ، فخور ). أما ( الغرور ) فمعناه مختلف فى القرآن الكريم . نتعرف عليه هنا :
أولا : الغُرور ( بضم الغين )
( غُرور الدنيا ) : خداع الحياة الدنيا بمظاهرها
1 ـ ما على الأرض من زينة هو إختبار للناس ، أيهم سيقع فريسة لها ، و من سيرتفع عن عبادتها والهوس بها . وفى النهاية ستتدمر الأرض بزينتها . قال جَل وعلا :( إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً (7) وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيداً جُرُزاً (8) الكهف )
2 ـ لذا جاء الوعظ الالهى خطابا مباشرا للنبى محمد عليه السلام ألّا يتطلع الى زينة الدنيا وأصحابها المترفين ، وأن يُلزم نفسه بأصحابه المؤمنين الفقراء ، قال له ربه جل وعلا :
2 / 1 : ( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً (28) الكهف )
2 / 2 : ( وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى (131) طه )
3 ـ وجاء الوعظ لنا بأن:
3 / 1 : زينة الحياة الدنيا ( من المال والبنون ) فانية ، أما الذى يبقى فهو العمل الصالح ، قال جل وعلا :( الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً (46) الكهف ).
3 / 2 : متاع الحياة الدنيا ليس سوى غرور وخداع ، قال جل وعلا :
3 / 2 / 1 : ( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنْ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ (185) آل عمران )
3 / 2 / 2 : (اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وَفِي الآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ (20) الحديد ) وبدلا من التسابق على متاع زائل يجب أن يكون على الخير وعمل الصالحات ، قال جل وعلا فى الآية التالية : ( سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (21) الحديد )
4 ـ وتكرّر الأمر بالابتعاد عمّن ( غرتهم ) الحياة الدنيا مع التذكير بما ينتظرهم من سوء المصير . قال جل وعلا :
4 / 1 : (وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَذَكِّرْ بِهِ أَن تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللَّهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ وَإِن تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لاَّ يُؤْخَذْ مِنْهَا أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُواْ بِمَا كَسَبُواْ لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ) ( الأنعام 70)
4 / 2 : (وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَذَكِّرْ بِهِ أَن تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللَّهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ وَإِن تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لاَّ يُؤْخَذْ مِنْهَا أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُواْ بِمَا كَسَبُواْ لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ ) ( الأنعام 130)
5 : ( غرّتهم / غرّتكم الحياة الدنيا ) :فى غرورهم بالدنيا وتكالبهم عليها نسوا رب العزة جل وعلا وجحدوا بآياته واتخذوها هزوا. وفى اليوم الآخرة سيقال لهم إن الله جل وعلا نساهم لأنهم نسوا الآخرة .قال جل وعلا :
5 / 1 : عن يوم العرض على الله جل وعلا : ( وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا وَمَأْوَاكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (34) ذَلِكُمْ بِأَنَّكُمْ اتَّخَذْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ هُزُواً وَغَرَّتْكُمْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ لا يُخْرَجُونَ مِنْهَا وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (35) ( الجاثية 35)
5 / 2 : وهم فى النار : ( وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنْ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمْ اللَّهُ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ (50) الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ كَمَا نَسُواْ لِقَاء يَوْمِهِمْ هَذَا وَمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ )(الأعراف51 ).
6 ـ من عجائب كوكب المحمديين إدمان الحكام المستبدين بالمواكب ، الى درجة غرامهم بالتظاهر بافتتاح مشروعات وهمية ، يأتى فى موكب هائل الى حيث يوجد حائط مكتوب عليه إسم المشروع و تمجيد المستبد ، فيقص الشريط أمام الكاميرات وسط التهليل والتكبير ، ثم يعود به نفس الموكب ، وبهذا حقّق المراد ، وهو الموكب ، أما المشروع فهو الى نسيان ، و يتكرر إفتتاح نفس المشروع ، والموكب وقصّ الشريط ، والتهليل والتكبير ، ففى كوكب المحمديين كل شىء فيه يُنسى بعد حين . إنه الافتتان بالمواكب والمشروعات الوهمية التى تتكلف البلايين من أموال المستضعفين . التعبير القرآنى عن هذه المواكب هو ( تقلّبهم فى البلاد ) ، إذ كان للملأ الكافرين وقت نزول القرآن الكريم مواكب مُبهرة خادعة ، فقال رب العزة جل وعلا للنبى محمد عليه السلام : ( فَلا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلادِ ) ( غافر 4 )(لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُواْ فِي الْبِلادِ )( مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ (197) ( آل عمران 196 : 197 ) . وذكر رب العزة موكب قارون ونهايته حين خرج فى موكبه على قومه فى زينته (القصص 76 : 83 )
7 ـ المنافقون فى المدينة وضعاف الايمان حقدوا على المؤمنين بعد انتصار بدر فقالوا :( غَرَّ هَؤُلاءِ دِينُهُمْ ) (49) الانفال )، وحين حوصرت المدينة فى موقعة الأحزاب قالوا :( مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلاَّ غُرُورًا )( الأحزاب 12 ). ولكنهم هم الذين غرّهم الشيطان .! . ويوم القيامة سيكون بينهم وبين المؤمنين سور ، باطنه ناحية المؤمنين رحمة ، ومن ناحيتهم عذاب ، والأسباب كثيرة منها أنهم ( غرّتهم الأمانى ) وغرّهم بالله جل وعلا الشيطان ( الغرور ) . هذا جاء فى قوله جل وعلا : ( يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ (13) يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمْ الأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (14) الحديد )
8 ـ نزلت هذه الآيات فى مكة والمدينة ، ولكن أخطر المنافقين ــ وهم الذين مردوا على النفاق ــ سرعان ما تصدروا المشهد بعد موت النبى محمد عليه السلام ، وصاروا الخلفاء من بعده ، فأسّسوا الكفر العملى بالاسلام بالفتوحات الظالمة ، ثم تنازعوا حول ثرواتها فتحاربوا فيما يُعرف بالفتنة الكبرى . هناك من يتسابق سلميا حول متاع الدنيا وزينتها ، وهناك أكابر المجرمين الذين يتصارعون حول حُطام الدنيا فيسفكون الدماء ويسلبون الأموال ويسترقون الأبرياء . هذا ما فعله شياطين الانس : أبو بكر وعمر وعثمان وعلى وطلحة والزبير ومعاوية وعمرو بن العاص ..الخ .. ومن كان قبلهم ، ومن جاء بعدهم . يجمعهم أنهم عبدوا الشيطان الذى غرّهم بالدنيا ، فأنساهم الله جل وعلا واليوم الآخر . عليهم لعنة الله جل وعلا والملائكة والناس أجمعين .
9 ـ ندخل على :
الشيطان و ( غُرور ) أى خداع البشر
1 ـ بدأ إبليس بخداع آدم وزوجه فجعلهما يأكلان من الشجرة المحرمة ، فأهبطهما رب العزة جل وعلا من الجنة البرزخية الى الأرض المادية . قال جل وعلا : ( وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنْ النَّاصِحِينَ (21) فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ (22) الاعراف )
2 ـ وواصل الشيطان خداع و( إغراء ) بنى آدم ، يوحى اليهم ويوسوس لهم بوعود وأمانى كاذبة ، موجزها العصيان ودخول الجنة بالشفاعات . قال جل وعلا :
2 / 1 : ( وَمَنْ يَتَّخِذْ الشَّيْطَانَ وَلِيّاً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَاناً مُبِيناً (119) يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمْ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً (120) النساء )
2 / 2 : ( وَمَا يَعِدُهُمْ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً (64) الاسراء ).
2 / 3 : ومن ذلك أنه أوحى اليهم بأن النار لن تمسهم سوى أيام معدودة ، وآمنوا بهذا وإغتروا به . قال جل وعلا : (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ)(ال عمران 24 )
2 / 4 : فى كل ما سبق فإن غرور الشيطان وخداعه يجعل الانسان يتطاول على ربه جل وعلا الذى خلقه فسوّاه فعدله . قال جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6 ) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7) فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ (8)(الأنفطار ) .
3 ـ نحن لا نرى الشيطان ، ولكنه يرانا ( إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ ) (27) الأعراف )، لذا يستعين الشيطان بأعوانه الذين يقنعون العوام بأن الجثث البالية هى آلهة تنفع وتضر ، وللشيطان أعوان يوحى اليهم ، بأحاديث لا يُقال إنها من عند الشيطان ، ولكن يزعمون أنها وحى إلاهى ، فيصدقها ويؤمن بها العوام . ولذا فإن كبار أعوان الشيطان هم :
3 / 1 : الذين يذيعون وحيه على أنه وحى إلاهى . هم أعداء الأنبياء اصحاب الوحى الالهى الحقيقيى . وحيهم الشيطانى هو ( غُرور ) شيطانى مزخرف . قال جل وعلا : ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (112) الانعام ). وهذه الأحاديث الشيطانية تجد من يصغى اليها ويرضاها ويقترف الموبقات إعتمادا عليها ، قال جل وعلا فى الآية التالية : ( وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ (113) الأنعام ).
3 / 2 : الذين ينشرون الاعتقاد فى الجثث والجيف البشرية البالية ؛ يزعمون أن لها قدرة إلاهية على النفع والضرر فى الدنيا والآخرة . وترى الرّعاع والعوام من أتباعهم يتقاطرون على القبور المقدسة و ( الأعتاب المقدسة ) ضارعين راكعين ساجدين . كل ذلك بسبب وعود الشيوخ والأئمة لهم بالغرور من الوعد . قال جل وعلا يعظهم بمنهج عقلى :
3 / 2 / 1 : (قُلْ أَرَأَيْتُمْ شُرَكَاءَكُمُ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَابًا فَهُمْ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّنْهُ بَلْ إِن يَعِدُ الظَّالِمُونَ بَعْضُهُم بَعْضًا إِلاَّ غُرُورًا ) ( 40 ) فاطر )
3 / 2 / 2 : (أَمَّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ جُندٌ لَكُمْ يَنصُرُكُمْ مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ إِنْ الْكَافِرُونَ إِلاَّ فِي غُرُورٍ (20) الملك )
ثانيا : الغًرور ( بفتح الغين )
هذا وصف للشيطان إذ يعد الناس خداعا . الله جل وعلا يعد الوعد الحق ، والشيطان الغرور المخادع يعد الناس بالباطل . قال جل وعلا واعظا مُحذّرا :
1 ـ ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (5) إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ (6) فاطر )
2 ـ (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْماً لا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئاً إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (33) لقمان )
3 ـ ويوم القيامة سيتبرأ الشيطان من أتباعه وهم معه فى النار ، يعترف لهم أنه خدعهم ، إلا إنه لم يُجبرهم على تصديقه ، لذا عليهم أن يلوموا أنفسهم لا أن يلوموه : ( وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلاَّ أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِي مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (22) ابراهيم ).
أخيرا :
1 ـ متى يؤمن المحمديون بهذا القرآن الكريم ؟ نخشى عليهم من قوله جل وعلا : ( وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ (36) وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمْ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ (37) فاطر ).
2 ـ ودائما : صدق الله العظيم .!



#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المنهج القرآنى فى قصص أهل الكتاب
- الفصل الثامن عشر : التساوى بين الذكر والأنثى في : ( الآباء و ...
- الفصل السابع عشر : النساء ضمن مصطلحات ( رجل / مولود / طفل )
- الفصل السادس عشر : النساء ضمن مصطلحات ( الإنس والجن )
- الفصل الخامس عشر : النساء ضمن مصطلح ( بشر )
- الفصل الرابع عشر : النساء ضمن مصطلح ( حزب )
- الفصل الثالث عشر : النساء ضمن مصطلح ( قوم )
- الفصل الثانى عشر : النساء ضمن مصطلح ( أمة )
- الفصل الحادى عشر : النساء ضمن مصطلحات :( قرن / قرية / مدينة ...
- الفصل العاشر : النساء ضمن مصطلح ( فريق )
- الفصل التاسع : النساء ضمن مصطلح ( بعض )
- ( ضعف البشر في رؤية قرآنية ) : الكتاب كاملا
- الفصل الثامن : النساء ضمن مصطلح ( جميعا ) و ( كُل )
- الفصل السابع : النساء ضمن مصطلح ( عباد )
- الفصل السابع : النساء ضمن مصطلح ( عبد / عبيد / عابد )
- الفصل السادس : النساء ضمن مصطلح ( أحد )
- الفصل الخامس : التساوى فى النفس البشرية ذكرا وأنثى فى الأعذا ...
- الفصل الخامس : تساوى الأنفس البشرية فى الخلق والموت وقابلية ...
- الفصل الخامس : التساوى بين الذكر والأنثى في : ( النفس ) ( 1 ...
- الفصل الرابع : في الإسلام : تضمين المرأة فى خطاب ( بنى آدم ) ...


المزيد.....




- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - غرور البشر